آخر تحديث: 24 مارس 2024 - 10:33 صبقلم:جاسم الشمري قبل (21) عاما، وفي مثل هذه الأيّام، قَلَبت الولايات المتّحدة، ومَن معها من جيوش العالم، الحياة في العراق، ليجد الناس أنفسهم أمام احتلال أسود مُغلّف بديمقراطيّة (ورديّة)!ولكن، ما الذي جنيناه من الديمقراطيّة التي بشّرت بها واشنطن العراقيّين؟وبعيدا عن ثمار الديمقراطيّة، ألا يفترض أن نتساءل، أوّلا، أين هي تلك الديمقراطيّة على أرض الواقع، وبالذات كون ديمقراطيّتنا مختلفة عن ديمقراطيّات غالبيّة الدول!هُم يقولون إنّ الديمقراطيّة هي حُكْم الشعب، لكنّ ديمقراطيّتنا حُكْم مَن يَشترون أصوات غالبيّة الناس، وأصوات الفقراء المعدومين، والجائعين، والعاطلين!ديمقراطيّتنا بَنَت علاقات سياسيّة (شخصيّة ومصلحيّة) على حساب دماء، وحرّيّات وكرامة وأملاك الناخبين!ديمقراطيّة مُلئت بالدم والقتل، والاعتقالات، وظلمات السجون، والتهجير والغربة، والتَيْه في بلدان ما كنّا نتوقّع أن نخطو خطوة واحدة في أرجائها، وصرنا ننام ونصحو في أقطارها!ديمقراطيّتنا ساهمت في تقسيم المُقسّم وتجزئة المجزّأ، ولم تَحسم الجدل حول هويّة العراق، وحقوق غالبيّة المكوّنات الشيعيّة والسنّيّة والمسيحيّة والعربيّة والكرديّة والتركمانيّة وغيرهم من العراقيّين! وديمقراطيّتنا ضيّعت حقوق الأقليات، والكثير من العراقيّين، تحت حكم أحزاب وتحالفات لا ندري ماذا تُريد من الناس والعراق؟ديمقراطيّتنا جعلتنا أمام كيانات تَتشكّل في الليل وتنقسم على نفسها في الصباح!ديمقراطيّتنا مليئة باتّهامات التخوين، والعَمالة، والإرهاب بين الشركاء، وقتلت مفهوم الشراكة!وبعد (21) عاما من الديمقراطيّة وصلت الخلافات بين الحكومة الاتّحاديّة ببغداد وحكومة إقليم كردستان بأربيل إلى كسر العظم، وقد أثمرت، قبل أسبوع، عن تهديد حكومة الإقليم بعدم المشاركة في “انتخابات الإقليم، وتعليق مشاركتها في العملية السياسية”!في ديمقراطيّتنا هنالك كلام عن انسحاب لقوّات التحالف الدوليّ بقيادة واشنطن من العراق، بينما الواقع يؤكّد خلاف ذلك، والمحادثات بين الطرفين بخصوص الانسحاب قد تستمرّ لما بعد الانتخابات الرئاسيّة الأمريكيّة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

وأكّدت سفيرة واشنطن ببغداد «ألينا رومانوسكي»، يوم 14 آذار/ مارس 2024:”️ نحن نعمل على بناء جسور بين شعبي الولايات المتّحدة والعراق ستدوم لأجيال عديدة، وداعش لا يزال يُشَكّل تهديدا للعراق”!ديمقراطيّتنا خَلَت من حقوق الإنسان، والحرّيّة، وحقّ التعبير وغيرها من حقوق الحياة الأساسية!وديمقراطيّتنا خلقت نخبة مُزيّفة، وشهادات مزوّرة، ودرجات وظيفيّة وهميّة، وعلاقات إنسانيّة خاوية، وكلّ ذلك طمعا بالمناصب والأموال والجاه!وديمقراطيّتنا لم تعالج مشاكل أكثر من مليون مهجّر خارج العراق، ومثلهم من الذين استقرّوا في أوروبّا وأمريكيّا!هنالك، في ديمقراطيّتنا، مقاعد دراسيّة للأجانب في الجامعات العراقيّة بينما أبناء المهجّرين العراقيّين لا يملكون المال الكافي لدخول الجامعات في دول الجوار! ديمقراطيّتنا لم تحارب التنامي المذهل لأموال شخصيّات شابّة تملك ثروات طائلة بينما كانت قبل سنوات لا تملك قوت يومها!ديمقراطيّتنا لا تُحاسب مَن يعترف، وبعظمة لسانه كما يقال بحصوله على رَشَاوى من هذا الطرف أو ذاك، وتُحاسب، وبشدّة، مَن تضطرّه ظروفه، ربّما، لقبول هديّة من مواطن ما، لا تتجاوز حفنة دولارات، وكلامنا لا يُبرّر الرشوة بل لبيان الخلل في ميزان التعامل مع حالات متشابهة في التوصيف ومختلفة في العقاب!ديمقراطيّتنا جعلت نصف شباب العراق يضيعون في دوّامات المخدّرات، وقد أكّد وزير الصّحّة صالح الحسناوي يوم 7 آذار/ مارس الحاليّ أنّ “المجتمع يتعرّض لآفة المخدّرات بعموم المحافظات”!ديمقراطيّتنا أضاعت القيّم المجتمعيّة، وزرعت الطائفيّة في الأرجاء، وشَجّعت على كسر غالبيّة صور التراحم والترابط في المجتمع لدرجة أنّ أبا يبيع كِلْيَة ابنه وهو نائم بعد تخديره! ديمقراطيّتنا تُغلّس عن القوانين الديمقراطيّة الأصيلة، ومنها قانون حرّيّة التعبير، والتظاهر السلميّ، وغيرهما من القوانين المهملة في دهاليز البرلمان منذ سنوات!ديمقراطيّتنا جعلت العراق في مؤشّر المرأة والسلام والأمن في نسخته الرابعة لعاميّ 2023-2024، ضمن الدول العشر الأخيرة.ديمقراطيّتنا نمت في ربوعها الجريمة المنظّمة، وغسيل الأموال، والاتّجار بالبشر وبرزت فيها هشاشة (هيبة الدولة)، وأظهرت تراخي المنظومة الأمنيّة!في ديمقراطيّتنا تجاوز الدَّيْن الداخليّ العامّ حاجز الـ70 تريليون دينار نهاية 2023، وهو الأعلى منذ العام 2003!وديمقراطيتنا جعلت الأسبوع الماضي أسبوع الفضائح، حيث اكتُشِفت شبكة داخل الأجهزة العسكرية تبتز الضبّاط والسياسيّين عبر صفحات وهميّة على مواقع التواصل الاجتماعيّ! وأيضا اتّهام النائب السابق مشعان الجبوري لرئيس المحكمة الاتحادية القاضي جاسم العميري بأنّه هدّده بإنهاء عضويته بمجلس النوّاب ما لم ينسحب من التحالف الثلاثيّ!وأخيرا فضيحة عميد كلّيّة الحاسوب في جامعة البصرة، وانتشار بعض الصور بأوضاع “مخلّة” مع طالبة التقطت بكاميرا نُصِبت داخل مكتبه!ديمقراطيّتنا تركت الأنقياء في حيرة من أمرهم، فهم لا يعرفون كيف تُدار الأمور؟هذه بعض صور الديمقراطيّة العراقيّة في العام الأخير، ولم نذكر الكوارث الماضية لأنّ ” قادة الديمقراطيّة” لا يحبّون ذكر الماضي القريب، ويريدون تلميع الحاضر، ولكنّه، ورغم اختلافه النسبيّ عن الأمس القريب، بحاجة إلى مزيد من العمل، والحياديّة، والتضحيات لبناء دولة المواطنة بعيدا عن المحسوبيّة، والمصالح الحزبيّة والشخصيّة!لنطبّق الديمقراطيّة بشفافيّة وصدق حتّى نحصد بعض ثمارها الحقيقية في العراق!

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الدیمقراطی ة دیمقراطی ة غالبی ة

إقرأ أيضاً:

بحضور الأحزاب والكيانات السياسية.. الجيل الديمقراطي ينظم سحوره السنوي

نظم حزب الجيل الديمقراطي حفل سحوره السنوي بحضور كبير من النخب السياسية والتنفيذية ورموز العمل العام.

 حزب الجيل الديمقراطي ينظم حفل سحوره السنوي

حضر الحفل وزير الشئون النيابية المستشار محمود فوزي ونائب رئيس حزب مستقبل وطن والأمين العام احمد عبد الجواد والدكتور هيثم الشيخ مقرر تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين والنائب محمود سامي نائب رئيس حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي ورئيس الهيئة البرلمانية للحزب، والدكتور ابراهيم الشهابي عضو مجلس أمناء تنسيقية شباب الاحزاب والسياسين ونائب رئيس حزب الجيل الديمقراطي والدكتور محمد موسي عضو مجلس أمناء تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين ، و الدكتور بلال حبش عضو مجلس أمناء تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين ، والدكتور محمد منصور رئيس حزب النور و النائب احمد السجيني رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب والنائب محمد صلاح أبو هميله الأمين العام لحزب الشعب الجمهوري ورئيس الهيئة البرلمانية للحزب ، والنائب علاء عابد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب ، والدكتور شريف الجابري وكيل لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشيوخ ، والدكتور باسل عادل رئيس حزب الوعي ، الدكتورة جيهان مديح رئيس حزب مصر أكتوبر ، والنائب عمرو درويش رئيس الهيئة البرلمانية لتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين ، والنائب محمد عبد العزيز وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب ، والنائب عصام هلال عفيفي عضو مجلس الشيوخ ونادر الخبيري عضو مجلس النواب والنائب محمد إسماعيل عضو مجلس النواب والأستاذ عصام شيحه عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان والأستاذ كرم جبر رئيس المجلس الاعلي لتنظيم الإعلام السابق ، ولفيف من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ وقيادات الأحزاب السياسية وعددا من رؤوساء تحرير الصحف والمواقع الإخبارية.

مصلحة الوطن والمواطن 

وأكد ناجي الشهابي رئيس الحزب أن الحزب يضع مصلحة الوطن والمواطن في مقدمة أولوياته ، ويعمل جاهدا علي تحقيق رؤيته في التنمية والإصلاح والتقدم ، وان لقاءنا اليوم فرصة ثمينة لتعزيز العلاقات وتبادل الأفكار ومناقشة تطلعاتنا المشتركة ، مستهلمين من روح رمضان وانتصاراته معاني الصبر والعزيمة والإخلاص في العمل.

وأوضح الشهابي إن الحزب يري أن دور الأحزاب السياسية لا يقتصر علي الحضور الانتخابي والنيابي فقط بل هو دور يمتد ليشمل العمل علي صياغة سياسات واضحة وفعاله تساعد صناع ومتخذي القرار علي معالجة هموم المواطن اليومية وبما يوفر له فرصة حياة كريمة في ظل دولة قوية وعادلة واننا في هذا اليوم لنؤكد التزامنا الكامل بمبادئنا الوطنية ولنعلن استمرارنا في النضال السياسي المسئول الذي يعلي مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وشدد رئيس الحزب علي تجديدنا للعهد بأن نبقي دائما صوتا وطنيا يعبر عن تطلعات الشعب ومدافعين عن حقوقه ، ومساهمين في بناء مستقبل مشرق لوطننا الحبيب حضر الحفل رؤوساء أحزاب الحركة الوطنية والإصلاح والنهضة والاتحاد والريادة وحقوق الانسان والمواطنة ، بالإضافة لممثلي عن تنسيقية شباب الاحزاب والسياسين وأحزاب مستقبل وطن والجبهة الوطنية والشعب الجمهوري وحماه وطن والوفد والمصري الديمقراطي، والعدل والتجمع والوعي والإصلاح والنهضة والاتحاد والإصلاح والتنمية وإرادة جيل ومصر بلدي والعربي الناصري وحقوق الانسان والمواطنة والاحرار الاشتراكيين وأبناء مصر وشباب مصر، كما حضر قيادات امانات حزب الجيل الديمقراطي بالقاهرة والجيزة والاسكندرية والبحيرة والسويس وسوهاج والدقهلية والمنوفية والغربية والمنيا واسوان واسيوط وقنا والشرقية والفيوم وكفر الشيخ والبحر الأحمر وبني سويف .

مقالات مشابهة

  • الديمقراطي الكردستاني يوجه انتقاداً جديداً للمحكمة الاتحادية
  • وصول المنتخب العراقي للبصرة استعداد لمواجهة نظيره الكويتي
  • مصدر أمني:الحشد الشعبي يحشد بأمر خامئني للدفاع عن إيران والحوثيين بالمال العام العراقي
  • التقسيم والدولة الشيعية: جدل جديد في الفضاء السياسي العراقي
  • بسبب إيلون ماسك.. سيناتور ديمقراطي يودّع "تسلا" في مشهد درامي
  • الأمم المتحدة تدين انتهاك حقوق الإنسان من قبل ميليشيا الحشد ضد العمال السوريين
  • السوداني للشيباني :احترام حقوق العلويين والمقدسات الشيعية بداية لعلاقة جيدة مع سوريا
  • بحضور الأحزاب والكيانات السياسية.. الجيل الديمقراطي ينظم سحوره السنوي
  • وزير الخارجية العراقي: نرحب باتفاق دمج قسد في المؤسسات السورية
  • حياد لبنان الإيجابي عن حروب الآخرين يحتاج إلى توحيد سياسته الخارجية