السومرية نيوز – أمن

حذرت منظمة أميركية من عملية عسكرية تنوي تركيا تنفيذها على الحدود وخاصة في جبل كارا خلال هذا الربيع، وتقول إنها تشكل خطراً على حياة 190 عائلة في 39 قرية، ويقول عضو في المنظمة إن العملية ستنفذ باستخدام الطائرات الحربية والمسيرات والمروحيات.
منظمة فرق صانعي السلام المجتمعي الأميركية (CPT) التي تهتم بالانتهاكات لحدود إقليم كوردستان من جانب تركيا وإيران، نشرت تقريراً بعنوان "الغلق التام للحدود: عملية ربيع 2024 العسكرية التركية في عمق أراضي إقليم كردستان"، ضم مجموعة معلومات عن العملية العسكرية التركية المتوقعة.



64 قاعدة عسكرية داخل أراضي إقليم كردستان
وجاء في تقرير فرق صانعي السلام المجتمعي الأميركية(CPT) : "بعد سبع عمليات عسكرية جوية وبرية للجيش التركي في الفترة بين كانون الأول 2017 ونيسان 2022، احتلت تركيا 86.2% من الحدود بين العراق وتركيا وبعمق 40 كم، وأنشأت 64 قاعدة عسكرية داخل أراضي إقليم كردستان".

وعن تفاصيل العملية العسكرية المتوقعة، قالت المنظمة: "تطمح تركيا من خلال عمليتها المتوقعة إلى السيطرة على سلسلة كارا الجبلية، والهدف من العملية هو إقفال الحدود بين إقليم كوردستان العراق وتركيا بصورة كاملة وإنهاء تحركات مقاتلي حزب العمال PKK وإنهاء تواجدهم في سلسلة كارا الجبلية بالكامل".

وحسب التقرير، تقوم تركيا حالياً بالإعداد للعملية العسكرية وفي هذه المرحلة تقوم بقصف القرى في محيط جبل كارا، "في مرحلة التمهيد للإعلان الرسمي عن العملية، شنت تركيا عمليات قصف عديدة وخلال أول 70 يوماً من سنة 2024، نفذت تركيا 141 عملية قصف ضمن حدود محافظة دهوك استهدفت 75 منها القرى المحيطة بجبل كارا".

وعن الهدف من الهجمات وعمليات القصف، قالت المنظمة الأميركية: "الضغط على أهالي القرى المحيطة بجبل كارا لإخلاء قراهم ما يسهل على تركيا تنفيذ عمليتها واحتلال مساحة أوسع من أراضي المنطقة".

وقالت المنظمة إن عمليات القصف التركية المذكورة أسفرت عن قتل أربعة مواطنين وإصابة آخر بجراح خطيرة.

ووصفت المنظمة جبل كارا بالمنطقة الستراتيجية "التي تعد الطريق الرئيس لحركة مقاتلي حزب العمال في المنطقة وتربط بين محافظتي أربيل ودهوك" إلى جانب "تحول كهوف ووديان هذه السلسلة الجبلية إلى ملاذ لتدريب واختباء عدد كبير من مقاتلي حزب العمال.

وحسب فرق صانعي السلام المجتمعي الأميركية (CPT) فإن ارتفاع جبل كارا عن مستوى سطح البحر يبلغ 2251م ويربط بين أقضية ميركة سور وعقرة والعمادية وزاخو لمسافة 38.9 كم وتوجد على سفوح الجبل 94 قرية بينها 55 قرية أخليت في 1996 نتيجة القصف والاجتياح التركيين للمنطقة وبقيت 39 قرية فقط في محيط الجبل.

عضو فريق كوردستان العراق لفرق صانعي السلام المجتمعي الأميركية (CPT)، كامران عثمان قال عن العملية: "تسمية العملية غير معلومة بعد، لكنها عموماً تأتي في إطار عملية (المخلب - القفل)، وتشير المعلومات إلى أن تركيا تنوي تنفيذ عمليات قصف بالطائرات الحربية أولاً ثم مراقبة المنطقة بالمسيرات لغرض إنزال جنودها على الجبل باستخدام مروحيات".

وأشار إلى أن الهدف من العملية التركية هو "السيطرة على جبل كارا والقضاء على تواجد حزب العمال في المنطقة".

وحذرت المنظمة من أن العملية التركية تهدد بنزوح 190 عائلة من القرى المحيطة بجبل كارا وإلحاق الضرر بأهالي المنطقة. وفي ختام تقريرها دعت فرق صانعي السلام المجتمعي الأميركية (CPT) حكومة إقليم كوردستان والحكومة العراقية والمجتمع الدولي إلى المبادرة لحماية أرواح سكان القرى والمواطنين المدنيين في محيط جبل كارا وجميع القرى الحدودية، بحسب ما نقلت "رووداو".

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: حزب العمال

إقرأ أيضاً:

استشراف الصيف القادم.. 22 ساعة متوقعة بلا كهرباء ولا حلول تلوح بالأفق

بغداد اليوم -  بغداد

يواجه العراق أزمة طاقة متصاعدة تهدد بانهيار شبكة الكهرباء، مع تحذيرات من توقف إيران عن تزويد البلاد بالغاز بحلول عام 2025، حيث كشف المقرر البرلماني الأسبق محمد عثمان الخالدي لـ"بغداد اليوم" عن هذه المخاطر، مشيرًا إلى أن إيران تعاني من أزمات داخلية وعقوبات دولية أعاقت قدرتها على تلبية احتياجات العراق من الغاز، الذي يعتمد عليه لتشغيل "30%" من محطات توليد الكهرباء. 

وتأتي هذه التحذيرات في وقت يعاني فيه العراق من انقطاعات كهرباء متكررة، خاصة في بغداد والجنوب، مما يهدد بإشعال غضب شعبي مع اقتراب فصل الصيف.

جذور الأزمة.. بين التبعية والإهمال 

يعتمد العراق بشكل كبير على الغاز الإيراني لتشغيل محطات توليد الكهرباء، حيث يستورد يوميًا نحو "50 مليون متر مكعب" من الغاز، تُستخدم لتشغيل محطات كهربائية حيوية مثل محطة "بسماية" جنوب بغداد، التي كانت تنتج "3,500 ميغاوات" قبل توقفها، ومحطة "الصدر" في العاصمة بقدرة "560 ميغاوات"، ومحطة "المنصورية" في ديالى بإنتاج "770 ميغاوات".  

لكن هذه الإمدادات تواجه تحديات جذرية، أبرزها الأزمة الداخلية في إيران، حيث تعاني طهران من نقص في إنتاج الغاز بسبب ارتفاع الاستهلاك المحلي خلال موجات الحر والبرد، إضافة إلى العقوبات الدولية التي أعاقت تحديث قطاع استخراج الغاز، مما أدى إلى انخفاض إنتاجها بنسبة "40%" خلال العقد الماضي. كما أن البنية التحتية القديمة لأنابيب نقل الغاز تتسبب في تسرب "15%" من الإمدادات قبل وصولها إلى العراق.  

وتتفاقم الأزمة بسبب عوامل داخلية في العراق، مثل أزمة المياه التي قلصت إنتاج سد الموصل من "755 ميغاوات" إلى "375 ميغاوات"، والفساد الإداري الذي أعاق مشاريع استثمار الغاز المحلي، رغم أن العراق يحرق "17 مليار متر مكعب سنويًا" من الغاز المصاحب للنفط، وفقًا لتقديرات البنك الدولي، مما يجعله ثاني أكبر دولة في العالم بعد روسيا في حرق الغاز.

تداعيات ميدانية.. بين الغضب الشعبي والانهيار الاقتصادي

أدت الانقطاعات المتكررة للغاز الإيراني إلى انهيار جزئي لشبكة الكهرباء في العراق، خاصة في بغداد والجنوب، حيث وصلت ساعات الانقطاع إلى "20 ساعة يوميًا" خلال صيف 2023 و2024، مع توقعات بتجاوزها "22 ساعة" في صيف 2025. 

وحذر المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى، في وقت سابق، من أن انقطاع الإمدادات الإيرانية سيتسبب في "كارثة حقيقية"، مشيرًا إلى أن المحطات المذكورة تعتمد كليًا على الغاز القادم من إيران، وأن أي انخفاض في التدفق سيؤدي إلى انهيار إنتاج الكهرباء.  

وتكبد العراق خسائر اقتصادية فادحة بسبب هذه الأزمة، حيث تُكلف استيراد الكهرباء من إيران نحو "4 مليارات دولار سنويًا"، بينما تُقدَّر خسائر القطاع الصناعي بسبب الانقطاعات بنحو 7% من الناتج المحلي الإجمالي. كما تهدد الأزمة بزعزعة استقرار حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، التي تعهدت بتحسين الكهرباء كأولوية، مع مخاوف من عودة احتجاجات 2019 التي اندلعت بسبب تردي الخدمات الأساسية.

استراتيجية الحكومة.. بين الطموح والتحديات

كشف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن خطة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز عبر استثمار الغاز المصاحب للنفط، الذي يُحرق العراق منه "17 مليار متر مكعب سنويًا". وتشمل الخطة مشاريع مشتركة مع شركات عالمية مثل "شل" في مشروع "باسراك" لالتقاط "700 مليون قدم مكعب يوميًا" من الغاز المحروق بحلول 2025، إضافة إلى التحول إلى الطاقة المتجددة عبر مشروع "المنظومة الشمسية" الذي يهدف لإنتاج "12,000 ميغاوات" بحلول 2030.  

لكن هذه الخطة تواجه عقبات جسيمة، منها معارضة كتل سياسية لشروط العقود مع الشركات الأجنبية، وتأخر إقرار الموازنات الاستثمارية بسبب الخلافات بين بغداد وإقليم كردستان. كما تعمل الوزارة على حلول بديلة، مثل تحويل بعض المحطات للعمل بالنفط الأبيض، رغم أن تكلفته أعلى بنسبة "300%" مقارنة بالغاز، مما يجعله حلًا مؤقتًا غير مستدام.

تحذيرات الخبراء وحلول مُقترحة

حذر الخبراء من تداعيات استمرار الأزمة، حيث أكد محمد عثمان الخالدي أن "العراق أمام خيارين: إما التحرر من التبعية لإيران عبر استثمار غازه، أو الغرق في أزمات لا نهاية لها". من جهته، أشار المتحدث الرسمي بوزارة الكهرباء أحمد موسى إلى أن الوزارة تعمل على حلول بديلة، لكنها مكلفة وغير مستدامة.  

ودعا الخبراء إلى إجراءات عاجلة، مثل توقيع عقود طارئة مع دول خليجية مثل قطر لاستيراد الغاز المسال، وإعادة تأهيل المحطات القديمة لتعمل بالطاقة الشمسية. كما اقترحوا إنشاء "هيئة وطنية للطاقة" للإشراف على ملف الغاز والكهرباء، وتعزيز التعاون الإقليمي مع دول مثل تركيا لزيادة إطلاق المياه نحو سد الموصل، والانضمام إلى "مشروع الربط الكهربائي الخليجي".

اختبار مصيري للحكومة والمواطنين

العراق يقف عند مفترق طرق: إما أن تنجح الحكومة في تحويل خططها الورقية إلى واقع ملموس، أو تواجه انفجارًا اجتماعيًا مع صيف قد تكون ساعات انقطاع الكهرباء فيه أطول من ساعات توفرها. التحديات جسيمة – من الفساد إلى البيروقراطية – لكن الثمن الأعلى سيدفعه المواطن العادي إذا تأخرت الحلول.

مقالات مشابهة

  • تقرير أوكراني: تحطم أول طائرة مسيّرة تركية من طراز “بيرقدار أكينجي” قرب العجيلات
  • المالكي يحذر من تكرار السيناريو السوري في العراق: الطائفيون يتحركون
  • استشراف الصيف القادم.. 22 ساعة متوقعة بلا كهرباء ولا حلول تلوح بالأفق
  • تقرير أمريكي: الكوريون الشماليون يتظاهرون بـالسل للنجاة من الجبهة الروسية
  • تقرير أمريكي: تكتيكات الحرب في البحر الأحمر ستفيد واشنطن في صراع محتمل مع الصين (ترجمة خاصة)
  • تقرير أمريكي: طاقم برج المراقبة لم يكن طبيعيًا وقت اصطدام الطائرتين
  • تقرير أممي يحذر من تزايد محاولات عبور اللاجئين السودانيين للمتوسط بسبب غياب الدعم
  • بعد زيارته للمنطقة.. مبعوث ترامب يتحدث عن عملية إعادة إعمار غزة
  • هزة أرضية بقوة 4.1 تضرب محافظة كركوك شمالي العراق
  • بعد قرار أمريكي مفاجئ.. الوقود أرخص في تركيا اعتبارًا من الغد!