يعكس حديث سليمان حسن، شاب فلسطيني، عن دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا"، أهمية هذه الوكالة في حياة الفلسطينيين عبر الأجيال.

غوتيريش منع المساعدات عن غزة مثير للغضب جوتيريش يرفض التهجير القسري للفلسطينيين ويؤكد دور "أونروا" في تقديم المساعدات لقطاع غزة

 ومع ذلك، تواجه الأونروا تحديات خطيرة نتيجة لتعليق مساهمات عدد من الدول الغربية، خاصة في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ودخول شهر رمضان.

حسب أدلة مقدمة من المتحدث باسم الأونروا، فإن الأوضاع في قطاع غزة تُصَنَّف على أنها "خطيرة"، مع مستويات سوء التغذية المرتفعة للأطفال دون سن العامين، والتي تبلغ 31٪ في شمال القطاع و28٪ في الجنوب.

أثناء شهر رمضان، تستمر الأونروا في تقديم المساعدات الإنسانية في المناطق المتضررة، ومع ذلك، فإن حجم المساعدات لا يتناسب مع الاحتياجات المتزايدة، خاصة في ظل ارتفاع الأسعار وتعطل الخط التجاري.

تعاني الأونروا من أزمة مالية خانقة بعد قطع مساهمات عدد من الدول، مما أدى إلى تعليق عدة برامج وتهديد بوقف عملياتها بشكل كامل في أبريل إذا استمر التعليق في التمويل.

من بين الدول التي قامت بتعليق مساهماتها في الأونروا تشمل الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا والسويد واليابان وسويسرا وكندا والمملكة المتحدة وأستراليا وهولندا وغيرها، وهذا يشكل نحو 66.22٪ من ميزانية الوكالة.

تتسبب هذه الأزمة في تدهور الخدمات الأساسية التي تقدمها الأونروا للفلسطينيين في الشرق الأدنى، وتهديد استمرارية حياتهم بشكل كبير.

 

 

‏الجيش الأوكراني: الدفاعات الأوكرانية تتصدى لـ43 هجوما جويا روسيا بالصواريخ والمسيرات حماس: الرد الإسرائيلي يقترح "آلية عودة بالقطارة" للنازحين إلى شمال غزة استئناف التمويل لوكالة الأونروا وتهديدات إسرائيل

مع بداية شهر رمضان، شهدت وكالة الأونروا تحسنًا في الحصار المالي الذي فرض عليها، بعد إعلان دول مثل السويد وكندا واستراليا والدنمارك استئناف دعمها المالي للوكالة الأممية. ومع ذلك، فإن تلك المساهمات تظل محدودة مقارنة بالدول المانحة الرئيسية.

يأتي هذا في سياق تصاعد التوترات بين الأونروا وإسرائيل، حيث اتهمت الأخيرة 12 موظفًا في الوكالة بالمشاركة في هجوم نفذته حماس. 

كما أدعت إسرائيل أن 10% من موظفي الأونروا في قطاع غزة ينتمون لتنظيمات مصنفة كإرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

في هذا السياق، قامت الأمم المتحدة بإنهاء خدمة 9 موظفين من الأونروا وجاري التحقق من هوية اثنين آخرين.

 وأمر الأمين العام للأمم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة لتقييم حيادية الوكالة.

وفيما يتعلق بموقف إسرائيل، يرى الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، أن ما تقوم به إسرائيل هو استهداف سياسي للأونروا بغض النظر عن القضايا الإرهابية المزعومة، محذرًا من أن ذلك يهدف إلى فرض ترتيبات سياسية واقتصادية لصالح إسرائيل، وذلك عبر استهداف أكبر وكالة إغاثية في غزة.

أصل القضية: لاجئو فلسطين والصراع الدائم

تعتبر قضية اللاجئين الفلسطينيين جزءًا لا يتجزأ من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. خلال نكبة عام 1948، نزح مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى الدول المجاورة، مما دفع الأمم المتحدة إلى اعتماد قرار رقم 194 الذي أكد حق العودة وتوفير تعويضات للمهجرين.

وبدأت وكالة الأونروا نشاطها في عام 1950 لمساعدة وحماية اللاجئين الفلسطينيين في العديد من المناطق. لكن على مر السنين، استمرت القضية عالقة، خاصة بعد احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة في عام 1967.

مع بداية التسعينيات، تم إطلاق مسارات سلام لحل الصراع، لكنها لم تحقق النجاح المطلوب، مما أدى إلى تعثر قضية اللاجئين. وبالتالي، لا تزال ملفات اللاجئين والقدس والمستوطنات والأمن تعتبر قضايا رئيسية دون حل.

تصاعد التوترات وتهديدات إسرائيل لوكالة الأونروا

منذ يناير، شهدت الأونروا توترات متزايدة مع تعليق الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية لدعمها المالي. بالإضافة إلى ذلك، تعرضت الوكالة لانتقادات حادة من إسرائيل، التي تطالب بإنهاء مهامها.

 

توترات ومواقف دولية حول أزمة تمويل الأونروا

يشير الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، إلى أن الأزمة الحالية تفوق حدتها ما شهدناه في عام 2018، حيث أقدم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب شخصيًا على تعليق المساعدات المالية.

 على الرغم من ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي رفض هذه الخطوة وبالعكس رحب بعقد مؤتمرات للضغط من أجل توفير الدعم المالي وسد الفجوة.

وأضاف الرقب في تصريحاته أنه شهدنا هذه المرة مواقف مفاجئة من عدد من الدول مثل فنلندا وسويسرا التي اعتمدت رواية إسرائيل دون الطلب من تشكيل لجنة تحقيق.

في أبريل 2021، قررت الولايات المتحدة الأمريكية تغيير موقفها بعد تولي الرئيس جو بايدن، وأعادت تمويل الأونروا، ولكن لا يزال موقف واشنطن غير واضح رغم كونها أكبر الممولين.

وفي ديسمبر 2022، وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على تمديد ولاية الأونروا حتى 30 يونيو 2026، بأغلبية ساحقة، رغم اعتراض إسرائيل، وامتناع عدد من الدول عن التصويت.

زيادة أعداد اللاجئين الفلسطينيين وتحديات الأونروا

وفقًا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وبيانات الأونروا، يصنف نحو 40% من الشعب الفلسطيني كلاجئين، ويبلغ عدد اللاجئين 5.9 مليون لاجئ، يعيشون في مختلف المناطق بما في ذلك القدس الشرقية والمخيمات في الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية.

على مدى 75 عامًا، زادت أعداد اللاجئين الفلسطينيين بشكل مستمر، حيث تجاوز عددهم في عام 1958 مليون لاجئ، وفي عام 2013 تخطت الأعداد 5 مليون لاجئ. وتستمر الأونروا في تقديم الخدمات لهم، رغم التحديات المتزايدة.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الأنروا وكالة الاونروا المساعدات تعليق المساعدات المساعدات لغزة اللاجئین الفلسطینیین الولایات المتحدة وکالة الأونروا عدد من الدول الأونروا فی فی عام

إقرأ أيضاً:

«الأونروا» تنشر خارطة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة

نشر مفوض وكالة “الأونروا” فيليب لازاريني، خارطة مفصلة تصور الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.

وأوضح لازاريني، بالخارطة، بالألوان “تصنيفات المنطقة العسكرية والتي تقسم إلى “مناطق عالية الخطورة” وإلى “مناطق تلقت أوامر بالإخلاء” بسبب خطورتها العالية، كما أظهرت الخارطة انهيار النظام المدني في مناطق القطاع وتحولت إلى “عالية الخطورة” مشيرا إلى “مناطق مرور المساعدات الإنسانية” التي تتطلب التنسيق مع الجيش الإسرائيلي”.

كما ظهر في الخارطة، “مناطق “إمكانية الوصول إلى المساعدات الإنسانية”، والطرق البديلة من وإلى معبر “كرم أبو سالم” التي يغلقها الجيش الإسرائيلي حاليا أو أنها أصبحت “غير صالحة للاستخدام” بسبب الهجمات الإسرائيلية، وفي الخارطة أيضا ظهرت نقطة الانتظار التي تقف فيها قوافل المساعدات “الضوء الأخضر” من الجيش الإسرائيلي قبل التوجه إلى نقطة التفتيش”.

 وطالب لازاريني، في حسابه على منصة “إكس”:  “بوقف إطلاق النار ومحاسبة المسؤولين عن هذا الدمار”.

وكتب: “80% من مناطق قطاع غزة أصبحت مصنفة عالية الخطورة حيث يضطر الناس فيها إلى الفرار بحثا عن أساسيات الحياة وخاصة الأمان المفقود”، وأضاف: “إن سكان القطاع محاصرون دون أي مكان آمن يذهبون إليه”.

وتابع لازاريني: “في شمال قطاع غزة، لا يزال السكان تحت حصار مطبق. يركضون للنجاة بحياتهم في حلقات مفرغة ومحرومون من وصول المساعدات الإنسانية إليهم لأكثر من 40 يوما حتى تاريخ اليوم”.

وقال المفوض العام لـ”الأونروا”: “في جميع أنحاء غزة، أصبح تسليم المساعدات الشحيحة أصلا والمسموح بها، أمرا معقدا للغاية لأسباب عديدة منها الطرق غير الآمنة”.

وأضاف لازاريني: “لقد تم تدمير النظام المدني هناك، وبالإمكان إعادة تأسيسه من خلال وقف إطلاق النار إضافة إلى المساءلة”.

هذا وارتفع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة لليوم الـ412 إلى 44056 قتيلا و104268 جريحاً.

latest map from @ochaopt ????

80% of the #Gaza Strip is now high risk areas where people are forced to flee in search for the basics especially the nonexistent safety.

They are trapped with no safe place to go.
In northern Gaza, people remain under a tight siege. They run for… pic.twitter.com/CBNXsIn7Mg

— Philippe Lazzarini (@UNLazzarini) November 21, 2024

مقالات مشابهة

  • وكالة السودان للانباء تجري استطلاعات وسط المشاركين في المؤتمر الاقتصادي الأول لمواجهة تحديات الحرب
  • «الأونروا» تنشر خارطة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
  • هكذا تدعم إسرائيل اللصوص المسلّحين الذين يهاجمون شاحنات الأمم المتحدة في غزة
  • الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
  • الدول الغربية تقدم قراراً يدين إيران بعدم تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
  • الأونروا: قيود إسرائيل تعرقل الاستجابة الإنسانية في غزة
  • خمسا المساعدات لأوكرانيا تأتي من الولايات المتحدة.. وهذه أكبر الدول الداعمة لكييف
  • الأونروا لـCNN: نهب نحو 100 شاحنة مساعدات في غزة.. ونحذر من انهيار القانون
  • في بيانها الختامي.. مجموعة العشرين تدعم حل الدولتين وتطالب بزيادة تدفق المساعدات لغزة
  • مفوض الأونروا: لا بديل للوكالة بغزة سوى تحمل إسرائيل المسؤولية