واشنطن تنفي تورط كييف بهجوم موسكو وزيلينسكي: بوتين سيستغل الوضع لصالحه
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
نفت واشنطن أن تكون أوكرانيا ضالعة في الهجوم المسلح الذي أوقع عشرات القتلى في صالة حفلات موسيقية بإحدى ضواحي موسكو أول أمس الجمعة، فيما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين يحاول تحميل بلاده مسؤولية الهجوم و"سيستخدم الوضع لصالحه".
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون إن تنظيم الدولة الإسلامية -الذي أعلن مسؤوليته عن الهجوم- يتحمل بمفرده المسؤولية.
وذكرت واتسون -في بيان- أن الحكومة الأميركية شاركت في وقت مبكر هذا الشهر معلومات مع روسيا عن هجوم مزمع في موسكو، وأصدرت أيضا نصائح عامة للأميركيين في روسيا في 7 مارس/آذار الجاري.
وأضافت "يتحمل تنظيم الدولة الإسلامية بمفرده المسؤولية عن هذا الهجوم، ولا يوجد أي تورط أوكراني على الإطلاق".
استغلال الوضع
بدوره، قال زيلينسكي إن بوتين يحاول تحميل أوكرانيا مسؤولية الهجوم "الإرهابي" في موسكو.
وشدد زيلينسكي -في خطاب وجهه للشعب الأوكراني عبر منصات التواصل- على أن الرئيس والمسؤولين الروس يحاولون تحميل بلاده مسؤولية الهجوم، وهي خطوة مشابهة لمحاولات سابقة، قائلا إن "(الروس) يستخدمون الأساليب نفسها دائما"، على حد قوله.
كما اتهم زيلينسكي الجيش الروسي بتنفيذ "أعمال إرهابية" ضد أوكرانيا، قائلا "لقد دفعوا بمئات الآلاف من الإرهابيين إلى الأراضي الأوكرانية، وهم يقاتلون ضدنا ولا يهتمون بما يحدث في بلادهم".
واعتبر الرئيس الأوكراني أن نظيره الروسي يريد إلصاق الهجوم بأوكرانيا بدلا من الاهتمام بالمواطنين الروس ومخاطبتهم، مضيفا أن بوتين "سيستخدم الوضع لصالحه طالما أن الشعب الروسي لا يحمّله المسؤولية عن الجنود الروس القتلى في أوكرانيا".
وكان بوتين قد توعد في وقت سابق بمحاسبة جميع المسؤولين عن الهجوم المميت، واصفا إياه بأنه "عمل إرهابي همجي".
وقال بوتين -في خطاب متلفز- إن المسلحين الأربعة الذين نفذوا الهجوم على صالة كروكوس في ضاحية كراسنوغورسك شمالي غربي العاصمة قد اعتقلوا قبل أن يتمكنوا من عبور الحدود إلى أوكرانيا.
وتابع "كانوا متجهين نحو أوكرانيا حيث كانت لديهم وسيلة لعبور الحدود، وفقا لمعلومات أولية".
وأضاف بوتين "سنحدد هوية كل من وقف وراء الإرهابيين وكل من أعد الهجوم"، وتابع "سيواجهون مصيرا لا يحسدون عليه".
وأمس السبت، قالت لجنة التحقيقات الروسية -نقلا عن بيانات أولية- إن ما لا يقل عن 143 قتلوا في الهجوم، ولفتت إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع، كما أصيب نحو 152 شخصا.
وأشارت إلى أن المشتبه فيهم اعتقلوا في مقاطعة بريانسك الروسية قرب الحدود الأوكرانية، وتم اعتقال 11 شخصا، بينهم 4 يشتبه في أنهم المنفذون.
وقال جهاز الأمن الفدرالي إن المشتبه في تنفيذهم الهجوم خططوا لعبور الحدود، وكانوا على تواصل مع أشخاص على الجانب الأوكراني.
كييف تنفيبدورها، نفت أوكرانيا مسؤوليتها عن الهجوم، كما نفت وحدة من المقاتلين الموالين لكييف الذين كانوا نفذوا في الآونة الأخيرة عمليات توغل مسلحة داخل الأراضي الروسية أي مسؤولية لهم.
وقال المستشار الرئاسي الأوكراني ميخايلو بودولياك في منشور على منصة إكس إن "الروايات التي تقدمها الأجهزة الخاصة الروسية في ما يتعلق بأوكرانيا غير مقبولة وسخيفة".
وذهبت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية إلى حد اتهام الكرملين وأجهزته الخاصة بتدبير الهجوم لإلقاء اللوم على أوكرانيا وتبرير "تصعيد" الحرب.
كما نفى مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي وجود أي "مؤشرات على تورط أوكرانيا" في الهجوم.
وقال كيربي في تصريحات أدلى بها أول أمس الجمعة إنه من السابق لأوانه إجراء أي تقييم، لكن "لا يوجد حاليا أي مؤشر على تورط أوكرانيا أو الأوكرانيين في هذا الهجوم، حيث إن الأخبار لا تزال جديدة للغاية".
فيديو لتنظيم الدولةوعلى صعيد آخر، نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي عادة ما يستخدمها تنظيم الدولة الإسلامية -حسب وكالة الصحافة الفرنسية- شريط فيديو صوّره على ما يبدو منفذو الهجوم، وفق ما أفاد موقع "سايت" المتخصص في رصد مواقع التنظيمات المسلحة.
ويظهر الفيديو -البالغة مدته دقيقة و31 ثانية- عددا من الأفراد الذين بدت وجوههم غير واضحة وأصواتهم مشوشة وهم يمسكون بنادق هجومية وسكاكين داخل ما بدا أنه بهو قاعة الحفلات الموسيقية "كروكوس سيتي هول" في كراسنوغورسك شمال غربي موسكو.
وبينما كان المسلحون يطلقون رشقات نارية شوهد عدد من الجثث أرضا، وأمكن رؤية حريق يندلع في الخلفية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي يعين فريقًا تفاوضيًا وبوتين يبحث التفاصيل.. الهدنة المؤقتة تفتح آفاقًا لحوار السلام الأوكراني – الروسي
البلاد – جدة، وكالات
في خطوة ضمن مسيرة البحث عن حل سلمي للنزاع الذي دخل عامه الرابع الشهر الماضي، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس (السبت)، عن تعيين فريق خاص لتمثيل كييف في أي محادثات سلام محتملة مع روسيا. يأتي هذا القرار في إطار جهود مستمرة لإيجاد منفذ لإنهاء الحرب الدامية التي خلفت وراءها خسائر بشرية ومادية جسيمة، وكذلك استجابة للمطالبات الأمريكية المتكررة بالتسوية السياسية بين أوكرانيا وروسيا.
وتضمن المرسوم الرئاسي تعيين زيلينسكي لمدير مكتبه أندريه يرماك رئيساً للوفد، إضافة إلى وزير الخارجية أندريه سيبيغا ووزير الدفاع رستم عمروف ونائب مدير المكتب الرئاسي بافلو باليسا بصفة أعضاء، ما يدلل على رغبة الرئيس الأوكراني في تعزيز حضور المقربين منه على طاولة المفاوضات المحتملة.
وكان ترامب قد أبدى تفاؤله تجاه الموقف الروسي، وقال في مقابلة تلفزيونية ضمن برنامج “فول ميزر” إنه يعتقد أن بوتين سيوافق على مقترح واشنطن، كما أضاف أنه “يعرف بوتين جيدًا وبما يكفي للقول إنه سيوافق على الهدنة”.
يأتي ذلك، بعدما التقى مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف بوتين في موسكو، ومسؤولين روس آخرين لبحث مقترح الهدنة المؤقتة، بينما حمل الرئيس الروسي ضيفه ويتكوف رسالة إلى ترامب حول مفاوضات وقف الحرب.
يشار إلى أن الولايات المتحدة وأوكرانيا كانتا اتفقتا خلال محادثات في السعودية 11 مارس الجاري، على وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، بانتظار الرد الروسي.
ويعد اقتراح هدنة الـ30 يومًا بين أوكرانيا وروسيا كخطوة مؤقتة لفتح باب الحوار وتخفيف حدة الاشتباكات، وبينما وافقت أوكرانيا على الاقتراح، معتبرةً إياه فرصة لإعادة تقييم الوضع وإيجاد آلية شاملة لتحقيق السلام تتضمن ضمانات أمنية، إلا أن الجانب الروسي مع قبوله المبدئي طالب بالدخول في مفاوضات حول تفاصيل الهدنة، مما يعكس مدى التعقيد في مسار التفاوض بين الأطراف.
يذكر أن هذا العرض للهدنة، وإن كان يحمل في طياته بعض النجاح من حيث تقبل الطرفين له، إلا أنه يظل عرضًا مؤقتًا يحتاج إلى المزيد من الخطوات التتابعية للوصول لوقف دائم لإطلاق النار وتسوية سياسية، إذ أن الاتفاق على وقف إطلاق النار لفترة محددة قد يفتح المجال لمداولات أكثر شمولًا، إلا أن تفاصيل المفاوضات ومعايير التنفيذ لا تزال تشكل تحديًا كبيرًا في ظل الانقسامات الكبيرة بين الأطراف (أوكرانيا وروسيا، وأمريكا، والدول الأوروبية الداعمة لكييف)، حول القضايا الرئيسية مثل السيادة والحدود والتحكم في المناطق المتنازع عليها
وفي سياق متصل، تأتي الإشادة الواسعة بالدور الريادي الذي قامت به المملكة العربية السعودية في دعم جهود الحوار السلمي، فقد استضافت السعودية مؤخرًا لقاءً دبلوماسيًا جمع بين ممثلي الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا، بهدف تبادل وجهات النظر حول سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا. وقد حظي هذا الحوار بتقدير كبير على الصعيد الدولي، لما أسهم به من تعزيز الثقة بين الأطراف وإبراز دور السعودية كوسيط محايد يسعى لإيجاد حلول سلمية للنزاعات الدولية. ويعد هذا اللقاء دليلًا آخر على التزام المملكة بدعم الاستقرار الإقليمي والدولي، واستعدادها لتقديم كل ما يلزم من جهود دبلوماسية لحل الأزمات القائمة.
ورغم التحديات الكبيرة التي تقف أمام المفاوضات الأوكرانية الروسية، تمثل فكرة الهدنة المؤقتة إذا جرى تبنيها، خطوة إيجابية قد تفتح آفاقًا جديدة للحوار البناء، في ظل الدعم الدبلوماسي للجهات الفاعلة مثل الولايات المتحدة والسعودية، لتحقيق السلام.