لبنان ٢٤:
2024-07-05@12:20:31 GMT

لكي لا تبقى وثيقة بكركي صرخةً في وادٍ

تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT

لكي لا تبقى وثيقة بكركي صرخةً في وادٍ

بغض النظر عمّا يمكن أن يؤول إليه "اللقاء المسيحي الناقص" بفعل غياب ممثلين لتيار "المردة" من نتائج يُرجّح أن تكون إيجابية، أقّله نظريًا، فإن هذه "الإيجابية" بتلاقي ممثلي أكبر ثلاث قوى مسيحية، "أي "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" و"الكتائب اللبنانية" ستبقى غير مكتملة العناصر، خصوصًا إذا كان البعض يعتبر أن غياب ممثلي "المردة" لن يؤثّر على ما يمكن التوصّل إليه كصيغة نهائية لـ "وثيقة بكركي"، التي لا تزال تخضع للتنقيح في ضوء ما أبداه المجتمعون في لقائهم الأول من ملاحظات سيؤخذ بها بما تقتضيه المصلحة المسيحية، التي هي بطبيعة الحال منسجمة مع المصلحة الوطنية، لأن ما يُطرح في هذه الوثيقة من هواجس مسيحية ليست سوى تعبير جلّي عن هواجس جميع اللبنانيين، الذين يتوقون إلى أن يكون لديهم دولة قوية بمؤسساتها الشرعية، التي لن تكتمل حلقاتها إلاّ بانتظام عملها بدءًا برأس الهرم وصولًا إلى آخر موظف في الإدارة العامة.

وما دامت البلاد محكومة بتعطيل أهم استحقاق دستوري في الحياة السياسية فإن لا "وثيقة بكركي" ولا أي وثيقة أخرى قادرة على أن تعيد الانتظام الطبيعي للحياة السياسية بما يوجبه الدستور والقوانين المرعية الاجراء، وسيبقى ما يُكتب مجرد حبر على ورق.   وإذا كان الذين اجتمعوا في بكركي يطرحون السؤال ذاته، الذي كان يطرحه مؤسس حزب الكتائب الشيخ بيار الجميل عن أي لبنان نريد، وهو سؤال قد يكون من عمر الاستقلال، فإنهم لن يجدوا جوابًا على سؤال يعرف سائلوه مسبقًا إلى أن لبنان الذي تريده "القوات اللبنانية" غير لبنان الذي يريده "التيار الوطني الحر"، وإن التقيا على العناوين العريضة، لكن "شياطين" التفاصيل ستعيد السائلين سنوات إلى الوراء. وكما أن الشيخ بيار الجميل لم يجد جوابًا لسؤاله فإن الدكتور سمير جعجع والنائب جبران باسيل لن يجداه، وهما بنظرتهما المختلفة عن المفهوم العام للسيادة الوطنية لا يلتقيان بالطبع مع الوزير السابق سليمان فرنجية، الذي له نظرة مختلفة عن أي لبنان يريد.   وإذا كانت القوى المسيحية الرئيسية غير متفقة على أي لبنان تريد فكيف يمكن أن تتفق مع نظرة "حزب الله" إلى هذا "اللبنان"، وكذلك نظرة المكونين السني والدرزي، وهما أساسيان في التركيبة اللبنانية؟       عندما أشرنا إلى أن لقاء بكركي كان ناقصًا بفعل غياب ممثلي "المردة" لم يكن المقصود "الزكزكة"، بل كان الهدف التصويب على ما يمكن أن تلقاه هذه "الوثيقة" من ردّات فعل الآخرين، الذين تختلف نظرتهم عن أي لبنان يريدون عن نظرة المجتمعين في بكركي، وبالأخصّ عندما تُسأل بكركي عن سبب غياب "المردة"، وبالتالي كيف يمكن الركون لوثيقة غير ممهورة بإجماع مسيحي قبل أن يُطلب من الآخرين أن يوافقوا عليها.   المناقشات التي سادت الاجتماع، وإن أُريد لها أن تكون إيجابية، لم تخرج عن سياق "السير بين نقاط" القضايا الحساسة، والتي يمكن أن تستفزّ "حزب الله"، خصوصًا عندما تمّ ربط تطبيق القرار 1701 بالقرار 1959، وبحصرية السلاح الشرعي بيد الجيش دون غيره.   ويرى مصدر مسيحي حزبي أن "السير بين النقاط الحساسة" قد لا يؤدي إلى طرح الأمور بصراحة تامة تفرضها طبيعة المرحلة التي يمرّ بها الوطن. وإذا لم تتصارح القوى السياسية بكل شاردة وواردة، وإذا لم تُطرح كل الهواجس كما هي فإن أي مصالحة على المستويين المسيحي والوطني لن تجدي نفعًا لأنها ستبقى ناقصة، وستدرج هذه الوثيقة كغيرها من الوثائق في أرشيف المحاولات، التي كان مصيرها الفشل والمزيد من خيبات الأمل، ولكن هذا لا يعني أن مبادرة بكركي غير جديرة بأن تُدرس بعناية وبعيدًا عن السياسات الضيقة، التي كانت الأساس لتضييع فرص التلاقي على العناوين الجامعة، وهي كثيرة، في انتظار الوقت المناسب لإرساء وثيقة وطنية جامعة تتناول العناوين الخلافية، وهي كثيرة أيضًا.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: أی لبنان یمکن أن

إقرأ أيضاً:

هل يمكن أن تؤدي المواجهات بين حزب الله وإسرائيل إلى حرب أهلية في لبنان؟.. تقرير يجيب

ذكر موقع "Aljazeera" القطري الناطق بالإنكليزية أن "الجهود التي يبذلها حزب الله لاحتواء صراعه المنخفض المستوى مع إسرائيل، بدلاً من إنهائه، تثير الثناء والإدانة في مختلف أنحاء لبنان. ويعود هذا الانقسام إلى الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990، والتي قسمت الفصائل السياسية طبقياً وطائفياً تأييدا أو معارضة للكفاح الفلسطيني المسلح ضد إسرائيل الذي يشن انطلاقا من لبنان. والآن، في الوقت الذي تهدد فيه إسرائيل بشن حرب شاملة ضد حزب الله المدعوم من إيران، تتصاعد التوترات الطائفية. ويلقي منتقدو حزب الله وخصومه السياسيون اللوم عليه في شن حرب ضد إسرائيل من دون استشارة الفصائل الأخرى بينما يكافح لبنان للتعافي من الاقتصاد المدمر".
وبحسب الموقع، "بدأ حزب الله المواجهة مع إسرائيل في الثامن من تشرين الأول قائلا إنه سيستمر حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة حيث قتلت إسرائيل أكثر من 37 ألف شخص وهجّرت معظم السكان. وبدأت الحرب الإسرائيلية على غزة بعد الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول، والذي أسفر عن مقتل 1139 شخصًا وأسر 250 آخرين. ومع عدم وجود أي انتصار أو إنجازات يمكن المطالبة بها بعد تسعة أشهر، فربما تجد إسرائيل نفسها في مأزق في غزة، ولكنها رغم ذلك ترد بشكل غير متناسب على هجمات حزب الله وتهدد بحرب أخرى هناك".
وتابع الموقع، "قال قاسم قصير، المحلل السياسي المقرب من حزب الله: "لا أحد يريد الحرب الآن، لكن إسرائيل هي التي تشن الصراع". وأضاف: "إذا شنت إسرائيل حربًا واسعة النطاق، فستكون حربًا مفتوحة وكبيرة". في الواقع، بعض اللبنانيين، وخاصة من الطائفة المسيحية، غير راضين للغاية عن حزب الله. يلوم كل من رئيس حزب "القوات" اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب "الكتائب" سامي الجميّل حزب الله على جر لبنان إلى "حرب استنزاف" يمكن تجنبها وجذب الهجمات الإسرائيلية إلى الأراضي اللبنانية. إن خطاب جعجع والجميّل يمكن أن يشير إلى أنهما لا يريدان الانجرار إلى صراع إقليمي، كما يقول مايكل يونغ، المحلل المتخصص بالشأن اللبناني للموقع".
وأضاف الموقع، "قال يونغ: "العديد من الزعماء المسيحيين يعارضون قرار حزب الله فتح جبهة ضد إسرائيل"، مضيفًا أن الهدف الإضافي قد يكون "إظهار أن لبنان ليس كله يدعم حزب الله على أمل تجنيب مناطقه أسوأ ما في الحرب مع إسرائيل". ويتفق آخرون على أنه لم يكن على حزب الله أن يتخذ قراراً "أحادياً". وينظر آخرون إلى حزب الله باعتباره جماعة مقاومة شعبية حررت جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي الذي دام 18 عاماً في عام 2000.وقال خبراء لقناة "الجزيرة" إن حزب الله أصبح أكثر تطورا منذ ذلك الحين، حيث قام بتوسيع قدراته القتالية وترسانة الأسلحة ومصادر الإيرادات".

وتابع الموقع، "إن القتل اليومي للفلسطينيين في غزة يجعل بعض مؤيدي حزب الله يدعون إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات ضد إسرائيل. وقال عضو في الحزب القومي الاشتراكي السوري، جمال حسنية، لقناة "الجزيرة": "لا أعتقد أن حزب الله يفعل ما يكفي. يجب عليه غزو إسرائيل وليحدث ما يجب أن يحدث". ومع ذلك، اعترف الحسنية بأن إسرائيل سترد بقوة، مما قد يؤدي على الأرجح إلى نزوح جماعي. وحينها، سوف يكون لزاماً على الشيعة اللبنانيين أن يستقروا في المناطق السنية، وربما المسيحية، في مختلف أنحاء البلاد. وقال باتريك ريشا، المتحدث باسم "الكتائب"، إن موجة النزوح إلى البلدات والأحياء المسيحية "قد" تؤدي إلى حرب أهلية.لذلك، سيتعين علينا الفصل بين المدنيين والعسكريين". وأضاف: "لن نقبل أي منصات عسكرية قد تؤدي إلى تداعيات عسكرية". لكن يونغ لا يرى أن حزب الله سيقوم بعمليات عسكرية في أي مناطق مسيحية إذا اندلعت حرب مع إسرائيل لأنه لا يريد إثارة التوترات الطائفية، الأمر الذي سيكون في صالح إسرائيل". المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • ( اراء حرة) { صرخة للغافلين }
  • هل يمكن أن تؤدي المواجهات بين حزب الله وإسرائيل إلى حرب أهلية في لبنان؟.. تقرير يجيب
  • التفاهم مع بكركي مكسب آخر لحزب الله
  • بين بكركي والشيعي الأعلى.. أجواء إيجابية
  • العراقيون يهبّون للدفاع عن قضاءهم.. صرخة وطنية ضد الهيمنة الأمريكية
  • كي تبقى حاد الذهن فترة أطول.. تناول نظاما غذائيا صحيا الآن
  • منيمنة: توزيع الخسائر لم يتم حتى الان
  • لأنها موصولة بـالتوقيت الغزاوي...لا انفراجات رئاسية
  • الموافقة على وثيقة مشروع تخصيص 14 نادياً رياضياً
  • الكتائب: التصعيد يقرّب لبنان من انفجار سيقضي على ما تبقى من مؤسسات