تتوالى الأزمات الكاشفة عن تراجع حجم الدور المصري عربيا وأفريقيا وحتى عالميا، منذ تعرض أكبر بلد عربي من حيث السكان لانقلاب عسكري أطاح بأول تجربة ديمقراطية منتصف العام 2013، وما تبعه من خضوع مهين للقاهرة إلى قرارات وتوجيهات حكومات واشنطن، وبروكسل، وتل أبيب، وأبو ظبي، والرياض، وفق مراقبين.

مقال لرئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي" الكاتب البريطاني ديفيد هيرست، عن فقدان مصر أدوارها في محيطها شرقا حيث حرب غزة، وجنوبا حيث صراع السودان، وغربا حيث الأزمة في ليبيا، أثار الجدل حول تجريد رئيس النظام عبد الفتاح السيسي للبد العربي الأفريقي من مكانته.



مقال هيرست، جاء في سياق حديثه عن خطط أمريكية إسرائيلية أوروبية كشف عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن مطلع آذار/ مارس الجاري، تقضي بإنشاء الجيش الأمريكي ميناءا على ساحل غزة لنقل المساعدات –بدلا من معبر رفح البري- إلى القطاع الذي يواجه حرب إبادة جماعية ترتكبها الآلة العسكرية الإسرائيلية بحق 2.3 مليون فلسطيني منذ 7 تشرين الثاني/ أكتوبر الماضي.

وقال هيرست، إنه "بإغلاق معبر رفح إلى الأبد _بعد بناء الرصيف_ ستحرم مصر من ورقتها الإستراتيجية الأخيرة: غزة".


وأضاف: "وبعد أن تخلى عن مكانته كزعيم للعالم العربي، وفقد كل نفوذه على جيرانه، السودان وليبيا، لم يتبق للسيسي سوى مهمة واحدة، وهي القيام بدور المتنمر الأوروبي الكبير ضد اللاجئين".

ويبدو أن الكاتب البريطاني المهتم بملفات الشرق الأوسط، أراد هنا الإشارة إلى الدعم الكبير الذي قرره الاتحاد الأوروبي الأحد الماضي، لمصر بنحو 8 مليارات دولار، بهدف دعم نظام السيسي، في أزماته المالية، مقابل قيامه بدور الشرطي القائم على حراسة الشواطئ الجنوبية للبحر المتوسط ومنع تدفق اللاجئين والمهاجرين من مصر معبر الكثير من الأفارقة نحو دول جنوب أوروبا وخاصة اليونان وإيطاليا.

وأكد هيرست، أن "ذلك هو منطق قلعة أوروبا: ادعم دكتاتورا يثير الفوضى في بلده ويجبر آلاف المصريين على ركوب قوارب الهجرة، ثم كافئه من خلال تحويل الموجة البشرية من البؤس، التي أوجدها هو ابتداء، إلى جدول متدفق من الإيرادات التي هو في أمسّ الحاجة إليها".


وفي ذات السياق، تناقل نشطاء حديث لعالم الاقتصاد الأمريكي صاحب الكتاب الشهير "اعترافات قاتل اقتصادي" جون بيركنز، عن تركيع الغرب للدول عبر الأنظمة الدكتاتورية بتقديم الدعم المالي لها في مشروعات فاشلة تعمق أزمة البلاد، الأمر الذي ينطبق على مصر السيسي، بشكل واضح.

وأشاروا إلى قول بيركنز، في مذكراته: "نحن نغري الدكتاتور بأخذ القروض الضخمة، ونعلم أنه يسرقها، أو يضعها في مشاريع فاشلة، ثم تكبر القروض وفوائدها فلا يستطيع الدفع، ولا يستطيع غيره الإصلاح مهما فعل، وتصبح تلك الدولة رهنا لنا حتى لو جاء لحكمها بعد ذلك قائد نظيف وسياسي محنك".

"أزمات وجودية"
ومنذ انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013، ولأكثر من 10 سنوات، يسير رئيس النظام عبد الفتاح السيسي، على ذات السياسات في الإنفاق الباذخ وغير المجدي، الذي أوصله إلى الاستدانة الخارجية، وتكبيل مصر واقتصادها وشعبها وأجيالها القادمة بأكبر حجم ديون وفوائد في التاريخ، يربو على 200 مليار دولار، وجعلها رهن السيطرة والتدخل الأجنبي في أي وقت، بحسب مراقبين.

وتؤكد البيانات الرسمية تضاعف إجمالي الديون الخارجية المستحقة على مصر خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث بلغ إجمالي الدين الخارجي بنهاية الربع الأول من العام الماضي نحو 165.4 مليار دولار.

وخلال السنوات العشر الماضية من حكم السيسي، خرجت إلى السطح أزمات اعتبرها مراقبون تمثل تهديدا مباشرا لكيان الدولة المصرية ووجود المصريين، وخاصة الأزمة الداخلية في ليبيا، (2014- 2020) والتي انغمست فيها حكومة السيسي، بدعم أحد أطرافها عسكريا وهو قائد الانقلاب الليبي خليفة حفتر.


وهي الأزمة التي سبقها بناء إثيوبيا سدا على النيل الأزرق، يأكل من حصتي مصر والسودان التاريخية من مياه النيل، ليزيد السيسي "الطين بلة" بتوقيع اتفاق العام 2015، الذي اعترف فيه بحق إثيوبيا ببناء سد النهضة، فيما عجز حتى الآن في التوصل لاتفاق ملزم لأديس أبابا.

وتعمقت الأزمة مع تفجر حرب أهلية في الجارة الجنوبية لمصر السودان في نيسان/ أبريل الماضي، بين الجيش السوداني ومليشيات الجنجويد، والتي نتج عنها فرار ملايين السودانيين من الحرب إلى مصر ودول الجوار.

"الورقة الأخيرة"
لكن يرى متحدثون لـ"عربي21"، أن الأزمة الأكثر خطورة على الوجود المصري هي الأزمة الفلسطينية، والحرب الجارية في غزة، وخطط إسرائيل بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وما يقابله من خضوع وخنوع مصري للقرار الإسرائيلي، ومواصلة حصار قطاع غزة، ما أفقد القاهرة إحدى أهم أدوارها التاريخية.


وهو ما أشار إليه رئيس تحرير "عربي21"، فراس أبوهلال، في تحليله الذي جاء بعنوان: “ميناء غزة تهديد لدور مصر الاستراتيجي.. أين موقف القاهرة؟”، محذرا من إنهاء دور مصر بالقضية الفلسطينية، من خلال إغلاق البوابة الوحيدة لهذا الدور وهي (معبر رفح)، باعتباره المنفذ الوحيد لقطاع غزة.

وأعرب عن مخاوفه من استخدام الميناء القبرصي مع غزة مستقبلا لتهجير أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين، كما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست.

ولفت أبو هلال، إلى أن الدور الاستراتيجي المصري بني تاريخيا على ثلاثة أسس، هي: "القوة الديمغرافية والتاريخية والاقتصادية لمصر، النفوذ في أفريقيا، القضية الفلسطينية"، مؤكدا أن الأسس الثلاثة "تراجعت".

"خطط مفزعة"
وفي تعليقه على حديث هيرست والحالة المصرية، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير عبد الله الأشعل: "لم تعد مصر اليوم كما كانت؛ بل أصبحت تحت أقدام جميع الأمم، وفقدت كل مقومات قوتها وهويتها العربية والإسلامية ومكانتها الأفريقية والعالمية، وأصبحت الإمارات والسعودية سيدة قرارها".

وفي حديثه لـ"عربي21"، أكد المرشح الرئاسي المصري الأسبق، أنه "صُدم من موقف الدول الأفريقية والدول الكبرى التي جاءت داعمة لإثيوبيا ضد مصالح مصر في ملف سد النهضة بمجلس الأمن الدولي"، متسائلا: "كيف هذا؟، لقد فقدت نفسها ولم تعد مصر".

وأوضح أن "ما لم يفهمه الناس أنه بعد أزمة غزة سيأتي الدور على مصر"، مشيرا إلى أن "السفيرة الأمريكية السابقة بالقاهرة آن باترسون، (2011- 2013) قالت في محاضرة في واشنطن الأسبوع الماضي، إن كل السفراء الأمريكيين في مصر لديهم تكليف للعمل على تمكين إسرائيل من مصر"، متسائلا مجددا: "ماذا تبقى لكي نفهم؟".


وألمح الأشعل إلى أن "تلك السفيرة في 20 شباط/ فبراير 2011، نقلت لي جزءا من السيناريو الذي حدث لمصر طوال السنوات السابقة"، مشيرا إلى أن "الخطة قائمة منذ ذلك التاريخ، ووضحت لي من قولها إنهم سيعملون دائما على ألا تموت مصر ولا تعيش"، مبينا أنهم "ينفذون مخططهم الآن، ولهم عملاء مخلصون يبحثون عن مصالحهم ولا يحبون مصر".

ولفت السياسي المصري، إلى أن "صناعة حزام من الأزمات حول مصر في ليبيا والسودان وغزة أمر مقصود"، معبرا عن شديد أسفه من أن "مصر الحالية ساهمت في تأجيج تلك الأزمات، وما يحدث بالسودان وليبيا قبله وغزة الآن جزء منه"، مؤكدا أن "إسرائيل لم تكن لتجرؤ أن تنفرد بغزة لولا أنها تملك مصر ".

وقال إن "أزمة غزة كشفت عن أن واشنطن اشتغلت طويلا ونالت نتيجة شغلها، بأن سيطرت على كل الرؤساء العرب، الذين بدورهم قهروا شعوبهم، التي صارت خاضعة لآلتهم القمعية".

ويرى الأشعل، أن "بناء رصيف رفح تسعى من خلاله إسرائيل وأوروبا وأمريكا لحرمان مصر من ورقتها الأخيرة في غزة"، مؤكدا أن "بناء ذلك الرصيف له أبعاد طويلة المدى، وأعتقد أنه أولا بهدف القضاء على المقاومة في غزة علما بأن المواطن المصري مصلحته دعم تلك المقاومة، أما مصلحة الجالسون على الكرسي في العمالة لأمريكا وإسرائيل".


ويعتقد أن الهدف الأبعد من ذلك الرصيف هو "التهجير"، موضحا أن "هناك اتفاق تم بالفعل مع النظام المصري وفقا لصفقة القرن عام 2018، وحصل على المقابل المادي، وأتوقع أن يتم إما مباشرة إلى سيناء وإما إلى قبرص ومنه إلى سيناء ونحن نتفرج ولن ترحمنا الأجيال القادمة".

"معادلة الحكم"
وفي إجابته على السؤال: "ماذا يجب على أي نظام وطني حقيقي يحكم مصر إزاء أزمات المحيط المصري"، قال الأشعل: لن يأتي ذلك الحاكم، لأن هناك معادلة تحكم من يتولى حكم مصر والدول العربية، وتلك المعادلة المسيطر عليها هو الغرب وإسرائيل".

ويرى المرشح الرئاسي المصري الأسبق أن "المشكلة في تلك المعالة أن أمريكا وضعتها شخصيا بحق مصر، والرئيس الأمريكي جو بايدن عندما زار إسرائيل، قال إن (لم توجد إسرائيل لاخترعناها)".

وتساءل الدبلوماسي المصري: "ماذا تبقى لكي نفهم أن كل شيء مكيف لخدمة إسرائيل على حساب مصلحة مصر، والتي تغلب عليها مصلحة الحاكم العربي، والكرسي المرهون لخدمة إسرائيل حتى أصبح في خدمة وحراسة أوروبا أيضا من المهاجرين؟".

ولفت إلى "زلة لسان رئيس النظام بالأمم المتحدة عام 2017، عندما قال: (أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي جنبا إلى جنبه، مع أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي)"، مؤكدا أن "الغرب أتى بالعملاء ورباهم كابرا عن كابر منذ 1952".


وأكد أن "المؤامرة أمريكية أوروبية إسرائيلية على مصر لتقزيمها وسرقة أدوارها وإضعافها وتركيعها وتركها لا حية ولا ميتة"، ملمحا إلى أن "الحل بأن يفهم الشعب المصري حجم المؤامرة ثم يتحرك دفاعا عن بلده، لأنه بعد ذلك ستسيطر إسرائيل على مصر وتريد تفريغها من سكانها كما فعلت في فلسطين".

وقال إن "المفاوض الإسرائيلي قال لي عند التفاوض بملف التعويضات المصرية في سيناء: (إننا أحق بمصر من المصريين)"، مؤكدا أن "الأمور واضحة جدا، وعلى المصريين فهم المعادلة، وأنهم يجب أن يكونوا على مستوى بلدهم، ويعرفوا أننا تحت الاحتلال".

"خطط التركيع"
وفي ظنه، يرى الباحث المصري في الشئون السياسية والإستراتيجية والعلاقات الدولية أحمد مولانا، أن "مصر بعد ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011، والتغيير السياسي القصير الذي حدث فيها كان هذا مؤشرا على تهديد جوهري بالنسبة لإسرائيل والدول الغربية".

الباحث في مجال الدراسات الأمنية، أوضح في حديثه لـ “عربي21"، أنه "وبالتالي كان هناك مجموعة من السياسات التي تم اعتمادها، وأولها دعم الانقلاب العسكري الذي وقع منتصف 2013، لإضعاف الدولة المصرية، والأمر الثاني، إغراق مصر بسلسلة من الأزمات في محيطها وفي داخلها".

ولفت إلى أنه "في المحيط كانت أزمة سد النهضة الإثيوبي، والذي بدأت الخطوات الأولى له عام 2011، ثم بعد ذلك ما حدث في ليبيا، وما جرى في السودان أيضا ويتوج مصر بسلسلة من الأزمات والتحديات، تجعلها في حال حدوث تغيير سياسي داخلي مختنقة".

وأضاف: "بجانب أن ملف المياه صار بيد إثيوبيا والحدود الثلاثة الشرقية والجنوبية والغربية مشتعلة بأزمات خطيرة؛ هناك أزمة الإغراق في الديون من أجل تركيع القرار المستقل في حالة أن يكون هناك نظام وطني حقيقي".

وتابع: "وبالتالي يكون غير قادر على التعامل مع محيطه، غير قادر على توفير المياه الضرورية لكل الأنشطة الحياتية من زراعة وصناعة ومعاش، ويكون مغرقا بالديون ويواجه أزمة في سدادها".

ويرى مولانا، أن "هذا السيناريو بدأ بعد 2011، وذروته كانت في انقلاب 2013، ثم بسياسات نظام السيسي طوال 10 سنوات، رغم وضوح فشلها وتداعياتها السلبية إلا أنه يصر عليها لتعميقها سواء عن وعي منه أو دون وعي لخطورة ما يتم، واستصعب حالة عدم الوعي، لأن أي متابع منصف لوضع مصر يدرك عمق الأزمة".

وأكد أنه "بالتالي فعلا فإن الورقة الإقليمية الوحيدة المتبقية لدى مصر هي معبر رفح إذا سُحبت منها لم يعد لمصر وزن إقليمي، وتتحول إلى شرطي، كما ذكر هيرست، لمكافحة الهجرة ومنع المهاجرين من مصر وأفريقيا من الوصول لدول الاتحاد الأوروبي".


وأشار إلى أن "الخطر الذي برز في 2011، بأن تنهض مصر وتكون قاطرة العالم العربي وقلب العالم الإسلامي الذي قد يصل إلى مرحلة نهوض؛ تم وأد هذا الوضع".

وأضاف: "الأمر الثاني، ولأن الأسباب التي أدت إلى 2011، موجودة وتتراكم لو حدث تغيير سياسي تصبح عوامل التركيع والتطويق والاضعاف التي تم تفعيلها خلال السنوات التي تسبق أي تغيير بحيث أن أي نظام مستقل يفاجأ أنه يقود بلد مديونة محاطة بالأزمات غارقة بالمشاكل ويكون غير قادر على إحداث التغيير والنهضة المنشودة".

وألمح إلى أن "أطراف خارجية وأوروبية تدعم الرؤية الإسرائيلية القائمة على إضعاف الدول الموجودة بالجوار الإسرائيلي بحيث تكون الأخيرة صاحبة الكلمة الأكبر، وهذا نراه واضحا في الخنوع المصري في ملف دخول المساعدات لأهالي غزة، أو خروج الجرحى من معبر رفح، وكيف بدا أنه مجرد تابع للمواقف الإسرائيلية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية السيسي معبر رفح السيسي معبر رفح الحرب على غزة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی لیبیا معبر رفح مؤکدا أن على مصر إلى أن

إقرأ أيضاً:

علامة HONOR تكشف عن استراتيجيتها المؤسسية الجديدة التي تسعى من خلالها لإتمام انتقالها إلى شركة متخصصة في نظام الأجهزة الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي

أعلنت HONOR ، العلامة التجارية الرائدة في مجال التكنولوجيا، اليوم عن خطة الريادة من HONOR أو HONOR ALPHA PLAN، وهي استراتيجية مؤسسية جديدة، تهدف إلى تحويل HONOR من شركة مصنعة للهواتف الذكية إلى شركة رائدة عالميًا في نظام بيئي للأجهزة الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وتستعرض الخطة المستقبلية المكونة من ثلاث خطوات الإجراءات الرئيسية التي ستتخذها HONOR لبدء عصر جديد من الذكاء، وتدعو الشركاء في الصناعة إلى التعاون في صُنع بيئة مفتوحة، تشارك في القيمة، وتعزز من إمكانيات البشر، مما يعود بالفائدة على البشرية كلها.
وقال جيمس لي، الرئيس التنفيذي لشركة HONOR: “من الواضح أن ثورة الذكاء الاصطناعي ستعيد تشكيل معالم صناعة الأجهزة بشكل جذري، مما سيحدث تحولًا في إنتاجيتنا ومجتمعاتنا وثقافاتنا بشكل لم يحدث من قبل”.
وأضاف: “أدعو الجميع إلى التكاتف معًا لمواجهة التحديات، بالإضافة إلى الفرص العديدة التي تقدمها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. كما أوجه دعوة لصناعة التكنولوجيا لتكون أكثر انفتاحًا، كي نتمكن من احتضان هذا المستقبل المثير الذي تحمله الذكاء الاصطناعي. لنعمل معًا لتحقيق ذلك.”
وتم اختيار اسم HONOR ALPHA PLAN لما له من دلالة رمزية فريدة. و”Alpha”، باعتبارها أول حرف في الأبجدية اليونانية، ترمز إلى السعي المستمر لشركة HONOR لتحقيق التميز التكنولوجي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن العثور على الكلمة الصينية للبشر (人) حيث يتصل الخط في الحرف الصغير “α”، مما يعكس التزام HONOR بالابتكار الموجه نحو الإنسان. والرمز الذي يجمع بين الشرق والغرب يعبّر بشكل مثالي عن رؤية HONOR العالمية وطموحها في خلق قيمة للمستهلكين في جميع أنحاء العالم.
تتضمن خطة الريادة من HONOR أو HONOR ALPHA ثلاث خطوات رئيسية: تبدأ الخطوة الأولى بتطوير هاتف ذكي ذكي. ستتعاون HONOR مع شركائها لفتح حدود التكنولوجيا من أجل إنشاء نموذج جديد لأجهزة الذكاء الاصطناعي في عصر الذكاء الاصطناعي للمساعدين. وفي الخطوة التالية ستقوم HONOR بفتح حدود الصناعة والتعاون مع شركائها لإنشاء نموذج جديد لنظام الذكاء الاصطناعي في عصر الذكاء الاصطناعي الفيزيائي. وأخيرًا، في عصر الذكاء الاصطناعي العام ستعمل HONOR على فتح حدود الإمكانيات البشرية من أجل التعاون في صنع نموذج جديد للحضارة الإنسانية. والهاتف الذكي الذي يُعد المحور الرئيسي للخطوة الأولى سيشمل الذكاء الاصطناعي الذي يضع الانسان في المقام الأول، الذي تم تطويره بهدف تحقيق أقصى استفادة من إمكانيات البشر، بما في ذلك تقنيات الذكاء الاصطناعي الرائدة التي استعرضتها HONOR في الكلمة الافتتاحية.

* تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الرائدة لعصر الذكاء الاصطناعي للمساعدين
يعيد أول وكيل شخصي ذكي متنقل يعتمد على واجهة المستخدم الرسومية (GUI) والذي تم تطويره بواسطة HONOR تعريف الراحة خلال الحياة اليومية من خلال التكنولوجيا الذكية.
في عرض تقني بالتعاون مع Google Cloud و Qualcomm Technologies، عرضت HONOR كيفية استخدام المساعد الذكي للمساعدة في إجراء حجز طاولة عبر خدمة طرف ثالث مع مراعاة المواعيد المحفوظة في التقويم وحركة المرور في الوقت الفعلي. تخطط HONOR لإحضار هذه التجارب الذكية إلى أجهزتها في الأسواق الدولية في المستقبل القريب.
وتعمل علامة HONOR على تحويل عالم التصوير المحمول من خلال AiMAGE، وهي العلامة التجارية الجديدة لتقنية التصوير التي طورتها الشركة. ويعتمد AiMAGE على نواة الذكاء الاصطناعي (AI Kernel)، وهو الحل الأول في الصناعة الذي يدعم نماذج الذكاء الاصطناعي عبر الأجهزة والسحابة. يدعم النموذج الموجود على الجهاز نموذجًا يحتوي على 1.3 مليار معلمة، مما يساهم في تحسين وضوح الصورة بنسبة تصل إلى 50%. أما النموذج السحابي فيستفيد من نطاق أكبر من الموارد الحاسوبية، حيث يعمل بنموذج يحتوي على 12.4 مليار معلمة لتعزيز جودة الصور المقربة بشكل كبير.
وما يميز AiMAGE بشكل كبير هو مكون النظام البيئي للذكاء الاصطناعي. من خلال التعاون مع شركاء رئيسيين، مثل Google Cloud، ستواصل HONOR تحسين تنوع عروضها في مجال التصوير عبر دمج المزيد من ميزات الذكاء الاصطناعي التفاعلية في هواتفها الذكية.
وإحدى الميزات الجديدة هي خاصية AI Upscale، التي تهدف إلى استعادة جودة الصور القديمة بشكل مذهل، وسوف يتم طرحها تدريجيًا على سلسلة HONOR Magic7، المدعومة بمنصة Snapdragon® 8 Elite Mobile، ابتداءً من مارس الجاري.
قدمت HONOR لأول مرة في العالم تقنية مشاركة الملفات عبر النظام البيئي الكامل. مع هذه التقنية، يمكن للمستخدمين الاستمتاع بسرعات فائقة، سواء عند نقل الملفات إلى جهاز واحد أو العديد من الأجهزة التي تعمل بنظامي iOS وAndroid.
وبالإضافة إلى ذلك، أعلنت العلامة التجارية أيضًا أن تقنية اكتشاف التزييف العميق بالذكاء الاصطناعي (AI Deepfake) ستصل قريبًا إلى هواتفها الرائدة الجديدة وهواتفها القابلة للطي في الأسواق الدولية.

* المشاركة في إنشاء نظام بيئي مفتوح قائم على تبادل القيمة مع الشركاء العالميين
في هذا السياق قال لي: “مع انتقالنا إلى عصر الذكاء الاصطناعي المادي، نحتاج إلى فتح حدود صناعتنا والتعاون في إنشاء نموذج جديد لنظام الذكاء الاصطناعي البيئي”. كما أضاف: “في إطار المرحلة الثانية من خطتها الاستراتيجية، تدعو HONOR إلى فتح قدرات الذكاء الاصطناعي لمجموعة أوسع من الأجهزة، مما يعزز التعاون السلس ويسهم في بناء نظام بيئي قائم على تبادل القيمة مع شركاء عالميين.”
وفي خطوة تعكس التزامها العميق، أعلنت HONOR اليوم عن تخصيص استثمارات تتجاوز 10 مليارات دولار أمريكي خلال السنوات الخمس المقبلة لدعم هذا المشروع الطموح.
وقال لي: “في نهاية المطاف، سنعمل على تجاوز حدود الإمكانيات البشرية، ونتعاون في تشكيل نموذج جديد للحضارة في عصر الذكاء الاصطناعي العام (AGI). وسيشهد العالم حقبة يتعايش فيها البشر، ككائنات قائمة على الكربون، مع ذكاء اصطناعي قائم على السيليكون. ولهذا، من الضروري أن نتكاتف جميعًا لتعزيز الإمكانيات البشرية واحتضان المستقبل الذكي”.
كما دعا الجميع للانضمام إلى HONOR لتحقيق المرحلة الثالثة والأخيرة من خطتها.
وانضم ممثلون من Google Cloud و Qualcomm Technologies, Inc وOrangeومجموعة CKH وTelefónica وVodafone إلى لي على المسرح للمشاركة في إحياء حفل إضاءة الشجرة.
فمن خلال إضاءة شجرة الضوء التي تمثل نظام الذكاء الاصطناعي والأجهزة الذكية، رمَز الحفل إلى تعاون شركاء الصناعة لتطوير نظام الأجهزة الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي الذي يخدم كل مستهلك في جميع أنحاء العالم.
كما تحدث أليكس كاتوزيان، المدير العام للمجموعة، قسم الهواتف المحمولة والحوسبة وXR في Qualcomm Technologies, Inc قائلاً: “اليوم، قدمت علامة HONOR رؤية جريئة لمستقبل سيكون فيه الذكاء الاصطناعي أساسًا لكل جانب من جوانب تجربة المستخدم في الأجهزة. نحن متحمسون للتعاون مع HONOR لدمج تقنيتنا لتطوير الجيل التالي من الأجهزة الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.”
من جانبه قال مات والدبوسر، المدير العام للحلول العالمية والذكاء الاصطناعي للمستهلكين في Google Cloud: “التعاون هو النسيج الذي يربط معًا النظام البيئي المفتوح للذكاء الاصطناعي. نحن متحمسون للعمل جنبًا إلى جنب مع HONOR وشركاء الصناعة الآخرين لاغتنام هذه الموجة المبتكرة. من خلال العمل معًا أكثر من أي وقت مضى، نحن ندمج Gemini من Google في حلول HONOR لفتح آفاق جديدة للمستخدمين حول العالم لم يكن من الممكن تحقيقها من قبل، مع ضمان أمن بياناتهم وخصوصيتهم.
لإظهار تركيز خطة ALPHA PLAN أو خطة الريادة على النهج الذي يضع المستهلك في المقام الأول، تعهدت HONOR بتوفير سبع سنوات من التحديثات لنظام التشغيل أندرويد والتحديثات الأمنية لسلسلة HONOR Magic، بداية من سوق الاتحاد الأوروبي.
وبالإضافة إلى ذلك، تعهدت HONOR بتسريع مبادراتها في مجال الاستدامة لتحقيق الحياد الكربوني التشغيلي بحلول عام 2040، أي قبل خمسة أعوام من هدفها الأولي. كما أعلنت HONOR عن خطتها لتحقيق الحياد الكربوني عبر سلسلة التوريد والمنتجات بالكامل بحلول عام 2050.

* عرض المنتجات الجديدة
فيMWC برشلونة 2025 قدمت علامة HONOR مجموعة من المنتجات الجديدة لتوفير مزيد من الخيارات للمستهلكين في الأسواق العالمية. يتميز اللابتوب الذكي HONOR MagicBook Pro 14 بتصميم منحنٍ رائع على شكل أوراق العنب وهيكل خفيف الوزن، ويضم تقنية HONOR Turbo X لتقديم أداء قوي وعمر بطارية استثنائي.
ويقدمHONOR Pad V9 تجربة تعليمية ومكتبية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تدوم طويلاً بفضل هيكله فائق النحافة، وشاشة HONOR Eye Comfort Display المتطورة بدقة 2.8K ، بالإضافة إلى إحدى أفضل البطاريات أداءً في الصناعة.
ومن خلال الجمع بين التصميم الفاخر والتكنولوجيا الذكية، تقدم HONOR Watch 5 Ultra عمر بطارية يصل إلى 15 يومًا لمواكبة نمط حياة المستخدمين النشطين، وتتبع لياقتهم بسهولة.
وقدمت HONOR أيضًا HONOR Earbuds Open سماعات أذن مريحة، توفر أصواتًا قوية، وتدعم الترجمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والترجمة الفورية، والمزيد.

* تفاصيل جناح MWC
بين 3 و6 مارس، يمكن لزوار MWC برشلونة 2025 زيارة جناح HONOR الواقع في Stand 3H10 قاعة 3، Fira Gran Via، لاكتشاف أحدث الابتكارات من HONOR وشركائها.
تعد Snapdragon علامة تجارية أو علامة تجارية مسجلة لشركة Qualcomm Incorporated. Snapdragon وهو منتج من Qualcomm Technologies, Inc. و/أو شركاتها الفرعية.

اقرأ أيضاًالمجتمعالأمير فيصل بن خالد بن سلطان يدشّن مشاركة منطقة الحدود الشمالية في حملة “جود المناطق2”

* عن HONOR
تعد HONOR شركة رائدة عالميًا في تقديم الأجهزة الذكية، وهي مكرسة لأن تصبح علامة تجارية تكنولوجية عالمية أيقونية، وتخلق عالماً ذكياً جديداً للجميع من خلال منتجاتها وخدماتها القوية. ومع تركيز لا يتزعزع على البحث والتطوير، تلتزم بتطوير تكنولوجيا تمكّن الناس حول العالم من التفوق، مما يمنحهم الحرية لتحقيق المزيد.
من خلال مجموعة من الهواتف الذكية عالية الجودة، والأجهزة اللوحية، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، والأجهزة القابلة للارتداء التي تناسب جميع الميزانيات، تتيح مجموعة منتجات HONOR المبتكرة، الممتازة والموثوقة للناس أن يصبحوا أفضل نسخة من أنفسهم.
لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة موقع HONOR على الإنترنت www.honor.com أو إرسال بريد إلكتروني إلى

newsroom@honor.com

https://community.honor.com/  
https://www.facebook.com/honorglobal/  
https://twitter.com/Honorglobal  
https://www.instagram.com/honorglobal/  

 

مقالات مشابهة

  • «الرئيس السيسي»: مصر تعكف على تدريب الكوادر الفلسطينية الأمنية التي ستتولى الأمن في غزة
  • مناطق ج قلب الضفة الغربية الذي تخنقه إسرائيل
  • لوموند: كيف أثر السيسي على الدور الذي كانت تلعبه مصر في القضية الفلسطينية؟
  • الدور المصري الذي لا غنى عنه
  • ماجد المصري: سيف الحديدى فى مسلسل آدم كان من أصعب الأدوار التي قدمتها
  • بيراميدز يتربع على الصدارة قبل الجولة الأخيرة.. ترتيب الدوري المصري
  • علامة HONOR تكشف عن استراتيجيتها المؤسسية الجديدة التي تسعى من خلالها لإتمام انتقالها إلى شركة متخصصة في نظام الأجهزة الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي
  • ما الذي تريده إسرائيل من سوريا الجديدة؟
  • كارلسون: نظام كييف باع أسلحة أمريكية في السوق السوداء بخمس ثمنها لحماس والقوات التي تسيطر على سوريا
  • آخر مستجدات المفاوضات الأخيرة بين إسرائيل والوسطاء.. عاجل