فصل من معاناة نازحين عاجزين عن الحركة بمخيمات الشمال السوري
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
إدلب- سبقت دموع "غالية محمد" كلامها، وهي تستذكر طفولتها والألم الذي عايشته وهي لا تستطيع المشي مثل أقرانها من الأطفال، قبل أن تبدأ بالعلاج وإجراء عمليات جراحية حتى تتمكن من النهوض والوقوف على رجليها.
لكن فرحتها لم تكتمل، لتفقد والدتها، وهي بعمر سن 14، ويعود الحزن من جديد إليها، ثم ما لبثت أن أصبحت الحرب هي الهاجس الأكبر بسبب الخوف الذي عايشته في بلدتها "أم نير" بريف إدلب الجنوبي، إثر القصف المستمر بالطائرات الحربية والمروحية، حتى كادت شظية كبيرة تودي بحياتها.
تروي غالية بجمل قصيرة ومختصرة، تحمل الكثير من التفاصيل المرهقة، لحظات الخوف والهلع التي كانت تعيشها مع سماع صوت الطائرة المروحية أو الحربية، واختباءها في مغارة أو كما سمتها "القور"، وهو مكان صغير تم حفره من قبل عائلتها، بعمق يزيد عن 5 أمتار في باطن الأرض بين الصخور الصلبة، لحمايتهم من القصف بالصواريخ الفراغية المدمرة.
"كأنه يوم القيامة، الجميع خرج من القرية بالجرارات الزراعية والسيارات والدراجات النارية، حتى سيرا على الأقدام"، هكذا وصفت غالية مشهد قصف قوات النظام السوري والقوات الروسية قريتهم بكل أنواع الأسلحة الثقيلة.
تستذكر غالية ذلك اليوم الأول من رمضان، قبل 4 سنوات، عندما حملها ابن أخيها ووضعها على عربة جرار زراعي حمل كل العائلة من رجال ونساء وأطفال، ليخرج بهم إلى المجهول.
تقول غالية "كنا صائمين، خرجنا والطائرات فوقنا تقصف، ونحن بالطريق تعطل الجرار الزراعي (التركتور)، واستغرق وقتا حتى تم إصلاحه ونحن ننتظر، كنت أرى كيف يهرب الناس من الموت، والسير بطريق مجهول لا نعلم أين نهايته".
وتضيف "بعد ساعات وصلنا إلى أحد أصدقاء أخي، ولكن تلك الليلة لم أستطع النوم، ولم أتناول طعام فطور الصيام بعد هذا اليوم الشاق، وكل ما كنت أفعله هو البكاء والبكاء".
تقول المواطنة السورية بغصة "لم أتحمل النزوح وأنا بوضعي الصحي هذا. أنا عاجزة"، لكن صديقاتها والجيران لم يتركوها وحيدة، وقدموا لها المساعدات حتى خرجت من حالتها، وبدأت تتأقلم في خيمة نزوحها مع وضعها الجديد.
أصبحت غالية تخرج وتجلس مع نساء المخيم، وبروحها الفكاهية تسعد من يجلس معها، وتمنت على كل من هو في مثل وضعها ألا يكون حبيس خيمته، لأن هذه الحياة -كما تقول- "تستحق أن نعيشها، ونحن من نسعد أنفسنا بأنفسنا".
في رمضان، تنحصر أمنيات غالية بوجبة من الفروج وبعض الفواكه، حيث يقتصر إفطارها بعد صيام يوم طويل على طهي بعض الأعشاب التي تجمعها من الأراضي المحيطة بمخيمها، أو على بعض الأطعمة من جيرانها وإخوتها القريبين منها.
تعتبر حالة غالية واحدة من بين آلاف الحالات المشابهة العاجزة عن الحركة أو التنقل بدون مساعدة، منها حالة الطفل حذيفة الإبراهيم، ذي السبع سنوات. ولد حذيفة في خيمة النزوح بإعاقة في كامل جسده باستثناء الرأس، وتضطر والدته لنقله من مكان لآخر، وأن تطعمه بيدها، وتناشد توفير المغذيات اللازمة له، في ظل عجزها عن شراء حتى دوائه.
أما الحاجة فاطمة الحسين، التي فقدت أبناءها السبعة في الحرب، فلم تعد تستطيع السير على قدميها بشكل طبيعي بسبب الحزن عليهم، بعد أن أصبحت وحيدة تعيش مع ابنتها في خيمة، تفتقد إلى أدنى مقومات الحياة، لتخرج منها متكئة على سلم حديدي صغير، وتجلس أمام خيمتها منتظرة حلول المساء للعودة إليها مرة أخرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات
إقرأ أيضاً:
شبح الإقالة يقترب.. كيف أصبحت «المعجزة» شرط استمرار أنشيلوتي مع ريال مدريد؟
يبدو أن أيام المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لفريق ريال مدريد الإسباني، داخل قلعة «سانتياجو برنابيو»، أصبحت معدودة، بعد الخسارة من آرسنال في دوري أبطال أوروبا، خلال النسخة الجارية 2024-2025.
وتعرض ريال مدريد لهزيمة قاسية بثلاثية نظيفة من نظيره آرسنال الإنجليزي، خلال المباراة التي جمعت بين الفريقين، على ملعب «الإمارات» معقل النادي اللندني، ضمن منافسات ذهاب الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا، ليقترب من وداع المسابقة العريقة.
ويقترب أنشيلوتي أيضًا من خسارة لقب الدوري الإسباني في ظل النتائج المتذبذبة التي تلاحق الميرينجي بمسابقة «لا ليجا»، حيث سقط الريال في الجولة الماضية أمام فالنسيا في فخ الهزيمة بهدفين مقابل هدف.
ويتواجد برشلونة على صدارة ترتيب الدوري الإسباني، برصيد 67 نقطة، فيما يحتل ريال مدريد الوصافة بواقع 63 نقطة.
وقالت منصة «ريليفو» الإسبانية اليوم الجمعة: «حقبة وعهد أنشيلوتي مع ريال مدريد انتهت، إلا إذا حدثت معجزة في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا».
أنشيلوتيوذكرت صحيفة«ماركا» الإسبانية، في تقرير منشور لها أيضًا، أن فشل أنشيلوتي في قيادة ريال مدريد لريمونتادا أمام آرسنال في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، يعني أنه على أعتاب الإقالة على الفور