عبد القادر الحسيني (1908-1948)، ويدعى "قائد المجاهدين وابن شيخ المجاهدين"، سياسي فلسطيني مقدسي وقائد عسكري ناضل في صدر شبابه أيام دراسته الجامعية من أجل القضية الفلسطينية. اعتبر أول من بدأ الثورة الفلسطينية الكبرى سنة 1936 بحشده رجال المقاومة في كل الأراضي لمقاومة الاحتلال. استشهد في الثامن من أبريل/نيسان 1948 وهو يخوض معركة تحرير مدينة القسطل.

المولد والنشأة

وُلد عبد القادر الحسيني في إسطنبول سنة 1908 لعائلة ميسورة مقربة من البلاط العثماني، والدته تدعى زكية الحسيني، أما والده موسى كاظم باشا الحسيني فقد كان مفوّضا لصالح الدولة العثمانية ومبعوثها في الأناضول ونجد وعسير، وتولى منصب رئاسة بلدية القدس سنة 1918 وقاد التحركات النضالية ضد الإنجليز بعد توقيع وعد بلفور واستشهد سنة 1934.

تزوّج عبد القادر الحسيني من وجيهة الحسيني وأنجبا 3 أولاد (موسى وفيصل وغازي) وبنتا سمياها هيفاء.

مشهد للقوات البريطانية وهي تستهدف مناطق قرب حيفا خلال الثورة العربية الكبرى (غيتي) الدراسة والتكوين

بدأ عبد القادر الحسيني تعليمه بدراسة القرآن في زاوية في القدس، ثم انتقل إلى مدرسة روضة المعارف الابتدائية بالقدس، ومنها إلى مدرسة المطران غوبات (مدرسة صهيون) البروتستانتية في القدس، وفيها نال سنة 1927 شهادة الثانوية العامة.

سافر إلى لبنان والتحق بالجامعة الأميركية في بيروت، لكن انخراطه في النشاط السياسي ومطالبته باستقلال فلسطين دفعت بالجامعة إلى طرده، فتوجه إلى القاهرة، حيث التحق بقسم الكيمياء والرياضيات في الجامعة الأميركية.

خلال سنوات دراسته في القاهرة، أسس رابطة الطلاب في الجامعة الأميركية، وأخفى مواقفه وآراءه السياسية من أجل استكمال دراسته، ولكنه لم يتمالك نفسه، إذ أعلن خلال حفل التخرج بالجامعة أن تلك الجامعة الأميركية لعنة بما تبثّه من سموم في عقول الطلاب خدمة للاستعمار.

وجراء تصريحه جردته الإدارة من شهادته ثم تراجعت عن قرارها بعد خروج مظاهرة طلابية مساندة له ولموقفه، لكن رئيس الوزراء المصري آنذاك إسماعيل صدقي قرّر إبعاده عن البلاد سنة 1932.

من اليسار أسفل الصورة قاسم الريماوي وعبد القادر الحسيني وكامل عريقات ومالك الحسيني عام 1948 (الجزيرة) التجربة السياسية

في السابع من مايو/أيار 1936 أعلن عبد القادر الحسيني أول بيان لـ"منظمة الجهاد المقدس" دعا فيه إلى بدء الثورة، وانضم إلى كتيبة المجاهد السوري الشهير سعيد العاص، وخاض عدة معارك إلى جانبه.

في مطلع أكتوبر/تشرين الأول 1936 وفي أثناء خوضه معركة "الخضر" في قضاء بيت لحم، تعرّض لإصابة بليغة أدّت إلى أسره من الجيش البريطاني وإلى استشهاد رفيقه سعيد العاص، واقتيد إلى المستشفى العسكري في القدس، لكنه تمكّن من الهرب نحو دمشق حيث استكمل علاجه.

سنة 1938 عاد الحسيني إلى فلسطين متسللا، وذلك بعد تصاعد أحداث الثورة المسلحة، وتمكّن من المشاركة في عديد من معارك المجاهدين ضد القوات البريطانية، ولكنه في أكتوبر/تشرين الأول من السنة نفسها تعرض لإصابة خطيرة في منطقة بني نعيم الواقعة بين بيت لحم والخليل، نقل على إثرها سرا إلى مستشفى الخليل حيث خضع للعلاج.

قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية انتقل الحسيني إلى لبنان ومنه إلى العراق ليتابع دورة تدريبية عسكرية، وحصل فيها على رتبة ضابط ليشارك في أبريل/نيسان 1941 في ثورة الضباط الوطنيين العراقيين ضد القوات البريطانية، لكنه بعد فشل هذه الثورة اعتقل في يوليو/تموز 1941، ونفي إلى بلدة زاخو على الحدود التركية.

بعد اغتيال السياسي الفلسطيني فخري النشاشيبي في بغداد سنة 1941، استدعت السلطات العراقية الحسيني للتحقيق ثم أودعته معتقل "العمارة" حيث قضى سنتين وأفرجت عنه الحكومة العراقية أواخر سنة 1943.

بعد الإفراج عنه من السجون العراقية، توجّه إلى المملكة العربية السعودية، حيث استضافه الملك عبد العزيز بن سعود، الذي كانت تربطه علاقة صداقة بوالده موسى كاظم الحسيني، وأمضى سنتين سافر بعدها سرا إلى أحد المعاهد العسكرية في ألمانيا وقضى فيه 6 أسابيع تدرب خلالها على صنع واستخدام المتفجرات والألغام.

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وفي بداية سنة 1946، انتقل الحسيني وأسرته إلى القاهرة التي نظّم منها صفقات شراء الأسلحة المخلّفة في الصحراء الغربية خلال الحرب العالمية الثانية، كما خطط لتهريبها إلى المناطق الفلسطينية الجنوبية عن طريق العريش، ثم عن طريق ميناء صيدا اللبناني، هذه المرحلة انتهت في ديسمبر/كانون الأول 1947 بعد أن تسلّل عبد القادر الحسيني من الحدود المصرية عائدا إلى فلسطين.

غداة قرار التقسيم في نوفمبر/تشرين الثاني 1947، أعلنت "الهيئة العربية العليا" الجهاد واضطلع الحسيني بمهمة إعادة تشكيل قوّات جيش الجهاد المقدّس بعد أن اختير قائدا عاما لها، وتمكّن من إحراز انتصارات هامة ضدّ القوات الصهيونية في القدس أهمها نسف مقر الوكالة اليهوديّة بالقدس.

مشهد من جنازة عبد القادر الحسيني (الصحافة الإسرائيلية) الوظائف والمسؤوليات مطلع سنة 1933 عاد عبد القادر الحسيني إلى القدس وعين مأمورا في دائرة تسوية الأراضي في فلسطين. عمل في مجال الصحافة وكتب العديد من المقالات التي نشرت في جريدة "الجامعة الإسلامية" في يافا. انضم إلى "الحزب العربي الفلسطيني"، واشترك في تحرير جريدة "اللواء" التي يصدرها الحزب الذي تولى إدارة مكتبه في القدس سنة 1935. بعد أن استقال من وظيفته، تفرغ للعمل الوطني والتحضير للثورة المسلّحة رفقة مجموعة من الشباب الذين دعموا إعلانه الإضراب العام في أبريل/نيسان 1936. أسس أيضا محطة إذاعية في رام الله هدفها حشد الناس للانضمام للمقاومة المسلحة، ودعمها بالمال والعتاد. سنة 1938 درّس مادّة الرياضيات في الكلية الحربية في معسكر الرشيد العراقي وكذلك في مدرسة "التفيض" المتوسطة في بغداد. استشهاده

نهاية مارس/آذار 1948 توجّه عبد القادر الحسيني إلى دمشق، لطلب الإمداد بالأسلحة والذخيرة من الجنة العسكرية التابعة للجامعة العربية والمشرفة على القتال في فلسطين، لكن المفاوضات تعثّرت حتى هجم الإسرائيليون على القدس ونجحوا في احتلال قرية القسطل ذات الموقع الإستراتيجي المطل على الطريق العام بين القدس ويافا.

دفعه الهجوم إلى العودة وقيادة هجوم مضاد لتحرير قرية القسطل، ولكنه استشهد في الثامن من أبريل/نيسان 1948 وهو يخوض المعركة بعد أن نجح مع رجاله في تحرير القسطل بأسلحتهم البدائية، وقتلوا أكثر من 150 إسرائيليا. ودفن جوار الحرم الشريف في القدس إلى جانب والده موسى كاظم الحسيني.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات الجامعة الأمیرکیة أبریل نیسان الحسینی إلى فی القدس بعد أن

إقرأ أيضاً:

الأمير الدكتور فيصل بن مشعل يرعى حفل افتتاح مؤتمر “قيصر” الدولي للجراحة

المناطق_واس

رعى صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، حفل افتتاح فعاليات مؤتمر القصيم الدولي للجراحة “قيصر” لعام 2024، تحت شعار “ثورة التكنولوجيا في الجراحة”، الذي يهدف إلى استعراض آخر المستجدات الطبية في مجال الجراحة، وذلك بمركز الملك خالد الحضاري، ويستمر ثلاثة أيام.

 

أخبار قد تهمك أمير منطقة القصيم يستقبل رئيس المحكمة الجزائية بمدينة بريدة 10 نوفمبر 2024 - 5:42 مساءً أمير منطقة القصيم يرأس الاجتماع العشرين لمجلس إدارة جمعية “كبدك” 29 أكتوبر 2024 - 5:03 مساءً

وأكد سموه خلال الحفل، أهمية مثل هذه المؤتمرات في تسخير التكنولوجيا الحديثة لتطوير الخدمات الصحية، لا سيما في مجال الجراحة، الذي يشهد تطورًا هائلًا بفضل الابتكارات التقنية.

 

وقال: “يُمثل هذا المؤتمر منصة علمية مهمة تجمع الخبراء والمختصين لتبادل المعرفة والخبرات، مما يسهم في رفع مستوى جودة الرعاية الطبية وتعزيز قدرات القطاع الصحي”.

 

وأضاف: “التكنولوجيا أصبحت اليوم شريكًا أساسيًا في تحسين نتائج العمليات الجراحية وتجويد الخدمات الصحية المقدمة للمرضى، إذ أن المملكة بفضل من الله ثم رؤية المملكة 2030، تشهد قفزات نوعية في استخدام التقنية الحديثة في المجال الطبي، مما ينعكس إيجابيًا على صحة المجتمع وجودة الحياة”.

 

وأبدى سمو أمير القصيم، اعتزازه بما شاهده من مشاركات علمية متميزة وجهود وطنية وإقليمية في هذا المجال، متطلعًا إلى أن تكون مخرجات هذا المؤتمر دورًا كبيرًا لتطوير الكوادر الطبية الوطنية وتعزيز مكانة المملكة كمرجع علمي وتقني في مجال الجراحة، مقدمًا شكره للجهات المنظمة والمشاركين، داعياً إلى الاستمرار في عقد مثل هذه الفعاليات التي تسهم في تحقيق مستهدفات القطاع الصحي.

 

بدوره أعرب مدير مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة الدكتور ماجد الرديني، عن شكره لسمو أمير منطقة القصيم على رعايته لهذا المؤتمر، الذي يسهم في تعزيز التعاون بين الأطباء والخبراء من داخل المملكة وخارجها، إضافةً إلى تبادل المعرفة والخبرات في تخصص الجراحة، مع تسليط الضوء على أحدث الأبحاث والابتكارات والتقنيات الطبية التي تُسهم في تحسين الأداء الجراحي والارتقاء بجودة الخدمات الصحية المقدمة للمستفيدين.

 

وأوضح أن المؤتمر يتضمن معرضًا مصاحبًا يُعرض فيه أحدث الأجهزة والتقنيات الطبية المتطورة؛ بهدف دعم الكوادر الطبية ورفع كفاءتها، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل متخصصة تجمع أبرز الشركات الطبية المحلية والدولية، كاشفًا عن عدد المشاركين بالمؤتمر الذي بلغ 135 متحدثًا من داخل المملكة وخارجها ، و 113 محاضرة علمية، و 15 تخصصاً جراحياً دقيقاً؛ و 11 ورشة عمل طبية.

 

بعد ذلك اطلع سمو أمير القصيم خلال زيارته للمعرض المصاحب للمؤتمر، على أبرز التقنيات الحديثة في مجال الجراحة العامة، وجهاز الروبوت الآلي، الذي يستخدم في إجراء العمليات الجراحية.

 

وفي نهاية الحفل كرّم سمو أمير منطقة القصيم، المتحدثين والمشاركين والمساهمين في دعم وإنجاح برامج المؤتمر.

مقالات مشابهة

  • مجموعة «عبد القادر سنكري وأبناؤه» تشارك في مشروع دعم استمرارية التعليم بلبنان
  • مجموعة “الدكتور عبد القادر سنكري وأبناؤه” تشارك بمشروع دعم برامج استمرارية التعليم في لبنان
  • مشعل العروج يبارك لزوجته نوال بطريقة رومانسية ويوضح سبب نجاحها  .. فيديو 
  • معركة الجرف الكبرى و7 أيام سطر فيها الجزائريون ملاحم البطولة
  • هل نُزع فتيل الحرب بين إيران والاحتلال الإسرائيلي بعد الهجمات الأخيرة؟
  • أمير منطقة القصيم يستقبل عددًا من أعضاء مجلس الشورى
  • الأمير الدكتور فيصل بن مشعل يرعى حفل افتتاح مؤتمر “قيصر” الدولي للجراحة
  • حسام الحسيني: العناية الإلهية أنقذت والدتي نهال عنبر وهتشارك في فيلمي اللي جاي
  • جريمة قتل تشعل فتيل الاشتباكات بين الحوثي وبني نوف
  • إبراهيم النجار يكتب: هل يشعل بايدن فتيل حرب عالمية قبل مغادرة البيت الأبيض؟