سلطان القاسمي لـ"الرؤية": الإعلام الرقمي يعزز دور العلاقات العامة في تحقيق أهداف المؤسسات
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
الرؤية - سارة العبرية
قال الدكتور سلطان بن محمد القاسمي المتخصص في مجال الإعلام، إنَّ كتابه الجيِّد "فاعلية العلاقات العامة في البيئة الرقمية ودور القائم بالاتصال"، يسلط الضوء على كيفية استغلال أدوات وبرامج الإعلام الحديثة في مجال العلاقات العامة، وكيفية استخدام المسؤول عن الاتصال لهذه الوسائط بفعالية من خلال الاعتماد على التكنولوجيا لإنشاء المحتوى الاتصالي وتشكيل الصورة الذهنية، بالإضافة إلى تحليل التحولات التي شهدتها مهنة العلاقات العامة مع ظهور وسائل الإعلام الجديدة والإمكانات الواسعة التي تقدمها التكنولوجيا المتقدمة لتطوير ممارسات العلاقات العامة.
وأوضح- في حوار مع "الرؤية"- أن الكتاب يتألف من خمسة فصول؛ حيث يُعنى الفصل الافتتاحي بشرح مفهوم العلاقات العامة والتي تمثل الدور الاتصالي الذي يستند إلى فهم وتقييم توجهات الجمهور، مع تعريف السياسات والإجراءات للأفراد أو المنظمات بهدف تعزيز التفاهم والتواصل المثمر بين الطرفين، مستعينة بوسائل الإعلام المخططة بعناية لتحقيق مصالح كلا الطرفين.
ويُشير القاسمي إلى أهمية العلاقات العامة في توليد الدعم والمؤازرة لمبادرات المنظمة، بدءًا من جمهورها الداخلي وفريق العلاقات العامة، وامتدادًا إلى الجمهور الخارجي والجهات المعنية، لاسيما في ظل تنوع مجالاتها بين الهيئات الدولية، وكذلك أهمية العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية والتفاعلات بين الأفراد من مختلف الدول، مضيفا أنه يجب على العلاقات العامة لأي مؤسسة أن تتطّلع لتكون أكثر من مجرد صانع للصورة الذهنية؛ وأن تكون شريكًا فاعلًا في التنمية المجتمعية من خلال وظائفها المتنوعة، مثل جمع المعلومات عن الجمهور، وقياس توجهات الرأي العام، وتطوير البرامج الاتصالية التي تهدف إلى تحقيق التوافق والانسجام بين المؤسسة وجمهورها.
وذكر أن الفصل الثاني يُسلط الضوء على الوظيفة الحاسمة التي تلعبها العلاقات العامة في مواقف الأزمات، وأهميتها في مراحل ما قبل الأزمة وما بعدها، وذلك من خلال مجموعة من الإجراءات المرتبة التي تبدأ بتحليل الأزمة من خلال أربعة أبعاد رئيسية وهي: القيام بتعريف دقيق للعوامل التي أدت إلى نشوء الأزمة، الاستشراف والرصد للعناصر القوية التي تعتمد عليها وتدعم قوى الأزمة، التعرف على الأسباب الجذرية للأزمة، بالإضافة إلى تحليل وضع الأزمة ومكوناته المتنوعة باستخدام النماذج الرياضية لقياس وتحليل الحالة، لتأتي بعد ذلك مرحلة تطوير خطط وسيناريوهات بديلة لمجابهة قوى الأزمة والتعامل معها، استنادًا إلى رصد ومتابعة المعلومات بشكل فعال.
ويبيّن القاسمي أن الفصل الثالث يبحث في جوهر الإعلام الرقمي ودور تكنولوجيا المعلومات في تعزيز أداء العلاقات العامة؛ مضيفا: "تحولت هذه الأجهزة إلى أدوات فعّالة لجمع وتخزين المعلومات، وفي الوقت نفسه تقدم فرصاً للتعلم واكتساب المعرفة والمهارات، كما يبرز دور العلاقات العامة في مساعدة الجمهور على استيعاب وفهم التأثيرات الناتجة عن التحولات التكنولوجية، والعمل على تحقيق تفاهم مشترك يُلقي الضوء على أهمية هذه التحولات والتغيرات في تقديم الخدمات، وكيف تُسهم في جعل العمليات أكثر سهولة ومرونة.
ويلفت إلى أن الفصل الرابع يتناول دور المسؤول عن الاتصالات وعلاقته بالعلاقات العامة، مُركزاً على كيفية تشكيل وتعزيز صورة المؤسسة بين الجمهور، إلى جانب أهمية التخطيط الاستراتيجي وبناء الاستراتيجيات لتحقيق هذا الهدف، بالإضافة إلى ضرورة قياس الرأي العام وفهم كيفية تلقي الجمهور لصورة المؤسسة أو منتجاتها، وجمع المعلومات الضرورية لفهم وجهات نظرهم، مبينا أن هذا الفصل يتضمن المسؤوليات الأخلاقية للمسؤول عن الاتصال، والمسؤولية نحو المؤسسة والزملاء، والمسؤولية نحو العملاء بما في ذلك حماية أسرارهم، والمسؤولية نحو تطوير الذات والحفاظ على المصلحة الشخصية دون الإضرار بالالتزامات المؤسساتية، والمسؤولية نحو الجماهير والمجتمع بتقديم المعلومات الدقيقة والموضوعية، وأخيراً المسؤولية نحو وسائل الإعلام بالحرص على المصداقية والشفافية.
دور العلاقات العامة في إطار الحكومة الإلكترونية
وأكد القاسمي أن الكتاب سلط الضوء على دور العلاقات العامة الحاسم في إطار الحكومة الإلكترونية، وأهميتها في الإدارات الحكومية وأهمية الحكومة الإلكترونية في تسهيل وتحسين أداء الخدمات الحكومية للجمهور، بالإضافة إلى استعراض الأسس التي تقوم عليها والتي تشمل الاتصال المستمر مع الجمهور، وكفاءة وسرعة الربط الإلكتروني بين مختلف الدوائر الحكومية.
وأشار الدكتور سلطان القاسمي إلى أن السياسة الإعلامية تتميز في سلطنة عُمان بالتوازن والاعتدال؛ حيث تُشجع وتحترم حرية التعبير وحق الوصول إلى المعلومات، وتعمل الحكومة العُمانية على تعزيز دور الإعلام في نقل الحقائق وتوعية المجتمع، مع الحرص على المحافظة على القيم والتقاليد العُمانية وتعزيز التضامن الوطني، كما تتميز بالتركيز على تعزيز الثقافة الوطنية والهوية العُمانية، مع المحافظة على التنوع الثقافي واللغوي في البلاد، بالإضافة إلى أن الإعلام العُماني يتميز بالمهنية والمصداقية في تغطية الأحداث، مع التركيز على تقديم المعلومات الصحيحة والموضوعية للجمهور.
ويقول القاسمي: "يقوم الإعلام الدولي بدور هام في تشكيل وتوجيه الرأي العام في سلطنة عُمان، ويتم استهداف الجمهور العماني من خلال وسائل الإعلام الدولية المختلفة مثل الفضائيات والصحف والمواقع الإلكترونية، ويؤثر الإعلام الدولي على الرأي العام في عُمان من خلال تقديم وجهات نظر وتحليلات مختلفة حول القضايا العالمية والإقليمية التي تهم البلاد، مما يساهم في توسيع آفاق الناس وتحديث وجهات نظرهم"، مشددا على ضرورة الحذر وتبني الموقف النقدي تجاه المعلومات التي تصل الجمهور من وسائل الإعلام الدولية,.
وأوضح أن وسائل الإعلام الجديدة والاجتماعية تقوم بدور حيوي في تغيير المشهد الإعلامي في عُمان، مبينا: " هذه الوسائل الجديدة تساهم في دعم التواصل ودعم الشفافية ونشر المعلومات بطريقة تعزز المصداقية وتقليل انتشار الشائعات، كذلك تعزز مفهوم التفاعلية بتمكين الجمهور من المشاركة المباشرة في الحوارات والمناقشات حول القضايا المهمة يعزز التفاعلية ويجعل الإعلام أكثر قربًا وتواصلاً مع الجمهور، بالإضافة إلى تقديم محتوى متنوع وشامل يلبي اهتمامات الجمهور المختلفة".
وأكد أن تنمية الوازع الوطني في نفوس الأفراد كفيل أن يضمن تعزيز حرية الصحافة وبنفس الوقت الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: دور العلاقات العامة العلاقات العامة فی وسائل الإعلام بالإضافة إلى الرأی العام الضوء على من خلال
إقرأ أيضاً:
علي المؤيد.. قائد التحول الرقمي والإعلامي في العراق
4 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: كأنما الإعلام والاتصالات في العراق قد نُقشت على صفحة التاريخ بإزميل الإنجاز، تحفر بصماتها العميقة في جسد الزمن، وحين يُطوى فصل من هذه المسيرة، يبقى الأثر متجذرًا، متحدثًا بلسان الأرقام والتحولات العميقة.. وهكذا هو عهد العراقيين مع الدكتور علي المؤيد، الذي قاد هيئة الإعلام والاتصالات بيد صانع الرؤية، ليزرع فيها نهضة غير مسبوقة، ويرتقي بها إلى آفاق لم تكن تخطر في أذهان المتشائمين.
كان المؤيد رجل المرحلة، والملاح الذي قاد السفينة وسط أمواج التحديات، حتى أبحر بها إلى شواطئ الأمان، مضاعفًا الإيرادات، ومستردًا الأموال المستحقة، محققًا قفزة نوعية في جودة خدمات الجيل الرابع، حيث قفز العراق من المرتبة 122 عالميًا إلى 42، وكأن البلاد تحررت من قيود التخلف الرقمي، لتنطلق نحو فضاء متجدد من التقنية والحداثة.
لم يكن الإعلام بمعزل عن هذه النهضة، فقد منح المؤيد المشهد الإعلامي هوية أكثر رسوخًا، فمنح التراخيص لأكثر من 300 وسيلة إعلامية، واحتضن آلاف الصحفيين والإعلاميين، فاتحًا لهم الأبواب لنقل مشاهد الأربعين إلى العالم، كاشفًا وجه العراق الحضاري والديني والثقافي، في مشهد لم يشهده الإعلام العراقي من قبل بهذه القوة والاتساع.
أما المدن فتبقى شاهدة، حيث رسم المؤيد ملامح مدينة إعلامية متخصصة، تستجيب للمعايير العالمية، وكأنه أراد أن يضع العراق في قلب المشهد الإقليمي، لا مجرد تابعٍ لأمواج التحولات الإعلامية.
وبروح المبادرة، أطلق مؤتمر “عالمية الزيارة الاربعينة”، الذي بات حدثًا سنويًا يرسّخ صورة العراق كمنبر عالمي يستقطب أنظار الباحثين والإعلاميين.
لم يكن التكريم بعيدًا عن هذه الإنجازات، فقد توّج المؤيد بجوائز حملت في طياتها اعترافًا بمسيرته، من أفضل رئيس هيئة في العراق لعام 2021، إلى جائزة التميز في التحول الرقمي على مستوى الشرق الأوسط، وكأن جهوده لم تقتصر على العراق وحده، بل كانت إشعاعًا يمتد إلى خارج الحدود.
واليوم، ومع تعيين رئيس جديد للهيئة، المهندس محمد عبد الله عبد الأمير، يبقى الأمل معقودًا على استمرارية هذه المسيرة، لتعزيز الإعلام العراقي، وتطهيره من المحتوى الهابط، وترسيخ المهنية والمسؤولية.. فالعراقيون لا يرضون أن يعودوا خطوة إلى الوراء بعد أن خطوا هذا الطريق الطويل نحو الريادة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts