مطران طنطا للروم الارثوذكس. يوضح سر ارتباط الصوم بالصلاة وبأعمال الرحمة
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
تحتفل كنيسة الروم الأرثوذكس في مصر بالصوم الكبير؛ وقال المتروبوليت نيقولا مطران طنطا وتوابعها، في تصريح له إنه الصوم الجسدي ليس بشيء إن لم ترافقه الصلاة والأعمال المرضية لله.
شبه آباء الكنيسة ارتباط الصوم بالصلاة وبأعمال الرحمة بالنسر في ارتفاعه إلى السماء. فالنسر يستخدم جناحيه للارتفاع، كما يستخدم ذيله لتصحيح مسارة.
لذلك رأوا أن أحد جناحيه هو "الصوم"، وجناحه الآخر هي "الصلاة"، وذيله هو "أعمال الرحمة". ودون هذه الثلاثة مجتمعة لن يرتفع المؤمنون في رحلة صومهم إلى السماء. وهذه الثلاثة معًا هي واجبة على كل مؤمن. "صَالِحَةٌ الصَّلاَةُ مَعَ الصَّوْمِ، وَالصَّدَقَةُ خَيْرٌ مِنِ ادِّخَارِ كُنُوزِ الذَّهَبِ" (طوبيا 8: 12).
"الصوم" في جوهرة ليس الامتناع عن أكل بعض المأكولات. بل هو عودة إلى حالة الإنسان الأولى (حالة آدم وحواء) بالعيش في الفردوس والاغتذاء من عشب الأرض بالقرب من الله الذي يُنير عليه، واللذين (آدم وحواء ومعهم نحن) لم يشعرا بعريهما إلا بعد مخالفتهما لوصية الله "بعدم الأكل" من شجرة معرفة الخير والشر. فالصوم هو حالة روحية تقرب المؤمن الصائم من الله، وذلك بالتذلل أمام الله والرجوع إليه بطلب المغفرة؛ لأن الله قريب من البشر الذين ليس أحد منهم دون خطيئة وينتظر رجوعهم إليه. "الآنَ، يَقُولُ الرَّبُّ، ارْجِعُوا إِلَيَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ، وَبِالصَّوْمِ وَالْبُكَاءِ وَالنَّوْحِ" (يوئيل 12:2).
و "الصلاة" في جوهرها هي ليس طلبات مادية وطلبات أرضية، وكأن الله لا يعرف حاجة الإنسان ويعطيه ما هو فيه خَيْرَه. بل، الصلاة، هي تمجيد الله، وتواضع أمامه، وطلب رحمته، وشكره على كل وهبنا من عطايا إن كان صحة أو رزق أو بنون أو خيرًا وغيرهم. "لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ" (فيليبي 6:4).
و "أعمال الرحمة" في جوهرها هي موجه إلى الله في وجه إخوتنا الذين في ضيق، وليس من أجل طلب تمجيد الآخرين لنا أو تمجيد أنفسنا. فمن يُطعم جائع فهو يُطعم يسوع نفسه، ومن يسقي عطشان فهو يسقي يسوع نفسه، ومن يأوي غريب فهو يأوي يسوع نفسه، ومن يزور مريض فهو يزور يسوع نفسه، ومن يفتقد محبوس فهو يفتقد يسوع نفسه. وذلك كما أوضح لنا يسوع المسيح نفسه، مبينًا لنا أن هذه الأعمال التي نفعلها للآخرين إنما هي مفعولة له، وذلك بقوله: "أَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي. عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ... بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ" (متى 35: 25 - 40).
وهناك العديد من الاوامر الالهية التي تتحدث عن الصوم مثل "قَدِّسُوا صَوْمًا. نَادُوا بِاعْتِكَافٍ. اجْمَعُوا الشُّيُوخَ، جَمِيعَ سُكَّانِ الأَرْضِ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَاصْرُخُوا إِلَى الرَّبِّ" (يوئيل 14:1).. "صَالِحَةٌ الصَّلاَةُ مَعَ الصَّوْمِ، وَالصَّدَقَةُ خَيْرٌ مِنِ ادِّخَارِ كُنُوزِ الذَّهَبِ" (طوبيا 8:12).
وايضا: "اعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ يَسْتَجِيبُ لِصَلَوَاتِكُمْ إِنْ وَاظَبْتُمْ عَلَى الصُّوْمِ وَالصَّلَوَاتِ أَمَامَ الرَّبِّ" (يهوديت 12:4).. "أَمَّا هذَا الْجِنْسُ (الشيطان - الروح النجس) فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ" (مت 21:17).
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: كنيسة الروم الأرثوذكس ت م ون ی
إقرأ أيضاً:
مولد السيدة زينب حالة خاصة من الحب والعشق .. أحد علماء الأزهر يوضح
قدم الشيخ الشحات العزازي من علماء الأزهر الشريف، احتفالية بمولد السيدة زينب، قائلا: عندما نتحدث مع أحد في مصر عن السيدة زينب من أقاصي الصعيد إلى أعماق الريف والسواحل، نجد أن كل هؤلاء يجمعهم حب جارف لها ولآل النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
واسترسل: هناك مقامات لها وجدتها في الصعيد باسم السيدة زينب، وهناك سياجات حول الأماكن التي وُجدت فيها السيدة زينب حتى لا يطأ أحد المقام بقدميه".
وأضاف العزازي، خلال حواره ببرنامج "90 دقيقة"، المذاع على قناة "المحور": أن السيدة زينب هي التي انفردت بلقب "السيدة"، فإذا قيل السيدة دلّ هذا اللفظ عليها.
وأوضح أنه في مولد السيدة، يوجد أماكن كثيرة يصعب على عدد كبير من الناس المشي فيها بسبب الزحام الشديد ومظاهرات الحب لها ولآل بيت رسول اللهم، متابعا: من كرم الله عز وجل عليّ، أنني رزقت بالخدمة إمامًا لمسجد السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها منذ عام 2000 حتى عام 2006".