تحتفل كنيسة الروم الأرثوذكس في مصر بالصوم الكبير؛ وقال المتروبوليت نيقولا مطران طنطا وتوابعها، في تصريح له إنه  الصوم الجسدي ليس بشيء إن لم ترافقه الصلاة والأعمال المرضية لله.

شبه آباء الكنيسة ارتباط الصوم بالصلاة وبأعمال الرحمة بالنسر في ارتفاعه إلى السماء. فالنسر يستخدم جناحيه للارتفاع، كما يستخدم ذيله لتصحيح مسارة.

ودون هذه الثلاثة لن يرتفع إلى السماء.

لذلك رأوا أن أحد جناحيه هو "الصوم"، وجناحه الآخر هي "الصلاة"، وذيله هو "أعمال الرحمة". ودون هذه الثلاثة مجتمعة لن يرتفع المؤمنون في رحلة صومهم إلى السماء. وهذه الثلاثة معًا هي واجبة على كل مؤمن. "صَالِحَةٌ الصَّلاَةُ مَعَ الصَّوْمِ، وَالصَّدَقَةُ خَيْرٌ مِنِ ادِّخَارِ كُنُوزِ الذَّهَبِ" (طوبيا 8: 12).

"الصوم" في جوهرة ليس الامتناع عن أكل بعض المأكولات. بل هو عودة إلى حالة الإنسان الأولى (حالة آدم وحواء) بالعيش في الفردوس والاغتذاء من عشب الأرض بالقرب من الله الذي يُنير عليه، واللذين (آدم وحواء ومعهم نحن) لم يشعرا بعريهما إلا بعد مخالفتهما لوصية الله "بعدم الأكل" من شجرة معرفة الخير والشر. فالصوم هو حالة روحية تقرب المؤمن الصائم من الله، وذلك بالتذلل أمام الله والرجوع إليه بطلب المغفرة؛ لأن الله قريب من البشر الذين ليس أحد منهم دون خطيئة وينتظر رجوعهم إليه. "الآنَ، يَقُولُ الرَّبُّ، ارْجِعُوا إِلَيَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ، وَبِالصَّوْمِ وَالْبُكَاءِ وَالنَّوْحِ" (يوئيل 12:2).

و "الصلاة" في جوهرها هي ليس طلبات مادية وطلبات أرضية، وكأن الله لا يعرف حاجة الإنسان ويعطيه ما هو فيه خَيْرَه. بل، الصلاة، هي تمجيد الله، وتواضع أمامه، وطلب رحمته، وشكره على كل وهبنا من عطايا إن كان صحة أو رزق أو بنون أو خيرًا وغيرهم. "لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ" (فيليبي 6:4).

و "أعمال الرحمة" في جوهرها هي موجه إلى الله في وجه إخوتنا الذين في ضيق، وليس من أجل طلب تمجيد الآخرين لنا أو تمجيد أنفسنا. فمن يُطعم جائع فهو يُطعم يسوع نفسه، ومن يسقي عطشان فهو يسقي يسوع نفسه، ومن يأوي غريب فهو يأوي يسوع نفسه، ومن يزور مريض فهو يزور يسوع نفسه، ومن يفتقد محبوس فهو يفتقد يسوع نفسه. وذلك كما أوضح لنا يسوع المسيح نفسه، مبينًا لنا أن هذه الأعمال التي نفعلها للآخرين إنما هي مفعولة له، وذلك بقوله: "أَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي. عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ... بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ" (متى 35: 25 - 40).

وهناك العديد من الاوامر الالهية التي تتحدث عن الصوم مثل "قَدِّسُوا صَوْمًا. نَادُوا بِاعْتِكَافٍ. اجْمَعُوا الشُّيُوخَ، جَمِيعَ سُكَّانِ الأَرْضِ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَاصْرُخُوا إِلَى الرَّبِّ" (يوئيل 14:1).. "صَالِحَةٌ الصَّلاَةُ مَعَ الصَّوْمِ، وَالصَّدَقَةُ خَيْرٌ مِنِ ادِّخَارِ كُنُوزِ الذَّهَبِ" (طوبيا 8:12).

وايضا: "اعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ يَسْتَجِيبُ لِصَلَوَاتِكُمْ إِنْ وَاظَبْتُمْ عَلَى الصُّوْمِ وَالصَّلَوَاتِ أَمَامَ الرَّبِّ" (يهوديت 12:4).. "أَمَّا هذَا الْجِنْسُ (الشيطان - الروح النجس) فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ" (مت 21:17).

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: كنيسة الروم الأرثوذكس ت م ون ی

إقرأ أيضاً:

كاتب صحفي يكشف احتمالية ارتباط حادث باريس بالعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان

علق الكاتب الصحفي أشرف أبو الهول، على حادث احتجاز رهائن في أحد ضواحي باريس في فرنسا، أن الحادث من المحتمل أن يكون حادثة داخلية أو يكون الحادث مرتبط بالقضايا المنخرطة فيها فرنسا، موضحا أن الحادث من المحتمل أيضا أن يكون الحادث مرتبط بالعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان.

 تابع أبو الهول في مداخلة هاتفية  عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، اليوم السبت، أنه لم يكن حتى معلومات حتى الآن إلى أن المرجح في الحادث هو خاص بالعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان لأن هذا الملف هو الأكثر سخونة وتأثيرًا في العالم.  

أوضح أن توقيت الحادث يحمل الكثير من الاحتمالات، لأن المنطقة الذي وقع الحادث فيها هادئة ولا يوجد فيها لاجئين وهي بعيدة عن أي انخراط في قضايا سياسية، مشيرا إلى أن الفترات التي شهدت في ارتفاع العنف وقضايا الاختطاف الرهائن هي الفترة التي تشهد صراعات في العالم، وان  فرنسا هي أكثر دول العالم ترشيحا لتكرار حوادث العنف.

مقالات مشابهة

  • كاتب صحفي يكشف احتمالية ارتباط حادث باريس بالعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان
  • الحديث القدسي: لماذا حرّم الله الظلم على نفسه؟
  • نهيان بن مبارك: التسامح "طاقة روحية كبرى" تعكس قيم الرحمة والسلام
  • هل الكذب لجبر خاطر الوالدين جائز.. أمين الإفتاء يوضح
  • آمين الفتوى يوضح حكم البكاء على الميت والحزن عليه
  • مطران طنطا للروم الأرثوذكس يترأس صلوات القداس الإلهي في القاهرة
  • ضبط المتهمين بقتل شاب بسبب علاقة عاطفية فى الحوامدية
  • تقرير لـMiddle East Eye يكشف.. حزب الله أعاد بناء نفسه
  • كيف يحصن الإنسان نفسه من الحسد .. نصائح من دار الإفتاء
  • فعل واحد يجعلك مستجاب الدعاء ومن الصالحين.. علي جمعة يوضحه