موقع النيلين:
2025-02-17@04:56:41 GMT

عداء مجاني أم تبعية مدفوعة الثمن ؟

تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT


في أثناء البحث في الفيس عن موضوع آخر صادفت منشوراًً قديماً للمهندس خالد عمر يوسف يعلق فيه على انتقاد الفريق ياسر العطا للدول التي تقدم أشكالاً مختلفة من الدعم للمتمردين، من بينها السلاح والمرتزقة . من الأشياء اللافتة في المنشور : حديثه عن ( العداء المجاني ) . وقوله ( أزمة السودان الحالية هي أزمة داخلية بالأساس ) وقوله ( لا يجب أن نسمح لكائن من كان أن يعيدنا لعصور الظلام مرة أخرى تحت أي ذريعة كانت )، وتذييله لمنشوره بـ ( لا للحرب )

– الملاحظ أنه تهرب من مناقشة وجود أو عدم وجود دعم المتمردين بالسلاح والمرتزقة .


– لو كان قد زعم بأنه لا يوجد دعم للمتمردين لجاز لنا أن نقول : إن صح زعمه فحديث الفريق العطا فعلاً ( عداء مجاني ) أما وقد تهرب من الخوض في وجود أو عدم وجود الدعم، فإن المعنى الذي يصلنا منه هو : أياً كان الحال، يوجد دعم أو لا يوجد، فالهجوم على الداعمين ( عداء مجاني ) !

– من الواضح أنه اضطر إلى إضافة كلمة ( بالأساس ) إلي ( هي أزمة داخلية ) حتى لا يتورط في الكذب المكشوف إذا اكتفى بقول ( هي أزمة داخلية . ) .

– وخشيته من الكذب المكشوف اضطرته للتعبير بهذه الطريقة التي تترك مجالاً للمعنى بأن يكون : الأزمة من شقين داخلي وخارجي، والأساس هو الداخلي، لكنه لم يقترح حلاً للشق “الهامشي” الخارجي، الأمر الذي يجعلنا نعتقد أن الحل الذي يريده هو : دعه يدعم، دعه يدمر !

– تعريف “الذريعة” في المعاجم هو ( ما يتوسَّل به المرء كي يخفي سبباً حقيقياً لعمله )، لم يفصح م. خالد عمر عن “السبب الحقيقي” الذي يعتقد أنه يقف وراء انتقادات الفريق العطا، وما يمكن استنتاجه من حديثه إما أنه يريد أن يوصل معنى إنه لا يوجد دعم للمتمردين أو يريد أن يقول إن الدعم ليس هو السبب الحقيقي لكنه لا يعرف سبباً حقيقياً وإنما هو “كلام والسلام”!

– لا أعتقد أن هناك “عصر ظلام” أكثر من العصر الذي يريده هؤلاء الذين يشوشون على موضوع واضح كقضية التسليح والمرتزقة ولا يستيطعون الحديث عنها إلا في الحواشي وبعيداً عن صلب الموضوع .

– لا أدري كيف يمكن للمرء أن يشعر بالاتساق وهو يذيل مرافعة عن أكبر مؤجج للحرب بـ ( لا للحرب ) !

– لا يحق لقيادات قحت المركزي والتنسيقية أن يلوموا أي شخص يستند على مواقفهم ويستنتج أنهم راضون عن إمداد التمرد بالسلاح والمرتزقة، وراغبون في استمراره، لحسابات تتعلق برغبتهم في انتصار المتمردين، أو على الأقل فرض نوع من ( توازن الضعف ) يفرض التفاوض بالطريقة التي تحقق مطامعهم ومطامع المتمردين وداعمهم الأجنبي .

إبراهيم عثمان

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

هكذا تُصنع الفتن .. من يربح ومن يدفع الثمن؟

في زمن تعصف فيه الأخبار المتضاربة والمعلومات المغلوطة بكل شيء حولنا، تتجاذبنا تيارات من عدم اليقين، تغذّيها إشاعات تنتشر بسرعة البرق، حتى بات التمييز بين الحقيقة والخيال مهمة صعبة. … في ظل هذا الواقع الضبابي في مصداقيته، تبرز حقيقة أننا في زمن الفتن.. فتن تعززها منشورات منصات التواصل الاجتماعي وحالة السداح مداح في نشر الاخبار والتعليق عليها دون تدقيق أو تحقق.

في وسط هذا الضجيج، تبقى هناك حقيقة واحدة واضحة: الثقة هي العمود الفقري لاستقرار المجتمعات. وحين تتزعزع هذه الثقة، يصبح الجميع في حالة ترقب وقلق، ينتظرون رسائل طمأنة من الجهات المسؤولة، ويبحثون عن الحقائق وسط بحر من الافتراضات. لذلك، لا بد من العمل على تعزيز هذه الثقة وتنميتها، من خلال المصارحة والمكاشفة، والابتعاد عن التهرب أو التواري خلف أعذار واهية.

كل جهة أو شخص قد يخطئ وقد يصيب، فليس هناك طرف معصوم من الزلل. لكن المشكلة تكمن حين يقع الخطأ، سواء عن جهل أو عمد، ثم لا يجد صاحبه الشجاعة للاعتذار أو تصحيح المسار. الأزمات الأخيرة أثبتت لنا كم من أسماء رنانة تورطت في نشر أخبار خاطئة، أثارت بلبلة كادت تفتح أبواب الفتنة، ثم اختفت بصمت، غير مكترثة بعواقب ما فعلت. أو تعذرت بعبارات واهية لاتسمن ولاتغني من جوع … إن كان الخطأ واردًا، فالتراجع عنه واجب، والاعتذار عنه دليل نضج واحترام، لا ضعف أو تراجع.

المؤسسات الإعلامية، الجهات الرسمية، وحتى الأفراد، كلنا معنيون بإعلاء قيمة التحقق قبل نشر أي معلومة. علينا أن نسأل: من أين جاءت هذه الأخبار؟ من المستفيد من نشرها؟ هل هناك مصادر موثوقة تؤكدها؟ ففي زمن الفتن، يكون نشر الإشاعة أشد خطرًا من اختلاقها، لأنها تكتسب زخمًا كلما تداولها الناس دون تمحيص.

المصارحة هي الحل، والمكاشفة تبني الجسور بين الشعوب وحكوماتها، لأن إخفاء الحقائق لا يؤدي إلا إلى تعميق الشكوك. نعم، هناك أوقات عصيبة وأحداث معقدة، لكن مواجهتها بالحقيقة، مهما كانت مؤلمة، أفضل ألف مرة من ترك الناس نهبًا للتكهنات.

في النهاية، لا يمكن لأحد إيقاف سيل المعلومات في هذا العصر، لكن بإمكاننا أن نكون أكثر وعيًا في التعامل معها. لنتحمل جميعًا مسؤولية الكلمة، لأن الكلمة قد تكون طوق نجاة، وقد تكون شرارة فتنة.

حمى الله الأردن .. قويا آمنا وادعا مستقرا

سالي الأسعد – وكالة عمون الإخبارية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • هكذا تُصنع الفتن .. من يربح ومن يدفع الثمن؟
  • الداعية وسيم يوسف: لا يوجد سعادة فى الدنيا بل فى الآخرة فقط
  • سقوط مدينة ثانية في الكونغو الديمقراطية في أيدي المتمردين المدعومين من رواندا
  • 13 ألف عداء يشاركون في "ماراثون مسقط".. الجمعة
  • الكونغو الديمقراطية.. فوضى مع تقدم المتمردين صوب مدينة رئيسية
  • إيقاف عداء ياباني 4 سنوات بسبب انتهاك قواعد المنشطات
  • غدًا.. الصحفيين تنظم يومًا طبيًا مجانيًا للأطفال
  • غدًا.. نقابة الصحفيين تنظم يومًا طبيًا مجانيًا للأطفال
  • عاجل| 9 أيام مدفوعة الأجر.. الإجازات والعطلات الرسمية في شهر رمضان 2025
  • في معارك شرسة.. الجيش الوطني ينجح في تطهير الجنوب من أوكار الجريمة والمرتزقة التشاديين