داعش يتبنى هجوم موسكو.. وروسيا توجه أصابع الاتهام نحو أوكرانيا
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
رغم إعلان تنظيم داعش-خراسان مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي في موسكو، الجمعة، وتحذيرات أميركية لمخططات التنظيم في وقت سابق بداية مارس، تصر روسيا على توجيه أصابع الاتهام نحو أوكرانيا التي تخوض معها حربا منذ أكثر من عامين.
الهجوم المسلح الذي أعقبه حريق هائل في قاعة للحفلات الموسيقية في ضواحي موسكو، الجمعة، خلف ما لا يقل عن 133 قتيلا وفق آخر حصيلة، وعشرات الجرحى.
وتعهد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تعهد، السبت، بـ"معاقبة" المسؤولين عن الهجوم، مؤكدا أن المهاجمين أوقفوا وهم في طريقهم إلى أوكرانيا، من دون الإشارة إلى إعلان تنظيم داعش مسؤوليته عن الاعتداء.
وقال بوتين في خطاب بثه التلفزيون إنه جرى اعتقال 11 شخصا منهم أربعة مسلحين، مضيفا "حاولوا الاختباء والتوجه صوب أوكرانيا حيث، وفقا لبيانات أولية، كانت ثمة نافذة مجهزة لهم على الجانب الأوكراني لعبور حدود الدولة".
ويبدو أن بوتين وغيره من السياسيين في روسيا يتبعون نهجا لربط أوكرانيا بالهجوم الإرهابي، على الرغم من تحمل داعش للمسؤولية والنفي الأوكراني الذي صدر فور وقوع الهجوم، الجمعة.
ويشير تقرير نشرته أسوشيتد برس إلى أنه يبدو وكأن موسكو تريد استغلال الهجوم من "أجل تأجيج الحرب الروسية في أوكرانيا والتي دخلت عامها الثالث"، منوهة إلى أن الرئيس الروسي لم يتطرق بتاتا إلى تنظيم "داعش" في خطابه.
وذكر جهاز الأمن الاتحادي الروسي أن المسلحين اعتقلوا في أثناء توجههم إلى الحدود الأوكرانية وأنهم "على صلة بأشخاص في أوكرانيا"و مشيرا إلى نقلهم إلى موسكو.
ولم يقدم بوتين أو جهاز الأمن علنا أي أدلة على وجود صلة لأوكرانيا التي تخوض روسيا حربا معها منذ 25 شهرا.
وأعرب مسؤولون أميركيون، ذكروا أن فرعا تابعا لتنظيم داعش كان المسؤول عن الهجوم، عن قلقهم من أن الزعيم الروسي قد يسعى إلى "إلقاء اللوم زورا" على أوكرانيا، وفق ما نقلته عنهم صحيفة "نيويورك تايمز"، السبت.
كما نقلت الصحيفة عن بعض المحللين ومنتقدي الكرملين قولهم إن بوتين "قد يستخدم مثل هذا الاتهام لتبرير تصعيد جديد في الغزو الروسي" لأوكرانيا.
وكان بوتين قد ألقى في الماضي باللوم على الغرب في تأجيج الجماعات الإرهابية لارتكاب أعمال عنف داخل روسيا، لكنه لم يشر إلى الولايات المتحدة أو الغرب في خطابه، السبت.
كما أنه لم يذكر التحذير الأمني الذي أصدرته سفارة الولايات المتحدة لدى موسكو في السابع من مارس بشأن خطر وقوع هجمات على حفلات موسيقية في العاصمة الروسية، وهو التحذير الذي استخدمته شخصيات مؤيدة للكرملين "كدليل على التواطؤ الأميركي المحتمل" وفق زعمهم، بحسب ما نقلته الصحيفة الأميركية.
وكانت السفارة الأميركية لدى روسيا قد حذرت مواطنيها قبل أسبوعين من أن "متطرفين لديهم خطط وشيكة لاستهداف تجمعات كبيرة في موسكو، بما في ذلك حفلات موسيقية".
لكن الرئيس الروسي رفض، الثلاثاء، التحذيرات التي اعتبرها "استفزازية"، وقا:ل "يبدو كل ذلك كأنه محض ابتزاز ورغبة في تخويف مجتمعنا وزعزعة استقراره".
وذكرت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، أدريان واتسون، في حديث للحرة، الجمعة، أن "الولايات المتحدة شاطرت مع السلطات الروسية في وقت سابق هذا الشهر (مارس) معلومات بشأن خطط هجمات إرهابية محتملة في موسكو قد تستهدف تجمعات كبيرة كالحفلات الموسيقية".
وأوضحت واتسون أن واشنطن اتخذت هذه الخطوة وفقا لسياسة "واجب التحذير" المتعارف عليها دوليا.خطابات روسية تستهدف كييف.
وتركزت التصريحات الرسمية الروسية، السبت، على توجيه أصابع الاتهام نحو كييف.
وقال أندري كارتابولوف، أحد كبار النواب الروس، إنه يتعين أن تقوم روسيا برد "لائق وواضح وملموس" في ساحة المعركة إذا تبين أن أوكرانيا ضالعة في الهجوم.
من جانبه، اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن المجتمع الدولي في حالة "تنويم مغناطيسي للتسامح الغربي" تجاه أوكرانيا.
وقالت زاخاروفا في حديث لقناة "روسيا 24" إن موسكو "ستتخذ جميع الخطوات اللازمة لضمان استفاقة المجتمع الدولي في وقت ما من التأثير الغربي، ويصحو من هذا التنويم المغناطيسي الغربي للتسامح المفتوح مع نظام كييف الذي يبيح استخدام كل الوسائل الممكنة بحجة مواجهة روسيا"، بحسب تقرير نشرته "روسيا اليوم" نقلا عن تاس.
وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية في تصريحات سابقة، السبت، أن "أوكرانيا تحولت بأيدي الغرب على مدار 10 سنوات إلى مركز لنشر الإرهاب الدموي".
وأكد الرئيس الروسي السابق، دميتري مدفيديف، أن موسكو ستقضي على القادة الأوكرانيين إذا تبين تورطهم في هذا الهجوم.
ويعتبر هذا الهجوم هو الأكثر حصدا للأرواح منذ نحو عقدين في روسيا والأكثر فتكا في أوروبا الذي يتبناه تنظيم داعش.
نفي أوكرانياتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت نظيره الروسي بوتين بالسعي إلى "إلقاء اللوم" على أوكرانيا بعد الهجوم الدامي في موسكو.
وقال زيلينسكي في إحاطته اليومية بعدما ذكر مسؤولون روس فرضية تورط أوكرانيا في الهجوم، إن "ما حدث بالأمس في موسكو واضح: بوتين.. والآخرون يحاولون فقط إلقاء اللوم على طرف آخر".
وأضاف "لديهم دائما الأساليب نفسها"، مشيرا إلى أن "بوتين بدلا من التعامل مع مواطنيه الروس ومخاطبتهم، ظل صامتا يوما، وهو يفكر في كيفية تحميل الأمر لأوكرانيا".
وقال أندريه يوسوف المتحدث باسم المخابرات العسكرية الأوكرانية لرويترز "لم تشترك أوكرانيا بالتأكيد في هذا الهجوم الإرهابي. تدافع أوكرانيا عن سيادتها أمام الغزاة الروس وتحرر أراضيها وتقاتل جيش المحتلين وأهدافهم العسكرية، لا المدنيين".
وكان مستشار الرئيس الأوكراني، ميخايلو بودولياك قد أكد الجمعة إن كييف لا علاقة لها بالهجوم على قاعة للحفلات الموسيقية في موسكو.
وذكر بودولياك في رسالة بالفيديو على تطبيق تيليغرام "بشكل صريح: أوكرانيا ليس لها أي علاقة على الإطلاق بهذه الأحداث".
وأضاف "لدينا حرب واسعة النطاق وشاملة مع الجيش النظامي الروسي ومع روسيا الاتحادية كدولة. وبغض النظر عن كل شيء، سيتم تحديد مصير كل شيء في ساحة المعركة".
واتهمت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية الكرملين وأجهزته الخاصة بتدبير الهجوم لإلقاء اللوم على أوكرانيا وتبرير "تصعيد" الحرب.
ونشرت المسؤولة في محطة "آر تي" العامة، مارغريتا سيمونيان، مقاطع فيديو تظهر اعترافات اثنين من المشتبه بهم أثناء استجوابهما من دون ذكر الجهة الراعية للهجوم. ولم تتمكن وكالة فرانس برس من تأكيد صحة المقاطع.
واشنطن تؤكد مسؤولية داعشوقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، أدريان واتسون، بعد ساعات فقط بعد وقوع الهجوم الجمعة، إن تنظيم داعش يتحمل بمفرده المسؤولية عن الهجوم المميت بالقرب من موسكو وإن أوكرانيا غير ضالعة في الهجوم.
وذكرت واتسون في بيان أن الحكومة الأميركية شاركت في وقت مبكر هذا الشهر معلومات مع روسيا عن هجوم مزمع في موسكو وأصدرت أيضا نصائح عامة للأمريكيين في روسيا في السابع من مارس.
وأضافت "يتحمل تنظيم داعش بمفرده المسؤولية عن هذا الهجوم. ولا يوجد أي تورط أوكراني على الإطلاق".
وأكد آدم دولنيك الخبير الأمني التشيكي الذي يدرس هجمات سابقة لجماعات إسلامية في الهند وكينيا وروسيا وغيرها لرويترز إن إعلان تنظيم داعش مسؤوليته يبدو جديرا بالتصديق، إلا أن "ذلك لن يثني الروس عن الاستفادة من ذلك في أجندة سياساتهم الخارجية في مواجهة أوكرانيا والغرب".
وأضاف أن العامل الوحيد غير المعتاد هو أن الجناة هربوا على خلاف هجمات المسلحين المتطرفين المعتادة حيث ينفذ الجناة الهجمات وهم مستعدون للموت ويتوقعون أن تصيبهم قوات الأمن بالرصاص في نهاية المطاف.
وعلقت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، زاخاروفا، الجمعة، بالقول: "إذا كانت لدى الولايات المتحدة أو إذا حصلت على بيانات موثوقة حول هذا الموضوع، فيجب عليها نقلها على الفور إلى الجانب الروسي".
وعقب خطاب بوتين، السبت، عاد البيت الأبيض واستنكر "الهجوم الإرهابي الشنيع في موسكو" الذي طاول "مدنيين أبرياء"، معتبرا أن التنظيم "عدو إرهابي مشترك".
ومن جديد، أعادت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، واتسون، التأكيد في بيان على أن "أوكرانيا لم تتورط في هجوم موسكو"، وأن "تنظيم داعش يتحمل منفردا مسؤولية هجوم موسكو".
وذكرت واتسون في بيانها أن الحكومة الأميركية شاركت في وقت مبكر هذا الشهر (مارس) معلومات مع روسيا عن هجوم مزمع في موسكو وأصدرت أيضا نصائح عامة للأميركيين في روسيا في السابع من مارس.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: للحفلات الموسیقیة فی الولایات المتحدة الهجوم الإرهابی الرئیس الروسی المتحدثة باسم إلقاء اللوم هذا الهجوم هجوم موسکو تنظیم داعش عن الهجوم اللوم على فی روسیا فی موسکو فی وقت
إقرأ أيضاً:
تحليل إسرائيلي حول سر توجه الجيش المصري نحو روسيا والصين
مصر – حذرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، من التحركات والتدريبات العسكرية المصرية مع روسيا والصين، مشيرة إلى أن القاهرة تجري تدريبات مع كل القوى العظمى، والهدف منها هو إسرائيل.
وأوضحت الصحيفة العبرية في تقريرها أن العلاقات الإسرائيلية-المصرية تمر بأكبر أزمة لها منذ أحداث السابع من أكتوبر 2023. وفي الوقت الذي تجري فيه مصر مناورات ضخمة مع طائرات مقاتلة صينية متطورة، تحاول إسرائيل فهم ما إذا كان هناك ما يجب أن تخشاه.
وتابعت الصحيفة أن المخاوف تتزايد في القاهرة بشأن انهيار الأوضاع الأمنية على حدود قطاع غزة، واحتمال تدفق سكان غزة إلى سيناء، وهو ما دفع القوات المصرية للانتشار بالقرب من الحدود، مما أثار تساؤلات في تل أبيب حول النوايا المصرية. وفي السياق نفسه، نجحت المناورات العسكرية الأولى من نوعها بين مصر والصين، والتي شاركت فيها طائرات مقاتلة صينية متقدمة، في مفاجأة حتى الجانب الصيني، حيث سارعت وزارة الدفاع في بكين إلى التفاخر بها علنًا.
ولفهم خلفية هذا التعاون العسكري الاستثنائي، تحدثت “معاريف” مع المقدم احتياط إيلي ديكل، ضابط الاستخبارات الإسرائيلي السابق والخبير في الشؤون المصرية، الذي أكد أن التعاون العسكري المصري مع الصين ليس مفاجئًا، بل يمثل جزءًا من سياسة القاهرة الواضحة على مدى عقود. وأوضح ديكل أن مصر عملت بوعي على عدم الاعتماد على أي قوة دولية واحدة، وأنها تبذل موارد هائلة لتحقيق ذلك عبر شراء الأسلحة من مختلف الدول، والسعي للحفاظ على علاقات عسكرية وسياسية مع العديد من القوى العالمية. وأشار إلى أن هذه السياسة تهدف إلى منع تكرار ما حدث لمصر أربع مرات في الماضي، عندما أغلقت الولايات المتحدة صنابير الإمدادات العسكرية عنها.
وفي هذا الإطار، أشار ديكل إلى أن إسرائيل تعتمد بشكل كبير على إمدادات الأسلحة الأمريكية، قائلاً: “في الحرب الأخيرة، لم تزودنا الولايات المتحدة بالجرافات، وفي الماضي لم تزودنا بمحركات الطائرات، وفي التاريخ البعيد لم تزودنا بأي أسلحة على الإطلاق. الولايات المتحدة تتلاعب بنا لأنها تعلم أننا نعتمد عليها، بينما تعلمت مصر درسًا على مر العقود بعدم أن تكون تابعة لأي طرف”.
وبحسب ديكل، فإن التعاون العسكري مع الصين، رغم أنه قد يبدو مفاجئًا لبعض الأطراف في إسرائيل، يمثل تطورًا طبيعيًا من وجهة نظر القاهرة. وقال: “إنها تحافظ عمدًا على علاقاتها مع العالم بأسره – مع كل من تستطيع التواصل معه، وكل من لديه رأي، وكل من يملك جيشًا وأسلحة جيدة. ولذلك تجري، من بين أمور أخرى، مناورات مشتركة مع روسيا”. وأضاف ديكل أن مصر تجري مناورات أيضًا مع فرنسا وإنجلترا، وبالطبع مع الولايات المتحدة، قائلاً: “أعرف تقريبًا كل المناورات التي أجرتها مصر مع الصين في التاريخ، ولا أفرق بين المناورات العديدة التي أجرتها مصر مع روسيا والاتحاد السوفييتي، وبين تلك التي أجرتها مع الصين”.
وأشار ديكل إلى أن سوق الأسلحة الصينية ليست غريبة على مصر، رغم أن الولايات المتحدة لا تنظر إليها بعين الرضا. وقال: “في إطار سعي مصر الدائم إلى أسواق الأسلحة لخلق حالة من الاستقلال عن الولايات المتحدة، دأبت مصر على شراء الأسلحة من الصين لسنوات، رغم علمها بأن الولايات المتحدة لا ترغب في ذلك. فهي تعلم أن الولايات المتحدة تمولها بما يشبه مخصصًا سنويًا قدره ثلاثة مليارات دولار، ومع ذلك تواصل شراء الأسلحة من الصين وغيرها”.
ووفقًا لديكل، اشترت مصر مؤخرًا أنظمة حرب إلكترونية متقدمة مصنوعة في الصين، بما في ذلك أربع بطاريات صواريخ متطورة للغاية، إلى جانب أسلحة إضافية لم يتم الإفصاح عنها بعد.
المصدر: معاريف