وثيقة بكركي: طالب الشيء قبل أوانه
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
كتب جورج شاهين في "الجمهورية": كان لا بدّ للعارفين بكثير من تفاصيل ورش العمل الجارية في بكركي، وتحت رعايتها والى جانبها، ان تشير الى عمل اللجنة الاخيرة التي شُكّلت على مستوى ممثلين لقادة الأحزاب والكتل النيابية المسيحية للبحث في ورقة عمل "شاملة" اعدّها راعي أبرشية أنطلياس المارونية المطران أنطوان ابي نجم الذي كان مكلّفاً استقصاء رأي الاحزاب المسيحية حول القضايا الوطنية العامة وطريقة مواجهتها في ظلّ الظروف الراهنة قبل ان تتطور الامور وتتعدّد المبادرات التي قادها الموفدون الدوليون والهيئات الديبلوماسية وفي مقدّمها أعضاء المجموعة الخماسية العربية والدولية التي شُكّلت لمساعدة اللبنانيين على إتمام الاستحقاق الدستوري بانتخاب رئيس الجمهورية، وما يمكن ان يرافقه من إجراءات لا بدّ منها لإعادة تكوين السلطة واستكمال بناء المؤسسات والسلطات الدستورية التي تفتقد السلطة الإجرائية في غياب رئيس للجمهورية.
وكتبت صونيا رزق في "الديار": افيد بأنّ مسألة الاستراتيجية الدفاعية، كانت السبب الاول لغياب ممثل "المردة" عن اللقاء، وفق ما أفادت مصادر مقرّبة من كتلتهم، وذلك منعاً للإحراج، كما انّ طرح بند حصرية السلاح في أيدي الجيش، وبحث دور لبنان وصيغته والخطر على وجوده، وإعادة العلاقات اللبنانية مع الدول العربية، وعدم تحويله دولة دينية والتصدّي لكلّ محاولات تغيير وجهه، وأهمية صون الحضور الديموغرافي والجغرافي المسيحي، كل هذا ادى الى عدم تشجيع تيار"المردة" على حضور اللقاء، لانّ فرنجية كان وسيبقى مرشح الثنائي الشيعي الذي يتمسّك به ولن يدعم سواه. في غضون ذلك ووفق المعلومات المسرّبة، فاللقاءات المرتقبة ستبحث ملف حياد لبنان، وعدم ربطه بأي ساحة مشتعلة، مع السعي لتطبيق القرارين 1701 و1559، الامر الذي أوجد اعتراضاً لدى "التيار الوطني الحر" خصوصاً بالنسبة للقرار الاخير، لانه يثير حساسية الثنائي الشيعي، فيما لقي قبولاً لدى الاطراف الاخرى، لكن كل شيء ما زال قيد البحث ضمن مسودة الوثيقة، وصولاً لوضعها ضمن خانة تطرح على كل الشركاء في الوطن مسيحيين ومسلمين، للخروج بثوابت وطنية جامعة، لان المخاطر ليست متواجدة فقط عند الطرف المسيحي، بل في الكيان اللبناني ومحاولة أخذه الى مكان آخر. كذلك، ستبحث الوثيقة بعد عيد الفصح الملف الرئاسي بكل محاوره وعناوينه، بدءاً بمحاولة وضع حد للفراغ الرئاسي بأسرع وقت ممكن، وبأن يتم الانتخاب وفق الدستور وليس عن طريق التعليب وفرض موازين قوى، كما سيكون لملف النزوح السوري فسحة شاسعة للوصول الى حل، الى جانب قضايا مشتركة هامة من ضمنها مبدأ الشراكة الوطنية وإعادة تفعيلها وتطبيقها على ارض الواقع، ومحاولة إيجاد حلول للازمات المعيشية والاقتصادية، إضافة الى عدم زج لبنان في الحرب في ظروف خطرة غير قادر على تحمّل تداعياتها
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
مكتبة الإسكندرية: إتاحة 92 ألف وثيقة ضمن أوراق صلاح عيسى على "ذاكرة مصر المعاصرة"
عقدت مكتبة الإسكندرية جلستين على هامش ندوة "أوراق صلاح عيسى في ذاكرة مصر بمكتبة الإسكندرية" بالتزامن مع إطلاق مشروع رقمنة أوراق الكاتب الكبير صلاح عيسى على موقع ذاكرة مصر المعاصرة عقب الانتهاء منه.
جاء ذلك بحضور الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والكاتبة الصحفية السيدة أمينة النقاش؛ زوجة الكاتب الراحل.
واُستهلت الجلسة الأولى تحت عنوان "عرض أوراق صلاح عيسى على موقع ذاكرة مصر" تحدث فيها أحمد حسن؛ أخصائي توثيق بموقع ذاكرة مصر، والمهندس بيتر سكر؛ مهندس بقطاع تكنولوجيا المعلومات، وأدارها الدكتور أحمد سمير رئيس قطاع تكنولوجيا المعلومات بمكتبة الإسكندرية.
وأوضح أحمد حسن أن المكتبة تسلمت ما يزيد عن 92 ألف وثيقة، تتضمن أهم القضايا التي شهدتها مصر عن الجماعات الإسلامية والحركة الشيوعية، وأهم الاغتيالات السياسية، ومحاضر التحقيق مع الشخصيات السياسية والثقافية البارزة، وما نشر في الصحف عن المنظمات الشيوعية والتنظيمات الجهادية المتطرفة، فضلًا عن قضايا اجتماعية اخرى مثل قضية ريا وسكينة، واستعرض عددا من أغلفة القضايا، ومحاضر التحقيقات، وقرارات الاتهام، والمحاكمات.
واشار المهندس بيتر سكر، إلى عملية رقمنة الأوراق التي مرت بـ6 مراحل، وهي، استلام الوثائق، المعالجة، بداية التحول الرقمي من خلال مسحها ضوئيًا، إدخال البيانات والتوصيف، معالجة البيانات، وأخيرًا مرحلة النشر.
وجاءت الجلسة الثانية تحت عنوان "صلاح عيسى.. مثقف من طراز فريد" تحدث فيها فريد زهران، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، والدكتور أحمد زكريا الشلق، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، ومايسة زكي، كاتبة صحفية، وإيمان رسلان، كاتبة صحفية، وأدارها الكاتب الصحفي سيد محمود.
وأكد "محمود"، إن تراث صلاح عيسى يمثل مرجعيه كبيرة في تاريخ دراسات الفكر المصري والتاريخ السياسي، ساردًا ذكرياته مع الكاتب الراحل قائلًا "أول كتاب اصدرته كان مهدى إليه، وقد تعرفت عليه في فترة مبكرة حيث لفت نظري طريقته في الكتابة في جريدة الأهالي والمجلة الأدبية اليسارية "خطوة" ومنذ هذه اللحظة تحول صلاح عيسى إلى بوصلة وقدوة".
وأشار "محمود" إلى أن صلاح عيسى لم ينل ما يستحق من تكريم ولم يحظ بجائزة الدول، ليكون تكريم مكتبة الإسكندرية هو الأول منذ وفاته، مشددًا على أن مؤلفات الكاتب الراحل كانت الأكثر مبيعًا في معرض الكتاب العام الماضي وهو ما يدل على مكانته فهو ليس مؤرخ من موقع هاوي فقط ولكن من منطلق منهجي، ويكتب التاريخ بعلم ومتعة وهو أمر نادر.
ومن جهته، عبر فريد زهران، عن سعادته بالاحتفاء بصلاح عيسى وذكر فكره اليساري، مشيرًا إلى أن علاقته به بدأت منذ في فترة الطفولة وشهدت مراحل مختلفة وصولًا لعملهما في مجلة الثقافة الوطنية، وكان صلاح عيسى أول من تحدث عن مصطلح أن الدولة ترعى الثقافة ولا تمتلكها، ومشددًا على اهتمامه بإعادة إحياء كتابات صلاح عيسى خاصة أنه كان يمتلك منهجيه البحث العلمي رغم إنه غير أكاديمي وهذا ما برز في كتابه عن الثورة العرابية.
وتحدث أحمد زكريا، عن شخصية صلاح عيسى الثرية، قائلًا "إذا أراد أحد أن يدرس الصحافة فقط في مسيرته سوف يجد مسيرة غنية لصحفي مميز كتاباته رشيقة استمرت منذ عام 1972 وحتى 2017، والجانب الأخر أنه كان أديبًا مبدعًا، علاوة على كتابته النقدية بنزعة إنسانية، ومؤرخًا إذ نشر ما يقرب من 20 كتابًا منهم 8 كتب تاريخيّة أكاديمية ومستوى أخر من كتابة التاريخ كقصة.
ومن جانبها، روت الكاتبة إيمان رسلان، ذكرياتها مع الكاتب الراحل فهو كان أستاذها الذي بدأت معه العمل الصحفي، مشددة على أنه نموذج للصحفي المتميز والوجه المصري المثقف، ويعد ظاهرة مماثلة للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، إلا أن الأول أهتم بالحديث عن الإنسان المصري الآخر والبعيد عن السلطة، متمنية أن تقوم كلية الإعلام بدراسة مسيرة صلاح عيسى.
وأشارت مايسة زكي، إلى أن تناول صلاح عيسى للتاريخ اتسم بالتنوع، واختلفت درجاته، فقد كان يمتلك مهارات بينية وزوايا متعددة للسرد القصة، ولديه حرية فكرية وجسارة إبداعية لا تعترف بحدود، بالإضافة إلى لغة مرنة تتعامل مع أفكار إبداعية، هذا كله جعله محلل اجتماعي ومؤرخ وأديب، والمفارقة لدية أنه يجمع بين الاهتمام بالآنية والتاريخ معًا، فقد كان مهتما بالقضايا الصحفية اليومية مع الفحص والتمحيص للتاريخ.
ويذكر أن مكتبة الإسكندرية أطلقت الثلاثاء مشروع رقمنة أوراق صلاح عيسى علي موقع ذاكرة مصر، وقدم الافتتاح الدكتور سامح فوزي كبير باحثين بالمكتبة، والمشرف على مشروع ذاكرة مصر، وتحدث كل من الدكتور أحمد زايد مدير المكتبة، وسيد عبد العال رئيس حزب التجمع وعضو مجلس الشيوخ، وأحمد شعبان عضو مجلس الشيوخ محافظة الاسكندرية، وضيفة الشرف أمينة النقاش الكاتبة الصحفية، وزوجة الكاتب الراحل صلاح عيسى.