الثورة نت:
2024-10-02@22:38:56 GMT

ما كان وما صار

تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT

باتت أمريكا تشعر بالإحباط الشديد، في مواجهتها اليمن، كما تشعر بالإهانة، من إصرار صنعاء على تمرير إرادتها، وتمسكها بمطلبها الإنساني لأهالي غزة.
الأمر بالنسبة لواشنطن ليس فقط أنها بسبب اليمن صارت إلى واقع غير ما اعتادت عليه لعقود طويلة، حين كانت كلما طرأ في نفسها شيء في جغرافيتنا العربية نفذته بلا أدنى اعتراض من أحد، بل ودون حتى استئذان من أبناء المنطقة، وانسحاب ذلك على باقي الأقطار، ولكن انعكاس كل ذلك على ما كانت عليه من هيبة.


وأما ذروة شعور أمريكا بالإحباط الذي ليس بعده الا فقدان الأمل ورفع الراية البيضاء، فإنه يأتي بعد أن استهلكت كل أوراقها العسكرية والسياسية، الإغراء والتحفيز، القصف والتهديد، الخداع ومحاولات تأليب العالم، ولم يعد في يدها ما تضغط به.
العدوان على غزة – آجلا أو عاجلا – سيتوقف ولن يستمر إلى ما لا نهاية، لكن مستقبل أمريكا بدأ يتآكل، لذلك يظهر في إصرار أمريكا على استمرار العدوان على الفلسطينيين – كما واستمرارها في الاعتداء على السيادة اليمنية – غاية صُنع فوضى بخلط الأوراق وإرباك الوضع، فالقوى الروسية والصينية وباقي الدول المعارضة للهيمنة الأمريكية، تترقب السقوط الأمريكي الأخير للبدء بالحقبة الجديدة في المنطقة العربية بلا أمريكا، وممارسات أمريكا الآن في هذه الجغرافيا، فقط يؤجل هذا الواقع، إنما بالإضافة إلى أن التمثال الأمريكي الجليدي بدأ بالذوبان أمام التحدي اليمني الذي عرّى حقيقته الهشّة، فإن هذا الأمر يقلق القادة الأمريكيين كثيرا، وصاروا معه يشعرون أن الحقبة القادمة لن تشهد فقط سحب مقاليد سيطرتهم على العالم، وإنما حتى وجودهم، بأي مستوى من الحضور الذي يضمن لهم أي شكل من التأثير.
وربما لا تزال أمريكا تراهن على ثلاثة أشياء: السلاح النووي، وعالمية الدولار، ووقوف الأنظمة الجبانة إلى جانبها، وطبعا بالنسبة للأخيرة فإن الأمر ناجم عن خشيتها من طريقة الابتزاز التي اعتادت عليها أمريكا بفتح ملفات يمكن أن تشكل تهديدا لها وقد تنهي وجود هذه الأنظمة، وبالنسبة للدولار فإن المتغيرات التي تظهر تباعا مع ظهور التكتلات الجديدة تشير إلى إمكانية تحرر العالم قريبا من سيطرته على سوق التبادلات، وأما السلاح النووي، فإنه إلى جانب امتلاك دول معارضة لسياسة البيت الأبيض التقليدية، فإن هذا البيت يدرك أن الواقع صار أيضا إلى أسلحة أخرى يمكن ان تؤثر على معيشة الأمريكيين إن زادت وتيرة الرفض العالمي للهيمنة الأمريكية، لم تعد هذه الأسلحة نارية، وانما اقتصادية، بالتحكم بما يصل إلى الأراضي الأمريكية من نفط وبضائع، لا أحد يعلم كيف ومتى، إنما الكثير يعلم أن هذا المآل صار من الطبيعي أن تعيشه أمريكا، بعد أن كان من المستحيل التجرؤ بمجرد التفكير ضد أمريكا.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الكشف عن القيادي الذي سيحرر صنعاء قريباً

الكشف عن القيادي الذي سيحرر صنعاء قريباً

مقالات مشابهة

  • مصر تكتسح أمريكا بنتيجة 12-3 استعدادا لبطولة العالم للكروكية
  • الشيخ أحمد بن سعيد يطلع على أكبر مشروع تبريد مناطق في العالم الذي تنفذه “إمباور”
  • "المقاومة الإسلامية في العراق": القواعد الأمريكية ستكون هدفًا إذا انضمت أمريكا في الرد على إيران
  • بالفيديو.. الـفيفا يحسم في الجدل الذي رافق تنظيم مونديال الأندية بالولايات المتحدة الأمريكية
  • السفير حسام زكي: غزة واجهت كارثة ستظل وصمة عار على جبين العالم الذي وقف عاجزاً أمامها
  • ليست ”أمريكا وبريطانيا وإيران”.. محلل سياسي: هذا الذي يمنع تحرير صنعاء!
  • NYT: العالم متفكك ولم تعد الدبلوماسية الأمريكية قادرة على منع انهياره
  • الكشف عن القيادي الذي سيحرر صنعاء قريباً
  • الخارجية الأمريكية: العالم أكثر أمنا بموت حسن نصر الله
  • الوزير صباغ: لا يمكن فصل جرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي وعدوانها المستمر على سورية عن الدور التخريبي الذي انتهجته بعض الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث واصلت تلك الدول انتهاك سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها عبر استمرار وجود قوات