الثورة نت:
2025-03-12@23:31:58 GMT

ما كان وما صار

تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT

باتت أمريكا تشعر بالإحباط الشديد، في مواجهتها اليمن، كما تشعر بالإهانة، من إصرار صنعاء على تمرير إرادتها، وتمسكها بمطلبها الإنساني لأهالي غزة.
الأمر بالنسبة لواشنطن ليس فقط أنها بسبب اليمن صارت إلى واقع غير ما اعتادت عليه لعقود طويلة، حين كانت كلما طرأ في نفسها شيء في جغرافيتنا العربية نفذته بلا أدنى اعتراض من أحد، بل ودون حتى استئذان من أبناء المنطقة، وانسحاب ذلك على باقي الأقطار، ولكن انعكاس كل ذلك على ما كانت عليه من هيبة.


وأما ذروة شعور أمريكا بالإحباط الذي ليس بعده الا فقدان الأمل ورفع الراية البيضاء، فإنه يأتي بعد أن استهلكت كل أوراقها العسكرية والسياسية، الإغراء والتحفيز، القصف والتهديد، الخداع ومحاولات تأليب العالم، ولم يعد في يدها ما تضغط به.
العدوان على غزة – آجلا أو عاجلا – سيتوقف ولن يستمر إلى ما لا نهاية، لكن مستقبل أمريكا بدأ يتآكل، لذلك يظهر في إصرار أمريكا على استمرار العدوان على الفلسطينيين – كما واستمرارها في الاعتداء على السيادة اليمنية – غاية صُنع فوضى بخلط الأوراق وإرباك الوضع، فالقوى الروسية والصينية وباقي الدول المعارضة للهيمنة الأمريكية، تترقب السقوط الأمريكي الأخير للبدء بالحقبة الجديدة في المنطقة العربية بلا أمريكا، وممارسات أمريكا الآن في هذه الجغرافيا، فقط يؤجل هذا الواقع، إنما بالإضافة إلى أن التمثال الأمريكي الجليدي بدأ بالذوبان أمام التحدي اليمني الذي عرّى حقيقته الهشّة، فإن هذا الأمر يقلق القادة الأمريكيين كثيرا، وصاروا معه يشعرون أن الحقبة القادمة لن تشهد فقط سحب مقاليد سيطرتهم على العالم، وإنما حتى وجودهم، بأي مستوى من الحضور الذي يضمن لهم أي شكل من التأثير.
وربما لا تزال أمريكا تراهن على ثلاثة أشياء: السلاح النووي، وعالمية الدولار، ووقوف الأنظمة الجبانة إلى جانبها، وطبعا بالنسبة للأخيرة فإن الأمر ناجم عن خشيتها من طريقة الابتزاز التي اعتادت عليها أمريكا بفتح ملفات يمكن أن تشكل تهديدا لها وقد تنهي وجود هذه الأنظمة، وبالنسبة للدولار فإن المتغيرات التي تظهر تباعا مع ظهور التكتلات الجديدة تشير إلى إمكانية تحرر العالم قريبا من سيطرته على سوق التبادلات، وأما السلاح النووي، فإنه إلى جانب امتلاك دول معارضة لسياسة البيت الأبيض التقليدية، فإن هذا البيت يدرك أن الواقع صار أيضا إلى أسلحة أخرى يمكن ان تؤثر على معيشة الأمريكيين إن زادت وتيرة الرفض العالمي للهيمنة الأمريكية، لم تعد هذه الأسلحة نارية، وانما اقتصادية، بالتحكم بما يصل إلى الأراضي الأمريكية من نفط وبضائع، لا أحد يعلم كيف ومتى، إنما الكثير يعلم أن هذا المآل صار من الطبيعي أن تعيشه أمريكا، بعد أن كان من المستحيل التجرؤ بمجرد التفكير ضد أمريكا.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تحتمس الثالث وبناء الدولة المصرية.. القائد الذي صنع إمبراطورية قوية

يعتبر تحتمس الثالث واحدًا من أعظم ملوك مصر القديمة، ليس فقط بفضل نجاحاته العسكرية، ولكن أيضًا بسبب دوره الكبير في تطوير الدولة المصرية إداريًا واقتصاديًا وعمرانيًا.

 فقد وضع أسس إمبراطورية قوية امتدت من النوبة جنوبًا إلى سوريا وبلاد الرافدين شمالًا، مما جعل مصر في عهده أقوى قوة في الشرق الأدنى القديم.

إصلاحات إدارية متقدمة

تميز عهد تحتمس الثالث بإدارة مركزية قوية، حيث طور نظم الحكم لضمان السيطرة على الأقاليم المختلفة، قسم البلاد إلى إدارات إدارية خاضعة لنظام صارم من الرقابة، مما عزز الاستقرار وجعل الموارد تتدفق إلى العاصمة دون عوائق.

كما أنشأ جهازًا بيروقراطيًا فعالًا، حيث تم اختيار المسؤولين وفقًا للكفاءة وليس بناءً على الأصول العائلية فقط، مما ساهم في تحسين أداء الحكومة.

الاقتصاد في عصر تحتمس الثالث

شهد الاقتصاد المصري في عهد تحتمس الثالث ازدهارًا ملحوظًا، حيث أدخل نظامًا دقيقًا لجمع الضرائب، خاصة من الأراضي التي خضعت لحكمه بعد حملاته العسكرية الناجحة. 

ونتيجة للغنائم التي جلبها من حملاته الخارجية، بالإضافة إلى التجارة النشطة، تحولت مصر إلى مركز اقتصادي مزدهر، كما شجع على تطوير الزراعة، حيث انشئت مشاريع ري جديدة ساعدت في زيادة إنتاج المحاصيل.


النهضة العمرانية والتحصينات الدفاعية

كان تحتمس الثالث من أكثر الفراعنة اهتمامًا بالبناء، وترك بصمته في العديد من المعابد والآثار.

 يعد مجمع معابد الكرنك من أبرز إنجازاته، حيث وسع المعبد وأضاف إليه قاعة الأعمدة الشهيرة، التي لا تزال واحدة من أعظم إنجازات العمارة المصرية القديمة.

كما أولى اهتمامًا كبيرًا ببناء القلاع والحصون، خاصة على الحدود الشرقية والشمالية، لحماية مصر من أي تهديد خارجي. 

من أشهر هذه التحصينات قلعة “جِبِل” في النوبة، التي كانت مركزًا عسكريًا وتجاريًا مهمًا
 

لم يكن تحتمس الثالث مجرد قائد حربي، بل كان مصلحًا إداريًا واقتصاديًا بارعًا، ساهمت سياساته في تحويل مصر إلى أقوى إمبراطورية في عصرها.

مقالات مشابهة

  • سياسات ترامب المجنونة تنذر بحرب تجارية بين أمريكا ودول العالم
  • الإمارات تدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف قطارا جنوب غرب باكستان
  • أمريكا تقرر إغلاق برنامج مساعدة ضحايا التعذيب وأسر المختفين في العراق التابع للأمم المتحدة
  • أين تنشأ عملات البيتكوين؟ السر الذي لم يُكشف بعد
  • والدي الذي لم يلدني.. او قصة حياتي..
  • ما هو العمل الذي ندم على تقديمه؟.. الفنان أحمد التهامي يوضح
  • ما الذي يريده ترامب حقاً من الرسوم الجمركية؟
  • تحتمس الثالث وبناء الدولة المصرية.. القائد الذي صنع إمبراطورية قوية
  • من بريتون وودز إلى البيت الأبيض 2025.. أمريكا تؤسس للنظام المالي الرقمي
  • في ترتيب الأكاديمية الوطنية للمخترعين الأمريكية.. الجامعات السعودية تتصدر قائمة أفضل 100 جامعة في العالم