الثورة نت:
2024-12-24@16:18:58 GMT

ما كان وما صار

تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT

باتت أمريكا تشعر بالإحباط الشديد، في مواجهتها اليمن، كما تشعر بالإهانة، من إصرار صنعاء على تمرير إرادتها، وتمسكها بمطلبها الإنساني لأهالي غزة.
الأمر بالنسبة لواشنطن ليس فقط أنها بسبب اليمن صارت إلى واقع غير ما اعتادت عليه لعقود طويلة، حين كانت كلما طرأ في نفسها شيء في جغرافيتنا العربية نفذته بلا أدنى اعتراض من أحد، بل ودون حتى استئذان من أبناء المنطقة، وانسحاب ذلك على باقي الأقطار، ولكن انعكاس كل ذلك على ما كانت عليه من هيبة.


وأما ذروة شعور أمريكا بالإحباط الذي ليس بعده الا فقدان الأمل ورفع الراية البيضاء، فإنه يأتي بعد أن استهلكت كل أوراقها العسكرية والسياسية، الإغراء والتحفيز، القصف والتهديد، الخداع ومحاولات تأليب العالم، ولم يعد في يدها ما تضغط به.
العدوان على غزة – آجلا أو عاجلا – سيتوقف ولن يستمر إلى ما لا نهاية، لكن مستقبل أمريكا بدأ يتآكل، لذلك يظهر في إصرار أمريكا على استمرار العدوان على الفلسطينيين – كما واستمرارها في الاعتداء على السيادة اليمنية – غاية صُنع فوضى بخلط الأوراق وإرباك الوضع، فالقوى الروسية والصينية وباقي الدول المعارضة للهيمنة الأمريكية، تترقب السقوط الأمريكي الأخير للبدء بالحقبة الجديدة في المنطقة العربية بلا أمريكا، وممارسات أمريكا الآن في هذه الجغرافيا، فقط يؤجل هذا الواقع، إنما بالإضافة إلى أن التمثال الأمريكي الجليدي بدأ بالذوبان أمام التحدي اليمني الذي عرّى حقيقته الهشّة، فإن هذا الأمر يقلق القادة الأمريكيين كثيرا، وصاروا معه يشعرون أن الحقبة القادمة لن تشهد فقط سحب مقاليد سيطرتهم على العالم، وإنما حتى وجودهم، بأي مستوى من الحضور الذي يضمن لهم أي شكل من التأثير.
وربما لا تزال أمريكا تراهن على ثلاثة أشياء: السلاح النووي، وعالمية الدولار، ووقوف الأنظمة الجبانة إلى جانبها، وطبعا بالنسبة للأخيرة فإن الأمر ناجم عن خشيتها من طريقة الابتزاز التي اعتادت عليها أمريكا بفتح ملفات يمكن أن تشكل تهديدا لها وقد تنهي وجود هذه الأنظمة، وبالنسبة للدولار فإن المتغيرات التي تظهر تباعا مع ظهور التكتلات الجديدة تشير إلى إمكانية تحرر العالم قريبا من سيطرته على سوق التبادلات، وأما السلاح النووي، فإنه إلى جانب امتلاك دول معارضة لسياسة البيت الأبيض التقليدية، فإن هذا البيت يدرك أن الواقع صار أيضا إلى أسلحة أخرى يمكن ان تؤثر على معيشة الأمريكيين إن زادت وتيرة الرفض العالمي للهيمنة الأمريكية، لم تعد هذه الأسلحة نارية، وانما اقتصادية، بالتحكم بما يصل إلى الأراضي الأمريكية من نفط وبضائع، لا أحد يعلم كيف ومتى، إنما الكثير يعلم أن هذا المآل صار من الطبيعي أن تعيشه أمريكا، بعد أن كان من المستحيل التجرؤ بمجرد التفكير ضد أمريكا.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تباطؤ التضخم في أمريكا يرفع أسعار النفط

تباطؤ التضخم في أمريكا يرفع أسعار النفط

مقالات مشابهة

  • من هو كمال عدوان الذي سُمي مستشفى غزة باسمه؟
  • أحمد زعيم.. صوت الإبداع الذي يحلّق في سماء الفن العربي
  • تباطؤ التضخم في أمريكا يرفع أسعار النفط
  • رجل يقطع «رأس ابنه الرضيع» في أمريكا.. قتلى بحوادث مختلفة حول العالم
  • الحروب وتغير المناخ خلال 2024| الأوزون تتضرر من حرب الإبادة في غزة.. الولايات المتحدة الأمريكية الملوث الأكبر على مدى التاريخ.. أمريكا الشمالية سبب الإشعاع الحرارى المؤخر على الكوكب
  • الإعلان عن الشهر الذي شهد أكبر عدد من الولادات في تركيا
  • من هو النبي الذي قتل جالوت؟.. تعرف على القصة كاملة
  • في عكّار.. ما الذي ضبطه الجيش؟
  • العالم يتغير بعد الحرب الأوكرانية: أوروبا قد تخسر أمريكا.. والصين تربح روسيا
  • أول صورة للمُجرم الذي دهس الدراج في بيروت.. شاهدوها