الثورة نت:
2025-01-30@08:22:25 GMT

هل تغير شيء من زمن عبدالناصر ؟

تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT

 

توطئة
أقصد من العنوان بالخارطة الجيوسياسية في العالم عموماً والمنطقة العربية والإسلامية خاصة والنضال الفلسطيني تحديداً، كانت القوى الكبرى سابقاً قوتين شرقاً واحدةً وغرباً أخرى .
بعد سقوط الإمبراطورية البهلوية تغيرت تلك الخارطة برمتها وألى ذلك السقوط سقوط دول أوروبا الشرقية والقوة العظمى في الشرق ومعها حلف وارسو، وأصبحت الولايات المتحدة الأمريكية ردحاً من الزمن هي الدولة الوحيدة التي تحكم العالم بجبروتها وغطرستها وتتحكم فيه كله، بعدها بدأت بالتدريج تتأكل هي الأخرى في مواجهة قوة إسلامية كبيرة وأذلت وكسرت غطرستها أمام مقاومة غزة ورد اليمن اليوم .

التحالفات الجديدة
التحالف الغربي
كان التحالف الغربي القديم وفي مقدمته سيد القطب العالمي الجديد الذي يقود دول الناتو والصهيونية العالمية والرجعية العربية التي تتناغم أهدافها مع أهداف الأول والثاني، فكان التدخل العسكري في شرق أوروبا وتفكيك النظام الاشتراكي فيها وتقسيم تلك الدول إلى مجموعات من الدول الصغيرة التي يروق لهم، وتلا ذلك التوجه شرقاً إلى حيث بلاد الإسلام فعاثوا فيها الفساد وألقوا فيها من الفتن بشتى أنواعها، وحاولوا تحقيق ما ورد لهم التحقيق في شرق أوروبا؛ لكنّ مهد الحضارات في بلاد المسلمين وما فيها من وعي وفهم ديني وثقافي وأخلاقي أفشلت كل تلك المخططات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المرسومة في أدمغتهم . وإلى هذا اليوم أصبح هذا الحلف بدل أن يتقدم خطوات إلى الأمام نراه يتراجع كيده وكل حين يصبح في ذلةٍ أكثر وخسارات أكبر .

التحالف الشرقي
تغيرت الظروف بشكل كبير، وتسارعت الأحداث إلى هذا اليوم، ولم تغمض لعين الأكابر جفن وأرتبك القلب في القفص المريض؛ فقلب ناصر الذي ظنّ التحالف الغربي إنه بالترياق الذي دسّه في لقمته سيتوقف بعد موته، إذا هو ينبض بالحياة من جديد وبوتيرة ثابتة ومنهج جديد بشعارات وطنية عربية كانت؛ وإسلامية اليوم أضحت وهي دعوة عالمية التعاليم وشمولية النظر؛ وليست ببوتقة ضيقة كالقومية والوطنية التي كان الاستعمار هو الذي أظهرها في بلاد الإسلام بديلاً عن ثقافة الإسلام …
ظهر التحالف الشرقي المنضوي تحت مظلته اليوم روسيا والصين ودول ومنظمات محور المقاومة التي تشكل شوكة عسكرية وسياسية غضّة وعصيّة .
هكذا يستمر الصراع القديم الجديد بقوة اليوم، ومنذ أكثر من أربعة عقود وقطب الصراع السياسي الظاهر سياسيا والحقيقة دينياً من الطرف البعيد الحاضر في المنطقة من وراء الحدود ؛ والديني الثوري في الطرف الآخر القريب وهو اليوم في واجهة الصراع مع القوى التي تحارب معها علناً أو سراً .

مواقف التحالفين من القضية الفلسطينية
نحن الجميع نعيش اليوم لحظات صعبة من الصراع بين التحالفين؛ الذي اشتد الوطيس فيه اليوم في الساحة الفلسطينية، والتي كشفت بوضوح غزة عن حقيقة هذا الصراع بين المعسكرين وإن الصراع الذي كان يقوده الرئيس الراحل عبد الناصر ضد تحالف الغرب ما زال حاضراً في ذلك الصراع بل هو في أشد ذروته ؛ حيث رمى فيه التحالف الغربي بكل ثقله وقوته في هذا الصراع وبعدد أكبر من الدول الغربية المشاركة مع نفس القوى العربية التي كانت تقف معها في زمن الزعيم الراحل جمال؛ فهي حاضرة لدعم الدولة اللقيطة؛ التي ليست سوى قوة ردع متقدمة لهم تخدم مصالحهم وأهدافهم في هذا الصراع .
إذن؛ لم يتغير شيء من الصراع القديم؛ إلاّ إن شعارات القوى القومية والوطنية التي كانت في زمن عبد الناصر؛ استبدلت أو خفت صوتها اليوم بالشعارات الأيديولوجية الإسلامية الهادفة والتي يقودها اليوم محور المقاومة أكانت دولاً أو منظمات دينية شعبيّة ومن يقف معه معهم …
بيت – مسقط

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

شومان: أئمة المذاهب الفقهية تعكس روح التعاون والاحترام التي يجب أن تسود بيننا اليوم

قال  الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، إن  الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يقود جهودا عالمية بارزة في مجال الحوار الإسلامي الإسلامي، وقد حظيت دعوته لهذا الحوار في البحرين قبل عامين بقبول وترحيب كبير من مختلِف المدارس الإسلامية ومن المقرر أن تعقد أولى جلسات هذا الحوار الشهر المقبل.

وخلال ندوة نظمها جَنَاح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بعنوان «نحو حوار إسلامي إسلامي»، دعا المسلمين جميعًا أن يستلهموا من نهج النبي ﷺ في تعامله مع المخالفين في الدين، وأنه إن كان نبينا قد قبل التعامل والتعايش مع المخالف في الدين، فنحن أولى بالتواصل بيننا كمسلمين، وأن نقبل التنوع والاختلاف، وفي هذا الجانب تقع مسؤولية كبيرة على عاتق المؤسسات الدينية، التي ينبغي أن تسعى لإرساء قيم التعايش وقبول الآخر، اقتداءً برسول الله ﷺ وتعاليم شريعتنا السمحة.

حكم سداد الديون المتراكمة على الجمعية الخيرية من أموال الزكاةحكم بيع قائمة بأرقام الهواتف لمساعدة الآخرين في التواصل مع أصحابها.. دار الافتاء توضح

وأشار الدكتور عباس شومان في قضية الحوار الإسلامي الإسلامي إلى نموذج يقتدى به في الاختلاف والاحترام، وهو نموذج العلماء المسلمين الأوائل، الذين أسسوا المدارس الفقهية المختلفة بروح من الاحترام المتبادل والمحبة والتقدير، دون أن يكون هناك صراع أو تعصب بينهم. على سبيل المثال، مدارس أهل السنة الأربعة (الحنفية المالكية الشافعية والحنبلية) نشأت على أيدي أئمة عظام كانوا يتبادلون الاحترام فيما بينهم. والإمام الشافعي كان يُجل الإمام أبا حنيفة رغم أنه لم يلتقِ به، إذ وُلد الشافعي في العام نفسه الذي تُوفي فيه أبو حنيفة (150 هـ). وقد تعلم الشافعي على يد تلاميذ الإمام أبي حنيفة، خاصةً الإمام محمد بن الحسن الشيباني.

وأضاف أن الإمام الشافعي كان يقول عن الإمام أبي حنيفة: «كل الناس عيال على أبي حنيفة في الفقه». وقد بلغ من احترام الشافعي لأبي حنيفة أنه حين صلى العشاء في بلد دفن فيها أبو حنيفة، صلى الوتر ثلاث ركعات متصلة، على مذهب أبي حنيفة، وعندما سُئل عن ذلك، أجاب: «استحييت أن أخالف الإمام في حضرته».

 وتابع: الإمام أحمد بن حنبل، كان من تلاميذ الإمام الشافعي، ورغم ذلك أسس لنفسه مذهبًا فقهيًا مستقلًا. وكان الإمام أحمد يُجل الشافعي احترامًا كبيرًا، حتى إنه قال: «ما نسيت مرة بعد موت الشافعي أن أدعو له في صلاة من صلواتي».

وأكد أن هذه العلاقة المميزة بين أئمة المذاهب تعكس روح التعاون والاحترام التي يجب أن تسود بين المسلمين اليوم. وليس المقصود من هذا الحديث التركيز على المذاهب الفقهية تحديدًا، وإنما ضرب مثال على إمكانية التعايش والتوافق بين المختلفين، سواء في المذاهب الفقهية أو العقائدية، بل وحتى في الدين نفسه. يقول الله تعالى في كتابه: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}، ويقول: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}. وهذه الآيات تبين أن الإنسان له حرية الاختيار؛ فمن شاء أن يؤمن فله ذلك، ومن شاء أن يكفر فهو حر في اختياره، مع أن الكفر لا يساوي الإيمان في القيمة أو المآل، لكن الشريعة الإسلامية منحت الإنسان حرية اختيار طريقه، سواء كان الإسلام أو غيره.

وفي ختام حديثه، أشار إلى أنه رغم وضوح هذه المبادئ في شريعتنا، إلا أننا لم نقبل تعدد الأديان أو نمارس التعايش الحقيقي الذي يفرضه ديننا. على سبيل المثال، عند دخول النبي ﷺ المدينة المنورة، وجدها تضم قبائل يهودية كثيرة، ولم يُطردوا أو يُقصوا، بل عقد معهم معاهدات سلام واتفاقيات تضمن حقوقهم طالما التزموا بعدم العداء؛ وعندما نقضوا العهد، عوقبوا على نقضهم وليس لاختلافهم الديني. فإذا كان هذا التعايش بين المسلمين وغير المسلمين مقبولًا ومطبقًا في شريعتنا، فمن باب أولى أن يكون التعايش بين المسلمين أنفسهم واقعًا ملموسًا. داعيا إلى عدم الانقسام بين المسلمين ونبذ الخلافات التي نراها اليوم بين سُني وشيعي، وسلفي وأشعري، وماتريدي ومعتزلي، بل وحتى داخل المذهب الواحد نجد الفُرقة والتنازع.

مقالات مشابهة

  • رويترز: طائرة بلاك هوك العسكرية التي اصطدمت بطائرة الركاب كانت في رحلة تدريبية
  • القائد العسكري عصمت العبسي: لقد سقط صاحب صيدنايا صاحب المكابس التي قتل فيها أحبائنا ولم يكن هذا النصر لولا اعتصامنا ووقوفنا خلف القائد أحمد الشرع في لحظة إعلان المعركة.
  • لجنة القوى العاملة بـ«النواب» تواصل مناقشة مشروع قانون العمل الجديد اليوم
  • الإماء في الإسلام: مرآة الصراع بين الحرية والتقاليد وموروث الجاهلية الذي يثقل كاهل الإسلام
  • شومان: أئمة المذاهب الفقهية تعكس روح التعاون والاحترام التي يجب أن تسود بيننا اليوم
  • الحالات التي يُباح فيها للمصلي قطع الصلاة وأقوال الفقهاء في ذلك
  • اليوم.. لجنة القوى العاملة بالنواب تستكمل مناقشة قانون العمل
  • حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 28 يناير 2025.. عوائق مهنية تغير خططك
  • جينيفر لوبيز تحتفل باللحظة التي كانت تنتظرها طوال حياتها
  • «الاتحادية والپاستور».. كتاب يحلل مسار علاقات مصر وإيران من عبدالناصر إلى پزشكيان