العدوان الأنجلو سكسوني والرد اليمني
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
شنت أمريكا وبريطانيا عدواناً همجياً على اليمن ردا على مواقف صنعاء من العدوان الصهيوني على الشعب العربي في فلسطين، العدوان الأنجلو سكسوني ليس غريبا على اليمن وليس جديدا، ولكن الجديد فيه أن دول العدوان تثبت عمليا أنها شريكة للكيان الصهيوني في عدوانه على الشعب الفلسطيني وأن هذه الدول التي امتهنت الكذب في تعاطيها مع القضايا العربية والإسلامية وحتى القضايا الدولية، قد كشفت بعدوانها الإجرامي على اليمن حقيقة انخراطها الكلي في العدوان الصهيوني الهمجي على الشعب الفلسطيني وأنها شريكة في حرب الإبادة الجماعية التي تشن ضد أشقائنا في فلسطين منذ أكتوبر من العام الماضي، ناهيكم عن أن هذا العدوان الذي يأتي في سياق معركة أمريكا للدفاع عن الكيان الصهيوني ومصالحه، يأتي بعد سنوات من عدوان أمريكا على اليمن بذريعة الدفاع عن (الشرعية) المزعومة وهي بالواقع كانت حربا وعدوانا أمريكيا دفاعا عن مرتزقة أمريكا وعملائها من الخونة الذين كانت تتكل عليهم في حراسة مصالحها ومنها مصالح الكيان الصهيوني.
دأبت واشنطن ولندن على حصر العدوان في نطاق فلسطين وقطاع غزة رافضتين فكرة توسيع الصراع، بما يكفل للصهاينة تحقيق تفوق وانتصار على المقاومة التي قدمت خلال أشهر العدوان مقاومة أسطورية لم يكن أحد يتوقعها، وأوجدت حالة توازن مع العدو من العدم، مع أن هذا التوازن لم يكن متوقعا ولم يكن بخلد أي كان وخاصة في المؤسسة العسكرية الصهيونية ولدى حلفاء الصهاينة في واشنطن ولندن الذين لم يكونوا يتوقعون هذا الصمود الأسطوري للمقاومة، ورغم هرولة الثنائي العدائي لفلسطين والأمة إلى كيان العدو وفتح الجسور الجوية والبحرية الناقلة للأسلحة للكيان ومشاركة قوات عسكرية أمريكية إلى جانب قوات العدو مع خبراء ومستشارين وأجهزة تجسس وأقمار صناعية ترصد تحركات النمل في كل جزء من جغرافية قطاع غزة، الذي فرض عليه الحصار المطبق من كل الاتجاهات ومنع عن سكانه الغذاء والدواء والمياه والوقود وحرمان مواطنيه من كل مقومات الحياة، وضرب المستشفيات والمراكز الصحية وتدميرها على رؤوس من فيها من أطباء ومرضى، في حرب إبادة جماعية متكاملة الأركان، وبعد أن وجه العدو وأيدته أمريكا وبريطانيا تهديداته لكل دول المنطقة والعالم، محذراً من تقديم أي شكل من أشكال المساعدات الإنسانية وفعلا التزمت كل دول المنطقة والعالم بتعليمات العدو الصهيوني وأمريكا، فجاء الموقف اليمني خارجا عن رغبة واشنطن واتخذت صنعاء قرارها غير المتوقع والذي مثل صفعة لواشنطن التي حرصت على إعطاء العدو الفرصة الكاملة لاستعراض مهاراته الإجرامية في إبادة الشعب الفلسطيني، وأن لم يموت بقنابل أمريكا وصواريخها الذكية عليه أن يموت جوعا وعطشا بسبب الحصار، واعتبر قادة الصهاينة الشعب الفلسطيني بأنهم مجموعة من (الحيوانات البشرية) ولم تعترض أمريكا، بل اعتبرت أن ما يجري من حرب إبادة يندرج في حق الكيان بالدفاع عن النفس!
ووفق المنطق الأمريكي فإن حق الدفاع عن النفس هو من حق العدو المحتل وليس من حق الشعب الذي يقاوم الاحتلال، حتى أن جورج واشنطن الذي قاوم الاستعمار البريطاني يعد وفق منطق بلاده أنه كان مجرد إرهابي مارق، يفترض على إدارة بايدن إسقاط صورته من على ورقة العملة الأمريكية..!
اليمن كانت صريحة وواضحة وأعلنت استهدافها للسفن الصهيونية والسفن المتعاونة معها وطبقت موقفها ميدانيا، وهذا أثار جنون الصهيوني بايدن الذي لم يتوقع أن يكون هناك عربي لا يزال متمسكاً بقيمه العروبية وأخلاقيات المسلم، لهذا انبرى كالمسعور في الدفاع عن الصهاينة ومصالحهم، وأدى الأمر به لأن يضحي بمصالح أمريكا ذاتها، وهرول الهندي سوناك من لندن خلفه ليثبت أن عرقه الهندي لن يمنعه من إثبات صهيونيته وانتمائه لرابطة الانجلوسكسونية..
العدوان قطعا لن يثني اليمن عن موقفها المبدئي ولن يضعف من عزيمتها، بل منحها العدوان شرعية الدفاع عن مصالحها وأمنها القومي وهي المعنية بالدفاع عن هذا الأمن طالما أن أمريكا تقول إن عدوانها على اليمن يأتي في سياق الدفاع عن أمنها القومي، ومنطق أمريكا عن أمنها القومي لا يختلف عن منطقها بحق الكيان في الدفاع عن النفس، إذ لا يحق للمحتل أن يدافع عن نفسه في وجه أصحاب الحق والأرض، كما لا يحق لأمريكا أن تدافع عن امنها القومي في البحر الأحمر والعربي وباب المندب وخليج عدن وعند شواطئ اليمن، عدوان أمريكا ينافي كل القوانين والشرائع الدولية والإنسانية والأخلاقية، بل منافٍ حتى للقانون الأمريكي ذاته.
اليمن سوف تمضي في مواقفها، وقد منحها العدوان الانجلوسكسوني شرعية كاملة لموقفها القانوني والأخلاقي والإنساني والحضاري، فهي اليوم تخوض معركة الدفاع عن النفس وعن أمنها الوطني والقومي وعن فلسطين وشعبها ومن حقها وفق كل هذا أن تغلق مضيق باب المندب وتستهدف كل الملاحة الدولية، حتى يحترم هذا العالم حقوق الآخرين بالحياة والحرية والسيادة في أوطانهم، عدوان أمريكا لا شك أنه محاولة استباقية لما قد تقوم به المحكمة الدولية وهو في ذات السياق محاولة لإخراج الكيان الصهيوني من هزيمته على قاعدة “إذا أردت أن تحل أزمة عليك بتوسيعها”، وأمريكا التي لا تريد توسيع دائرة الصراع، اتخذت من اليمن هدفا على أمل ترويع وردع اليمن، وهي رسالة أيضا لمحور المقاومة وتوهم واشنطن أن اليمن هي الحلقة الأضعف في المحور وتجاهلت أن اليمن لم تعد تلك التي خبرتها وعملت على تطويعها لعقود، وأن يمن اليوم غير يمن مارس 2015م وأنها بعدوانها الإجرامي منحت اليمن الفرصة التي كانت تنتظرها والمتمثلة في الثأر من واشنطن على خلفية جرائمها بحق الشعب اليمني على مدى عقد من الزمن، ناهيك عن ان هذا العدوان لم ولن يؤثر في مواقف اليمن، بل زادها صلابة وقوة ومنحها الشرعية الكاملة للرد على العدوان بطريقتها وفي الوقت الذي تختاره وتحدده صنعاء، التي لن ترعبها تهديدات واشنطن ولندن، بل إن واشنطن ولندن فضحتا نفسيهما بهذا العدوان الذي قامتا به دفاعا عن جرائم الكيان الصهيوني ولتثبتا للعالم بأسره أنهما شريكتان في حرب الإبادة التي تشن ضد شعبنا العربي في فلسطين.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
اليمن.. ما بعد نسف أُسطورة أمريكا حاملات الطائرات
أحمد علي مهدي
لطالما تغنت أمريكا بأساطيلها العسكرية البحرية، والتي تجوب كُـلّ البحار على مستوى العالم، وعلى رأس تلك الأساطيل، كان لديها حاملات الطائرات، والتي تشكل قاعدة عسكرية متنقلة، تهدّد بها أمريكا كُـلّ من رفض العبودية لها، وبعد تسليم العالم كله بأن أمريكا قوة لا تقهر، كان لليمنيين رأيٌ آخر، ونسفوا كُـلّ تلك الأساطير.
فمنذ اندلاع معركة (طُـوفَان الأقصى) المباركة، اقتحم اليمنيون الميدان، وبكل ما أوتوا من قوة، وأذاقوا “إسرائيل” من بأسهم اليماني المعهود، حتى اضطر الصهاينة للاستنجاد بأُمِّهم أمريكا، لعلها تخلصهم من الجبهة اليمنية التي لم يجدوا لها حلًا.
سارع الأمريكيون لنجدة الكيان الغاصب النازي -كما هي عادتهم- وانشأوا تحالفًا متداعياً منذ تكوينه.
جمعت أمريكا حلفائها في هذا التحالف المزعوم، والذي أطلقوا عليه اسم تحالف “حارس الازدهار”، والذي يهدف إلى حماية القتلة المجرمين الصهاينة، بكل وقاحة ودناءَة، غير آبهين حتى بأصوات شعوبهم التي تطالب بوقف الدعم والإسناد لهذا الكيان النازي المجرم، ووقف الإبادة الجماعية في غزة.
تشكّل هذا التحالف، وجاءت أمريكا بكل ضجيجها، وبمختلف القطع البحرية الحربية التابعة لهذا التحالف، وذلك لكي يغطوا بأيديهم على النور اليماني ليُطفئوه، ولكن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون والمنافقون.
أما اليمنيون فقد قالوا قولهم، وتأهبوا لفعلهم، وجهزوا لعدوهم، كما أمرهم ربهم، ولم يخافوا أمريكا وشركائها، فقد أوقعوا سفن أعدائهم بين مُدمّـرةٍ ومُغرقة ومنسحبة هاربة من جحيمهم، حَيثُ تمكّنوا من توجيه العديد من الضربات النوعية المباركة لحاملة الطائرات الأمريكية “أيزنهاور”، محطمين ببسالتهم أُسطورة حاملات الطائرات الأمريكية، وطووا صفحتها إلى الأبد.
وبعد هذه الهزيمة العسكرية التي تلقتها أمريكا في البحار؛ على يد القوات المسلحة اليمنية، اضطرت لسحب حاملة الطائرات “أيزنهاور”، متحججة لذلك بأعذار مفضوحة، كما سحبت بقية القطع البحرية الحربية التابعة لها إلى مناطق بعيدة عن متناول اليمنيين شيئًا ما.
في منتصف أُكتوبر الفائت؛ من العام الحالي2024م، قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإرسال قاذفات بي2 سبيريت الشبحية، وهي من القاذفات الاستراتيجية الأمريكية، لتقوم بتنفيذ ضربات عسكرية على العاصمة اليمنية صنعاء، ومحافظة صعدة شمالي اليمن “حسب تصريح للبنتاجون الأمريكي”.
فلماذا استخدمت أمريكا هذا النوع من الطائرات! وفي هذا التوقيت بالتحديد! وعلى أهداف بعيدة جِـدًّا عن القاعدة التي انطلقت منها في أمريكا؟ وما مميزات وقدرات هذا النوع من الطائرات؟ وما أهميتها؟
هذه الطائرة تعتبر دُرّةُ الإنتاج الأمريكي في مجال الطيران، وتمتلك أمريكا منها 21 طائرة، ولم تقم ببيعها لأية دولة أبدًا، وهي أغلى طائرة صنعت في التاريخ، حَيثُ بلغت قيمة الطائرة الواحدة منها (929 مليون دولار) وتكلّف مبلغ 135 ألف دولار في الساعة لتشغيل طائرة واحدة منها.
وعلى الرغم من وجود طائرات بديلة لدى أمريكا، بإمْكَانها أن تقوم بنفس المهام التي قامت بها هذه الطائرات، فما الذي دفع واشنطن إلى استخدامها؟ خُصُوصًا أن اليمن لا يمتلك أنظمة دفاع جوي متطورة إلى حَــدّ كبير.
هُنا بإمْكَاننا أن نخمّن أن أمريكا تسعى لاستعادة هيبتها التي أهدرها اليمنيون في البحار، ولكي تقول لأعدائها بأنها ما زالت قوية، ولديها قوة عسكرية لم تستخدمها بعد.
ولكن السؤال المطروح؛ هو هل ستستخدم أمريكا هذه الطائرات في المعارك القادمة؟ وهل ستنجح في مواصلة استخدامها فيما سيأتي من المعارك مع اليمن؟ وهل يقع على عاتق اليمنيين نسف وتدمير هذه الأُسطورة الأمريكية، كما حطّموا ونسفوا أُسطورة حاملات الطائرات الأمريكية؟
لِما لا! واليمنيون قد صنعوا المعجزات، وفاقت مفاجآتهم كُـلّ التوقعات العسكرية العالمية.
وإن كان الأمريكيون يملكون التفوق العسكري في العدة والعتاد على المستوى العالمي، فمع اليمن، ومع قيادة السيد المجاهد “عبدالملك الحوثي”؛ لا مجال لأن نقول بأن هناك شيئًا مستحيلًا، خُصُوصًا أن سر قوتهم هو الإيمان بالله، والتوكل عليه، والثقة به.
على العموم، الأيّام القادمة ستكفل لنا تأكيد ذلك، وعلى مرأى ومسمع العالم كله، وسينصدم الجميع بالمفاجآت اليمنية، كما تفاجأوا بها من قبل، ولله عاقبة الأمور، ولينصرن الله من ينصره.