أدان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الهجوم الإرهابي الذي وقع في مركز تسوق “كروكوس سيتي”، في ضواحي العاصمة موسكو، واصفاً إياه بأنّه “هجوم إرهابي دموي وهمجي”.
وقال الرئيس الروسي، في خطاب متلفز موجَّه إلى الشعب الروسي: “أتحدث إليكم اليوم بشأن العمل الإرهابي الدموي الهمجي في كروكوس، والذي راح ضحيته عشرات الأشخاص الأبرياء المسالمين”، معرباً عن تعازيه لجميع الذين فقدوا أفراد عائلاتهم وأحبائهم.


وأعلن الرئيس بوتين الحداد الوطني في روسيا، اليوم الأحد، على ضحايا قتلى العمل الإرهابي في “كروكوس”.
وقال الرئيس بوتين إنّ منفذي هجوم كروكوس الإرهابي “شرعوا، بصورة متعمدة، في قتل الروس وإطلاق النار عليهم من مسافة قريبة، وأطلقوا النار بدمٍ بارد، مثلما فعل النازيون قبل ذلك، عندما ارتكبوا مذابح في الأراضي التي احتلوها”، مشدّداً على أنّهم لن يفلتوا من العقاب.
وأضاف أن “لا أحد ولا شيء يستطيع أن يهز وحدتنا وإرادتنا. إن تصميمنا وشجاعتنا هما قوة شعب روسيا الموحد”، لافتاً إلى أن روسيا اجتازت اختبارات صعبة كثيراً، وسيكون الأمر كذلك هذه المرة أيضاً.
في غضون ذلك، أكّد بوتين أنّ “كل مرتكبي هذه الجريمة ومنظميها وعملائها سيتعرضون لعقوبة عادلة، لا مفر منها، هم ومن يرشدهم. وأكرر، سنحدد ونعاقب كل من يقف وراء الإرهابيين الذين أعدوا هذه الفظائع”.
وأضاف الرئيس بوتين أنّ سلطات التحقيق وإنفاذ القانون ستفعل كل شيء للوقوف على تفاصيل الهجوم الإرهابي في “كروكوس”، مؤكّداً أنه تم اتخاذ إجراءات إضافية لمكافحة الإرهاب في موسكو ومناطق أخرى.
وأعلن الكريملين أمس عن اعتقال 11 شخصا، بينهم 4 “إرهابيين” شاركوا بشكل مباشر في الهجوم على مركز “كروكوس” التجاري.
وقالت الخدمة الصحفية للكرملين، أمس السبت “أبلغ مدير هيئة الأمن الفيدرالية الروسية ألكسندر بورتنيكوف الرئيس فلاديمير بوتين عن اعتقال 11 شخصا، من بينهم جميع الإرهابيين الأربعة الذين شاركوا بشكل مباشر في الهجوم الإرهابي على “كروكوس سيتي هول”.
وأضافت أن بورتنيكوف أبلغ بوتين كذلك عن عمل الأمن الفيدرالي على تحديد قاعدة المتواطئين مع منفذي هجوم “كروكوس”.
من جانبه، أوضح جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، بأن المجرمين اعتزموا بعد هجوم “كروكوس”، عبور الحدود بين روسيا وأوكرانيا، وكانت لديهم صلات ذات علاقة على الجانب الأوكراني، مشيرا إلى أن المشتبه بهم في ارتكاب “الهجوم الإرهابي” اعتقلوا في مقاطعة بريانسك قرب حدود أوكرانيا.
ولفتت إلى أنه يجري حاليا العمل للتعرف على كافة ملابسات الهجوم، و”قد ثبت أن الهجوم الإرهابي تم التخطيط له بعناية، وأن الأسلحة التي استخدمها الإرهابيون كانت معدة مسبقا في مخبأ”.
ومساء الجمعة اقتحم عدد من المسلحين مركز “كروكوس” وأطلقوا النار على الجمهور من مسافة قريبة وألقوا قنابل حارقة، ما تسبب في اندلاع حريق ضخم في المبنى.
وأعلنت السلطات الروسية أمس السبت ارتفاع عدد قتلى الهجوم إلى 143 شخصا، بينهم أطفال، في حصيلة غير نهائية، مؤكدة نقل أكثر من 100 شخص إلى مستشفيات، بينهم عشرات الحالات الخطيرة.
في غضون ذلك، قال مصدر في الهيئات الأمنية المختصة لمراسل وكالة “تاس”: إن الأمن الروسي تلقى معلومات من الجانب الأمريكي حول تحضير هجوم إرهابي لكنها كانت ذات طبيعة عامة بدون تفاصيل.
وخلال تعليقه على تصريح الممثلة الرسمية لمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أدريان واتسون حول نقل معلومات إلى الجانب الروسي عن هجوم إرهابي وشيك، أكد المصدر أنه تم بالفعل تلقي مثل هذه المعلومات لكنها كانت ذات طبيعة عامة، دون أي تحديد أو تفصيل.
وكانت أدريان واتسون قد قالت يوم الجمعة، إن الحكومة الأمريكية تلقت في مارس معلومات حول هجوم إرهابي وشيك في موسكو، والذي يمكن أن يستهدف التجمعات الجماهيرية، بما في ذلك الحفلات الموسيقية.
وأضافت أنه إلى جانب التحذير العلني للأمريكيين الموجودين في روسيا، أبلغت الحكومة الأمريكية هذه المعلومات للسلطات الروسية بموجب سياسة “التحذير الإلزامي” القائمة منذ فترة طويلة.
وكانت شبكة “سي إن إن” قد ذكرت في وقت سابق، نقلا عن مصادر، أن المخابرات الأمريكية حذرت روسيا من أن جماعة “داعش” التكفيرية تخطط لتنفيذ هجمات في روسيا.
ووفقا لها، تم تلقي هذه المعلومات منذ نوفمبر 2023، لكن من غير الواضح ما إذا كانت أصبحت الأساس لنشر السفارة الأمريكية في موسكو تحذيرها بشأن تهديد إرهابي في 7 مارس.
بدوره، قال جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، لشبكة “فوكس نيوز” إنه لا يستطيع حتى الآن تحديد مدى الارتباط بين تحذير السفارة الأمريكية والهجوم الإرهابي على قاعة كروكوس.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

بوتين: العلاقات بين روسيا وأوروبا ستعود إلى طبيعتها عاجلا أم آجلا

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته في فعالية الماراثون التعليمي "المعرفة أولا"، أن العلاقات بين روسيا وأوروبا ستتعافى بالتأكيد عاجلا أم آجلا.

وقال بوتين: "الوضع الآن أكثر تعقيدا مما كان عليه خلال الحرب الوطنية العظمى (الحرب العالمية الثانية) حيث كان كل شيء واضحا: أبيض وأسود، أحمر وبني.. لكن ليس لدي أدنى شك في أن علاقاتنا مع أوروبا ستعود عاجلا أم آجلا - وهذا أمر مؤكد".

ولفت الرئيس الروسي إلى أنه هناك الكثير من الأشخاص في أوروبا الذين يدعمون روسيا رغم الضغوط، قائلا: "في أوروبا ككل، هناك الكثير ممن يشاركوننا موقفنا، البعض يصمت، أما البعض فيقولون شيئا ما بشكل متواضع للغاية، بحيث لا يسمع، بالطبع، هناك عدد قليل من الناس الذين، رغم الضغط من السلطات الرسمية، لديهم الجرأة للتعبير عن وجهة نظرهم، وليس فقط للتعبير، ولكن لإظهار أن لديهم وجهة نظرهم الخاصة".

يذكر أنه تم تخصيص حدث هذا العام من جمعية "المعرفة" الروسية للاحتفال بالذكرى الثمانين للانتصار في الحرب العالمية الثانية المعروفة أيضا باسم الحرب الوطنية العظمى، وكذلك دورها في التاريخ وأهميتها بالنسبة لحاضر روسيا ومستقبلها.

وتقام فعاليات الماراثون من 28 إلى 30 أبريل في عشر مدن روسية وهي: موسكو وقازان وفلاديكافكاز أومسك وبيرم وسيفاستوبول وريازان وسالخارد وسان بطرسبورغ ويوجنو ساخالينسك. وفي موسكو، سيقام الماراثون في متحف النصر.

مقالات مشابهة

  • هجمات متبادلة بالمسيرات بين روسيا وأوكرانيا.. ووقوع ضحايا
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 52,418 شهيداً و 118,091 مصاباً
  • بوتين: العلاقات بين روسيا وأوروبا ستتعافى بالتأكيد عاجلا أم آجلا
  • بوتين: العلاقات بين روسيا وأوروبا ستعود إلى طبيعتها عاجلا أم آجلا
  • ارتفاع حصيلة ضحايا حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة
  • تينايل تسلط الضوء على أهمية المقاربة الشمولية في إدارة الثغرات الأمنية والأمن السيبراني خلال جيسيك 2025
  • 11 قتيلا من الأمن السوري في هجوم مباغت بريف دمشق
  • ارتفاع عدد ضحايا انفجار ميناء “رجائي الإيراني إلى 70 قتيلا
  • أوكرانيا ترفض هدنة بوتين وتتهم موسكو بالتمويه العسكري
  • الكرملين: موسكو لم ترد علي أوكرانيا بشأن المفاوضات المباشرة مع روسيا