ارتفاع ضحايا هجوم موسكو الإرهابي إلى 143 قتيلا والأمن يعتقل 11 مشتبها
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
أدان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الهجوم الإرهابي الذي وقع في مركز تسوق “كروكوس سيتي”، في ضواحي العاصمة موسكو، واصفاً إياه بأنّه “هجوم إرهابي دموي وهمجي”.
وقال الرئيس الروسي، في خطاب متلفز موجَّه إلى الشعب الروسي: “أتحدث إليكم اليوم بشأن العمل الإرهابي الدموي الهمجي في كروكوس، والذي راح ضحيته عشرات الأشخاص الأبرياء المسالمين”، معرباً عن تعازيه لجميع الذين فقدوا أفراد عائلاتهم وأحبائهم.
وأعلن الرئيس بوتين الحداد الوطني في روسيا، اليوم الأحد، على ضحايا قتلى العمل الإرهابي في “كروكوس”.
وقال الرئيس بوتين إنّ منفذي هجوم كروكوس الإرهابي “شرعوا، بصورة متعمدة، في قتل الروس وإطلاق النار عليهم من مسافة قريبة، وأطلقوا النار بدمٍ بارد، مثلما فعل النازيون قبل ذلك، عندما ارتكبوا مذابح في الأراضي التي احتلوها”، مشدّداً على أنّهم لن يفلتوا من العقاب.
وأضاف أن “لا أحد ولا شيء يستطيع أن يهز وحدتنا وإرادتنا. إن تصميمنا وشجاعتنا هما قوة شعب روسيا الموحد”، لافتاً إلى أن روسيا اجتازت اختبارات صعبة كثيراً، وسيكون الأمر كذلك هذه المرة أيضاً.
في غضون ذلك، أكّد بوتين أنّ “كل مرتكبي هذه الجريمة ومنظميها وعملائها سيتعرضون لعقوبة عادلة، لا مفر منها، هم ومن يرشدهم. وأكرر، سنحدد ونعاقب كل من يقف وراء الإرهابيين الذين أعدوا هذه الفظائع”.
وأضاف الرئيس بوتين أنّ سلطات التحقيق وإنفاذ القانون ستفعل كل شيء للوقوف على تفاصيل الهجوم الإرهابي في “كروكوس”، مؤكّداً أنه تم اتخاذ إجراءات إضافية لمكافحة الإرهاب في موسكو ومناطق أخرى.
وأعلن الكريملين أمس عن اعتقال 11 شخصا، بينهم 4 “إرهابيين” شاركوا بشكل مباشر في الهجوم على مركز “كروكوس” التجاري.
وقالت الخدمة الصحفية للكرملين، أمس السبت “أبلغ مدير هيئة الأمن الفيدرالية الروسية ألكسندر بورتنيكوف الرئيس فلاديمير بوتين عن اعتقال 11 شخصا، من بينهم جميع الإرهابيين الأربعة الذين شاركوا بشكل مباشر في الهجوم الإرهابي على “كروكوس سيتي هول”.
وأضافت أن بورتنيكوف أبلغ بوتين كذلك عن عمل الأمن الفيدرالي على تحديد قاعدة المتواطئين مع منفذي هجوم “كروكوس”.
من جانبه، أوضح جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، بأن المجرمين اعتزموا بعد هجوم “كروكوس”، عبور الحدود بين روسيا وأوكرانيا، وكانت لديهم صلات ذات علاقة على الجانب الأوكراني، مشيرا إلى أن المشتبه بهم في ارتكاب “الهجوم الإرهابي” اعتقلوا في مقاطعة بريانسك قرب حدود أوكرانيا.
ولفتت إلى أنه يجري حاليا العمل للتعرف على كافة ملابسات الهجوم، و”قد ثبت أن الهجوم الإرهابي تم التخطيط له بعناية، وأن الأسلحة التي استخدمها الإرهابيون كانت معدة مسبقا في مخبأ”.
ومساء الجمعة اقتحم عدد من المسلحين مركز “كروكوس” وأطلقوا النار على الجمهور من مسافة قريبة وألقوا قنابل حارقة، ما تسبب في اندلاع حريق ضخم في المبنى.
وأعلنت السلطات الروسية أمس السبت ارتفاع عدد قتلى الهجوم إلى 143 شخصا، بينهم أطفال، في حصيلة غير نهائية، مؤكدة نقل أكثر من 100 شخص إلى مستشفيات، بينهم عشرات الحالات الخطيرة.
في غضون ذلك، قال مصدر في الهيئات الأمنية المختصة لمراسل وكالة “تاس”: إن الأمن الروسي تلقى معلومات من الجانب الأمريكي حول تحضير هجوم إرهابي لكنها كانت ذات طبيعة عامة بدون تفاصيل.
وخلال تعليقه على تصريح الممثلة الرسمية لمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أدريان واتسون حول نقل معلومات إلى الجانب الروسي عن هجوم إرهابي وشيك، أكد المصدر أنه تم بالفعل تلقي مثل هذه المعلومات لكنها كانت ذات طبيعة عامة، دون أي تحديد أو تفصيل.
وكانت أدريان واتسون قد قالت يوم الجمعة، إن الحكومة الأمريكية تلقت في مارس معلومات حول هجوم إرهابي وشيك في موسكو، والذي يمكن أن يستهدف التجمعات الجماهيرية، بما في ذلك الحفلات الموسيقية.
وأضافت أنه إلى جانب التحذير العلني للأمريكيين الموجودين في روسيا، أبلغت الحكومة الأمريكية هذه المعلومات للسلطات الروسية بموجب سياسة “التحذير الإلزامي” القائمة منذ فترة طويلة.
وكانت شبكة “سي إن إن” قد ذكرت في وقت سابق، نقلا عن مصادر، أن المخابرات الأمريكية حذرت روسيا من أن جماعة “داعش” التكفيرية تخطط لتنفيذ هجمات في روسيا.
ووفقا لها، تم تلقي هذه المعلومات منذ نوفمبر 2023، لكن من غير الواضح ما إذا كانت أصبحت الأساس لنشر السفارة الأمريكية في موسكو تحذيرها بشأن تهديد إرهابي في 7 مارس.
بدوره، قال جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، لشبكة “فوكس نيوز” إنه لا يستطيع حتى الآن تحديد مدى الارتباط بين تحذير السفارة الأمريكية والهجوم الإرهابي على قاعة كروكوس.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
سقوط 31 قتيلا على الأقل في هجوم أميركي على الحوثيين وترامب يتوعدهم ب"جحيم" لم يعهدوه
سقط 31 شخصا على الأقل في اليمن، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في صنعاء الأحد، غداة ضربات شنتها الولايات المتحدة الأمريكية الحوثيين الذين توعدهم الرئيس دونالد ترامب بـ »جحيم » لم يعهدوه.
وفي حين دعا الرئيس الأميركي طهران إلى الكف عن دعمها لمن وصفهم ب »المتمردين » فورا، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأنه لا يحق لواشنطن « إملاء » سياسة الجمهورية الإسلامية الخارجية.
وأتت الضربات الأميركية، وهي الأولى على اليمن منذ تولي ترامب منصبه في يناير، بعد توعد الحوثيين باستئناف هجماتهم ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب، والتي قاموا بها خلال الأشهر الماضية على خلفية الحرب في غزة.
وأكد ترامب أن الضربات ضد الحوثيين تأتي على خلفية تهديداتهم للتجارة البحرية.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة للحوثيين أنيس الأصبحي على منصة اكس صباح الأحد بأن « الإحصائية الأولية لعدد ضحايا العدوان الأميركي الذي استهدف مناطق مدنية وسكنية في صنعاء ومحافظة صعدة والبيضاء ورداع » وصلت الى « 31 شهيدا و101 جريحا معظمهم من الأطفال والنساء ».
وأشار الى أن هذه الحصيلة « أولية وما زال البحث جاريا لانتشال الضحايا ».
وأفاد مصور لوكالة فرانس برس في صنعاء بسماع ثلاثة انفجارات ومشاهدة أعمدة دخان تتصاعد من منطقة سكنية في شمال العاصمة التي يسيطر عليها الحوثيون منذ العام 2014. وسارعت قوات الأمن الى فرض طوق في المنطقة.
وأشارت قناة المسيرة التلفزيونية التابعة للمتمردين مساء السبت الى أن « هجوما أمريكيا بريطانيا » استهدف منطقة سكنية في مديرية شعوب بشمال صنعاء، بينما استهدف آخر صعدة، معقل المتمردين في شمال البلاد.
ونشرت القناة لقطات مما قالت إنها « جريمة العدوان الأميركي على منطقة قحزة شمالي » مدينة صعدة، أظهرت مسعفين يقومون بنقل جرحى بدت على بعضهم آثار حروق، لمعالجتهم داخل غرفة في مستشفى، بينما وضعت في جانب آخر من الغرفة بضعة جثث.
وأعلن ترامب السبت إطلاق عمل عسكري « حاسم وقوي » ضد الحوثيين.
وقال في منشور على منصته « تروث سوشال » للتواصل الاجتماعي « سنستخدم القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا »، متهما الحوثيين بتهديد حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
وتوعد الحوثيون بالرد على الضربات. ونقلت « المسيرة » عن المكتب السياسي لحركة « أنصار الله »، الاسم الرسمي للحوثيين، أن « العدوان لن يمر من دون رد، وقواتنا المسلحة اليمنية على أتم الجاهزية لمواجهة التصعيد بالتصعيد ».
ووفقا للمتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل، فإن الحوثيين « هاجموا سفنا حربية أميركية 174 مرة وسفنا تجارية 145 مرة منذ عام 2023 ».
وعقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة أكتوبر 2023، شن الحوثيون عشرات الهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على سفن تعبر البحر الأحمر وخليج عدن، قائلين إنها تأتي تضامنا مع الفلسطينيين.
وشلت الهجمات الممر البحري الحيوي الذي تمر عبره نحو 12% من حركة الشحن العالمية، ما أجبر العديد من الشركات على اللجوء إلى طرق بديلة مكلفة.
وقامت الولايات المتحدة بدعم من بريطانيا، بقصف أهداف في اليمن غير مرة خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق جو بايدن. كما قامت إسرائيل بشن ضربات منفصلة ضد الحوثيين.
وبعد وقف هجماتهم إثر دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في يناير، أعلن الحوثيون في 11 مارس « استئناف حظر عبور » السفن الإسرائيلية قبالة سواحل اليمن، ردا على منع الدولة العبرية إدخال المساعدات الانسانية الى قطاع غزة.
ولم يتضمن منشور ترامب أي إشارة إلى النزاع، لكنه ركز على هجمات سابقة شنها الحوثيون على سفن البحرية الأميركية والتحالف الدولي وسفن تجارية.
وقال ترامب « إلى كل الإرهابيين الحوثيين، انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم، بدءا من اليوم. إذا لم تفعلوا ذلك، فسينهمر عليكم الجحيم مثلما لم تروا من ذي قبل! ».
وكتب على تروث سوشل « لا تهددوا الشعب الأميركي ورئيسه (…) وطرق الملاحة البحرية العالمية. وإذا فعلتم ذلك، حذار ، لأن أميركا ستحم لكم كامل المسؤولية ولن نقدم إليكم هدايا ».
ودانت حركة حماس « بأشد العبارات » قصف صنعاء، معتبرة إياه « انتهاكا صارخا للقانون الدولي، بالاعتداء على سيادة واستقرار اليمن الشقيق ».
والحوثيون الذين يسيطرون على جزء كبير من اليمن منذ أكثر من عقد، هم جزء من « محور المقاومة » الذي تقوده طهران في المنطقة، ويضم مجموعات معادية لإسرائيل، مثل حماس وحزب الله في لبنان وفصائل مسلحة في العراق.
وعقب طلب ترامب من إيران وقف دعمها « للإرهابيين الحوثيين »، أكد وزير الخارجية عباس عراقجي أنه لا يحق للولايات المتحدة « إملاء » سياسة بلاده.
وكتب عراقجي على منصة إكس الأحد « الحكومة الأميركية ليس لديها سلطة ولا حق في إملاء سياسة إيران الخارجية »، داعيا إلى « وقف قتل الشعب اليمني ».
ويأتي ذلك بعدما بعث ترامب برسالة الى الجمهورية الإسلامية يضغط فيها للتفاوض بشأن ملفها النووي، أو مواجهة عمل عسكري محتمل. وأكد مسؤولون إيرانيون أن طهران لن تفاوض واشنطن في ظل سياسة « الضغوط القصوى » التي يعتمدها الرئيس الأميركي حيالها.
وقال عراقجي « قتل أكثر من 60 ألف فلسطيني والعالم يحم ل أميركا المسؤولية »، في إشارة الى دعم واشنطن لإسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة عقب الهجوم الذي شن ته حماس في السابع من أكتوبر 2023.
في وقت سابق هذا الشهر، أعادت الولايات المتحدة تصنيف حركة أنصار الله على أنها « منظمة إرهابية أجنبية »، وحظرت أي تعامل أميركي معها.
واستولى الحوثيون على صنعاء في عام 2014، وكانوا على وشك السيطرة على معظم أنحاء البلاد قبل أن يتدخل تحالف تقوده السعودية في العام التالي، دعما للحكومة المعترف بها دوليا.
وتوقفت المواجهات إلى حد كبير منذ إعلان وقف لإطلاق النار في عام 2022، لكن عملية السلام الموعودة توقفت في ظل هجمات الحوثيين على إسرائيل وخطوط الشحن المرتبطة بالدولة العبرية.
(وكالات)
كلمات دلالية اسرائيل الحوثيين امريكا غزة قتلى هجوم