“سوق رغدان التاريخي” مزار رمضاني وبهجة مضافة خلال ليالي رمضان بالباحة
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
المناطق_واس
تشتاق قلوبنا لذكريات الماضي الجميلة برغم أن خطواتنا تتجه نحو المستقبل، وفي الباحة تحولت الأسواق الشعبية القديمة لبهجة مضافة خلال ليالي شهر رمضان التي تزدهر بمرتاديها من مختلف الأعمار من الجنسين.
ويُعد سوق رغدان أحد أقدم الأسواق التاريخية بمنطقة الباحة الذي يرجع تاريخه إلى أكثر من 400 عام، حيث كان نقطة جذب وتجمع للأهالي والزوار من داخل وخارج المنطقة منذ القدم.
ويقول جمعان الكرت من بلدة رغدان إن تسمية “رغدان” جاءت لرغد العيش في هذه القرية نظراً لجريان وادي قوب من الحافة الغربية، مما أدى إلى نشوء المدرجات الزراعية على ضفاف الوادي وفي السفوح الجبلية المجاورة، مشيراً إلى أن السوق يتكون من باحتين، إحداهما في مكان مرتفع يطلق عليه السوق الأعلى في حين الآخر يطلق عليه السوق الأسفل يربط بينهما ممرات تيسر الحركة، والدكاكين كانت في الماضي مبنية من الحجارة بعدها بنيت من الإسمنت وما زالت الحوانيت شاهداً حياً، فيما تهدمت المباني الحجرية للدكاكين بفعل عوامل الجوية مع مرور الزمن، حيث تبلغ مساحة السوق الأعلى التقريبية 8000م2 والسوق الأسفل 3000م2 بإجمالي 11000 م2 تقريباً ، فيما يقدر عدد المنازل التي تحيط بالسوق الأعلى 25 منزلاً و20 في السوق الأسفل، فيما يصل عدد الحوانيت القائمة حتى الآن إلى 35 حانوتاً.
وأضاف أن سوق الأحد الأسبوعي ببلدة رغدان ارتبط به الكثير من الأحداث التاريخية والمناسبات الاجتماعية، وأشار إليه الرحالة السويسري جون لويس في عام 1230هـ، وشهد استقبال الأهالي للملك سعود عام 1374هـ، ويقع وسط بين قبيلتي غامد وزهران مما أكسبه موقعه الجغرافي أهمية كبيرة، وانعكس ذلك على زيادة الحركة التجارية وتنوع البضائع المبيعة وكثرة مرتاديه.
وأوضح أن هناك نظاماً اتفق عليه الأهالي فيما يعرف بعقود السوق ويشرف عليه عدد من عقداء السوق وهم أشخاص يتحلون بالحكمة والقدرة على العقد والحل من أهالي رغدان ومن القرى المجاورة التي تشترك في الإشراف على السوق سواء من غامد أو زهران، بهدف إضفاء الأمن والالتزام بآداب التسوق، وتطبيق العقاب لمن يخالف، كما أن هناك أناساً مهمتهم الإشراف على البيع والشراء ومتابعة المكاييل والموازين التي يستخدمها الباعة، حيث إن لديهم مكاييل كمقاييس يطبق عليها المكاييل الأخرى، والمخالف يغرم ويعاقب.
بدوره أوضح الباحث التاريخي عبدالناصر الكرت أن قرية رغدان إحدى محطات الحج اليمني قديماً، وكان يقام السوق لمدة ثلاثة أيام قبل الحج بشكل سنوي يطلقون عليه “سوق العصبة”، وقد أسهم ذلك في زيادة قوة السوق وشهرته، إضافةً إلى قربه من أكثر من عقبة وهي المنافذ إلى قطاع تهامة في ذلك الحين، وتوسطه لقبيلتي غامد وزهران.
وأضاف أن السوق لم يقتصر على الناحية التجارية، بل امتد إلى النشاط الإخباري الإعلامي والتوعوي الديني من خلال ” البدوة” في مكان مرتفع يشرف على السوق وكذلك حلّ بعض القضايا الطارئة بين الآخرين؛ وله تنظيمات مقننة توصف بعقود السوق فيما يتعلق بالهبّاطة والصدّارة والقفّالة.
وقال “لدى الأهالي حالياً توجّه لإحياء السوق وإعادة تأهيل القرية بتعاون هيئة التراث خاصة أن هناك مجموعة من المباني التراثية والكتل البنائية الجيدة تعد أنموذجاً جميلاً يستحق المحافظة عليه وتقديمه للأجيال وتعريف السياح والزائرين بهذه الكنوز التراثية”.
وأوضح المدير التنفيذي لجمعية رغدان للتنمية والخدمات الاجتماعية برغدان صالح مديس؛ أن اللجنة حرصت بالتعاون مع أمانة المنطقة على تهيئة المكان بما يتناسب مع خصوصية هذا الشهر، إضافةً إلى تنظيم مجموعة من البرامج الثقافية ومنها مسابقات ثقافية مباشرة، إلى جانب استضافة بعض الشخصيات “ذاكرة الكبار”، والبرامج الرياضية والترفيهية وبعض الألعاب الشعبية، إضافةً إلى تنفيذ برنامج الفليتة “القرقيعان”.
وأشاد عدد من زوار سوق رغدان بأجواء السوق الرمضانية التي يسودها الطابع الشعبي وترتفع أصوات الأهازيج الجنوبية من البائعين والألعاب الشعبية فتكسب أجواء السوق رونقاً وجمالاً وعشقاً للحنين للماضي، والتمتع بالأجواء الرمضانية الممزوجة بالفوانيس الملونة المعلقة، والأهلة، والنجوم المضيئة، إلى جانب تزيينها بكلمات وعبارات وأشكال تقليدية رائعة، مما أضفى إليه طابعاً فريداً وخاصاً، يبث الشعور بالاطمئنان في قرب ليالي الشهر المباركة.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
إقرأ أيضاً:
الشيخ خميس الخنجر.. للمقربين منكم ضلع فيما وصلت اليه الاحوال
نوفمبر 15, 2024آخر تحديث: نوفمبر 15, 2024
حامد شهاب
اطلع الكثيرون على مجريات ما دار في اجتماع ائتلاف إدارة الدولة قبل إجراء عملية انتخاب الرئيس الجديد لمجلس النواب العراقي، من خلال المواقع الإخبارية، واللغة المريرة والقاسية التي عبر بها الشيخ خميس الخنجر عن عدم التزام حكومة الإطار وقواها السياسية بما تعهدت به في ائتلاف إدارة الدولة، وانقلابها عليهم ، حيث لم يتحقق أي من التعهدات التي تعهدوا بها خلال فترة تشكيل الحكومة، مما دعاكم الى مغادرة اجتماعهم وأنتم في غاية القلق والغضب على ما آل اليه مصير تعاملكم مع تلك القوى من نكران الجميل.
وكان الرأي العام العراقي، يدرك تداعيات تلك الأحداث المريرة، وعواقبها، وما آلت اليه الأمور من خروجكم من حزب السيادة، بعد اتخاذ قوى الإطار ذريعة لقرارات مجحفة للاقتصاص منكم ومن مواقفكم التي أكدتموها خلال ذلك الاجتماع، وتعد لحظة غضب لم يعد بالإمكان تحمل أعبائها طيلة تلك السنوات التي ذهب بها مصير المكون السني الى المجهول، وهو يواجه مصيرا بائسا لا يحسد عليه.
وليس القوى السياسية التي ناصبتكم العداء كانت هي من أوصلت الأمور الى نتائجها الكارثية الأخيرة ، بل أني أحمل حتى من كانوا معك في تلك المسيرة من نوابكم من أنهم لم يكونوا على مستوى الآمال التي تنتظرون أو تتوقعون أن ترتقي بعملها الى ما يطمح اليه الشيخ الخنجر، في وقت لم يبخل عليهم الرجل من وسائل الدعم المختفة ، وتحمل من أجلهم الكثير، لكن بعض نوابه وبعض من مسؤولي حزب السيادة ربما يتحملون جزءا لا يستهان به مما أصابكم من حسرات ومن لحظات حزن مريرة ، لانهم لم يرتقوا الى مستوى تطلعاتكم كرجال يفترض فيهم أن يكونوا على درجة عالية من المسؤولية لكي لا يتركوا أية فرصة إلا وتتم الاستفادة منها لصالح إنجاح مهامكم ، وما كنتم تخططون له من أمان وتطلعات مشروعة.
وبرغم أنني لم أكن من حزبكم ولا من حزب آخر ولم نلتق بكم في عمل سياسي، إلا أنني كلفت بعض نوابكم أو من المقربين اليكم بأن أوصل اليكم (أمانة).. و(الأمانة) حملها الإنسان ولم تتحملها الجبال ، وهي دراسة مهمة للغاية تتعلق بمستقبل جمهور تم تغييبه وهو يعيش أقسى محن الحياة والتهجير والتغيب القسري ، ورجوتهم كباحث إعلامي لفترة أشهر مضت أن يوصلوا تلك الأمانة اليكم دون جدوى، حتى بينهم فرعكم في اليرموك لمرتين، ولم أعرف مصير الدراسة التي قدمتها الى مكتبكم في اليرموك منذ 27 تموز 2024 وفي المرة الثانية 19 ايلول 2024 من خلال مطالعة أخرى بشأن مصيرها مدعمة بالهواتف ، وقبلها بأشهر مع نوابكم دون أن أعرف حتى هذه اللحظة أين وصل مصير تلك الدراسة التي تعد من أهم الدراسات التي أعدت خلال أعوام مضت.
ما أردت التوصل اليه في خاتمة هذا المقال أنه حتى المقربين اليكم لم يكونوا بمستوى الجمهور العراقي من خارجكم ، ومن نخبه التي تضع للقيادات العليا خرائط طريق ، للمشكلات العاصفة التي اكتوى منها المكون السني، لأن من منحتموهم تلك الثقة ، لم يرتقوا ، كما ذكرت، الى مستوى آمالكم، وخيبوا ظن حتى من أراد أن يكون قريبا منكم في التعاطف السياسي والاخلاقي ، لما يتعرض له هذا المكون من خيبات امل مريرة ، في وقت أظهر من عرفناهم من مقربيكم أنهم كانوا لا يعلمون إلا لمصالحهم الشخصية ، أما دعم المكون ورفعة مكانته، فتأتي في مراحل لاحقة من الاهتمام، للأسف الشديد.