يأتي شهر رمضان المبارك كل عام علي العالم الإسلامي بروحانياته وطقوسه الخاصة والتي تميزه عن بقية شهور العام ولعل أبرز تلك الطقوس هو التجمع حول مائدة الإفطار، ونفس الطقوس يقوم بها المصريين في الخارج تعويضا للغربة التي يعيشونها خارج وطنهم الأم .


ولعل الطيور المسلمة المهاجرة في شتي بقاع الأرض هي الاكثر إشتياقا لتلك الطقوس والعادات بحكم وجودها بعيدا عن أوطانها الأم فيأتي الشهر الفضيل كمناسبة لتجمع تلك الطيور المهاجرة معا وإضفاء روح شهر رمضان علي حياتهم .


ولعل إيطاليا والتي تحتضن نسبة كبيرة من أبناء الجالية المسلمة علي أرضها أحد أهم محطات إحتفاء أبناء تلك الجالية بشهر رمضان والتي يستعد أبناءها في شتي المدن الإيطالية المختلفة لإستقباله سنويا من خلال إقامة تجمعات علي موائد الإفطار والتي يحرصون علي مشاركة المجتمع الإيطالي طقوسهم وعاداتهم في الشهر الفضيل من أجل تعريف ذلك المجتمع بالثقافة الإسلامية والذي يساهم في خلق حوار وتبادل بناء للثقافات والحوارات .


والملفت للنظر هو إحتفال المجتمع الإيطالي نفسه بشهر رمضان مشاركة منه لأبناء الجالية المسلمة في إيطاليا في دلالة علي أن المجتمع الإيطالي مجتمع متعدد الثقافات ويسع جميع المعتقدات .

ففي تجمع لأبناء الجاليات العربية والمسلمة في روما وبمشاركة كبيرة من المجتمع الإيطالي أحتضنت كنيسة سان باولو أحد أكبر كنائس العاصمة الإيطالية فاعلية ومائدة إفطار كبري دعت إليها ونظمتها الجمعية الإيطالية العربية والتي يترأسها الدكتور العربي من أصل يمني " حسن صبري" .


شهدت الفاعلية حضورا كبيرا من أبناء الجالية العربية والمسلمة في روما وخاصة من أبناء الجيل الثاني وعدد من رموز وأقطاب الجالية بروما .


وقد شارك الجالية المسلمة إفطارهم عدد كبير من رموز المجتمع الإيطالي وممثلين عن الأحزاب والتيارات السياسية المختلفة وممثلين عن بلدية روما الذين عبروا عن سعادتهم بمشاركة أبناء الجالية المسلمة إحتفالهم بالشهر الكريم .


وكانت المائدة الرمضانية داخل كنيسة سان باولو قد امتلأت بالأطباق العربية التقليدية والتي يفتقدها أبناء الطيور العربية في المهجر .


جاءت الفاعلية في توقيت تشهد فيه إيطاليا حالة من الجدل وهجمة تشنها بعضا من التيارات ضد معالم الثقافة الإسلامية لأبناء الجالية المسلمة في إيطاليا بعد إعلان إحدي المدارس إعتبار يوم عيد الفطر أجازة رسمية بالمدرسة والتي تضم نسبة كبيرة من طلابها من المسلمين فكانت الفاعلية رسالة للجميع عن تضامن المجتمع الإيطالي مع أبناء الجالية المسلمة ورفضهم لكافة حملات التشويه ضد الثقافة الإسلامية .


وهو الأمر الذي أكد عليه الدكتور حسن صبري في كلمته أمام الحضور الذي رحب فيها بالجميع، مؤكدا فيها علي هدف جمعيته التي تعمل من أجله وهو التعايش والإندماج في المجتمع الإيطالي ومبدأ الأخوة الذي أكد عليه الإسلام مشددا علي ضرورة مد جسور التواصل دائما بين أبناء الجالية العربية والمجتمع الإيطالي.

 

 و تابع: “ أن المجتمع الإيطالي يقوم علي مبدأ تعد. الثقافات وإحتضانه لكافة المعتقدات موجها الشكر إلي الدولة الإيطالية التي تسع الجميع دون تمييز ”.


و في نفس السياق أشار فضيلة الشيخ محسن عرفة إمام مسجد لاورنتينا بروما في كلمته التي ألقاه علي الحضور مبدأ التسامح والتعايش في الإسلام وتقبل الآخر وهو الأمر الذي سبقت فيه الشريعة الإسلامية كافة الشرائع والقوانين،مستشهدا بالآية الكريمة " يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانتي لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم "، مؤكدا بأنه هو الأمر نفسه الذي أكدت عليه القوانين والدستور الإيطالي وهو مبدأ حرية الإعتقاد .


كانت أغلب كلمات الحضور من رموز المجتمع الإيطالي مؤكدة علي تضامنهم لأبناء الجالية المسلمة و ترحيبهم بوجود الثقافة العربية في المجتمع الإيطالي والتي أصبحت جزءا لا يتجزأ من المجتمع الإيطالي والذي يرحب بكل الثقافات والحضارات .


كما ألقي الدكتور عاصم مجاهد عضو الجمعية الإيطالية العربية محاضرة باللغة الإيطالية علي هامش الفاعلية تحدث فيها عن أهمية الصيام بالنسبة للمسلمين وتأثيرة الروحي علي النفس.

 

 كما تطرق " مجاهد" في كلمته إلي تعاليم الإسلام السمحة وكيف أن الإسلام يدعو الناس إلي مبدأ التسامح الأخوة الإنسانية .


وكانت القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في الفاعلية من خلال التضامن الذي عبر عنه المتحدثين من رموز المجتمع الإيطالي للشعب الفلسطيني وما يعانيه أبناء ذلك الشعب يوميا جراء الممارسات الإسرائيلية الوحشية اليومية .

 

IMG-20240324-WA0012 IMG-20240324-WA0010 IMG-20240324-WA0011 IMG-20240324-WA0009 IMG-20240324-WA0008 IMG-20240324-WA0006 IMG-20240324-WA0005 IMG-20240324-WA0004 IMG-20240324-WA0002 IMG-20240324-WA0003 IMG-20240324-WA0000 IMG-20240324-WA0007

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

«أبوظبي للغة العربية» يطلق حملة مجتمعية لدعم القراءة المستدامة

أبوظبي (الاتحاد)
أطلق مركز أبوظبي للغة العربية، أمس، في متحف اللوفر - أبوظبي، المرحلة الأولى من الحملة المجتمعية لدعم القراءة المستدامة، للنصف الأول من عام 2025، بحضور نخبة من وجوه الثقافة والإعلام والفكر والأدب في الدولة.
وتأتي الحملة، التي تحمل شعار «مجتمع المعرفة، معرفة المجتمع»، انسجاماً مع إعلان دولة الإمارات العام 2025 ليكون «عام المجتمع»، في ضوء استراتيجية المركز الهادفة لدعم حضور اللغة العربية، وتكريس ثقافة القراءة في المجتمع.
وتعكس رؤية الحملة أهمية القراءة كأداة فاعلة في ترجمة مبادئ «عام المجتمع»، وتهدف إلى إطلاق الإمكانات والمواهب لدى مختلف فئات المجتمع مع التركيز على الأجيال الجديدة، لتمكينهم من اللغة العربية بوصفها المكون الأصيل لهوية المجتمع المعبر عن تراثه وقيمه، وبما يعزز ممارسة القراءة لدى مختلف شرائح المجتمع على نحو مستدام.
وتتضمن الحملة، التي تتزامن مع شهر القراءة الوطني، وترتيبات إطلاق الدورة الجديدة من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، نحو 1700 نشاط إبداعي منها 250 فعالية ومبادرة رئيسة، تُنفذ بالتعاون مع 100 جهة حكومية وخاصة، وبمشاركة 100 مبدع، مستهدفة أكثر من 50 ألفاً من مواطني دولة الإمارات والمقيمين فيها، والمنتشرين في المدارس، والجامعات، والمؤسسات الحكومية، والأماكن العامة.
وتتوزع فعاليات المبادرة على 14 مجالاً تغطي معظم اهتمامات المجتمع، وتشمل: أندية قرائية، وجلسات حوارية، وورشات كتابة إبداعية، ومحاضرات فكرية، وندوات فنية، وبرامج تعليمية ترفيهية، ودورات متخصصة، وقراءات شعرية، وقراءات قصصية، وبرامج إذاعية، ومسابقات ثقافية، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، ومقاطع فيديو، وإطلاق كتب جديدة.

ترسيخ ثقافة القراءة
وفي تصريح له، قال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: «تعكس الحملة المجتمعية للقراءة المستدامة جهود مركز أبوظبي للغة العربية الهادفة إلى تعزيز حضور اللغة العربية بين أفراد المجتمع كافة، وترسيخ ثقافة القراءة ودمجها في نسيج الحياة اليومية لأفراده على اختلاف تصنيفاتهم العمرية والفكرية».
وأضاف: «نستلهم في هذه الحملة، وفي مشاريع المركز كلها، رؤية القيادة الحكيمة للغة العربية بوصفها هوية المجتمع، وللقراءة بوصفها الركيزة الأساسية للنهوض الفكري والمعرفي للمجتمعات، ولذلك حرصنا على بلورة باقة مختارة من مشاريع المركز وأنشطته تحت مظلة هذه المبادرة تزامناً مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تخصيص عام 2025 ليكون عام المجتمع».
وأكد أن: «القراءة المستدامة هي الضامن الأساسي لتحقيق تنمية معرفية مستدامة، وهي إحدى أهم الركائز في عملية بناء قدرات وتنمية كفاءات أبناء المجتمع، خاصة الأجيال الجديدة، ليكونوا دائماً على اتصال واعٍ ومتفاعل مع معطيات العصر في الفكر والثقافة والتكنولوجيا، بما يمكنهم من المشاركة في مسيرة استئناف الحضارة متسلحين بالعلم والمعرفة وبمنظومة القيم والسنع الأصيلة التي تأسست عليها دولة الإمارات التي أصبحت منارة للإلهام».

أخبار ذات صلة حاكم الشارقة يفتتح مشروع قناة اللية «مجتمع واعٍ بلا تسول» في دبي

توافر الاستدامة والنمو
في سياق متصل، قال سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية إن: «المركز يراعي في مشاريعه توافر الاستدامة والنمو، وخدمة المجتمع، ولذلك جاء تصميم هذه الحملة المجتمعية للقراءة المستدامة لترفع نسب النمو المستدام في ثقافة القراءة بما يتناسب مع فئات المجتمع كافة على اختلاف اهتماماتهم، وتصنيفاتهم العمرية».
وأضاف: «الحملة معدة وفق معايير مبتكرة، تثري ثقافة أفراد المجتمع، بمعارف مستمدة من الإرث الحضاري الكبير للثقافة العربية ولغتها، بما يتناسب مع الإطار القيمي والسنع الراقي لثقافة دولة الإمارات».
ومن أبرز أنشطة الحملة التي أُعلن عن تفاصيلها خلال الحفل، 11 جلسة حوارية ينظمها نادي «كلمة للقراءة» بمشاركة 30 مبدعاً، وخمسة برامج تستضيفها منصات المركز الرقمية، موجهة للأجيال الجديدة منها «نقرأ للأطفال» بالتعاون مع شبكة أبوظبي للإعلام، و«كلمة في كتاب»، الذي يتناول فيه الإعلامي أحمد علي الزين كتباً من إصدارات المركز.
وتبني الحملة عدداً من الشراكات الأدبية من خلال مشروع كلمة للترجمة مع كل من قصر الحصن، وبيت العائلة الإبراهيمية، ومكتبة الأطفال، لتنظيم سلسلة جلسات أدبية حول الشعر الفصيح، والشعر النبطي، وعادات الشعوب وروحانياتهم في شهر رمضان، وقراءات وورش تثقيفية للأطفال.

أنشطة متنوعة
من ضمن مبادرات الحملة مبادرة لقراءة قصص باللغة العربية للأطفال من إنتاج مشروعي «كلمة للترجمة»، و«إصدارات» التابعين لمركز أبوظبي للغة العربية، يشارك فيها 18 راوياً، في حين ينظم برنامج «قلم للكتابة الإبداعية» ورشتين الأولى في فن كتابة القصة القصيرة، والثانية في فن رسم القصص التراثية.
وفي إطار الحملة أيضاً، يطلق المركز أنشطة تتضمن «تجربة مبدع»، وبرامج للتدريب على الكتابة الإبداعية، وورش عمل تستهدف الخبراء والفنيين، و10 محاضرات متخصصة في اللغة العربية، من ضمنها جلسة تعريفية بمسابقة أصدقاء اللغة العربية، إلى جانب عشرات الفعاليات التي تتوزع داخل الدولة وخارجها من بينها مبادرة «القراءة في الأماكن الحيوية»، ومشروع «خزانة الكتب»، كما تستضيف الحملة عدداً من الفائزين بالجوائز التي يقدمها المركز، وأبرزها جائزة الشيخ زايد للكتاب، لتقديم ملتقيات فكرية تضيء على تجاربهم الإبداعية.
وتعكس فعاليات الحملة المجتمعية لدعم القراءة المستدامة التزام مركز أبوظبي للغة العربية بتعزيز القراءة ثقافة مستدامة، وتوسيع نطاق وصول المحتوى العربي، بما يسهم في ترسيخ المعرفة، وتعزيز هوية المجتمع.

مقالات مشابهة

  • روما يقلب الطاولة على كومو ويحقق فوزًا ثمينًا في الدوري الإيطالي
  • روما يواصل انتصاراته ويهزم كومو بالدوري الإيطالي
  • تطوير العقبة توقع اتفاقية لتدريب أبناء المجتمع المحلي في الغوص التجاري وأعمال اللحام تحت الماء
  • السفير المصرى فى اليونان يجتمع مع عدد من أعضاء الجالية
  • 700 ألف مستفيد.. "زايد الإنسانية" تنفذ 7 برامج رمضانية داخل وخارج الإمارات
  • مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية تنفذ 7 برامج رمضانية داخل وخارج الدولة
  • انطلاق فعاليات تدريب "كنائس قوية التأثير" في وادي النطرون
  • الرئيس السيسى يهنئ الجالية المصرية بالخارج بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم
  • إنتركونتيننتال مسقط يقدم تجربة رمضانية تجمع بين الفخامة والتقاليد
  • «أبوظبي للغة العربية» يطلق حملة مجتمعية لدعم القراءة المستدامة