ماذا يعني رفع سعر الفائدة الأمريكية وما تأثيره على الأسعار والذهب والدولار؟
تاريخ النشر: 27th, July 2023 GMT
تأثيرات رفع سعر الفائدة على الأسعار تمثل المخاوف الكبرى لدى المواطنين، ووفقًا للتحليلات الإقتصادية العالمية فإن تغيير الفائدة لا يؤثر على الأسعار، لأن تحديد سعر الفائدة يأتي في شكل رد فعل على ارتفاع الأسعار وليس العكس، بما يعني أن ارتفاع الأسعار يُعد مؤشراً لارتفاع في معدلات التضخم، وهو ما يدفع البنوك المركزية لرفع الفائدة حتى تستطيع استهداف التضخم وكبح جماحه، ولكن ماذا يعنى رفع سعر الفائدة الأمريكية وما هي تأثيراته على الأسعار؟
أخبار متعلقة
أسعار الذهب المتوقعة بعد قرار الفيدرالي الأمريكي رفع أسعار الفائدة
كيف يؤثر قرار الفيدرالي الأمريكي على أسعار الفائدة في مصر ؟
سعر الذهب الآن في مصر بعد قرار الفيدرالي برفع أسعار الفائدة
- صورة أرشيفية
ماذا يعنى رفع سعر الفائدة الأمريكية وما هي تأثيراته على الاسعار؟
«رفع سعر الفائدة الأمريكية يأتي في شكل محاولة للحد من ارتفاع الأسعار المتمثل في التضخم، فتساعد أسعار الفائدة المرتفعة على مكافحة التضخم عن طريق رفع تكلفة الاقتراض، وتشجيع الأفراد والشركات على الاقتراض وإنفاق أقل».
ومن المفترض أن تؤدي هذه القاعدة لانخفاض الطلب وإبطاء ارتفاع الأسعار من الناحية النظرية، لكن الارتفاع أيضاً يُعني نشاطا اقتصاديا أقل، وفقاً للخبر الإقتصادي وائل النحاس في تصريحات خاصة لـ «المصري اليوم»، مشيرا إلى أنه كلما ارتفع سعر الفائدة الذي يضعه البنك المركزي الأمريكي، تزيد نسبة الفائدة بشكل تلقائي على القروض القائمة والجديدة، مفسراً أن قرار رفع أسعار الفائدة يعني أن المودع يحصل على عوائد أعلى مقابل إيداعها لدى البنوك، موضحا أن رفع الفائدة يمثل معيار يحدد أسعار الفائدة على القروض التي تحصل عليها البنوك من البنك المركزي، وذلك حتى تضع البنوك خططها في آلية احتساب جديدة لأسعار الفائدة على القروض التي تقدمها للعملاء.
- صورة أرشيفية
ماذا يحدث اذا تم رفع سعر الفائدة للذهب والدولار؟
يشير «النحاس» في تصريحاته لـ «المصري اليوم» غلى أن العلاقة عكسية بين حركة الذهب والدولار بعد رفع أسعار الفائدة قد يشهد مؤشر الدولار ارتفاعاً ينعكس على هبوط للذهب نظراً لموقفه البيعي، فبمجرد أن يحصل الأشخاص على نسب فائدة أعلى وقيمة دولارية مرتفعة يلجأون تلقائي لبيع الذهب، إذا الذهب في موقف بيعي.
الذهب والدولار - أرشيفية - صورة أرشيفية
ما الذي يعكسه قرار الفيدرالي الأميركي برفع سعر الفائدة؟
قرار البنك الفيدرالي برفع أسعار الفائدة ينعكس على نسبة التضخم العالمية والحركة الإقتصادية للذهب والدولار.
ووفقاً لبيان لجنة السوق المفتوحة الاتحادية، فأنها ستواصل تقييم معلومات إضافية وتأثيرها على السياسة النقدية، مع ترك الخيارات مفتوحة أمام البنك.
وبعدما رفع المركزي الأميركي معدّلات الفائدة عشر مرات متتالية اعتبارا من مارس 2022، صوّتت لجنة تحديد معدّلات الفائدة في الاحتياطي الفيدرالي في يونيو 2023، لصالح الإبقاء على معدّلات الفائدة الحالية التي تتراوح بين 5 و5.25 %.
وفي هذا السياق أشار عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، «كريستوفر وولر- Christopher Waller»، إلى احتمال التوقف عن رفع الفائدة مرة أخرى بحلول اجتماع سبتمبر المقبل في حال انخفاض مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة معقولة قبل الاجتماع.
سعر الذهب الفيدرالي رفع أسعار الفائدة أسعار الفائدة أسعار الفائدة الفيدرالية أسعار الفائدة العالمية البنك الفيدرالي البنك الفيدرالي الأمريكي البنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكي سعر الدولار الامريكى سعر الدولار الدولار بعد رفع الفائدة الأسعارالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين سعر الذهب الفيدرالي رفع أسعار الفائدة أسعار الفائدة أسعار الفائدة العالمية البنك الفيدرالي البنك الفيدرالي الأمريكي سعر الدولار الامريكى سعر الدولار الدولار بعد رفع الفائدة الأسعار زي النهاردة الاحتیاطی الفیدرالی الفیدرالی الأمریکی رفع أسعار الفائدة ارتفاع الأسعار قرار الفیدرالی على الأسعار رفع الفائدة
إقرأ أيضاً:
قفزة تاريخية للذهب.. ما الأسباب الخفية وراء الارتفاع الجنوني؟
للمرة الأولى في التاريخ، تخطت أسعار الذهب حاجز 3000 دولار للأونصة، في قفزة غير مسبوقة تعكس حالة التوتر والاضطراب التي تعيشها الأسواق العالمية.
لم يكن هذا الصعود مفاجئا إذ إن سلسلة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية والاجتماعية مهدت الطريق لهذه المستويات القياسية، وجاء صعود الذهب القوي مدفوعاً بحالة الضبابية المرتبطة بقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع الرسوم الجمركية ما شكل مخاوف من تلك التوترات التجارية.
ومن المتوقع أن تؤدي أزمة الرسوم الجمركية إلى تأجيج التضخم وعدم اليقين الاقتصادي، وقد دفعت الذهب للوصول إلى مستويات قياسية متعددة في عام 2025. وتنتظر الأسواق اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياط يوم الأربعاء المقبل. ومن المتوقع أن يبقي البنك المركزي على سعر الفائدة القياسي لليلة واحدة في نطاق 4.25 بالمئة إلى 4.50 بالمئة.
الذهب.. ملاذ الأزمات ومرآة المخاوف
ولطالما اعتُبر الذهب ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات، وملجأ للمستثمرين عندما تهتز الثقة في الأسواق المالية، غير أن الارتفاع الأخير جاء مدفوعًا بمجموعة من التطورات التي زادت من إقبال الأفراد والمؤسسات وحتى البنوك المركزية على شراء الذهب بوتيرة غير مسبوقة.
ومنذ بداية العام الجاري، ارتفع الطلب على الذهب بشكل ملحوظ، سواء من قبل المستثمرين الأفراد الباحثين عن ملاذ آمن وسط التقلبات الاقتصادية، أو من قبل الحكومات التي تسعى لتنويع احتياطاتها بعيدًا عن الدولار الأمريكي.
وبحسب رويترز قال محلل السوق في "آي جي" ييب جون رونغ إن "موقف السوق يعكس توقعات المستثمرين بأن التوترات التجارية من المرجح أن تتفاقم قبل أن تهدأ.
وتابع قائلاً: "أصبح المستوى النفسي ثلاثة آلاف دولار الآن في الأفق بالنسبة لأسعار الذهب، ومع اقترابنا من الربع الثاني، حيث يمكن أن تؤدي الرسوم الجمركية المتبادلة إلى موجة أخرى من الاضطرابات في السوق، يظل الذهب أصلاً آمناً مقنعاً في بيئة حيث البدائل نادرة".
أسباب الارتفاع.. لماذا قفز الذهب بهذا الشكل؟
الصعود التاريخي لأسعار الذهب لم يكن وليد اللحظة، بل جاء نتيجة تراكم عدة عوامل خلال الأشهر الماضية، أبرزها:
التوترات الجيوسياسية وتصاعد الأزمات العالمية
الحرب في أوكرانيا، التصعيد المستمر في الشرق الأوسط، والتوترات المتزايدة بين الصين والولايات المتحدة وقرارات الرئيس الأمريكي بزيادة الرسوم الجمركية لعدد من الدول الحلفاء والمتنافسين، كلها عوامل جعلت الأسواق أكثر اضطرابًا، ودفع المستثمرين إلى البحث عن أصول آمنة، وفي مقدمتها الذهب.
كلما زادت المخاوف بشأن استقرار النظام العالمي، ارتفع الطلب على الذهب باعتباره أحد الأصول القليلة التي لا تتأثر بشكل مباشر بالتقلبات السياسية والاقتصادية.
سياسات البنوك المركزية وتزايد الطلب الحكومي
العديد من البنوك المركزية حول العالم، وخاصة في الصين وروسيا، ضاعفت مشترياتها من الذهب في محاولة للحد من اعتمادها على الدولار الأمريكي، وهو ما أدى إلى زيادة الطلب على المعدن النفيس بشكل كبير.
وتشير التقارير إلى أن البنك المركزي الصيني اشترى مئات الأطنان من الذهب خلال الأشهر الماضية، وهو ما ساهم في دعم الأسعار ودفعها نحو مستويات قياسية.
توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية
مع تزايد التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيخفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة، بدأ المستثمرون في الابتعاد عن الأصول ذات العوائد المرتفعة مثل السندات، والتوجه نحو الذهب.
وتعد العلاقة العكسية بين أسعار الفائدة والذهب معروفة، فكلما انخفضت الفائدة، زادت جاذبية المعدن النفيس كأداة استثمارية لا تفقد قيمتها بمرور الوقت.
التضخم العالمي والقلق من الركود
على الرغم من محاولات الحكومات السيطرة على التضخم، فإن الأسعار لا تزال مرتفعة في العديد من الدول، ما عزز المخاوف من استمرار فقدان العملات الورقية لقيمتها، وينظر للذهب دائمًا على أنه وسيلة تحوط ضد التضخم، ومع تزايد القلق من دخول الاقتصادات الكبرى في حالة ركود، ازداد الإقبال على المعدن الأصفر كوسيلة لحماية الثروات.
الأزمات المصرفية وانعدام الثقة في النظام المالي
تكرار الأزمات المصرفية، مثل الانهيار الذي شهدته بعض البنوك الكبرى خلال العام الماضي، زاد من شكوك المستثمرين في استقرار النظام المالي. هذا الأمر دفع الكثيرين إلى البحث عن بدائل آمنة، ومع فقدان الثقة في العملات الرقمية التي شهدت تقلبات حادة، عاد الذهب ليصبح الخيار الأول للحفاظ على القيمة والاستثمار طويل الأجل.
هل يستمر الارتفاع أم أننا أمام فقاعة سعرية؟
مع تجاوز الذهب حاجز 3000 دولار للأونصة، يتساءل الكثيرون عن مستقبل الأسعار وما إذا كان المعدن النفيس في طريقه لمزيد من الصعود، أم أن الأسواق ستشهد تصحيحًا قريبًا. التوقعات الحالية تشير إلى عدة سيناريوهات محتملة:
إذا استمرت البنوك المركزية في شراء الذهب، وواصل المستثمرون ضخه في محافظهم الاستثمارية كتحوط ضد الأزمات، فقد نرى مستويات قياسية جديدة تصل إلى 3500 دولار للأونصة أو حتى أكثر خلال العام المقبل.
في المقابل، إذا نجحت الحكومات في احتواء التضخم، وتحسنت مؤشرات الاقتصاد العالمي، وبدأت أسواق الأسهم والسندات في استعادة جاذبيتها، فقد نشهد موجة تصحيحية تدفع الأسعار إلى مستويات أقل من 2500 دولار.
عامل آخر قد يؤثر في مسار الأسعار هو سياسات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، فإذا فاجأ الأسواق برفع جديد في أسعار الفائدة بدلاً من خفضها، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض أسعار الذهب بشكل حاد.
وقال المحلل ماركوس غارفي في مذكرة إن متوسط سعر السبائك قد يبلغ 3150 دولارا للأوقية خلال تلك الفترة، مضيفا أن المعدن النفيس -الذي كان يُتداول عند نحو 2947.50 دولارا للأوقية في أحدث تعاملات- سيتلقى مزيدا من الدعم من المخاوف بشأن عجز الموازنة الأميركي المتزايد.