الإمارات.. تضامن كبير مع روسيا في ضحايا العمل الإرهابي
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
أحمد عاطف وعبد الله أبوضيف (القاهرة - موسكو)
أخبار ذات صلة الإمارات تطالب بضرورة إعادة تعليم الأفغانيات فوراً البيت الأبيض يدين هجوم موسكو ويصف «داعش» بالعدو الإرهابي المشتركاتشحت أبرز معالم ومباني دولة الإمارات العربية المتحدة، مساء أمس، بألوان العلم الروسي، تضامناً مع موسكو جراء الهجوم الإرهابي الذي وقع في قاعة حفلات بمركز تجاري في العاصمة الروسية موسكو، وأدى إلى مقتل وإصابة عشرات الأشخاص الأبرياء.
وتأتي هذه المبادرة في إطار تضامن دولة الإمارات واستنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القانون الدولي.
كما تأتي هذه المبادرة تعبيراً عن وقوف دولة الإمارات قيادة وشعباً إلى جانب روسيا وشعبها في مواجهة الهجمات الإرهابية.
وأشاد خبراء روس بتضامن الإمارات الكبير وإدانتها للهجوم وتضامنها مع روسيا وأسر الضحايا والمصابين في الحادث الإرهابي.
وأكد أندري أنتكوف، المحلل السياسي الروسي من موسكو، لـ«الاتحاد»، عمق العلاقات الروسية الإماراتية وتميزها، مشيداً بالتضامن الإماراتي مع ضحايا العمل الإرهابي في موسكو.
وأشار الخبير الروسي إلى الحاجة للاستماع إلى دعوات الإمارات المتكررة لتوحيد الجهود لمواجهة التحديات الإرهابية، والتنسيق على أعلى مستوى بين الدول المختلفة كطريقة وحيدة للحماية ودحر الإرهاب.
وأشاد عمرو الديب، مدير مركز خبراء رياليست الروسي، بالدور الإماراتي البارز في مواجهة الإرهاب الدولي، والدعوة المستمرة من القيادة الإماراتية الحكيمة لضرورة استمرار التحالف العالمي لمواجهة التحديات الإرهابية الدولية، بغض النظر عن الاختلافات السياسية.
وقال سامر خير، المحلل في الشؤون الروسية، إن الدعوة الإماراتية المستمرة بضرورة تنحية الخلافات السياسية في مواجهة الإرهاب العالمي والتحديات العابرة للحدود، بمثابة نقطة ارتكاز يجب أن يجتمع عليها العالم.
من جهته، قال رامي القليوبي، الأستاذ بمعهد الاستشراق في موسكو، إن دولة الإمارات تؤدي دوراً مهماً في تعزيز نموذج الاعتدال، وتشكل قوة ناعمة في مواجهة تحديات التطرف العالمي.
ولفت القليوبي لـ«الاتحاد»، إلى أن عمق العلاقات الروسية الإماراتية، انعكس في دورها الكبير في عملية تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، ويتجلى مجدداً في حملة التضامن الكبيرة مع موسكو في مواجهة الأعمال الإجرامية، والتعبير عن وقوفها قيادة وشعباً إلى جانب روسيا ضد الإرهاب.
أما الباحثة في العلاقات الدولية بمدرسة الاقتصاد العليا بموسكو لانا بدفان، فأكدت دور الإمارات الرائد وسعيها إلى حشد الجهود الدولية؛ بهدف محاربة الإرهاب، قائلة إن الدور الإماراتي لا غنى عنه.
ودعت لانا، في تصريحات لـ«الاتحاد»، إلى ضرورة التكاتف العالمي الذي باتت الحاجة إليه أكثر من أي وقت مضى، نتيجة لانتشار الإرهاب ليشمل دولاً متعددة، مشيرة إلى أن التعاون العالمي بين دول العالم قد يجمعها في هدف واحد، وهو القضاء على جذور الإرهاب، وحتى لا تتكرر الحوادث غير الإنسانية وغير الأخلاقية التي تزعزع أمن واستقرار العالم.
ويجمع الخبراء على أن جماعات الشرّ والإرهاب تستهدف المدنيين في العالم دون تفرقة، فهدفها هو بثّ الخوف ونشر الإرهاب غير عابئة بدماء المدنيين الأبرياء في أي مكان.
ويقول د. عمرو الديب، مدير مركز خبراء رياليست الروسي لـ«الاتحاد»، إن التنظيمات الإرهابية، خصوصاً «داعش» لا تعرف الفروق بين أسماء الدول، وهدف العمليات الإجرامية هو إسقاط الضحايا من المدنيين والأبرياء، مضيفاً أن العمليات الإرهابية هي خطر واحد على كل شعوب العالم التي تعاني «نيران الإرهاب»، وأن هذا الإجرام لا يفرق بين أحد سواء روسيا أو أميركا أو البلدان العربية، فالجميع «اكتوى بنار الإرهاب».
ويقول سامر خير، المحلل في الشؤون الروسية، لـ«الاتحاد»، إن الهجوم الإرهابي في روسيا الذي شنّه تنظيم «داعش» تذكير للجميع بخطورة الإرهاب الذي يهدد البشرية مجتمعة.
وقال الباحث المتخصص في الشأن الروسي محمد جمال لـ«الاتحاد»، إن ما حدث في العاصمة الروسية موسكو جريمة إرهابية خطيرة بحق المدنيين، مؤكداً ضرورة إدانتها والدعوة للتصدي لمثل هذه العمليات التي تهدد الاستقرار والسلم العالمي ومواجهة الجماعات المتطرفة.
ولفت إلى أن عملية «داعش» الإرهابية في موسكو جاءت في توقيت حساس بالنسبة لروسيا من جوانب عدة، أبرزها توقيت الانتخابات الرئاسية الروسية 2024 وفوز الرئيس بوتين بولاية رئاسية جديدة، وكذلك مهرجان الشباب العالمي الذي نظمته روسيا مطلع الشهر الجاري بمدينة سوتشي تحت راية الدعوة للسلام وتوحيد الشعوب والحفاظ على مصير العالم، إضافة إلى مؤتمر وكالة الفضاء الروسية «روس أتوم»، والذي كان من المنتظر تنظيمه خلال الأيام المقبلة في موسكو قرب موقع الحادث الإرهابي.
ويقول الباحث في شؤون الحركات المتطرفة منير أديب لـ«الاتحاد»، إن الهجوم الإرهابي الأخير في موسكو بمثابة جرس إنذار لضرورة التعاون والتكاتف الدولي ضد ظاهرة الإرهاب العابر للحدود، وضد تنظيم «داعش»، لافتاً إلى أن مواجهة التنظيمات المتطرفة لن تتم بجهود دولة بمفردها حتى لو كانت تملتك قوى عسكرية ضخمة، فالأمر يحتاج لتضافر الجهود الدولية.
وأضاف أديب أن هذه التنظيمات برزت بقوة عندما تفرق المجتمع الدولي، وحينما بدأت بعض الدول في البحث عن مصالحها السياسية، بعيداً عن مواجهة التحديات المشتركة بين كل دول العالم، موضحاً أن العالم فوجئ بوجود وبتنامي هذه التنظيمات بصورة كبيرة.
وأوضح أديب أن تنظيم «داعش» الإرهابي يلجأ إلى صناعة الفوضى، وذلك على الرغم من نجاح التحالف الدولي في القضاء على «داعش» منذ عام 2017، لكن التنظيم يعود من جديد من خلال تنفيذ عمليات نوعية في كبريات دول العالم، معتبراً أنه ربما لا يعود التنظيم الإرهابي كما كان بعد سقوطه في الشرق الأوسط، لكن هذه العودة قد تكون أخطر عبر خلايا خاملة ومنفردة ومتخفية قد تنشط في أي وقت وتقوم بتنفيذ عمليات نوعية مثل ما حدث في روسيا.
ويؤكد عمرو الديب، مدير مركز «خبراء رياليست» الروسي، أن العملية الإجرامية لتنظيم «داعش» الإرهابي في موسكو تؤكد ضرورة الاتحاد الدولي في مواجهة هذه التنظيمات كافة، بغض النظر عن الخلافات السياسية. وأشار الديب إلى أنه لا يمكن لأي نظام أمني منفرداً إيقاف العمليات الإرهابية، خاصة التي تعتمد على فكرة الذئاب المنفردة، لافتاً إلى أن العملية الإرهابية موسكو تدلل على أن الوقوف معاً لمواجهة الإرهاب أصبح ضرورة ملحة.
وطالب سامر خير، المحلل في الشؤون الروسية، بضرورة العمل المشترك لتجفيف منابع الإرهاب والقضاء على مبرراته، وعدم اللجوء إلى التفسيرات والتحليلات السياسية لدوافع أي هجوم إرهابي؛ لأنه في النهاية ثمة متطرفون ينفذون هجمات ويقتلون أبرياء.
وقال أندري انتكوف، المحلل السياسي الروسي من موسكو، لـ«الاتحاد»، إن الإرهاب تحدٍّ يتجاوز كل الخلافات، ووجود نظام دولي يدعم تبادل المعلومات لوقف العناصر الإرهابية والتنبؤ بالمخاطر الإجرامية خاصة من تنظيمات تشبه «داعش» وغيرها من المنظمات المتطرفة، يعد ضرورة في الوقت الراهن، لاسيما مع لجوء هذه التنظيمات لطرق إجرامية مختلفة تدعم هدفها في تنفيذ العمليات في النهاية.
وحذر الباحث محمد جمال، المتخصص في الشأن الروسي، من تداعيات الهجوم الإرهابي في موسكو، الذي ينذر بوجود نشاط أكبر لتنظيم داعش الإرهابي، وهو ما يلقي بمسؤولية كبيرة على عاتق المجتمع الدولي الذي قد يواجه تحديات أمنية خطيرة تتعلق بتجدد نشاط الجماعات الإرهابية المسلحة، وخطورتها على المجتمع المدني في بقاع العالم كافة.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة سيفاستوبول، عمارة قناة، أن هذه العملية الإرهابية تشكل امتداداً لبعض الأنشطة الإرهابية التي شهدتها روسيا، أثناء الانتخابات الرئاسية، مشدداً على أنها محاولات فاشلة لزعزعة المنظومة الاجتماعية والسياسية في روسيا. وأضاف لـ «الاتحاد» أن المجتمع الروسي عبّر عن تماسكه في مواجهة هذه الهجمات الإرهابية عبر الانتخابات والمشاركة الكبيرة، موضحاً أن هذه المحاولات لا يمكن أن تؤثر على الداخل الروسي.
إرهاب «عابر للحدود»
تنظيم «داعش - ولاية خراسان» تأسس في شرق أفغانستان نهاية 2014، ويستمد اسمه خراسان من كلمة قديمة أطلقت على منطقة شملت أجزاء من إيران وتركمانستان وأفغانستان.
وسبق لـ«داعش- ولاية خراسان» شنّ هجمات إرهابية على مساجد ودور عبادة في أفغانستان. وأعلن التنظيم مسؤوليته عن تفجير إرهابي قرب السفارة الروسية في العاصمة الأفغانية في سبتمبر 2022. وشهد عدد أعضاء التنظيم، وهو أحد أكثر التنظيمات الإقليمية التابعة لـ«داعش»، انخفاضاً منذ تسجيله أعلى مستوياته في 2018 تقريباً، ولحقت به خسائر فادحة منذ ذلك الحين.
وكان التنظيم مسؤولاً عن هجوم على مطار كابل الدولي في 2021 أدى إلى مقتل 13 جندياً أميركياً، وعشرات المدنيين خلال عملية الإجلاء الأميركية من أفغانستان.
وأعلن التنظيم الإرهابي، أمس، أن عناصره اقتحموا قاعة، وشرع ثلاثة منهم في إطلاق النار على الجموع، وانهمك الرابع في إضرام النيران بوساطة قنابل حارقة.
وكانت السفارة الأميركيّة في روسيا حذّرت في أول مارس الحالي من أن «متطرفين لديهم خطط وشيكة لاستهداف تجمّعات كبيرة في موسكو، بما في ذلك الحفلات الموسيقية».
وشهدت موسكو في 2022، هجوماً إرهابياً استهدف مسرح «دوبروفوكا»، حيث احتجز متطرفون 912 شخصاً في المسرح، وانتهت عملية الاحتجاز عبر تدخل القوات الخاصة الروسية، مما أسفر عن مقتل 130 شخصاً.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات الإرهاب روسيا موسكو داعش هجوم إرهابي الهجوم الإرهابی دولة الإمارات هذه التنظیمات الإرهابی فی لـ الاتحاد فی مواجهة فی روسیا فی موسکو إلى أن
إقرأ أيضاً:
بغداد اليوم تتقصى سيرة الإرهابي ابو يوسف.. ليس قياديًا وقاتل بـ 3 محافظات عراقية- عاجل
بغداد اليوم - دمشق
كشفت مصادر سورية، اليوم السبت (21 كانون الأول 2024)، عن سيرة قيادي داعشي قتل مع أحد مرافقيه بضربة جوية في سوريا.
وقالت المصادر لـ"بغداد اليوم"، إن "العمليات الخاصة الامريكية قتلت المدعو ابو يوسف واحد مرافقيه باستهداف مركبتهما غرب البو كمال في سوريا مساء الخميس وهو مسؤول مفارز ميدانية تقع ضمن مناطق جسر الحسرات وليس قياديا متنفذا في التنظيم الارهابي كما أورده بيان البنتاغون".
وأضافت، أن "الارهابي قاتل في ثلاث محافظات عراقية بعد عام 2014 قبل هروبه عقب تحرير قضاء تلعفر باتجاه سوريا ومنها الباغوز ثم اختفى في بادية دير الزور ضمن ما يعرف بالخلايا النائمة"، مشيرة إلى أن "الارهابي ابو يوسف تورط مؤخرا بخطف واعدام 17 جنديا سوريا بعد نصب كمائن لهم في مناطق البادية".
وأشارت الى أن "داعش بات أكثر ظهورا من خلال انتشار كمائنه واستعراضاته في القرى ضمن مناطق البادية في حمص ودير الزور ويمكن أن يكون الطيران الامريكي أكثر فعالية في الرصد والقصف، لكنه لايفعل وهذا ما دفع الخلايا النائمة للنشاط بشكل أكبر".
وكانت القيادة الوسطى في الجيش الأمريكي، أعلنت أمس الجمعة (20 كانون الأول 2024)، عن مقتل "زعيم داعش" بضربة جوية دقيقة استهدفته في محافظة دير الزور بسوريا.
وقالت القيادة الوسطى الأمريكية، في بيان تابعته "بغداد اليوم": "نفذنا أمس غارة استهدفت زعيم داعش (أبو يوسف) المعروف باسم (محمود) في دير الزور".
وأشارت إلى أن "الغارة بدير الزور جزء من التزامنا بتعطيل جهود الإرهابيين للتخطيط وتنفيذ هجمات ضدنا".
وكانت الولايات المتحدة الامريكية، قد تعهدت مؤخراً بمواصلة استهداف داعش الارهابي في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.
فيما أكد مجلس الأمن الدولي، في جلسته الخاصة بسوريا الأربعاء الماضي على أهمية منع داعش والجماعات الإرهابية الأخرى من إعادة تأسيس قدراتها في سوريا.
وحذر وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أمس الخميس، من ان داعش قد "أعاد ترتيب صفوفه وحصل على أسلحة بعد انهيار الجيش السوري ووسع نطاق سيطرته".