الإمارات تطالب بضرورة إعادة تعليم الأفغانيات فوراً
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
دينا محمود (كابول، لندن)
أخبار ذات صلةأكدت دولة الإمارات أن تعليم الفتيات ليس التزاماً أخلاقياً، بل هو حق منحه الدين الإسلامي لهن، لافتة إلى أن عاماً دراسياً جديداً بدأ في أفغانستان هذا الأسبوع، والفتيات فوق سن 12 عاماً منعن من الالتحاق بالمدارس، وأضافت أنها تضم صوتها إلى الأصوات الدولية للمطالبة بالعودة عن قرار المنع وإعادة حق التعليم للفتيات فوراً.
وقالت بعثة الدولة في الأمم المتحدة عبر منصة «إكس» أمس: «بدأ العام الدراسي الجديد في أفغانستان هذا الأسبوع، والفتيات فوق سن 12 عاماً منعن من الالتحاق بالمدارس، لا بد من التيقن بأن تعليم الفتيات ليس التزاماً أخلاقياً، بل هو حق منحه الدين الإسلامي لهن».
وأضافت البعثة: «ننضم اليوم للأصوات الدولية للمطالبة بالعودة عن قرار المنع وإعادة حق التعليم للفتيات فوراً».
ومع بدء عام دراسي آخر تغيب فيه الفتيات الأفغانيات عن الصفوف الدراسية في مرحلة التعليم الثانوي، تجددت المطالبات الدولية والحقوقية للسلطات الحاكمة في كابول، برفع القيود المفروضة في هذا الشأن والتي تشمل كذلك منع الإناث من الالتحاق بالجامعات وحظر عملهن في المنظمات غير الحكومية، وهو ما تعتبره الأمم المتحدة، تكريساً للتمييز والفصل القائم على النوع الاجتماعي في أفغانستان.
ففي مستهل العام الثالث لسريان هذه القيود في القطاع التعليمي، شدد مسؤولون أمميون، على أنها مضرة وغير مبررة، في حين أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، أن منع الفتيات الأفغانيات من نيل نصيبهن من التعليم في المدارس الثانوية، يشكل أمراً صادماً ومثيراً للقلق.
وتعتبر الولايات المتحدة مثلها مثل دول أخرى، أنه يتعين على السلطات الحاكمة في أفغانستان، إعطاء الأولوية لملف حقوق المرأة، قبل أن تعبر عن رغبتها في الحصول على الاعتراف الدولي بها، وذلك على ضوء أن التعامل بإنصاف مع النساء الأفغانيات ومنحهن حقوقهن، يمثل أحد أهم القضايا التي تُوضع في الاعتبار، عند رسم تلك البلدان سياساتها، إزاء الملف الأفغاني بوجه عام.
وبحسب تقديرات منظمة «اليونيسف» التابعة للأمم المتحدة، يبلغ عدد الفتيات المتضررات من حظر التحاق الإناث بالمدارس الثانوية في أفغانستان، والمفروض منذ مارس 2022، أكثر من مليون فتاة.
ويُضاف ذلك إلى خمسة ملايين فتاة أخرى، كُنَّ قد انقطعن عن الدراسة، لأسباب لوجستية في الغالب، في الفترة السابقة لعودة حركة طالبان إلى السلطة في أغسطس 2021.
وتشدد منظمات حقوقية، على أن السياسات التعليمية المُتبعة حالياً في أفغانستان «تعسفية»، وأن أضرارها تلحق بالبنين والبنات على حد سواء، رغم أن حظر التعليم الثانوي والجامعي، يطال الفتيات وحدهن. وبحسب تقرير إخبارية، تعود هذه الأضرار، إلى أسباب من بينها منع عمل المعلمات المؤهلات في مدارس البنين، بجانب إدخال تغييرات وُصِفَت بـ «الرجعية» على المناهج الدراسية.
وبحسب تقرير نشرته شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأميركية على موقعها الإلكتروني، لا تحظى هذه المشكلات، الناجمة جزئياً عن القيود المفروضة على عمل النساء وتعليمهن في أفغانستان، بالاهتمام الواجب، رغم أنها قد تشمل كذلك، تدني معدلات الحضور المدرسي، بفعل ما رُصِدَ من زيادة لمعدلات استخدام العقاب البدني على نحو مقلق في المدارس، بما يهدد بحرمان جيل كامل من التعليم الجيد.
وفي وقت يؤكد فيه مسؤولو «طالبان» أنهم يسعون لتوسيع رقعة الخدمات التعليمية في مختلف المناطق النائية في أفغانستان، وشدد بعضهم في تصريحات لإذاعة «صوت أميركا» نشرتها على موقعها الإلكتروني، على أنه لا توجد أي قيود تعوق تعليم الفتيات في المدارس الدينية، فإن ذلك لم يبدد مخاوف الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية.
فالمسؤولون الأمميون والنشطاء الحقوقيون، يعتبرون أن ذلك النوع من المنشآت التعليمية، لا يمكن أن يحل محل المدرسة التقليدية، التي تشهد تدريس مناهج أكثر شمولية وتنوعاً، وهو ما سبق أن أكده الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بقوله، إنه يرى أن «جودة التعليم في هذه المؤسسات، لا تُعِد الفتيات والفتيان في أفغانستان بشكل كاف للتعليم العالي والتدريب المهني، ما يجعلهم ينضمون إلى قوة عمل فعالة في المستقبل».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات أفغانستان الدين الإسلامي التعليم فی أفغانستان
إقرأ أيضاً:
الأونروا: انهيار الوكالة سيحرم جيلاً كاملاً من التعليم
حذّر المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة، لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، أمس الخميس، من أنّ انهيار الوكالة سيتسبّب بحرمان جيل كامل من الأطفال الفلسطينينين من التعليم، ما سيؤدّي لزرع بذور مزيد من التطرّف.
وقال لازاريني إنّ "هناك خطراً حقيقياً يتمثّل بانهيار الوكالة وانفجارها، إذا ما استمرّت ضائقتها المالية الشديدة". وأضاف أنّه "إذا انهارت الأونروا فإننا بالتأكيد سنضحّي بجيل من الأطفال الذين سيحرَمون من التعليم المناسب".
الأمم المتحدة تؤكد أن التقدم الذي تحقق خلال الأسابيع الأولى لوقف إطلاق النار يستمر بالتراجع، حيث يخيم شح الغذاء والماء والخدمات الصحية على قطاع #غزة بعد 11 يوما من وقف دخول المساعدات الإنسانية.https://t.co/gODVzAIKdg
— أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) March 12, 2025ومنذ أكثر من 7 عقود، تُقدّم الأونروا إلى اللاجئين الفلسطينيين مساعدات أساسية وإنسانية وخدمية مثل التعليم والرعاية الصحية.
ووصف لازاريني الأونروا بأنّها "شريان حياة" لنحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني، يتوزّعون على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان والأردن وسوريا.
وكان لازاريني قال الإثنين الماضي، إنّه لا يمكن استبدال الأونروا إلا بمؤسسات فلسطينية، بعدما أعلنت إسرائيل أنها تشجع منظمات أخرى على "تولّي المسؤولية" في غزة. وأضاف خلال مؤتمر صحافي في جنيف "إن البديل ليس منظمة غير حكومية، وليس منظمة أخرى تابعة للأمم المتحدة"، مشدداً على أنّ "البديل الوحيد القابل للاستمرار هو المؤسسات الفلسطينية التابعة للدولة الفلسطينية".
Philippe #Lazzarini, the Commissioner-General of the United Nations Relief and Works Agency for Palestine Refugees (#UNRWA), warned that the collapse of the agency would deprive an entire generation of #Palestinian children of education, "which would lead to planting the seeds of… pic.twitter.com/DbNR3ZYDxI
— Mideast.Discourse.News (@news_mideast) March 14, 2025وفي قطاع غزة الذي دمّرته الحرب التي استمرت 15 شهراً، توظف الأونروا 13 ألف شخص وتدير عمليات إنسانية لمنظمات أخرى.
وفي نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، علّقت إسرائيل عمل الأونروا على أراضيها بموجب قانون أقِرّ في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، يحظر نشاط الوكالة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.
وتتّهم السلطات الإسرائيلية موظفين في الأونروا بالتورط في هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. ودفعت هذه الاتهامات كبار المانحين إلى تعليق تمويلهم الوكالة. وخلص تحقيق أجرته الأمم المتحدة في أغسطس (آب) 2024، إلى أن 9 من موظفي الأونروا "ربما كانوا متورطين" في الهجوم.
وقال لازاريني أمس الخميس: "نحن نقدّم في المقام الأول خدمات شبيهة بالخدمات الحكومية". وأضاف "من هنا فأنا لا أرى أيّ منظمة غير حكومية أو وكالة أممية، تتدخل فجأة لتقديم خدمات عامة".
وحذّر المسؤول الأممي من أنّ فقدان الخدمات التعليمية التي تقدمها الأونروا قد تكون عواقبه وخيمة. وقال "إذا حرمتَ 100 ألف فتاة وصبي في غزة، على سبيل المثال، من التعليم، وإذا لم يكن لديهم مستقبل، وإذا كانت مدرستهم مجرد يأس ويعيشون بين الأنقاض، فأنا أقول لك إنّنا نزرع بذلك بذور مزيد من التطرف". مضيفاً "أعتقد أنّ هذه وصفة لكارثة".