“نيويورك تايمز”: كيف تحولت المباني المدمرة في غزة إلى مقابر للمحاصرين داخلها؟
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
الجديد برس:
تحدثت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن الضحايا المفقودين تحت الركام في قطاع غزة، نتيجة الحرب الإسرائيلية المستمرة، في تقرير حمل عنوان “حصيلة ظلية للوفيات في غزة: جثث مدفونة تحت الأنقاض”، مشيرةً إلى أن كل مبنى مدمر أصبح قبراً لأولئك الذين لا يزالون مدفونين داخله.
وذكرت الصحيفة أن أحدث تقديرات وزارة الصحة في غزة لعدد الأشخاص المفقودين في القطاع تشير إلى نحو 7000 شخص.
لكن هذا الرقم لم يتم تحديثه منذ نوفمبر.
ويقول مسؤولو غزة ومسؤولو الإغاثة إن آلافاً آخرين أُضيفوا على الأرجح إلى هذه الحصيلة في الأسابيع والأشهر، التي تلت ذلك.
وبحسب “نيويورك تايمز”، “تم دفن البعض على عجلٍ، بحيث لا يمكن إحصاؤهم”، بينما “يرقد آخرون متحللين في العراء، في أماكن خطرة للغاية، بحيث لا يمكن الوصول إليها، أو اختفوا ببساطة وسط القتال والفوضى والاعتقالات الإسرائيلية المستمرة”.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن من المرجح أن يظل الباقون محاصرين تحت الأنقاض.
وأوضحت “نيويورك تايمز” أنه، بعد الغارات الجوية، يتجمع حشد صغير من رجال الإنقاذ المحتملين. ويمكن رؤية الباحثين – وهم مزيج من عمال الدفاع المدني المحترفين وأفراد الأسرة والجيران – وهم يتجمعون فوق حطام المنازل والمباني.
لكن الآمال تتضاءل بسرعة. وعادةً يتم العثور على الأشخاص الذين يبحثون عنهم شهداء تحت الحطام، بعد أيام أو أسابيع أو حتى أشهر، وفق “نيويورك تايمز”.
ولفتت الصحيفة إلى أن “المدفونين يشكلون عدداً ظلياً من الوفيات في غزة. ويُشار إليهم بنجمة سوداء ثقيلة تُضاف إلى إحصاءات وزارة الصحة الرسمية، التي تفوق 31 ألف شخص، ويمثلون جرحاً مفتوحاً للعائلات التي تأمل أن تحدث معجزة”.
وأضافت “نيويورك تايمز” أن أغلبية العائلات اقتنعت بأن المفقودين لقوا حتفهم، مشيرةً إلى أن من غير الواضح كم من التقديرات الخاصة بالمفقودين تنعكس فعلاً على حصيلة الشهداء الرسمية.
وبحسب الصحيفة، غالباً ما يجعل القصف المستمر والغارات الجوية الإسرائيلية البحث عن الجثامين بين الحطام عمليةً خطيرة جداً. وفي أحيان أخرى، يكون الأقرباء بعيدين جداً عن القيام بذلك، بعد أن انفصلوا عن سائر أُسرهم بحثاً عن مكان أكثر أماناً للذهاب إليه.
وأضافت أنه عندما ينهار مبنى متعدد الطبقات، يكون من المستحيل تمشيط تلة الحطام من دون آلات ثقيلة أو وقود لتشغيلها. وفي كثيرٍ من الأحيان، لا يتوافر أي منهما.
وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أن غزة تخضع لحصار منهك، كما أن أنواع المعدات المستخدمة عادة لإنقاذ الناس بعد الزلازل وغيرها من أحداث الدمار الشامل ممنوعة، إلى حد كبير، من دخول القطاع.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن الاتصال بالرقم 101 (الإسعاف) ليس له فائدة تُذكر: فشبكات الاتصالات ضعيفة أو غير منتظمة أو معطلة. وبدلاً من ذلك، “لجأ كثيرون من الناس إلى تحدي القتال العنيف والشوارع المختنقة بالركام من أجل طلب المساعدة شخصياً في مقر الدفاع المدني”.
وحتى لو تمكنوا من العبور، فإن نقص الوقود، إلى جانب الهجمات المستمرة، تعني أن سيارات الإسعاف وعمال الإنقاذ سيواجهون ضغوطاً شديدة للتنقل في أنحاء غزة من أجل الاستجابة لمناشداتهم، وفق “نيويورك تايمز”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: نیویورک تایمز إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
فيضانات تغمر أحياء في جاكرتا وتخلف ضحيتين وأضرارا في المباني والجسور
جاكرتا- شهدت بعض أحياء جاكرتا، ومدن ومحافظات تحيط بالعاصمة الإندونيسية منذ يوم أمس فيضانات لم تشهدها المنطقة منذ سنوات -وذلك بعد ارتفاع لمستوى هطول الأمطار تجاوز الحد الأعلى المعتاد- تسببت في مقتل شخصين على الأقل حتى كتابة هذه السطور.
وحذرت دويكوريتا كارنا واتي رئيسة هيئة الأرصاد الجوية والجيوفيزيائية، في حديث صحفي، من أن مستوى هطول الأمطار قد يشهد تصاعدا مرة أخرى خلال الأيام القادمة وحتى الـ11 من الشهر الجاري في غربي جزيرة جاوا، وجنوبي جزيرة سومطرا، مما قد يتسبب في تجدد الفيضانات وحدوث أضرار وكوارث.
ودعت المسؤولة المواطنين والإدارات المحلية إلى توخي الحذر ومراقبة الطقس والالتفات للتحذيرات التي تصدرها هيئة الأرصاد، منها الابتعاد عن ضفاف الأنهار.
وتفاوت ارتفاع منسوب المياه بين متر و3 أمتار في نحو 60 من الأحياء الشرقية بالعاصمة جاكرتا، وكذلك في مدينتي ديبوك وبيكاسي شرق وجنوب جاكرتا، وفي محافظة بوغور جنوبا بما فيها مرتفعات بونتشاك التي تقع إلى الجنوب من جاكرتا.
وأدت الفياضات إلى انهيار أكثر من 7 جسور في هضاب بوغور التي غمرت المياه فيها عشرات الأحياء والقرى وتضرر بذلك آلاف المواطنين.
وحذرت هيئة الأرصاد الجوية والجيوفيزيائية من خطورة عدم الاهتمام بالغطاء الأخضر وتنظيف الأنهار وقنوات المياه، ومن خطورة تحويل مزيد من المناطق الزراعية إلى مناطق سكنية.
innalillahi …. Stay safe everyone ????
Banjirr di bekasi huehuehue
Dibawah rumahku bgt yg kena banjir ???????? pic.twitter.com/XhOYFi2ae7
— nis | ????????????️????????⬛ (@gfpcy23) March 3, 2025
إعلانوتفقد كثير من المحافظات المناطق الخضراء التي تعين على امتصاص مياه الأمطار، وتقي من الانهيارات الأرضية في المناطق الجبلية التي شهدت كوارث انهيارات أرضية متكررة خلال 7 سنوات ماضية.
وحسب خبير علم المياه في معهد بوغور الزراعي هدايت باواتي فإن تحويل المناطق الخضراء الزراعية أو الغابية إلى مناطق سكنية حد من قدرة المرتفعات في مناطق كثيرة في جاوا الغربية، ومنها مرتفعات بونتشاك، على امتصاص مياه الأمطار الاستوائية.
وكانت دراسات ميدانية سابقة قد أشارت أن 90% من مياه الأمطار لا تمتصها التربة في المرتفعات التي تحولت إلى مناطق سكنية وسياحية، وتندفع المياه من المرتفعات بقوة نحو الطرقات والمساكن شمالا باتجاه السهول ثم العاصمة جاكرتا.
وأشار سوهاريانتو رئيس الهيئة الوطنية للتعامل مع آثار الكوارث، متحدثا عن تزايد أعداد المواطنين في بعض المناطق الجبلية مما وسّع العمران فيها، مشيرا إلى أن الحكومة تعرض على من تضرر من هذه الفيضانات الانتقال إلى مساكن في مناطق أخرى.
وفي تصريحات صحفية أخرى قال ديدي موليادي حاكم إقليم جاوا الغربية، إنه طلب من كبرى الشركات الحكومية الزراعية وهي "شركة مزارع نوسانتارا"، أن تتوقف عن تحويل استخدام الأراضي، مشيرا إلى أن نحو ألف هكتار من الأراضي الخضراء تم تحويل "وظيفتها" في مرتفعات بوغور.
وقال حاكم جاوا إن المساحات الخضراء التي زرعت في مرتفعات بونتشاك منذ القدم لم تكن لهدف اقتصادي، بل لإبقائها محميات بيئية، وهي جزء من جهود الحماية البيئية، مؤكدا على أن سياسات البيئة المستدامة يجب أن تكون أولوية مقدمة على المصالح الاقتصادية قصيرة الأجل.
كوارث سابقة
تسبب إغفال البعد البيئي في التنمية بمستويات متفاوتة -حسب نشطاء البيئة- في السنوات الماضية إلى كوارث طبيعية في مناطق كثيرة بإندونيسيا.
إعلانحسب أرقام صحيفة كومباس الإندونيسية، تكررت الكوارث الطبيعية في مرتفعات محافظة بوغور على سبيل المثال و بشكل لافت لخبراء البيئة والمياه والأرصاد الجوية والجيوفيزائية:
عام 2018 قتل 10 أشخاص في مرتفعات بونتشاك التابعة لمحافظة بوغور. عام 2019 وقع انهيار أرضي وفيضانات أضرت بأكثر من ألف منزل في 15 بلدية من محافظة بوغور. عام 2000 قتل 24 شخصا بسب انهيارات أرضية وفيضانات بالمحافظة. مطلع عام 2021، تكررت الفيضانات والانهيارات الأرضية في 22 بلدية من محافظة بوغور وأضرت بالطرق والجسور وبأكثر من 500 منزل ومبنى. ما بين يناير/كانون الثاني ويوليو/تموز 2022 وقع عدد من الكوارث بما فيها زلازل أرضية، وانهيارات جبلية وفيضانات أضرت بـ1297 منزلا، وتشرد بسببها لفترات متفاوتة 17 ألفا و483 شخصا، وقتل 43 شخصا في مناطق مختلفة من مرتفعات محافظة بوغور. أبريل/نيسان 2023 تكررت الفيضانات والانهيارات الجبلية في 24 بلدية من المحافظة وتضرر بذلك مئات المواطنين والعديد من الطرق والبنى التحتية. وفي الفترتين ما بين يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط وكذلك نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول من عام 2024 شهدت المحافظة عواصف ماطرة في مناطق كثيرة من محافظة بوغور أدت إلى مقتل 15 شخصا وتضرر 344 منزلا. وفي الثالث والرابع من مارس/آذار الجاري من عام 2025 تعرضت 16 بلدية بالمحافظة لفيضانات وانهيارات أرضية وعواصف ماطرة أضرت بـ257 منزلا وراح مواطنان ضحية ذلك على الأقل حتى الآن.