محمد وداعة: كنت .. فى ام درمان (1) من (3)
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
*مدخل الهيئة القومية للاذاعة و التلفزيون كان مسرحآ للمعركة الرئيسية التى امتدت فى الشوارع الجانبية*
*السيطرة علي الاذاعة تعنى فتح مسار ثانى يربط كررى بالمهندسين ، و يشكل نقطة متقدمة تجاه كبرى شمبات و كبرى النيل الابيض*
*التقطت بعض الفيديوهات القصيرة لمنزل الامير عبد الرحمن الصادق ، و لباحة منزل الامام الراحل الصادق المهدى*
*الوثائق مبعثرة ، و ما يبدو انه مكتبة الامام ملقاة فى الفناء ، و الكراسى محطمة*
*دخلنا لمنزل الزعيم الازهرى الذى تهدم بعضه و لا يوجد فيه شبر لم تصبه طلقة او مقذوف*
حوالى ( 25) من ابناء و بنات السودان ، وصلنا الى قاعدة وادى سيدنا الجوية ، و كان فى استقبالنا السيد والى الخرطوم و اعضاء حكومته ، و عدد من كبار قادة القوات المسلحة و القوات النظامية ، كان هناك قائد منطقة وادى سيدنا ، و قائد منطقة ام درمان العسكرية و ضباط كبار فى القيادة (الجوالة ) ، كان لهم فضلهم وبصماتهم الواضحة فى تغيير مسار المعركة من الدفاع المحكم الى الهجوم و تحرير المناطق ، التقينا الفريق ياسر العطا مساعد القائد العام و عضو مجلس السيادة ، تحدث العطا فاثلج الصدور ، تحدث عن تحرير الخرطوم و الجزيرة و دارفور ، و قال لن نفتح بابآ للعزاء فى الشهداء من العسكريين و المدنيين الا فى اردمتا بالجنينة ، استمعت باطمئنان الى القادة كل على حدة ، استطيع التأكيد انهم واثقون من تحقيق النصر النهائى قريبآ ،
فى طريقنا من وداى سيدنا الى مبنى الاذاعة و التلفزيون ، ومن الوادى حتى ود البخيت ، كان السودان كما عرفناه ، الحياة عادية ، حركة الناس و المركبات و الركشات ، ستات الشاى ، الافران و بائعى الخضار و الفاكهة ، المواطنين فى الشوارع يتهيأون للافطارفى جماعات ، بدأت الصورة تتغير ابتداءآ من القماير ، و كان ذلك واضحآ فى الاشجار ، بعضها ذبل ، و بعضها جف ، آثار المعارك على طول الطريق و مخلفاتها من الآليات ، آثار القصف على المنازل و المنشآت ، حركة المواطنين تقل شيئآ ، فشيئآ ، اغلبية المتاجر و الصيدليات و البيوت ، على مصراعيها و قد نهبت بالكامل و عليها آثار الحرق و التدمير المتعمد للاثاث و الاجهزة المنزلية ، على طول الطريق ينتشر الجنود و تحركات لمركبات الجيش ، و تحركات قليلة للمواطنين ، مع تأكيدات لعودة العديد من الاسر الى بيوتهم بعد ان تركوها اثناء احتدام المعارك فى ام درمان القديمة ،
مدخل الهيئة القومية للاذاعة و التلفزيون كان مسرحآ للمعركة الرئيسية التى امتدت فى الشوارع الجانبية ، المبنى الادارى احرقه الجنجويد بالكامل ، و فى الناحية الغربية منه حسمت معركة تحرير الاذاعة و التلفزيون فيما يعرف باشتباك المسافة ( صفر ) ، فمن لم يقتل او يؤسر فر هاربآ تاركآ سلاحه و جرحاه و جثث قتلاه ، تخريب الاستديوهات و الارشيف و حتى الاثاث ، التدوين العشوائى من اتجاه توتى كان يستهدف المناطق التى تم تحريرها ، و قبيل عودتنا علمنا ان مسيرات الجيش اسكتت العديد من فرق مدفعية العدو بما فى ذلك توتى ، وان الجيش تقدم باتجاه الخرطوم عبر كبرى النيل الابيض ،
التقطت بعض الفيديوهات القصيرة لمنزل الامير عبد الرحمن الصادق ، و لباحة منزل الامام الراحل الصادق المهدى ، الاوراق و ربما الوثائق مبعثرة ، و ما يبدو انه مكتبة الامام ملقاة فى الفناء ، و الكراسى محطمة ، و فى طريق العودة ، دخلنا لمنزل الزعيم الازهرى الذى تهدم بعضة و لا يوجد فيه شبر لم تصبه طلقة او مقذوف، من الجهة الجنوبية و الغربية و حتى كبرى شمبات دارت معارك يمكن وصفها بالاعنف ، قصص من البطولة و الفداء سطرها ضباط و جنود القوات النظامية ( جيش و شرطة و امن ) ، ومن قوات الاحتياط و المقاومة الشعبية و المستنفرين ،
ليس من رأى كمن سمع ، هذه ليست حرب استعادة التحول الديمقراطى ، كما انها ليست حرب ازالة دولة (56) ، فلا يمكن (لعاقل) يريد السيطرة على السلطة ان يحدث مثل هذا التدمير الهائل ، هذه حرب التهجير و التطهير ، انها حرب استيطان و احتلال ، هدفها اخراج المواطنين من بيوتهم و احتلالها ، لذلك تم توجيه آلة الحرب تجاه المواطن ،فى محاولة لاخضاع كبريائه وتم شن حرب اعلامية و نفسية بهدف كسرعزيمته و اجباره على المغادرة ،
كانت معركة تحرير الاذاعة واحدة من اشرس المعارك ، و توجيه مكثف للاشاعة و الحروب النفسية ، فبعد ان صور اعلام المليشيا و حلفاءهم الاذاعة بالحصن الحصين ، وان الجيش لن يستطع الاقتراب منها ، وما ان تم تحريرها واستعادتها ، قالوا انها مجرد بيت صغير ، و انها حرب الكر و الفر ، ما رايناه من تحصيات و استعداد يؤكد ان الاذاعة و كل ام درمان القديمة عادت الى حضن الوطن نهائيآ ،
واهم من يظن أن استعادة مبانى الاذاعة و التلفزيون هى معركة من المعارك ، الوضع الميدانى كان يعتبر الاذاعة عائقآ لاحكام عملية تطويق المليشيات فى توتى ، السيطرة عليها تعنى فتح مسار ثانى يربط كررى بالمهندسين ، و يشكل نقطة متقدمة تجاه كبرى شمبات و كبرى النيل الابيض ، وقد اتضح ذلك بعد السيطرة على هذه المنطقة ، وعبر الجيش الى الخرطوم ووضع توتى فى كماشة ، و ينتظر ان تكون هذه التطورات حاسمة فى عزل بحرى و الخرطوم و ايقاف اى دعم متوقع للمليشيا من من غرب البلاد عبر ام درمان ،
محمد وداعة
نواصل.
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: ام درمان
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني: قوات الدعم السريع أحرقت مصفاة الخرطوم
قال الجيش السوداني إن قوات الدعم السريع أحرقت مصفاة الخرطوم بالجيلي، أكبر محطة لتكرير النفط في البلاد، واتهمت الحكومة قوات الدعم بمواصلة "سلسلة الممارسات الإجرامية الممنهجة في تدمير المرافق الحيوية في السودان".
ووصف الجيش السوداني في بيان اليوم الخميس ما فعلته قوات الدعم بأنه "محاولة يائسة لتدمير بنيات هذا البلد"، و"مواصلة لسلوكها الإجرامي الحاقد على البلاد وشعبها وبعد أن ضيقت عليها قواتنا الخناق بكل محاور القتال".
وشدد الجيش على عزمه "ملاحقة مليشيا الدعم السريع في كل مكان حتى تطهير كل شبر من البلاد".
بدوره، قال خالد الإعيسر وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمى باسم الحكومة إن حرق قوات الدعم لمصفاة الخرطوم بالجيلي "لن يثني الحكومة عن مواصلة جهودها لاستئصال هذه الفئة الباغية من السودان".
وأوضح أن "ارتكاب الميليشيا لهذا النوع من الجرائم، يمثل خرقا فاضحا للقانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف الخاصة بالمنشآت الحيوية"، وتأتي "مواصلة لسلسلة الممارسات الإجرامية الممنهجة في تدمير المرافق الحيوية في السودان، وسبق أن دمرت محطات المياه والكهرباء والسدود والمستشفيات ومنازل المواطنين والمؤسسات الحكومية والمتاحف والمدارس والجامعات، وغيرها من المنشآت الحيوية".
إعلانوناشد الإعيسر "جميع الدول والمنظمات الحقوقية بضرورة تصنيف الميليشيا، ومنتسبيها، وأعوانها من دول ومؤسسات وأفراد كجهات إرهابية تُلاحق وتُعاقب دولياً".
اشتباكاتوتواصلت الخميس، لليوم الثاني اشتباكات ضارية بين الجيش وقوات الدعم في بلدة الجيلي الواقعة على بعد نحو 70 كيلومترا شمال الخرطوم، في محاولة للسيطرة على مصفاة النفط، وسط تصاعد سحب دخان، وفق مانقلته وكالة الأناضول عن شهود عيان.
وذكرت الوكالة أن الجيش السوداني أطلق هجوما واسعا أمس، وسيطر على بلدة الجيلي ومناطق الكباشي والسقاي، فيما قالت قوات الدعم السريع إنها صدت هجوما شنته قوات الجيش على مصفاة الجيلي.
وتعد مصفاة جيلي أكبر محطة لتكرير النفط في البلاد، وأُنشئت في تسعينيات القرن الماضي، وتسيطر عليها قوات الدعم منذ اندلاع القتال في منتصف أبريل/ نيسان 2023.
ومنذ ذلك التاريخ يخوض الجيش وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب، بما يجنب السودان كارثة إنسانية جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.