"اغتنم الفرصة".. الأثر والفوائد العظيمة للصيام في شهر رمضان المبارك.. يعد شهر رمضان من أعظم الشهور التي يهتم بقدومها كل المسلمين كل عام في كافة بلاد العالم، وهو شهر توبة وإنابة ورجوع إلى الله تعالى، ويفتح فيه المسلم مع ربه صفحة بيضاء، ويجعله منطَلَقًا للأعمال الصالحات التي تسلك به الطريق إلى الله تعالى، وتجعله في محل رضاه.

فضل شهر رمضان الكريم

شهر رمضان فضّله الله على سائر السَّنَة بنزول القرآن الكريم فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة: 185].

"اغتنم الفرصة".. الأثر والفوائد العظيمة للصيام في شهر رمضان المبارك


وقد ميز الله هذا الشهر الكريم بأن أمر بصيام نهاره؛ فقال: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: 185].

والصوم من العبادات التي لها أثرٌ عظيمٌ في حياة الفرد والمجتمع؛ فهو يعود الإنسان على الصبر وتحمل المشاق ويرقق المشاعر والأحاسيس، ويربط العبد بربه وخالقه، وفي الصوم خضوعٌ وطاعةٌ وحرمانٌ من ملذات الحياة وشهواتها طيلة النهار إيمانًا واحتسابًا لله، وهو انتصارٌ على النفس والهوى والشيطان، ورمضان هو شهر المغفرة والعتق من النار، ويكفيه فضلًا أن الله سجّل فضله في القرآن الكريم، ليظل يُتلى على مَرِّ الأيام وكَرِّ الأعوام إلى أن يرث اللهُ الأرضَ ومَن عليها؛ فهو الشهر الوحيد الذي ذُكر باسمه في القرآن الكريم.

فضل صيام شهر رمضان

من أعظم الفروض والطاعات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه: صوم رمضان، وذلك بما فضله الله تعالى به؛ حيث خصَّه من بين سائر العبادات بأنَّه له سبحانه، وذلك فيما رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «قالَ اللهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ»، فلم ينص على عظيم ثوابه، وجعله مُقَدَّرًا عند الله تعالى لعظمه، إلا أنه مع ذلك بَيَّن أنَّ من ذلك الثواب والجزاء العظيم مغفرة جميع ما مضى من الذنوب والآثام؛ فقال تعالى: ﴿وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [البقرة: 184].

وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذَكَرَ رَمَضَانَ فَقَالَ: «إِنَّ رَمَضَانَ شَهْرٌ افْتَرَضَ اللهُ صِيَامَهُ، وَإِنِّي سَنَنْتُ لِلْمُسْلِمِينَ قِيَامَهُ، فَمَنْ صَامَهُ وَقَامَهُ خَرَجَ مِنَ الذَّنْبِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» أخرجه أحمد وأبو يعلى الموصلي في "المسند"، وابن خزيمة في "الصحيح".

وقد أجمع المسلمون على أنَّ صيام شهر رمضان فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل خالٍ عن موانع الصوم؛ كالحيض والنفاس، وكذا رخصه؛ كالمرض والسفر والكبر.

وقد تواردت النصوص في بيان جزيل ثواب من أطاع الله تعالى بصيام شهر رمضان؛ مما يدل على فضل صيام هذا الشهر الكريم.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: رمضان رمضان2024 فضل رمضان أهمية رمضان فضل الصيام في رمضان الله تعالى

إقرأ أيضاً:

5 طرق لعلاج قسوة القلب.. طريقك للجنة

القلب هو مركز الإيمان، وكلما كان القلب حيًا لينًا، كان العبد قريبًا من الله سبحانه وتعالى،  إلا أن القلوب قد تمر بحالات من القسوة والجفاء التي تُبعدها عن ذكر الله والتفكر في عظمته، وقال سيدنا محمد: حُرم على النار كل هين لين سهل قريب من الناس، فكيف الطريق إلى علاج قسوة القلب للفوز بالجنة؟ 

كثرة الكلام بغير ذكر الله

عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تُكْثِرُوا الكَلاَمَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللهِ؛ فَإنَّ كَثْرَةَ الكَلاَمِ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللهِ تَعَالَى قَسْوَةٌ لِلقَلْبِ! وإنَّ أبْعَدَ النَّاسِ مِنَ اللهِ القَلْبُ القَاسِي" [رواه الترمذي].

هذا الحديث الشريف يوجه المؤمنين إلى تجنب الإفراط في الحديث الذي يخلو من ذكر الله، لأن ذلك يُثقل القلب بالذنوب ويُبعده عن روحانية الإيمان.

أسباب أخرى لقسوة القلب

ترك الذكر والقرآن
عدم المواظبة على ذكر الله وتلاوة القرآن يؤدي إلى ضعف الإيمان وقسوة القلب. قال تعالى:
"فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ" [الزمر: 22].

الغفلة عن الآخرة والانشغال بالدنيا
الانغماس في شهوات الدنيا ونسيان الآخرة يجعل الإنسان يغفل عن مهمته الأساسية في العبادة وطاعة الله.

مخالطة أصحاب الغفلة
الصحبة تؤثر في الإنسان، ومجالسة من لا يذكرون الله تضعف الروحانية وتزيد من قسوة القلب.

الإصرار على الذنوب والمعاصي
الذنوب، إذا تكررت دون توبة، تتراكم على القلب حتى تغطيه بالران. قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"إن العبد إذا أذنب ذنبًا نُكتت في قلبه نكتة سوداء" [رواه الترمذي].

قلة الإحسان إلى الآخرين
الأنانية وغياب الرحمة في التعامل مع الناس تسهم في قسوة القلب.

كيفية علاج قسوة القلب

المداومة على ذكر الله
ذكر الله هو غذاء القلب وروحه. قال تعالى:
"أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" [الرعد: 28].

تلاوة القرآن والتدبر فيه
القرآن ينير القلب ويزيد من لين الروح. قال تعالى:
"لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ" [الحشر: 21].

الإكثار من الدعاء
طلب الله بتذلل أن يلين قلوبنا ويهدينا للصراط المستقيم. كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو:
"اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" [رواه الترمذي].

ملازمة الصالحين
صحبة الأخيار تعين على تقوية الإيمان وتليين القلب.

التفكر في عظمة الله وآياته
النظر في مخلوقات الله والتأمل في عظمته يجلب خشية الله إلى القلب.

خاتمة

القلب القاسي أبعد القلوب عن الله وأقربها للضلال، ولذلك يجب على المؤمن أن يحرص على تهذيبه وتطهيره. 

بتجنب أسباب القسوة، والإكثار من ذكر الله، وقراءة القرآن، والتوبة المستمرة، يمكننا أن نعيد إلى قلوبنا الحياة والنور، ونسلك طريق القرب من الله ورضوانه.

مقالات مشابهة

  • موعد بدء شهر رمضان 2025 وأفضل الأعمال والعبادات خلال الشهر الكريم
  • فلكيا.. أول أيام شهر رمضان 2025 وموعد إجازة عيد الفطر المبارك
  • من كلّ بستان زهرة – 92-
  • آفة المقارنات
  • نشرة منتصف الليل| موعد بداية شهر رمضان الكريم.. وبدء فرز أوراق المتقدمين لحجز الشقق
  • لماذا سمي رجب شهر الله؟.. اغتنم الأيام المتبقية منه لـ6 أسباب
  • في أول ظهور منذ شهور.. أبو عبيدة: التضحيات والدماء العظيمة التي بذلها شعبنا لن تذهب سدى / فيديو
  • غزة … النصر والفتح
  • التحضير النفسي لرمضان: كيف نستعد في رجب لاستقبال الشهر الكريم؟
  • 5 طرق لعلاج قسوة القلب.. طريقك للجنة