صحيفة الاتحاد:
2024-07-01@20:10:10 GMT

«التغرودة».. قصيد أهل البادية

تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

أخبار ذات صلة «الأبيض الأولمبي» يخسر أمام العراق بـ «الترجيحية» 42 خيلاً إلى نهائيات «دولية دبي للجواد العربي» الاتحاد الرمضاني تابع التغطية كاملة

نشأ فن «التغرودة» في البيئة الصحراوية والمناطق الجبلية في الإمارات كأحد أنماط الشعر المرتجَل، وكان ميلاد فن «التغرودة» نتاجاً لقريحة حداة الإبل في البادية ورعاة الغنم، لكنه انتشر اليوم كأحد أهم العناصر التراثية المحببة في الثقافة الإماراتية التي تتناقلها الأجيال.


أُدرج فن «التغرودة» عام 2012 ضمن قائمة «اليونسكو» للتراث الثقافي غير المادي، ويُعتبر نوعاً من أنواع الشعر البدوي الشعبي الذي يؤلفه الشعراء، ويُلقى من قبل الرجال الذين يرحلون على ظهور الإبل، وتبدأ «التغرودة» بتأليف قصيدة قصيرة، ترتجل عادة وتُكرر من قبل المسافرين الآخرين، ويتم أداء هذه القصائد على شكل غناء منفرد أو جماعي من قبل راكبي الإبل، حيث يقوم المؤدي الرئيس بغناء البيت الأول، ثم ترد عليه المجموعة الأبيات الأخرى.
وسيلة للتسلية
ظهر فن «التغرودة» الغنائي التقليدي في الأصل وسيلة تسلية للرحّالة في أسفارهم الطويلة في الصحاري الشاسعة، واعتقد حداة الإبل أيضاً أن هذا النوع من الشدو، يحث الإبل على المضي في السير بهمة، لتتسارع خطاها، كلما أسرع إيقاع شدو الحادي بشعره وأهازيجه.
شطرة شعرية
وحول الحفاظ على هذه الفنون وموروث الأجداد، قال بخيت محمد المهري، أحد مؤدي فن «التغرودة»: يؤدَّى هذا الفن أثناء الرحلات الطويلة في الصحراء، وعادة ما يرتجل الحداة كلمات «التغرودة» في أكثر من شطرة شعرية قصيرة تكررها مجموعات بالتناوب بينها نداءً وجواباً، ويصدح المؤدّي الرئيس متغنياً بمطلع الشطرة، ومن ثم تجيبه المجموعة بإتمام بقية الشطرة الشعرية، وعادة ما تكون كلمات فن «التغرودة» مباشرة وبسيطة لا تتضمن صوراً أو مؤثرات بلاغية.
إبراز الإنجازات
لفت المهري إلى أن أحد أهم الوظائف التقليدية لهذا الفن التراثي، هو توثيقه التاريخ الاجتماعي والثقافي للمنطقة. وقال: يغلب على فن «التغرودة» موضوع تعبير المنشد عن حبه لأقاربه وأصدقائه، ويستخدم الشعراء هذا الفن أيضاً لإبداء آرائهم في القضايا الاجتماعية، وإظهار الإنجازات التاريخية. 
وأوضح أنه يتم إنشاد هذه القصائد في الجلسات والتخييم وسباقات الهجن والمهرجانات التراثية والوطنية، حيث يتخذ الشباب أعضاء الفرق الفنية التراثية، من هذه الفعاليات المميزة، منصة لإبراز هذه الفنون، والحرص على حضورها ووجودها، كعملية تسهم في صون فنون الأجداد ونقلها إلى الأجيال.
فن «الهمبل»
أكد نهيان المنصوري مؤدي فن «الهمبل»، أنه يفتخر كونه أحد المؤديين الشباب للفنون التراثية الإماراتية الأصيلة. وقال: بمشاركة نخبة من فناني الأداء، نحاول نشر هذه الفنون الجميلة، وتقديمها للكبار والصغار، حتى يتعرف الآخر على ثقافة الإمارات وفنونها التراثية الأصيلة، مشيراً إلى أن «الهمبل» فن يؤدى في المجالس والمسيرات وفوق الإبل، حيث كان الأجداد يؤدون هذا الفن في رحلاتهم الصحراوية الطويلة.
7 أبيات
تتألف قصيدة «التغرودة» من أبيات قصيرة، عادة أقل من 7 أبيات، وتتبع الوزن السريع في الشعر العربي الفصيح الذي يُعرف باسم الرجز، ويتم الإنشاد من خلال المبالغة في مد الحروف المتحركة، ويعتقد البدو أن هذا النوع من الشعر مسلٍ للراكب، ويحث المطايا على السير مع الإيقاع، وتتنوع موضوعات شعر «التغرودة» بين الحب والرومانسية والصداقة والطموحات والمديح والعلاقات القبَلية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات البيئة الصحراوية التراث هذا الفن

إقرأ أيضاً:

فن شعبي يتناقله المجتمع جيلاً بعد آخر.. «حداء الإبل».. لغة تواصل ضمن التراث الثقافي

 البلاد – جدة

حضرت “الإبل” في حياة إنسان شبه الجزيرة العربية منذ فجر التاريخ، ولم يستغنَ عنها حتى اليوم، فبعد أن كانت مظهرًا لتميزه وثرائه، ومصدرًا لرزقه وعطائه، وأداة لسفره وترحاله؛ أضحت أيقونة ورمزًا من رموز تراثه الأصيل المستمد من تاريخه التليد.

ونتج عن هذا التواصل الإنساني مع الإبل، فن شعبي جميل يتناقله المجتمع جيلًا بعد جيل؛ يسمى” الحداء”، وهو نوع من الشعر الخفيف، الذي يقال لتطريب الإبل، وحثها على السير بتعابير شفهية تقليدية تمكّن الرعاة من مناداة إبلهم وجمعها والتواصل معها.

ويتوارث أبناء الجزيرة العربية” فن الحداء” للتواصل مع قطعان إبلهم، من خلال بعض الأصوات والتعبيرات التي اعتادت الإبل على سماعها والاستجابة لها. وبحسب المصادر التاريخية، فإن مضر بن نزار بن معد” هو أول من (حدا) للإبل” بعد أن سقط من بعيره، وانكسرت يده وصاح بصوته (وايداه! وايداه!)؛ وكان حسن الصوت؛ فأصغت إليه الإبل وجدّت في السّير؛ ومن هنا بزغت فكرة استعمال الحداء لنداء الإبل، ويذهب البعض إلى أن هذه الهمهمات ساعدت” الخليل بن أحمد الفراهيدي” على اكتشاف مفاتيح العروض والأوزان الشعرية.

ويقال: إن بداية” الحداء” كان عن طريق التدوية أو الدوّاة، وهو نداء الإبل بصوت رفيع، وجاء في بعض معاجم اللغة أن راعي الإبل إذا أراد أن يستحث إبله لتجيء إليه مسرعة؛ زجل بصوته وغنّى لها بكلمات مثل.. هَيد هيد، أو: هي دو هي دو. أو: دوه دوه. أو: ده ده بضم الدال. أو: داه داه، وهذا ما زال مستعملًا إلى اليوم جنبًا إلى جنب مع الرجز.

مقالات مشابهة

  • قصة قصيرة.. عامر السعودي (1_2)
  • أربيل تحتضن ندوة عن الاغنية التراثية الموصلية (صور)
  • انطلاق الحملة الترويجية السياحية في سلطنة عُمان خلال موسم الصيف
  • المشاركات الخارجية في معرض الزهور… عرض أنواع جديدة من النباتات والأزهار والتعريف بالمنتجات التراثية لكل بلد
  • مصدر أمني: العثور على شخصين متوفيين في البادية الجنوبية.. تفاصيل
  • طقس صيفي طبيعي في أغلب المناطق الأحد
  • فن شعبي يتناقله المجتمع جيلاً بعد آخر.. «حداء الإبل».. لغة تواصل ضمن التراث الثقافي
  • فتح باب التقديم للالتحاق ببرنامج بيت جميل في القاهرة لعام 2024
  • حداء الإبل.. حكايات ومرويات التواصل مع الجمال بالجزيرة العربية
  • طقس حار نسبيا في مختلف مناطق الأردن السبت