القدس ـ (رويترز) – في الوقت الذي كان يغلق فيه الآلاف من الإسرائيليين الطرق ويشتبكون مع الشرطة بسبب التعديلات القضائية التي يدفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإقرارها، اكتفى مواطنون من عرب الـ48 بتداول المنشورات الساخرة التي تصورهم وهم يتابعون دون مبالاة الأزمة وهي تتصاعد. ويشكل عرب الـ48 خُمس السكان البالغ عددهم 9.

7 مليون نسمة، وربما يكونون من أكثر المتضررين من مساعي للحكومة المؤلفة من أحزاب دينية وقومية لغل يد المحكمة العليا، لكنهم يشيرون إلى مخاوف أعمق من الجدل الدائر حول التوازن بين السلطات. وقال عدنان الحاج يحيى (67 عاما) وهو معلم متقاعد بينما يجلس في مقهى ببلدة الطيبة التي تقع في وسط الضفة الغربية المحتلة إن العرب في معركة مستمرة من أجل وجودهم. ونظر الحاج يحيى إلى إعلان احتجاجي يغطي الصفحات الأولى من الصحف الإسرائيلية الكبرى بكلمات “يوم أسود للديمقراطية” وقال إن هذه الكلمات تصور الواقع اليومي لمجتمعه. ومعظم المواطنين العرب في منطقة الـ48 هم من نسل فلسطينيين بقوا داخل إسرائيل بعد إعلان قيامها بعد حرب عام 1948. ويصفون أنفسهم إلى حد كبير بأنهم فلسطينيون ولطالما فكروا مليا في وضعهم في السياسة وأجروا موازنات بين إرثهم وجنسيتهم الإسرائيلية. وقال المحامي حسن جبارين، مؤسس جماعة عدالة الحقوقية ومقرها حيفا، إنه في الوقت يحتدم فيه الجدل بين البعض عن هوية الدولة باعتبارها يهودية وديمقراطية، يرى المواطنون الفلسطينيون أن “لا مكان لهم في هذه الصيغة”. وقال جبارين ولديه خبرة تمتد لعقدين في رفع دعاوى أمام المحكمة العليا تتعلق بحقوق الأقليات، إن المحكمة كانت عادة خط الدفاع الأخير في قضايا “التمييز الشديد وغير المعقول”. وأشار إلى حماية المشاركة العربية في الانتخابات والتوزيع العادل للمخصصات المالية وحق العيش في البلدات التي تحرم العرب من الإقامة فيها. لكن الفلسطينيين، سواء كانوا يحملون الجنسية الإسرائيلية أو يعيشون تحت الاحتلال العسكري، ليس لديهم أمل كبير في محكمة تنتهج نهجا محافظا على نحو متزايد ودعمت مشروعات قوانين مثل قانون الدولة القومية الصادر في 2018 والذي ينص على أن لليهود وحدهم الحق في تقرير المصير. وقال جبارين “التمييز في إسرائيل رسمي. هذه هي الدولة الوحيدة في العالم التي ترفض فكرة أن تكون الدولة لجميع مواطنيها”. * البقاء على قيد الحياة هو الأولوية تقول إسرائيل إنها تمنح عرب إسرائيل حقوقا متساوية، لكن كثيرين من مواطنيها العرب يقولون إنهم يواجهون تمييزا هيكليا وسياسات عدائية. وكشف تقرير صادر عن المعهد الإسرائيلي للديمقراطية في عام 2021 عن وجود فجوات اجتماعية واقتصادية كبيرة بين المواطنين اليهود والعرب، مع ارتفاع معدل الفقر ثلاثة أمثال بين العرب. وجاء في التقرير أن العرب يعملون أساسا في وظائف منخفضة الدخل. ويعيشون عادة في بلدات وقرى مكتظة بالسكان تعاني من قصور في البنية التحتية ومدارس محدودة التمويل. وقالت النائبة في الكنيست عايدة توما سليمان من حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وهو حزب لعرب إسرائيل إن خطر ضعف الرقابة على السلطة التنفيذية واضح للمواطنين من عرب إسرائيل وهذا يتجلى تحديدا في حكومة وسعت المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة وتضم وزراء بارزين يثيرون المشاعر العدائية ضدهم. وفي وقت سابق من هذا العام، نددت الولايات المتحدة بتصريحات لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش وقالت إنها تحرض على العنف بعدما قال إنه يجب على إسرائيل “محو” قرية فلسطينية في الضفة الغربية. لكن النائبة قالت إن كثيرين ما زالوا يقفون في مواضع المتفرجين لأنهم لا يرون مصلحة لهم في حركة احتجاجية تغص بالرموز القومية والعسكرية. وبدلا من ذلك، ظل المواطنون الفلسطينيون منذ شهور يحشدون جهودهم للتصدي لأزمة مختلفة تتمثل في مستويات قياسية من عنف جماعات الجريمة المنظمة تزعزع استقرار مجتمعاتهم. وقُتل ما لا يقل عن 130 مواطنا عربيا في حوادث إطلاق نار مرتبطة بجرائم منذ يناير كانون الثاني، وهو مثلي عدد القتلى خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وفقا لبيانات جمعتها مجموعة ناشطة مناهضة للعنف. وقالت عايدة توما سليمان إن الأمر لا يقتصر على ارتفاع عدد القتلى فحسب، بل تأثير جماعات الجريمة المنظمة الذي يشل حركة الجماعات المحلية التي لم تعد تشعر بالأمان. وحث قادة وأعضاء المجتمع رئيس الوزراء على اتخاذ إجراءات، متهمين الحكومة والشرطة بالإهمال المنهجي. وقال نتنياهو، في بيان نادر عقب مقتل خمسة أشخاص في يوم واحد في يونيو حزيران، إن الحكومة “عازمة على محاربة الجريمة المنظمة واستعادة الهدوء”. وقالت النائبة “المجتمع الفلسطيني يحاول النضال من أجل البقاء… الأولوية القصوى للفلسطينيين في هذه المرحلة هي البقاء أحياء. الأولوية القصوى للمحتجين، المحتجين اليهود، هي العيش في ظل ديمقراطية”.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

مغادرة الطائرة الإغاثية السعودية الخامسة عشرة التي يُسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة لمساعدة الشعب السوري

المناطق_واس

غادرت مطار الملك خالد الدولي بالرياض، اليوم، الطائرة الإغاثية السعودية الخامسة عشرة التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، تحمل على متنها مساعدات غذائية وطبية وإيوائية متجهة إلى مطار دمشق الدولي؛ للإسهام في تخفيف آثار الأوضاع الصعبة التي يمر بها الشعب السوري حاليًا.

يأتي ذلك امتدادًا لدعم المملكة المتواصل للدول الشقيقة والصديقة خلال مختلف الأزمات والمحن التي تمر بها.

أخبار قد تهمك أمير منطقة المدينة المنورة يُدشّن الواجهة البحرية بمدينة ينبع الصناعية 29 يناير 2025 - 8:05 صباحًا إصابة 7 أشخاص جراء اندلاع حريق داخل طائرة ركاب في كوريا الجنوبية 29 يناير 2025 - 8:02 صباحًا

 

نسخ الرابط تم نسخ الرابط 29 يناير 2025 - 9:42 صباحًا شاركها فيسبوك ‫X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد29 يناير 2025 - 7:58 صباحًااستشهاد فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية أبرز المواد29 يناير 2025 - 7:56 صباحًاأمير منطقة المدينة المنورة يضع حجر الأساس لمشروع شركة بهيج أبرز المواد29 يناير 2025 - 7:53 صباحًاأمير منطقة المدينة المنورة يدشن مشروع مرسى الجار بمحافظة ينبع أبرز المواد29 يناير 2025 - 7:49 صباحًاحالة الطقس المتوقعة اليوم أبرز المواد29 يناير 2025 - 3:14 صباحًا“اتحاد القدم” يقيم ورشة عمل إعلامية لاستعراض إستراتيجية الإدارة الفنية وإدارة المنتخبات الوطنية29 يناير 2025 - 7:58 صباحًااستشهاد فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية29 يناير 2025 - 7:56 صباحًاأمير منطقة المدينة المنورة يضع حجر الأساس لمشروع شركة بهيج29 يناير 2025 - 7:53 صباحًاأمير منطقة المدينة المنورة يدشن مشروع مرسى الجار بمحافظة ينبع29 يناير 2025 - 7:49 صباحًاحالة الطقس المتوقعة اليوم29 يناير 2025 - 3:14 صباحًا“اتحاد القدم” يقيم ورشة عمل إعلامية لاستعراض إستراتيجية الإدارة الفنية وإدارة المنتخبات الوطنية أمير منطقة المدينة المنورة يُدشّن الواجهة البحرية بمدينة ينبع الصناعية أمير منطقة المدينة المنورة يُدشّن الواجهة البحرية بمدينة ينبع الصناعية تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2025   |   تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • أسمته “إسرائيل” رجل الموت.. من هو محمد الضّيف مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني؟ (تفاصيل + فيديو)
  • «المفتي»: الأمن في الأوطان هو المظلة التي تحفظ المقاصد الشرعية
  • أوكرانيا تعلن تدمير منشأة عسكرية في روسيا
  • تقرير: إسرائيل تقطع علاقاتها مع وكالة الأونروا
  • مدير "البسيج": الأجهزة الأمنية تسير بخطى ثابتة في محاربة الإرهاب دون مبالاة بمن يشكك أو يبخس
  • من هي أغام بيرغر الرهينة التي أطلقت سراحها حماس الخميس؟
  • كأنه منطقة حرب.. فيديو شاهد يظهر عمليات الإنقاذ بحادث اصطدام الطائرة والمروحية بواشنطن
  • بسبب مماطلة إسرائيل..حماس تهدد بتأخير إطلاق المحتجزين في غزة
  • هل ستنسحب إسرائيل من سوريا.. ضابطة سابقة تتحدّث عن الشروط!
  • مغادرة الطائرة الإغاثية السعودية الخامسة عشرة التي يُسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة لمساعدة الشعب السوري