عرب منطقة الـ48 يتابعون بلا مبالاة معركة التعديلات القضائية
تاريخ النشر: 27th, July 2023 GMT
القدس ـ (رويترز) – في الوقت الذي كان يغلق فيه الآلاف من الإسرائيليين الطرق ويشتبكون مع الشرطة بسبب التعديلات القضائية التي يدفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإقرارها، اكتفى مواطنون من عرب الـ48 بتداول المنشورات الساخرة التي تصورهم وهم يتابعون دون مبالاة الأزمة وهي تتصاعد. ويشكل عرب الـ48 خُمس السكان البالغ عددهم 9.
7 مليون نسمة، وربما يكونون من أكثر المتضررين من مساعي للحكومة المؤلفة من أحزاب دينية وقومية لغل يد المحكمة العليا، لكنهم يشيرون إلى مخاوف أعمق من الجدل الدائر حول التوازن بين السلطات. وقال عدنان الحاج يحيى (67 عاما) وهو معلم متقاعد بينما يجلس في مقهى ببلدة الطيبة التي تقع في وسط الضفة الغربية المحتلة إن العرب في معركة مستمرة من أجل وجودهم. ونظر الحاج يحيى إلى إعلان احتجاجي يغطي الصفحات الأولى من الصحف الإسرائيلية الكبرى بكلمات “يوم أسود للديمقراطية” وقال إن هذه الكلمات تصور الواقع اليومي لمجتمعه. ومعظم المواطنين العرب في منطقة الـ48 هم من نسل فلسطينيين بقوا داخل إسرائيل بعد إعلان قيامها بعد حرب عام 1948. ويصفون أنفسهم إلى حد كبير بأنهم فلسطينيون ولطالما فكروا مليا في وضعهم في السياسة وأجروا موازنات بين إرثهم وجنسيتهم الإسرائيلية. وقال المحامي حسن جبارين، مؤسس جماعة عدالة الحقوقية ومقرها حيفا، إنه في الوقت يحتدم فيه الجدل بين البعض عن هوية الدولة باعتبارها يهودية وديمقراطية، يرى المواطنون الفلسطينيون أن “لا مكان لهم في هذه الصيغة”. وقال جبارين ولديه خبرة تمتد لعقدين في رفع دعاوى أمام المحكمة العليا تتعلق بحقوق الأقليات، إن المحكمة كانت عادة خط الدفاع الأخير في قضايا “التمييز الشديد وغير المعقول”. وأشار إلى حماية المشاركة العربية في الانتخابات والتوزيع العادل للمخصصات المالية وحق العيش في البلدات التي تحرم العرب من الإقامة فيها. لكن الفلسطينيين، سواء كانوا يحملون الجنسية الإسرائيلية أو يعيشون تحت الاحتلال العسكري، ليس لديهم أمل كبير في محكمة تنتهج نهجا محافظا على نحو متزايد ودعمت مشروعات قوانين مثل قانون الدولة القومية الصادر في 2018 والذي ينص على أن لليهود وحدهم الحق في تقرير المصير. وقال جبارين “التمييز في إسرائيل رسمي. هذه هي الدولة الوحيدة في العالم التي ترفض فكرة أن تكون الدولة لجميع مواطنيها”. * البقاء على قيد الحياة هو الأولوية تقول إسرائيل إنها تمنح عرب إسرائيل حقوقا متساوية، لكن كثيرين من مواطنيها العرب يقولون إنهم يواجهون تمييزا هيكليا وسياسات عدائية. وكشف تقرير صادر عن المعهد الإسرائيلي للديمقراطية في عام 2021 عن وجود فجوات اجتماعية واقتصادية كبيرة بين المواطنين اليهود والعرب، مع ارتفاع معدل الفقر ثلاثة أمثال بين العرب. وجاء في التقرير أن العرب يعملون أساسا في وظائف منخفضة الدخل. ويعيشون عادة في بلدات وقرى مكتظة بالسكان تعاني من قصور في البنية التحتية ومدارس محدودة التمويل. وقالت النائبة في الكنيست عايدة توما سليمان من حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وهو حزب لعرب إسرائيل إن خطر ضعف الرقابة على السلطة التنفيذية واضح للمواطنين من عرب إسرائيل وهذا يتجلى تحديدا في حكومة وسعت المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة وتضم وزراء بارزين يثيرون المشاعر العدائية ضدهم. وفي وقت سابق من هذا العام، نددت الولايات المتحدة بتصريحات لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش وقالت إنها تحرض على العنف بعدما قال إنه يجب على إسرائيل “محو” قرية فلسطينية في الضفة الغربية. لكن النائبة قالت إن كثيرين ما زالوا يقفون في مواضع المتفرجين لأنهم لا يرون مصلحة لهم في حركة احتجاجية تغص بالرموز القومية والعسكرية. وبدلا من ذلك، ظل المواطنون الفلسطينيون منذ شهور يحشدون جهودهم للتصدي لأزمة مختلفة تتمثل في مستويات قياسية من عنف جماعات الجريمة المنظمة تزعزع استقرار مجتمعاتهم. وقُتل ما لا يقل عن 130 مواطنا عربيا في حوادث إطلاق نار مرتبطة بجرائم منذ يناير كانون الثاني، وهو مثلي عدد القتلى خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وفقا لبيانات جمعتها مجموعة ناشطة مناهضة للعنف. وقالت عايدة توما سليمان إن الأمر لا يقتصر على ارتفاع عدد القتلى فحسب، بل تأثير جماعات الجريمة المنظمة الذي يشل حركة الجماعات المحلية التي لم تعد تشعر بالأمان. وحث قادة وأعضاء المجتمع رئيس الوزراء على اتخاذ إجراءات، متهمين الحكومة والشرطة بالإهمال المنهجي. وقال نتنياهو، في بيان نادر عقب مقتل خمسة أشخاص في يوم واحد في يونيو حزيران، إن الحكومة “عازمة على محاربة الجريمة المنظمة واستعادة الهدوء”. وقالت النائبة “المجتمع الفلسطيني يحاول النضال من أجل البقاء… الأولوية القصوى للفلسطينيين في هذه المرحلة هي البقاء أحياء. الأولوية القصوى للمحتجين، المحتجين اليهود، هي العيش في ظل ديمقراطية”.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
الإسكان: تأسيس تحالف بين المقاولون العرب وCSCEC الصينية لتنفيذ مشروعات في أفريقيا
التقى المهندس شريف الشربينى، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، تشنغ شيويه شيوان، رئيس مجلس إدارة الشركة الصينية العامة للهندسة والمقاولات "CSCEC"، بمقر الشركة بالعاصمة الصينية بكين، لبحث موقف المشروعات المشتركة بين الجانبين، ومنها مشروع منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، ومشروع أبراج الداون تاون بمدينة العلمين الجديدة، وكذا الاطلاع على أحدث تجارب التشغيل والصيانة تمهيدا لتشغيل منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين في إطار العلاقات المتينة بين مصر والصين، وذلك بحضور السفير خالد نظمي، سفير مصر لدى جمهورية الصين الشعبية، وعدد من مسئولي وزارة الإسكان، والشركة الصينية.
وفي بداية اللقاء، رحب تشنغ شيوان، رئيس شركة CSCEC الصينية، بالمهندس شريف الشربينى، والوفد المرافق له، مؤكداً أن مصر شريك مهم للشركة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفي السنوات الأخيرة قطعنا شوطا كبيرا في مجالات التعاون مع مصر، بجانب التأكيد على التعاون المستمر مع مصر ومع وزارة الإسكان.
وقال تشنغ شيوان: في العام الماضي تم مقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، وإبلاغه عن موقف منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة، وكذا موقف مشروع أبراج الدوان تاون بمدينة العلمين الجديدة، وأعطانا الرئيس "السيسي" توجيهات بشأن تنفيذ المشروعات ونعمل على تنفيذها خاصة الاهتمام بجودة التنفيذ، لافتا إلى أن مشروعات التعاون بيننا ستكون تحفة معمارية وتاريخية، ومشروع منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية وأبراج الداون تاون بالعلمين الجديدة يمثلان أهمية كبيرة لمصر، ونحن نقدر ذلك ونعمل على تنفيذهما بأفضل صورة ونشعر بالمسؤولية الكبيرة لما يمثله هذان المشروعان من خطوة مهمة في تنمية مصر.
وأضاف تشنغ شيوان، أن التعاون بين طرفينا سيكون مثمرا ومربحا وسنستفيد من الخبرات المشتركة، مؤكداً الرغبة في زيادة التعاون المشترك بما يسهم في أن تكون مشروعاتنا علامة متميزة للبلدين.
من جانبه تقدم المهندس شريف الشربينى، وزير الإسكان، بالشكر تشنغ شيوان، ومسئولي الشركة، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكدًا تقدير الجهود المبذولة من الشركة للمشروعات التنموية التي يتم تنفيذها في مصر قائلا" نعتبر شركة CSCEC الصينية شريك نجاح معنا، وفي إطار توجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، نعمل على توطيد أطر التعاون بين مصر والصين، ونسعى كفريق عمل مشترك لدفع العمل في هذه المرحلة تنفيذا لتوجيهات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالانتهاء من تنفيذ منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية في توقيتاتها المحددة، وكذا منطقة أبراج الداون تاون في العلمين الجديدة".
شركة CSCEC الصينية في مصر
واستعرض وزير الإسكان المواعيد التي تم التوافق عليها مع فريق عمل شركة CSCEC الصينية في مصر عن المشروعين، مشيراً الى أن وزارة الإسكان توفر كل السبل الداعمة لنجاح جهود الشراكة في هذا المجال، ومعربا عن سعادته بزيارة عدد من المشروعات التابعة للشركة في شنغهاي او هانغتشو أو هنا في بكين، حيث يؤكد ذلك جدارة الشركة في مشروعات البناء، وكذا التشغيل والصيانة، حيث نهدف في هذه المرحلة للاستفادة من خبراتكم خاصة في مجال التشغيل والصيانة لمنطقة الأعمال المركزية، ونتطلع لزيادة استثماراتكم في عدد من المشروعات في مواقع مميزة داخل الدولة المصرية، خاصة في القطاع الصناعي بالمدن الجديدة، او غيره من المشروعات.
وقال المهندس شريف الشربيني: نتطلع للدخول في شراكات وتحالفات مع أحد أذرعنا التنفيذية وهي شركة المقاولون العرب، حيث يمكن لشركة CSCEC الصينية والمقاولون العرب أن يشكلا معا تحالفا قويا يسهم في تنفيذ العديد من المشروعات خاصة في القارة الأفريقية.
كما تقدم وزير الإسكان بالشكر لمسئولي شركة CSCEC الصينية وشركائها في مصر ومنها شركة "إنكوم" على الجهود المبذولة والتعاون المستمر.
فى الوقت نفسه تقدم رئيس الشركة الصينية، بالشكر للمهندس شريف الشربينى، على مقترح الشراكة مع المقاولون العرب، وأبدى الموافقة على عقد تحالف مع شركة المقاولون العرب في تنفيذ عدد من المشروعات الثنائية سواء داخل مصر أو خارجها، وأن هذا مقترح ممتاز جدا، ونحن لنا خبرة في المشروعات الخارجية، وندرك أن المهندس المصري والعامل المصري له ميزات تنافسية في المنطقة، وسنعمل معهم على الاستفادة من ذلك، لافتا إلى أنه خلال الفترة الاخيرة أنشأت الشركة مصنعين في مصر للمعادن الفولاذية والواجهات للمباني وسنعمل على تطوير هذه المصانع.
وأكد انه من المهم الانتهاء من مشروع منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية بأعلى جودة، وكذا حسن إدارته وتشغيله وصيانته بهدف الحفاظ على هذه الاستثمارات.
كما تم خلال اللقاء، استعراض اعمال الشركة في قطاع تشغيل وإدارة وصيانة الأبراج، حيث قال رئيس شركة CSCEC الصينبة:"لدينا شركة تابعة متخصصة في ذلك ونتطلع للتعاون مع وزارة الإسكان في مشروعات التشغيل والصيانة ليس فقط في مشروع منطقة الأعمال المركزية بل وفي عدد من المشروعات الاخرى بالمنطقة".
وأشاد المهندس شريف الشربينى، بقرار رئيس شركة CSCEC الصينية بالموافقة على التحالف مع شركة المقاولون العرب، قائلا" نحن مستعدون من الآن لتفعيل ذلك، وبالنسبة للفرص الاستثمارية لدينا فرص لإقامة مناطق صناعية بالمدن الجديدة، وكذلك مشروعات سياحية، ولدينا ثقة في إمكانات شركتكم لإقامة مشروعات تعاون جديدة".