رغم الحرب.. المسحراتي حاضر في غزة
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
متمسكا بالأمل لمجابهة أوجاع الحرب، يبادر الشاب محمد في مدينة رفح لإيقاظ الناس وقت السحور، بأبسط الإمكانيات والأدوات، محافظا على تقليد اتبعه طوال سنوات مضت، قبل أن يجد نفسه نازحا.
.المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: شهر رمضان قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
ما هو سبب اندلاع الحرب في سوريا؟
اندلعت الحرب في سوريا نتيجة تداخل معقد للأسباب السياسية والاجتماعية والاقتصادية، التي تفاعلت على مدار عقود قبل أن تنفجر في عام 2011. هذا الصراع الذي تحول لاحقاً إلى أزمة عالمية ذات أبعاد إنسانية وسياسية خطيرة، لا يمكن اختزاله في سبب واحد، بل هو نتيجة تضافر عوامل متعددة، في هذا المقال بعض الأخبار السياسية عن سوريا.
جذور الأزمة السياسيةلطالما كانت سوريا بلداً يعيش في ظل نظام سياسي مستقر، لكنه يعاني من انغلاق سياسي وقمع للحريات. سيطرة حزب البعث على السلطة منذ عام 1963 أوجدت نظاماً تسلطياً ركز السلطة في يد القيادة، مما أوجد فجوة بين الشعب ومؤسسات الدولة. غياب الحوار السياسي وتهميش المعارضة خلق شعوراً متراكماً بالإحباط لدى العديد من السوريين.
التأثير الاقتصادي والاجتماعيشهدت سوريا في السنوات التي سبقت الحرب تحديات اقتصادية كبيرة، كان من أبرزها الجفاف الذي ضرب البلاد بين عامي 2006 و2010، مما أدى إلى تدهور القطاع الزراعي، وهو مصدر رزق أساسي لشريحة واسعة من السكان. هذا الجفاف أجبر مئات الآلاف من المزارعين على النزوح إلى المدن، مما زاد من الضغوط على البنية التحتية وأوجد شعوراً بالتهميش والفقر.
إضافة إلى ذلك، أدت السياسات الاقتصادية إلى زيادة الفجوة بين الطبقات الاجتماعية، حيث اتسمت العقود الأخيرة بخصخصة القطاعات العامة والتركيز على المصالح الخاصة للنخب، مما عزز الشعور بعدم المساواة وأضعف الروابط الاجتماعية.
التأثير الإقليمي والدوليلم يكن الوضع السوري معزولاً عن سياق إقليمي متوتر. تأثرت سوريا برياح التغيير التي اجتاحت العالم العربي في عام 2011، والمعروفة بـ "الربيع العربي". المظاهرات التي بدأت في تونس ومصر وليبيا ألهمت شريحة واسعة من السوريين للتظاهر سلمياً، مطالبين بالإصلاحات السياسية والاقتصادية.
لكن التدخلات الخارجية، سواء من قبل دول إقليمية أو قوى عالمية، ساهمت في تصعيد الأوضاع إلى نزاع مسلح. الدعم العسكري والمالي للأطراف المختلفة أدى إلى تعقيد النزاع، وتحويله إلى ساحة صراع دولية.
الشرارة الأولىاندلعت الاحتجاجات في مدينة درعا في مارس 2011 بعد اعتقال أطفال كتبوا شعارات مناهضة للنظام على الجدران. كانت هذه الحادثة بمثابة الشرارة التي فجرت الاحتقان الشعبي. الرد الأمني العنيف من قبل السلطات أدى إلى تصاعد المظاهرات، وتحولت سريعاً من مطالب إصلاحية إلى دعوات لإسقاط النظام.
هل كان بالإمكان تفادي الحرب؟يرى الكثيرون أن الخيارات السياسية التي اتخذتها الأطراف المعنية ساهمت في تأجيج النزاع بدلاً من حله. غياب الحوار الفعلي بين النظام والمعارضة، واعتماد العنف كوسيلة للتعامل مع الاحتجاجات، ساهم في تعميق الانقسامات. وفي ظل هذا الوضع، تدخلت قوى إقليمية ودولية بمصالح متضاربة، مما حول الأزمة إلى حرب شاملة.
الدور الإعلامي وتأجيج الصراع
لعب الإعلام دوراً بارزاً في تطور الأزمة السورية وتحولها إلى نزاع مستمر. فقد أسهمت وسائل الإعلام المحلية والدولية في تسليط الضوء على الأحداث، لكنها في كثير من الأحيان انحازت لروايات معينة، مما ساهم في تأجيج الخلافات وتعميق الانقسام بين الأطراف المختلفة.
وسائل الإعلام المعارضة ركزت على انتهاكات النظام وممارساته القمعية، بينما ركز الإعلام المؤيد للنظام على خطر الجماعات المسلحة والإرهابية التي نشأت في خضم الصراع. هذا التباين في الروايات ساهم في خلق صورة مشوشة للوضع في سوريا، وأدى إلى تضليل الرأي العام العالمي. في الوقت نفسه، استُخدم الإعلام كأداة لحشد الدعم الدولي والإقليمي لطرفي النزاع، مما حول الأزمة إلى حرب إعلامية موازية على أرض الواقع.
ختاماًاندلاع الحرب في سوريا هو نتاج تفاعل معقد بين العوامل الداخلية والخارجية. هي أزمة كشفت عن ضعف الأنظمة السياسية والاقتصادية في مواجهة مطالب الشعب، وعمّقتها التدخلات الخارجية التي وضعت المصالح الجيوسياسية فوق مصلحة الشعب السوري. اليوم، تبقى سوريا نموذجاً مؤلماً لنتائج غياب الحلول السياسية والاستجابة الفاعلة لمطالب الشعوب.