قبل هجوم موسكو.. لماذا لم تتعاون مخابرات أميركا مع روسيا؟
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
تسبب التحذير الذي وجهته السفارة الأميركية في روسيا يوم 7 مارس الجاري، لمواطنيها بتجنب التجمعات الكبيرة في موسكو بسبب ما قالت إنها "تقارير عن تخطيط متطرفين لشن هجوم وشيك"، في حالة من الجدل داخل روسيا، متهمين الولايات المتحدة بأنه كان يجب عليها نقل المعلومات التي بحوزتها للمخابرات الروسية لتفادي مقتل أكثر من مئة شخص.
وكانت السفارة ذكرت، في رسالة على موقعها الإلكتروني، أنها "تراقب التقارير التي تفيد بأن متطرفين لديهم خطط وشيكة لاستهداف تجمعات كبيرة في موسكو، مثل الحفلات الموسيقية". ولم تقدم السفارة، التي حثت الأميركيين مرارا على مغادرة روسيا فورا، مزيدا من التفاصيل حول طبيعة التهديد، لكنها قالت إنه "يتعين عليهم الابتعاد عن التجمعات والتيقظ".
وطالبت وزارة الخارجية الروسية، الولايات المتحدة، بنقل أية معلومات موثوقة لديها حول الهجوم الإرهابي في قاعة "كروكوس" فورا إلى الجانب الروسي.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، ردا على تعليق البيت الأبيض بأنهم لا يرون أي مؤشرات على تورط أوكرانيا أو الأوكرانيين في الهجوم الإرهابي بموسكو، الجمعة: "من الضروري أن تنقل الولايات المتحدة أية معلومات موثوقة لديها حول الهجوم الإرهابي في قاعة كروكوس إلى روسيا".
وأضافت: "يتعين عليهم، نقل هذه المعلومات على وجه السرعة إلينا".
أزمة التعاون الاستخباراتي
مساعد نائب وزير الدفاع الأميركي السابق، مايك ملروي، يقول لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الولايات المتحدة قامت بالتنسيق مع روسيا فيما يخص الحادث، وأن الرئيس بوتين قال علنا إنه لا يعتقد أن المعلومات الاستخبارية صحيحة ووصفها بأنها دعاية.
لكن عضو الحزب الديمقراطي الأميركي، الدكتور مهدي عفيفي، يقول إنه منذ اندلاع الحرب على غزة وتركيز الولايات المتحدة وأجهزتها الاستخباراتية كان منصبا على ما يحدث هناك ومساندة إسرائيل، وفي نفس الوقت يرى كثيرون داخل أميركا أن روسيا تستغل انشغال العالم بغزة من أجل محاولة التقدم داخل الأراضي الأوكرانية وهو ما سبب بطءا في التعاون الاستخباراتي في هذه المسألة.
ويعتقد عفيفي، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن السفارة الأميركية لم تنسق مع الجانب الروسي لوجود بعض الخلافات العميقة التي ظهرت في الفترة الماضية وكانت هناك محاولات من الولايات المتحدة للضغط على روسيا لعدم الاستمرار في ضرب أهداف معينة في أوكرانيا، واستمرار الدعم الأميركي لأوكرانيا الذي يغضب موسكو، وهو ما سبب قصورا في تبادل المعلومات الاستخباراتية بين البلدين.
وأشار إلى التنسيق العسكري والاستخباراتي كان موجودا طول الوقت، وكان هناك تنسيق بينهما، ولكن "في هذا الحادث من الواضح أنه لم يكن هناك أي تعاون استخباري بين موسكو وواشنطن".
تعقد مستوى الصراع
بدروه، يقول يقول الباحث في الشأن الأميركي، الدكتور كمال الزغول لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه "عندما تحذر الولايات المتحدة رعاياها في روسيا، هذا يعطي مؤشرا للروس بأن يتحركوا ضد هذه الهجمات العنيفة كون العلاقات فاترة وفقط من خلال الخط الساخن على المستوى العسكري لتجنب الصدام".
كا يرى "أن الصراع الروسي الأوكراني بدأ يتعقد بعد وفاة ألكسي نافالني ويفغيني بريغوجين وفوز بوتين بالانتخابات الرئاسية لفترة خامسة، وعلينا أن ننتظر ما تقوله روسيا حول خيوط هذه العملية، وسنحكم على مستوى التوتر بين أميركا وروسيا بعد صدور نتائج التحقيق حول العملية، لأن كل طرف لديه وسائله الاستخباراتية لمراقبة الآخر".
وأبلغ جهاز الأمن الاتحادي الروسي، الرئيس فلاديمير بوتين باعتقال 11 شخصا، 4 منهم ضالعون في الهجوم على نحو مباشر. ونقلت وكالة "تاس" عن الكرملين القول إن العمل جار لرصد المزيد من المتواطئين.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الحفلات الموسيقية الخارجية الروسية روسيا بوتين غزة جهاز الأمن الاتحادي الروسي روسيا أميركا موسكو التعاون الاستخباراتي الحفلات الموسيقية الخارجية الروسية روسيا بوتين غزة جهاز الأمن الاتحادي الروسي أخبار العالم الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
ترامب يعتبر أن أميركا سبب وجود قناة السويس ومغردون يردون
أثار منشور للرئيس الأميركي دونالد ترامب على منصة "تروث سوشال" جدلا واسعا في منصات التواصل الاجتماعي، خاصة في العالم العربي، بعد أن طالب بالسماح للسفن العسكرية والتجارية التابعة للولايات المتحدة بالمرور عبر قناتي السويس وبنما دون دفع أي رسوم.
وقال ترامب في منشوره: "ينبغي السماح للسفن الأميركية بالمرور عبر قناتي السويس وبنما دون دفع أي رسوم".
وأضاف أنه طلب من وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، التحرك فورا لتحقيق هذا الهدف، معتبرا أن القناتين ما كان لهما أن توجدا لولا الولايات المتحدة، حسب تعبيره.
وأثار هذا التصريح موجة من التعليقات الساخرة والناقدة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بدأ كثيرون في إعادة نشر تاريخ إنشاء قناة السويس المصرية لتفنيد مزاعم ترامب.
#قناة_السويس
قناة مصرية خالصة
شُقت في زمن كان الأمريكان في صراع داخلي
شُقت بايدٍ مصرية بحتة كلفتهم ١٢٠ آلف فقيد
يعني لا دخل لأمريكا بشقها لا من قريب ولا من بعيد .#قناة_السويس_خط_احمر pic.twitter.com/hz8CN65e5Y
— النائب محمد ناصر الحزمي الإدريسي (@Mp_M_Alhazmi) April 27, 2025
وقال مدونون إن الولايات المتحدة بالفعل شقت قناة بنما وظلت تديرها لنحو 90 عاما حتى العام 1999، لكن لا علاقة لها بقناة السويس، إذ تم الانتهاء من حفرها عام 1869، أي قبل 156 عاما، في وقت كانت فيه أميركا غارقة في الحرب الأهلية وغير معنية بتطورات العالم الخارجي.
إعلانوأشار البعض إلى أن نحو 20 ألف مصري شاركوا في حفر قناة السويس، وأكدوا أن هذا التاريخ يجعل القناة رمزا للفخر المصري لما دفعه الشعب من دماء وتضحيات لبنائها، مؤكدين أن القناة خرجت إلى النور بعرق ودماء المصريين فقط.
نعرف أن الولايات المتحدة هي من قام بشق قناة بنما وظلت تديرها نحو ٩٠ عاما حتى العام 1999، لكن ما دخل الأميركيين بقناة السويس حتى يدعي ترامب أن بلاده هي سبب وجودها؟
وحتى مع رغبته في إثارة جعجعة، فإن الأمر يبعث على التندر أكثر من الاستغراب أو الاحتجاج، فقناة السويس انتهى شقها قبل…
— لقاء مكي (@liqaa_maki) April 26, 2025
وكتب أحد المغردين بسخرية: "ترامب حتى وهو يحاول إثارة الجعجعة يبعث على التندر. قناة السويس انتهى حفرها قبل 156 عاما، وأميركا حينها كانت بالكاد تعرف حدودها، فكيف تكون سببا في وجودها؟".
وعلق آخر: "عندما تم حفر القناة، كان العالم يشاهد حربا أهلية أميركية بينما مليون مصري كانوا يموتون في ظروف قاسية، فكيف يدعي ترامب الفضل لأميركا؟".
#قناة_السويس_خط_احمر قناة السويس شريان مصر الذي حفره أبناؤها بدمائهم. لها قوانين دولية تحميها وتحكم مرور السفن فيها، وعلى من يتغنى بالديمقراطية والدستور أن يحترم هذا الحق. #ترامب
— Samar D Jarrah (@SamarDJarrah) April 27, 2025
على الجانب الآخر، اعتبر مدونون أن مطالبة ترامب بمرور السفن الأميركية عبر قناة السويس دون رسوم يمثل ضغطا جديدا على الدولة المصرية.
وأشاروا إلى أن هذا النوع من التصريحات يعكس تحولا خطيرا في أسلوب إدارة واشنطن للملفات الحيوية في منطقة الشرق الأوسط.
وحذر ناشطون من أن الصمت أو الاكتفاء بردود إعلامية باهتة قد يفهم كنوع من القبول الضمني والضعف، وهو ما قد يشجع الولايات المتحدة على تقديم مطالب أخطر في المستقبل.
وفي 25 أبريل/نيسان 1859، بدأت عملية حفر القناة، وانتهت الأشغال وافتتحت رسميا عام 1869، ونظرا لموقعها الإستراتيجي، لم تسلم قناة السويس من أن تكون محط أنظار بعض الدول التي كانت تطمع في السيطرة عليها.
إعلان