ألــوان| محمود سعيد.. من القضاء إلى شاطئ الفن
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
محمود سعيد، أحد الرواد الذين وضعوا أسس الفن التشكيلي، ليصبح مؤسس المدرسة المصرية الحديثة، ويعتبر من أكثر الفنانين المصريين الذين كتبت عنهم دراسات عن حياته وأعماله، ونظرًا لتميزه خصصت له الدولة متحفًا يحمل اسمه، ليضم أعماله الفنية.
حياته ونشأته
ولد محمود سعيد فى ٨ أبريل ١٨٩٧، بالإسكندرية، من عائلة عريقة ثرية تسكن بالقرب من مسجد سيدي أبي العباس المرسي، وحصل على جائزة الحقوق الفرنسية عام ١٩١٩ عام الثورة المصرية الأولى.
شخصيته الفنية
تأثر تأثرًا كبيرًا بالحياة المصرية والشخصية المصرية والفن المصري بكل أعماله، وكان لثقافته الغربية وحياته في الغرب ووراثته التاريخية للفرعونية والفن الإسلامي والعربي ومعايشته للحاضر المصري المعاصر أثر كبير على فنه. تأثره أيضًا بدراسة القانون والتي أملت على أفكاره النظام وأهمية الالتزام به، وأصبح نموذجاً لتوظيف الأساليب الغربية عن الذات الفردية والقومية وتتجلي هذه الحقيقة في أعماله المتتالية التي أنتجها منذ منتصف العشرينيات وحتى أواخر الثلاثينيات.
أما في مرحلة الأربعينيات فقد تمحور فنه حول البورتوريه أو الصورة الشخصية والتي اهتم فيها بإبراز العمق النفسي للشخصية بقدر ما اهتم بدقة الملامح وركز في تعبيرات الوجه.
ثم جاءت مرحلة تحول فيها الفنان تحولاً شديداً وهي مرحلة الخمسينيات فساد لوحاته الهدوء وعم الضوء والبرود واختفت المشاعر المتأججة ليحل محلها الضوء الغامر والمناظر الطبيعية الواسعة والصمت في جو هادئ.
أشهر لوحاته
من أشهر أعماله ولوحاته: الدراويش، الشادوف، المدينة، بنات بحري، بائع العرقسوس، بنت البلد، الشحاذ، ذات الرداء الأزرق، ذات الجدائل الذهبية، الخريف.
ولوحة افتتاح قناة السويس التي تصور وتسجل الحدث التاريخي لافتتاح قناة السويس في عهد إسماعيل. كذلك قام برسم أشخاص من أفراد عائلته واصدقائه فهناك صورة خالدة للملكة فريدة، وهي في مراحل عمرها الأولى.
أغلى لوحة لرسام من الشرق الأوسط
في أبريل ٢٠١٠ بيعت لوحته «الدراويش» عن طريق صالة مزادات كريستي العالمية بمبلغ ٢.٤٣٤ مليون دولار وفي وقت بيعها سجلت كأغلى لوحة رسمها فنان من الشرق الأوسط في العصر الحديث ورسمت هذه اللوحة في ١٩٣٥.
جوائز
نال محمود سعيد ميدالية الشرف الذهبية في معرض باريس الدولي ١٩٣٧ عن الجناح المصري. ثم منحته فرنسا عام ١٩٥١ وسام اللجيون دوبنر، وفي عام ١٩٦٠ كان أول فنان تشكيلي يحصل علي جائزة الدولة التقديرية للفنون وتسلمها من الرئيس المصري جمال عبد الناصر.
"الكتالوج المُسبَّب"
وفى إبريل ٢٠١٧ تم إطلاق النسخ الأولى من «الكتالوج المُسبَّب» للفنان الرائد محمود سعيد، بوصفه أول موسوعة فنية موثقة لفنان مصرى، وجاء ذلك بمناسبة مرور ١٢٠ عاما على ميلاده.
وكان حفل التوقيع وإطلاق الكتالوج قد احتضنته مكتبة القاهرة الكبرى بالقاهرة، بحضور مؤلفى الكتاب وهما الباحثة والناقدة الفرنسية فاليرى هيس، والدكتور حسام رشوان الباحث فى تاريخ الحركة الفنية الحديثة. ونظم هذه الفاعلية مؤسسة «آراك للفنون والثقافة» برئاسة الدكتور أشرف رضا، وهذه الموسوعة تقع فى جزءين: الأول خاص باللوحات الزيتية، أما الجزء الثانى، فيتضمن ٣٧٩ اسكتشا (لم تعرض من قبل).
رحيل
توفي محمود سعيد في عام ١٩٦٤، وبعد وفاته خصصت له الدولة متحفًا يحمل اسمه، يضم أعماله الفنية (متحف محمود سعيد بالجزيرة).
متحف الفنان محمود سعيد
هو أحد أهم معالم مدينة الإسكندرية، لأحد الفنانين التشكيليين الذين أثروا فى ذاكرة الفن العالمية، وصاحب أغلى لوحات بيعت لفنان عربي، والذى يقوم على مساحة تبلغ ٧٣٢م ٢، وقد تم تحويله إلى مركز للمتاحف بعد ذلك.
تاريخ المتحف
كان المتحف منزلأً للفنان محمود سعيد بالاسكندرية، ابن محمد سعيد باشا، أحد رؤساء وزراء مصر، والذى درس القانون في باريس ليصبح فيما بعد قاضي، و في عام ١٩٤٧ قرر التقاعد وفعل ما يحبه، الرسم. باستخدام بعض التقنيات التي تعلمها في باريس، ليصبح أحد روا الفن التشكيلى فى العصر الحديث.
محتويات المتحف
يحتوى المتحف أعلى مجموعة كبيرة من أعماله من الصور والمناظر الطبيعية ومشاهد الشوارع.، والمفروشات لا تزال سليمة وتمثل صورة من الأربعينيات والخمسينيات. يقع المتحف الذي تم افتتاحه عام ٢٠٠٠م في مبنى مميز، وهو عبارة عن قصر يضم داخل جدرانه ٣ متاحف أحد هذه المتاحف هو متحف محمود سعيد الواقع في الطابق الأرضي لهذا المبنى. يضم هذا المتحف الذي هو بالأساس بيت الفنان الذي عاش فيه وهو ذو طابع معماري إيطالي جميل الكثير من الأعمال الخاصة برواد الفن التشكيلي في العصر الحديث، ويقوم بعرض مجموعة تمثيلية رائعة تضم أكثر من ٤٠ عملا فنيا شخصيا للفنان محمود سعيد. يضم المتحف ٧ قاعات لعرض أهم أعمال الفنان محمود سعيد، منها ٥٢ لوحة زيتية وواحدة بالجواش، ذلك القصر ذو الفناء الفسيح، المبنى بطراز معمارى مستلهم من الطراز الأوروبى، ويميل إلى الروح التركية فى التجريد والخطوط الهندسية مستوحاة من الفن الإيطالى والمبنى غير مسجل ضمن الآثار.
كان الفنان محمود سعيد قد حول القصر إلى مرسم خاص به، بعد وفاة والده، ثم تحول إلى متحف بعد وفاته شخصيا عام ١٩٦٤.
مقتنيات المتحف
يضم المتحف لوحات تعبر عن البيئة المصرية، أهمها لوحات حفل افتتاح قناة السويس وذات الأساور الزرقاء ونادية بالرداء الأبيض ومدام رياض ومدام يوسف ذو الفقار ولوحة نبوية بالرداء المشجر. بالإضافة إلى ٣ صور فوتوغرافية للفنان وعائلته، فضلا عن مقتنيات؛ منها ٢٠ ميدالية، بينها وسام النيل ووسام الاستحقاق، الذى ناله من الرئيس جمال عبدالناصر عام ١٩٦٠». كما يضم المتحف أشهر لوحات الفنان محمود سعيد بنات بحرى، وبنت البلد والخريف والشادوف.
أغلى لوحات المتحف
وتعد أعمال سعيد الأغلى بين أعمال فنانى الشرق الأوسط على الإطلاق، وبيعت لوحته الدراويش، التى رسمها عام ١٩٢٩، فى إحدى صالات المزادات فى دبى بـ٢.٥٤٦ مليون دولار، فى أكتوبر ٢٠١٠، فيما بيعت لوحته الشادوف، بمبلغ ٢.٤٣٤ مليون دولار.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الفنان محمود سعيد فن تشكيلي الفنان محمود سعید متحف ا
إقرأ أيضاً:
منصور بن زايد: متحف «نور وسلام» يعكس رؤية الإمارات في تعزيز الثقافة والتعايش
أبوظبي-وام
افتتح سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة متحف «نور وسلام»، في مركز جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي.
وقام سموه بجولةٍ في أقسام المتحف، برفقة عدد من كبار المسؤولين، اطلع خلالها على محتوياته وأنشطته وما يقدم من معارف حول الحضارة الإسلامية وما جادت به عبر عصورها من فنون وعلوم، وما تتسم به من تسامح وتعايش، ساهم في رفد حركة التأثير والتأثر بينها وبين غيرها من حضارات العالم، حيث يتضمن المتحف خمسة أقسام تتضمن تجارب تفاعلية، توظف التقنيات والوسائط المتعددة، وتستعرض المقتنيات النادرة والفريدة التي تعبر عن رسالة المتحف وتقدم سردًا حسيًّا شائقًا يتيح لزائري المتحف فرصة التفاعل مع محتواه الثقافي ويفتح قنوات الحوار الحضاري بين الثقافات.
كما تعرف سموه على تجربة (ضياء) الغامرة -قاعة الوسائط المتعددة-، والتي تعزز رسالة الجامع الحضارية، وذلك في «قبة السلام»، التي تضم العديد من المرافق الثقافية إضافة إلى المتحف وتجربة (ضياء).
وأكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان أن افتتاح متحف «نور وسلام» يعكس رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة نحو تعزيز الثقافة والسلام والتعايش، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يعد خطوة أخرى في ترسيخ مكانة الدولة كمنارة للتسامح والحوار الحضاري بين الثقافات.
وصرح سموه قائلاً: «إن هذا المتحف يشكل نافذة تتيح للعالم استكشاف الثراء الثقافي للحضارة الإسلامية، ويمثل إضافة نوعية لجهود دولة الإمارات في إبراز القيم الإنسانية المشتركة التي تربطنا كشعوب مختلفة، وجعل التراث والفن والعلم والآدب منصات للحوار والتقارب. نحن ملتزمون بدعم المبادرات التي تساهم في بناء مستقبل يعزز قيم التفاهم والسلام».
وأضاف سموه: «إن مركز جامع الشيخ زايد الكبير يواصل دوره ورسالته الحضارية التي تعزز مكانة الإمارات كوجهة ثقافية عالمية تجمع بين عبق الماضي وتطلعات المستقبل، ويؤكد رؤيتنا في تحقيق التنمية الثقافية التي تحترم تعدد الثقافات وتحتفي بالتنوع».
تجربة ثرية وجاذبة
ويجمع المتحف بين الأجواء المميزة وطرق العرض المبتكرة للقطع الأثرية والوسائط المتعددة، ليخلق تجربة سردية ملهمة وغنية تتألف من خمسة أقسام، هي قيم التسامح – فيض النور، والقدسية والعبادة – المساجد الثلاثة، وجمال وإتقان–روح الإبداع، والتسامح والانفتاح – جامع الشيخ زايد الكبير، والوحدة والتعايش، تضاف إليها المساحة المخصصة لتجارب العائلة والأطفال.
محتوى ثقافي قيّم
ويزخر المتحف بمجموعة منتقاة من التحف والمعروضات، التي تعود إلى عصور إسلامية مختلفة، وتتمحور حول مواضيع متنوعة، ومن أهم ما تشمل معروضات المتحف: جزء من حزام الكعبة المشرفة (القرن 20)، ودينار عبدالملك بن مروان (77 ه) -أول مسكوكة إسلامية ذهبية-، وكتاب التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (1296م /695ه)، ويتناول تخريج أحاديث موطأ الإمام مالك من الحديث الشريف ومدونات الفقه الإسلامي، وصفحات القرآن المخطوطة بالذهب من المصحف الأزرق (القرن 9-10 م)، وكتاب أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار (القرن 14 م)، والاسطرلاب الأندلسي (القرن 14م)، إضافة إلى المجموعة الشخصية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه-، وغير ذلك من الأعمال الفنية العريقة والمعاصرة، والأطروحات العلمية والطبية، والزخارف والخطوط، والأعمال الفنية المعدنية والخشبية والرخامية، والمنسوجات.
وبهدف نشر رسالته على أوسع نطاق من خلال إطلاع مرتاديه من مختلف الثقافات، على رسالته، قدم المتحف مضمونه الحضاري، بسبع لغات هي العربية والإنجليزية والصينية والإسبانية والفرنسية والروسية والهندية، من خلال تقنية تمكّن المستخدم من تفعيلها على الشاشات الرقمية المصاحبة للتجارب الثقافية ضمن أقسام المعرض.
«قبة السلام»
تجدر الإشارة إلى أن المتحف يقع في «قبة السلام»، الوجهة الثقافية الجديدة في إمارة أبوظبي، في مركز جامع الشيخ زايد الكبير، التي تضم عدداً من الأنشطة الثقافية منها مكتبة الجامع المتخصصة في علوم الحضارة الإسلامية وفنونها، والمسرح الذي يحتضن الفعاليات والمناسبات الدينية والوطنية والثقافية والمجتمعية، وتجربة (ضياء) الحسية الغامرة والملهمة التي تُقدم رسالة الجامع الحضارية، بتقنية (360)، والتي تمثل برسالتها وأسلوب عرضها إضافة نوعية للتجارب الثقافية في المركز،
كما تحتضن مساحات «قبة السلام»، المعارض المؤقتة التي يقيمها المركز والتي تتميز بقيمتها الثقافية، ورسائلها الحضارية، التي تعزز رسالة الجامع ودوره الثقافي، من خلال تقديم محتواها الثقافي والإنساني في إطار معرفي تفاعلي متنوع، ومنها: معرض (الأندلس، تاريخ وحضارة)، ومعرض (النقود الإسلامية، تاريخ يكشف).
من الجدير بالذكر أن مركز جامع الشيخ زايد الكبير سيعلن عن افتتاح متحف نور وسلام أمام الزوار قريبا، ليتاح لمختلف الثقافات من مرتادي جامع الشيخ زايد الكبير خوض التجربة الثقافية في أرجاء المتحف.