حدث فى مثل هذا اليوم الموافق  13 رمضان من عام 202 هـ ، قام أهالي قرطبة بثورة عارمة ضد الأمير "الحكم بن هشام" عرفت بثورة "أهل الربض" كادت أن تزعزع ملكه، وقد قابل الحكم هذه الثورة ببطش شديد، ندم عليه عند موته سنة 206ه‍ ندما شديدا.

حدث في الثالث عشر من شهر رمضان .. قصة محمد علي باشا حدث فى 9 رمضان .. قصة فك حصار القاهرة أواخر الخلافة الفاطمية

غير أن محنة أهل الربض كانت تحمل في طياتها منحة كتب الله لها تأسيس إمارة بحرية دام حكمها 138 سنة ، في عام 198 هـ عزم مجموعة من فقهاء قرطبة منهم يحيى بن يحيى الليثي وعيسى بن دينار وطالوت بن عبد الجبار المُعافري لخلع الحكم بن هشام ( المُلقب فيما بعد بالحكم الربضي ) لما رأوه منه من قسوة والخروج على أحكام الدين وبذخ وشغف باللهو والشراب وألبوا العامة ضده من على المنابر.

 

و رأى الفقهاء في أموي آخر يدعى محمد بن القاسم المرواني بديلاً يصلح للحكم. غير أن الحكم تفطن إلى تدبيرهم فقبض على بعضهم وفر البعض وكان ممن فر يحيى بن يحيى وعيسى بن دينار.


و ازداد كرههم له و سخطهم عليه بعدما فرض ضرائب مرهقة في عام 202 هـ فاضطرمت بقرطبة الثورة التي كادت تقلتع الحكم بن هشام عن الحكم. حيث روى المؤرخون أنه كان مارا يوما في موكبه بسوق الربض فتعرض له بعض العامة بالقول فأمر بالقبض على عشرة من زعمائهم وصلبهم. تلى ذلك مشادة وقعت بين أحد مماليك الحكم وبين رجل يصقل السيوف قتله على إثرها المملوك.

 

عندئذ ثار العامة وحملوا السلاح، وعلى الأخص أهل حي ربض شقندة الواقعة جنوب قرطبة.

 

وتوجهوا إلى القصر من كل ناحية في 13 رمضان سنة 202هـ، فجمع الحكم حراسه لصدهم. ثم بعث قائده وابن عمه عبيد الله البُلنسي وحاجبه عبد الكريم بن عبد الواحد بن مغيث في قوة قاتلت الثائرين
وطردتهم من فناء القصر، ثم واصلت القتال حتى دخلت ربض شقندة وأشعلت فيه النار، فتفرق الثائرون إلى بيوتهم فوجدوها محترقة. 

 

حيث أحاط الجنود بالثوار وقتّلوهم ونهبوا دورهم لمدة ثلاثة أيام، ففر عدد كبير من أهل الربض، وأمر بن هشام بصلب 300 ثائر منكسين. ثم أمر جنوده بالكف عن الثوار، غير أنه أمر بهدم دورهم وإجلائهم عن قرطبة، فتفرقوا في أنحاء الأندلس وعبر عدد منهم إلى المغرب

 

كما توجه آلاف منهم إلى الإسكندرية حيث كانت في ذلك الوقت تابعة للخلافة العباسية ومركزًا قويًّا للتجارة والتواصل البحري مع العالم


ولكن أنهكتها اضطرابات الصراع بين الأمين والمأمون على السلطة؛ مما جعل الفرصة سانحة للأندلسيين المطرودين بالاستقلال والسيطرة على الإسكندرية لأكثر من خمس سنوات.

ولكن “عبد الله بن طاهر” والي مصر وصاحب المأمون زحف إليهم بجيش جرار وحاصر الإسكندرية في عام 212 هـ، فطلبوا الأمان على أن يسلموا المدينة، فطالبهم بالخروج عن كل أراضي الدولة العباسية وعدم العودة مرة أخرى

لم يكن أمامهم سوى البحر مرة أخرى وكأن القدر حتم عليهم الرحيل دومًا مطرودون من ديارهم في الأندلس والآن مطرودون من مستقرهم في الإسكندرية ، توجهوا إلى جزيرة إقريطش أو كريت (على مشارف بحر إيجة الذي يشكل المدخل الحساس للقسطنطينية) عام 212 هـ بقيادة حفص عمر البلوطي رحمه الله وكانت بها حامية بيزنطية فغلبوها ولم يجدوا مقاومة من سكانها الأصليين الذين كاموا أيضا ساخطين على ظلم و احتقار الحكام البيزنطيين فأسس الأندلسييون فيها دويلة استمرت حتى عام 350 هـ سقطت بهزيمتهم من قبل البيزنطيين الذين باعوها لحاكم البندقية.


وفي عام 1080هـ استنجد أهل الجزيرة بالعثمانيين لتخليصهم من حكم البنادقة، فأرسل العثمانيون حملة لفتحها فعاد الحكم الإسلامي لجزيرة كريت مرة ثانية.

وتبقى أرض كريت هي الأرض الوحيدة التي احتفظت بجثامين المطرودين الأندلسيين من أهل الربض.

وتبقى بعض آثارهم شاهدة على تاريخ أمة حكمت الجزيرة بالعدل والرحمة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حدث فى مثل هذا اليوم

إقرأ أيضاً:

حرف يدوية في حي الجمالية| يحيى السكري.. 65 عامًا في صناع المشغولات النحاسية القديمة (فيديو)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مهنة تعبر عن تاريخ مصر القديم ورثها المصريون عن أجدادهم الفراعنة، تمسكوا بها رغم مشقتها وأتقنوها، إنهم صناع النحاس والتحف بجميع أنواعها وأشكالها المتنوعة.

التقت «البوابة» بأحد صناع المشغولات النحاسية القديمة من داخل حي الجمالية بـ"وكالة بزرعه" الذين يحولون النحاس الخام  إلى إبداعات فنية عالمية تقاوم الاندثار، وعلى بعد أمتار من داخل شوارع مصر المحروسة وسط أزقة وحارات ترى معنى التراث القديم والفن الإسلامي والتراث الفرعوني والزخرفة النحاسية القديمة.

ويروي العم "يحيى السكري" 65 عاما، بحي الجمالية، قصة كفاحه عن حرفته اليدوية وهو من أكبر أسطوات المهنة، يمارس مهنته فى هدوء فى مكان شعبي قديم داخل ورشته الصغيرة بين جدران عتيقة تخطت عقودا من الزمان.

المهنة تعاني

ويشير إلى أن المهنة عانت كثيرا على مر سنوات نتيجة ارتفاع أسعار خامات النحاس ومستلزماته بالإضافة إلى قلة الأيدي العاملة وضعف الأجور اليومية، حيث إن المهنة تحتاج للصبر واتقان في العمل وجودة في الصناعة لوقت طويل يحتاج لأيام ومراحل إنتاج للخروج بأجمل صورة معبرة على شكل تحفة لآيات قرآنية أو نقوش فرعونية، بالإضافة إلى صناعة أشكال متنوعة من صواني وأطقم شاي وعلب ملبس وأكواب وأطباق نحاسية زاهية بلون الشمس وصواني مزخرفة لملوك فراعنة.

وأضاف "السكري" قائلا: فى الفترة الأخيرة ترك الكثير من أصحاب المهنة حرفتهم فيما لا يزال العم "يحيى " معتزا بمهنة والده ومتمسكا بها ويبدع فيها ويعاونه فى ذلك العم "محمود" مساعد معه.

من ناحية أخرى؛ هناك الكثير من المناطق الصناعية فى محافظات مصر المختلفة مثل الدويقة وشق الثعبان والصعيد، تحافظ على هويتها ومورثاتها القديمة، بداية من العادات والتقاليد فى الصناعات القديمة من صناعة الخزف والأرابيسك والفخار والإكريلك وغزل النسيج.

وصولا إلى المهن والحرف اليدوية للمنتجات المحلية مثل السبح والحلي والفضة، والتى لا يزال البعض محتفظا بها باقيا علي مهنته حتي وقتنا ذلك، رغم تطور الصناعات والاعتماد على المنتج المستورد الصينى، الذى انتشر في الأسواق بشكل كبير، وتحدت هذه المهن صعوبات رغم قلة انتشارها واستخداماتها حيث تواجه صعوبات الانقراض وتحديات التطور التكنولوجي الحديث.

مقالات مشابهة

  • حرف يدوية في حي الجمالية| يحيى السكري.. 65 عامًا في صناع المشغولات النحاسية القديمة (فيديو)
  • بعد اغتيال نصر الله.. كيف تكون تحركات يحيى السنوار في غزة؟
  • خاص| أول رد من يحيى الفخراني حول مشاركته في رمضان 2025
  • في ذكرى ميلاده.. ما لا تعرفة عن يحيى شاهين "سي السيد"
  • غضب وحزن وسط أهالي الضاحية مع إعلان استشهاد نصرالله (فيديو)
  • "القومي للمسرح" يحيي ذكرى ميلاد يحيى شاهين
  • انقطاع كارثي للكهرباء في حي الهاشمي بالشيخ عثمان.. أهالي المنطقة يناشدون المسؤولين
  • أهالي كفرشوبا يناشدون على فتح الطريق العام للبلدة: ليتمكن العالقون من المغادرة
  • اعتباراً من الساعة الخامسة مساء.. أهالي بلدة يطلبون من النازحين السوريين عدم التجول
  • بعد غياب 3 سنوات.. يحيى الفخراني يعود للمسرح