معركة التابوت .. ومقتل 34 ألف إسرائيلي !
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
26 سبتمبر نت: علي الشراعي |
استلهام الماضي وحقائقه إذا ما تم على صورته الصحيحة يشكل بالحاضر حافزا من حوافز النضال والكفاح وعاملا من عوامل الصمود والمقاومة والانتصار .
شهرين وغزة وحدها صامدة وقاومت اقوى قوة عرفها التاريخ في حين تهاوت امبراطوريات وسلمت مدن بكاملها دون قيد أو شرط لتك القوة الكبرى , وقبلها كان الفلسطينيون أول من يلحق هزيمة منكرة بالعبرانيين ومازالوا يتذكرونها لليوم بمرارة وآسى .
-صمود غزة
بعد معركة نهر ايسوس في أسيا الصغرى وهزيمة الفرس امام الاسكندر المقدوني واستولى الإسكندر على معسكر الفرس عام 333 ق. م , بعد ذلك فتحت أبواب المدن الفينيقية على طول الساحل باستثناء صور التي حاصرها وأسقطها .
وتوجه قائده برمينيون ناحية دمشق التي دعته إلى تسلم خزائنها وفتحت له الأبواب وسلمت دون قيد أو شرط .
يقول الدكتور اسد رستم في كتابه تاريخ الرومان : ( والواقع أنه منذ أن مزق الإسكندر خصومه في أيسوس بدأ لعينه منظر امبراطورية عظيمة الشأن لم ترها عيون الرجال الذين معه , فأماط بهذا الحكم الفاصل الحجاب عن شخصية قوية بدأت عصرا جديدا .
وكان جواب الإسكندر أنه قام من صور إلى دمشق ومنها إلى السامرة , وأنه أقر حاكم السامرة الفارسي في حكمة وأقام إلى جانبه قائدا عسكريا . ثم انحدر إلى غزة غير مبال بأورشليم الساقطة بطبيعة الحال ...) فحينما تقدم الإسكندر المقدوني الكبير ابن فيليبس الثاني بعد اسقاطه للإمبراطورية الفارسية وسقوط المدن الفينيقية .
ووصل الإسكندر إلى غزة فامتنع صاحبها باتيس الخصي الأسود ( جاء في كتاب معجم البلدان والقبائل اليمنية لإبراهيم المقحفي أن باتيس بفتح الباء وكسر التاء وتسكين الياء منطقة في شمال جُعار من مديرية خنفر وأعمال محافظة أبين ).
عن تقديم الطاعة معتمدا في ذلك على مناعة غزة وعلى رجاله العرب الذين شدوا أزره ودخلوا معه إلى المدينة ليحموا حصونها .
فأقام الإسكندر الأبراج العالية , وهجم على الأسوار والأبواب فقابله العرب بهجوم معاكس شديد . فتراجع المقدونيون , وأحرق العرب الأبراج وأصيب الإسكندر الأكبر .
وصمدت غزة شهرين كاملين لحصار اسكندر المقدوني والذي هزم الامبراطورية الفارسية وسقطت المدن الفينيقية الواحدة تلو الاخرى وسلمت دمشق دون قتال وسقطت السامرة واورشليم فيما غزة بوابة مصر الشمالية صمدت شهرين امام اقوى جيش في ذلك العصر .
ومع سقوط غزة تابع الإسكندر زحفه نحو مصر فوصل وادي النيل في أواخر سنة 332 ق . م , واكتشف تعاظم التجارة المارة عبر البحر الأحمر بين الشرق والغرب وأهمية المواد الأولية الموجودة في أفريقيا وشاهد كثرة البضائع في مستودعات مدينة غزة , فأراد إنشاء مدينة الإٍسكندرية خاصة بعد القضاء على المرفأ الفينيقي الأهم على البحر المتوسط ميناء صور فكانت فكرة بناء الإٍسكندرية .
-معركة التابوت
فلسطين منذ الأزل وإلى اليوم ميدان صراع واطماع قوى عالمية واقليمية متعددة حاولت السيطرة عليها , ولغبت فيدا دورا أو أكثر بدأ من الاشوريون والبابليون والكلدانيون و الفرس واليونان والرومان وغيرهم ,ولأن هذه القوى تحاول اليوم الرجوع مجددا إلى فلسطين .
وقبل ذلك وإلى اليوم مازال اليهود يتذكرون أول مواجه لهم مع الفلسطينيين وكيف سحقوا بهزيمة نكرة مازالت سفر توراتهم تذكرهم بها .
يذكر المؤرخ (فيليب حتي ) في كتابه تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين : (إن ذروة قوة الفلسطينيين بلغت أوجها في النصف الثاني من القرن الحادي عشر . فقد كسروا العبرانيين حوالي عام 1050 ق. م , وأخذوا منهم تابوت العهد وحملوه إلى اشدود ) .
وتعطي التوراة صورة واضحة لهذا الحدث فتقول في سفر صموئيل الأول الفصل الرابع ما يلي : ( وخرج إسرائيل على الفلسطينيين للحرب فعسكروا عند ابان هاعيزر , وعسكر الفلسطينيون في افيق الواقعة شمال فلسطين .
واصطف الفلسطينيون بإزراء إسرائيل واتسع القتال , فانكسر إسرائيل أمام الفلسطينيين فقتلوا من الصف وفي البرية نحو أربعة آلاف رجل . فرجع الشعب إلى المعسكر .
فقالت شيوخ إسرائيل لماذا هزمنا اليوم الرب أما الفلسطينيين ؟ فلنأخذ لنا من شيلو تابوت عهد الرب , فيكون في وسطنا ليخلصنا من يد أعدائنا ) .
ثم يروى النص كيفية استحواذ الفلسطينيين على تابوت العهد القديم : ( وتشددوا يا أهل فلسطين , وموتوا رجالا كيلا تُستعبدوا للعبرانيين , كما استعبدوا هم لكم , فكونوا رجالا وقاتلوا .
وقاتل الفلسطينيون فانكسر إسرائيل وهرب كل واحد إلى خيمته . وكانت ضربة شديدة جدا , فسقط من إسرائيل ثلاثون ألفا من الرجالة .
وأخذ تابوت العهد وقُتل ابنا عالي , حُفني وفنجاس .... فأما الفلسطينيون فأخذوا تابوت الله ومضوا به من أبان هاعيزر إلى اشدود ثم أخذ الفلسطينيون تابوت الله وأدخلوه بيت داجون ) .
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
العطش يهدد قطاع غزة: الفلسطينيون لا يجدون ماءً صالحًا يشربونه
#سواليف
ليس #الجوع وحده ما يواجهه #الفلسطينيون في قطاع #غزة، مع استمرار #الاحتلال #إغلاق_المعابر لليوم السادس عشر على التوالي و #حصار القطاع ومنع إدخال المساعدات الإنسانية له، بل بدأت #أزمة_مياه و #عطش تطرق أبواب الفلسطينيين في قطاع غزة.
وتتفاقم مشكلة العطش في قطاع غزة بفعل توقف #الضخ من #آبار_المياه، وذلك في أعقاب إغلاق قوات الاحتلال للمعابر، ومنع دخول المساعدات والوقود اللازم لتشغيل محطات وآبار المياه، إضافة إلى #تدمير الاحتلال محطات التحلية وعددًا كبيرًا من الآبار خلال #الحرب.
أما بلدية غزة فأعلنت صباح اليوم الأحد، أن تهديد الاحتلال بوقف خط مياه “مكروت” الذي يغذي المدينة بنحو 70% من احتياجاتها اليومية حاليا ينذر بأزمة.
مقالات ذات صلةكما أشارت البلدية إلى أن وقف مصادر الطاقة يهدد بحالة شلل في تشغيل مرافق المياه والصرف الصحي وباقي الخدمات، نطالب المنظمات الأممية بالتدخل وإنقاذ سبل الحياة في المدينة والضغط على الاحتلال.
وفي هذا السياق، أعلنت بلدية رفح جنوب قطاع غزة، أمس السبت، توقفها القسري عن تزويد آبار المياه الخاصة والزراعية بالوقود اللازم لتشغيلها وذلك وسط أزمة وقود يعاني منها القطاع منذ أسبوعين.
وقال رئيس البلدية أحمد الصوفي في بيان، إن “البلدية كانت توفر الوقود لتشغيل 80 بئر مياه خاصة وزراعية بخلاف الآبار الرئيسية وذلك لضمان وصول المياه إلى الأحياء التي عاد إليها الفلسطينيون في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة”.
وتابع بأن “انقطاع الوقود أجبرنا على تقليص الخدمات المقدمة وتجميد خدمات أساسية وحيوية بما يهدد حياة الآلاف ويفاقم الأزمة الصحية والبيئية”.
وحذر الصوفي من التداعيات الكارثية المترتبة على توقف عمل تلك الآبار، قائلا: “نحن أمام كارثة إنسانية تلوح في الأفق”، لافتا إلى تصاعد أزمة المياه في رفح بشكل خطير في ظل غياب الحلول جراء إغلاق إسرائيل للمعابر.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف”، قالت إن المياه في قطاع غزة تواجه نقصا حادا، مشيرة إلى أنه لا يستطيع سوى واحد من كل 10 أشخاص حاليا، الوصول إلى مياه الشرب الآمنة.
وأوضحت مسؤولة “اليونيسيف” في غزة روزاليا بولين، أنّ النقص الحاد في المياه وصل إلى مستويات حرجة، وأصبح ما مجمله 90 بالمئة من سكان قطاع غزة غير قادرين على الوصول إلى مياه الشرب الآمنة.
وبيّنت بولين أنّ 600 ألف شخص استعادوا الحصول على مياه الشرب في نوفمبر 2024، لكنها انقطعت عنهم مرة أخرى، وفق ما أورده الموقع الإلكتروني للمنظمة الأممية.
في سياقٍ متصل، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” إن دولة الاحتلال أعلنت في 2 آذار/ مارس، عن وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بما في ذلك الوقود، ولم تدخل أي إمدادات – إنسانية أو تجارية – إلى غزة منذ ذلك الحين.
وأضافت أن منسق الشؤون الإنسانية، السيد مهند هادي صرح بوجوب استئناف دخول المساعدات المنقذة للحياة على الفور. إن أية تأخيرات أخرى ستؤدي إلى تراجع أي تقدم تمكنا من تحقيقه خلال وقف إطلاق النار.
ويوم الجمعة حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، من عودة المجاعة إلى القطاع، في ظل إغلاق سلطات الاحتلال المعابر أمام المساعدات الإغاثية والطبية، وفقدان 80 بالمئة من الأهالي مصادر الغذاء.
وبدعم أمريكي يرتكب الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على الـ14 ألف مفقود.