طفل الحرمان البيئي.. أعراض تشبه التوحد وتختلف في العلاج
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
تفرق الدراسات النفسية بين أطفال التوحد وأطفال الحرمان البيئي، فبحسب مدونة الصحة النفسية ورعاية المجتمع الأميركية، فإن التوحد هو اختلاف عصبي يشكل طيفه إدراك الفرد وتفاعله مع العالم المحيط به، في حين أن الحرمان أو الفقر البيئي يشير إلى تأخر النمو الشامل في تحقيق معالم النمو لدى الأطفال، ورغم أن كليهما يؤثر على الأطفال اجتماعيا ومعرفيا، فإنهما مختلفان.
في الخمس سنوات الأولى من عمر الطفل، من المفترض أن يتم اكتساب مهارات جسدية وسلوكية، وأغلبها يكون مستوحى من تفاعل ذويهم معهم، وإظهار المحبة والمودة والحب واللعب المشترك، فتنمو مع الطفل مهارات الكلام واللغة، والمهارات الحركية الدقيقة، والمهارات المعرفية والتحليلية، ثم المهارات الاجتماعية والعاطفية.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4متلازمة “الطفل الزجاجي”.. حينما تؤثر إعاقة أحد الأبناء على أشقائهlist 2 of 4كيف يؤذي مصطلح "عمى العقل" أطفال التوحد؟list 3 of 4الأم الثلاجة.. لماذا اتهمت الأمهات بتوريث التوحد لأطفالهن؟ وكيف أنصفهن العلم؟list 4 of 4هل يؤخر تعرض الرضع للشاشات مهارات التواصل والحركة؟end of listلذلك، خلال الأعوام الأولى من عمر الطفل، إذا لوحظ تأخره مرحلتين أو أكثر من تلك المهارات فقد يصبح ذلك دلالة على اضطراب النمو والحرمان البيئي.
وتعد العوامل التالية من أبرز أسباب الحرمان البيئي لدى الأطفال:
البيئة المنعزلة انشغال الأبوين الاعتماد على الهاتف المحمول لتسلية الطفل إصابة الأم باكتئاب ما بعد الولادةوقد تظهر العوامل السابقة في صورة أعراض تشبه التوحد إلى حد كبير، منها التأخر اللغوي، وعدم الاستجابة للنداء، وتشتت الانتباه، والانشغال الدائم بحركات معينة.
لكن الفارق هنا، كما تشير مدونة النمو، أن طفل الحرمان البيئي أسرع في الاستجابة للعلاج، الذي يعتمد على تغيير البيئة المحيطة بالطفل، ودمجه بشكل أكبر مع المجتمع المحيط به، وتركيز الأبوين على اللعب والحديث المستمر وخلق أنشطة مشتركة مع الطفل.
تقول نورهان غالي (36 عاما)، التي تعمل صحفية حرة في مصر، "صدمة لم أتوقعها حين أخبرتني روضة الأطفال التي يذهب إليها طفلي ذو الثلاثة أعوام أنه يعاني من التوحد"، خاصة أنها لم تلحظ عليه أيا من علامات التأخر التي قرأتها سابقا عن أطفال التوحد، وأنها لم تنتبه لتأخره عن الاندماج مع أقرانه أو تأخره اللغوي، ولم تعر الأمر انتباها حين كانت تنادي طفلها الوحيد باسمه ولا يرد عليها، كانت تعتقد أن كل تلك الأمور عادية لأنها وحيدة معه أغلب الوقت، ولا يوجد في محيطهم جيران أو أصدقاء من الممكن أن يندمج معهم.
انطلقت نورهان باحثة عن أكثر من طبيب لتشخيص حالته بشكل دقيق لتتعرف حينها على مصطلح "الحرمان البيئي"، وتضيف "لم أتوقع أن فقر البيئة من الممكن أن يؤثر على طفلي لدرجة تأخر القدرات العقلية".
لأيام طويلة كانت نورهان غالي تلوم نفسها لكونها كانت سببا في معاناة طفلها، وذلك بعد التشخيص الطبي الذي لجأت له في مركز علاج التوحد بمستشفى العباسية بالقاهرة، والذي تقول عنه نورهان إنه "من أهم مراكز التوحد الموجودة في العالم العربي"، مضيفة أنها تعلمت من خلال تجربتها أنه لا يمكن تشخيص وتفرقة حالة الحرمان البيئي عن التوحد إلا من خلال طبيب نفسي، لأن تلك المراكز غير فعالة بالمرة في التشخيص المبدئي للمرض وطرق العلاج.
وتابعت نورهان "كانت البداية هي الابتعاد عن الهاتف المحمول، وتغيير العالم المحيط به، بدأت مع والده في إيجاد مساحة مشتركة لأنشطة يومية بسيطة تلائم عمره، بالإضافة للضغط عليه لنطق ما يريده دون إعطائه إياه مباشرة، فكنت أضغط عليه ليطلب الماء أو الطعام ويسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية، بالإضافة للتوقف عن استخدام لغة ثانية في التعامل معه، فبحسب الأطباء فإن ازدواج اللغة في تلك المرحلة الأولى من عمره أسهم بشكل كبير في تشتيته".
"أزمة كورونا كانت سببا في انتشار الحرمان البيئي انتشارا أكبر من المعتاد نظرا لفترات العزلة الطويلة التي قضاها الأطفال في المنزل وانشغال الآباء بالعمل عن بعد وغياب فكرة الزيارات العائلية والأصدقاء، وقد أسهم ذلك بصورة ما في زيادة معدلات أطفال الحرمان البيئي في السنوات الأخيرة"، وفق قول استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين الدكتور أسامة يونس.
يقول يونس للجزيرة نت إن السمات المشتركة بين التوحد والحرمان البيئي تجعل التشخيص على الأغلب يتجه نحو التوحد، لكن الفارق واضح بين الاثنين، خاصة إذا كان تغيير الطفل مفاجئا على عكس طبيعته السابقة، فطفل التوحد تظهر عليه علامات التوحد منذ بداية تعرفه على العالم الخارجي لكونه مرضا عصبيا.
وبالمقابل، يحدث الحرمان البيئي -وفق يونس- بعد تفاعل أولي للطفل في الحركة والمهارات الأولى مثل اللمس والمشي وبدايات الكلام والاستجابات الانفعالية للضحك واللعب، لكن فجأة لأسباب محيطة ببيئته تحدث العزلة ويتراجع الاهتمام به، ويتحول الطفل إلى الهاتف المحمول الذي يصبح أنيسه الوحيد، مما يساعد على زيادة تشتيته.
ويحدد الدكتور أسامة يونس الصفات المشتركة بين التوحد والحرمان البيئي، وهي "عدم التواصل البصري، والتأخر اللغوي، وتوقف التفاعل الاجتماعي"، بالإضافة لإمكانية إصابة الطفل ببعض المتلازمات الحركية، لكن الاختلاف هنا أنها لصيقة بالتوحد منذ بدايته، أما في طفل الحرمان البيئي فغالبا تكون تلك المتلازمات الحركية نابعة مما يتابعه الطفل عبر الهاتف المحمول.
وحول علاج الحرمان البيئي، يوضح استشاري الطب النفسي للأطفال، للجزيرة نت، أن الجزء الأكبر منه تتحمله الأم لأنها هي أكثر شخص من المفترض أن يجلس مع الطفل في تلك المرحلة، ومشاركة الأب والمحيط المقرب ضرورية، وفكرة الانعزال الذي تمارسه بعض الأسر حديثا قد يصبح في بعض الأحيان ضررا أكبر من نفعه، لهذا لابد من عودة فكرة العلاقات الاجتماعية كونها صمام أمان لكثير من المواقف الخطيرة التي قد تمر بها الأسر ولا تعرف لها حلولا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات الهاتف المحمول
إقرأ أيضاً:
مسنة تركية تخضع لجراحة نادرة بعد اكتشاف 63 قطعة حصى بمعدتها
حذّر أطباء في تركيا من المخاطر الصحية الناجمة عن ابتلاع بذور الزيتون، بعد أن كادت امرأة تبلغ من العمر 92 عامًا تفقد حياتها نتيجة تمزق أمعائها بسبب تراكم عشرات البذور في جهازها الهضمي.
وخلال عملية جراحية، أزال الأطباء 28 نواة تمر، و35 نواة زيتون، بالإضافة إلى 5 كتل بحجم قبضة اليد تشبه الصخور من معدتها وأمعائها.
وتبين أن هذه الكتل الصلبة تشكلت نتيجة تراكم نوى التمر على مدى فترة من الزمن، حيث تراوحت أقطارها بين 5.5 و6 سنتيمترات.
ولا يُعرف على وجه الدقة المدة التي قضتها التركية "آي" وهي أرملة تقيم في زونجولداك شمال تركيا على ساحل البحر الأسود، في ابتلاع بذر الفاكهة. ورغم ذلك، لم تعانِ من أي مشاكل صحية واضحة حتى تسبب حجر بقطر 4 سنتيمترات في انسداد أمعائها الدقيقة.
وأدى هذا الانسداد إلى حدوث ثقب في الأمعاء، مما تسبب في تحلل الأنسجة، وهي إصابة خطيرة قد تهدد حياتها.
Horrifying image shows why you should ALWAYS opt for pitted olives – woman has 63 bits of stone removed from her stomach https://t.co/FOGCnxs3WZ
— Daily Mail Online (@MailOnline) February 17, 2025
ونُقلت المسنة "آي" إلى المستشفى في 5 فبراير/شباط على يد أبنائها، بعد معاناتها من آلام شديدة في المعدة مصحوبة بالتقيؤ. وبعد فحصها، قرر الأطباء إحالتها لمستشفى جامعة زونجولداك بولنت أجاويد، حيث خضعت لفحص بالأشعة المقطعية.
إعلانوكشفت الفحوصات عن وجود عشرات البذور الصغيرة من الفاكهة، بالإضافة إلى 5 كتل أكبر حجماً تشبه الصخور.
وأثناء العملية الجراحية، التي استغرقت ساعتين، قام الأطباء بإزالة الأجزاء التالفة من الأمعاء وإعادة توصيل الأنسجة السليمة، كما أزالوا جميع البذور والكتل الصلبة من جهازها الهضمي.
وبعد الجراحة، بقيت "آي" تحت المراقبة في العناية المركزة لمدة 5 أيام لاستكمال تعافيها.
ووفقاً لما نقلته وسائل الإعلام المحلية، فقد صرّحت بأنها تعشق تناول التمر والزيتون، وكانت تبتلع البذور دائماً دون إدراك لمخاطرها الصحية.
وقالت وفقاً لموقع "خبرلر" التركي "قالت لي ابنتي في القرية: أمي، أعطيني البذور. فقلت لها: لا، وابتلعتها. ولكن مع مرور الوقت لم أستطع أكل الخبز أو شرب الماء. وعلق كل شيء في حلقي".
ولكن بعد تجربتها المروعة، قالت آي إنها لن تلمس البذور مرة أخرى فـ"أنا بخير الآن. لن ألمس البذور مرة أخرى. كنت سأفصل البذور، الخطأ مني. وقالت إنه "لا ينبغي لأحد أن يبتلع البذور".
ومن جانبه، قال الدكتور إلهان تاشدوفن، وهو جراح المستشفى الذي عالج العجوز آي، إنها كانت محظوظة لأنها طلبت المساعدة الطبية.