سيمون في حوار خاص لـ«البوابة»: غادة عبدالرازق صديقتي.. «صيد العقارب» جمعنا أخيرًا.. حلم بتقديم سيرة الراحلة القديرة فاتن حمامة وأجسد شخصيتها
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
المسلسل يُقدم رسائل ضمنية مهمة في العلاقات الإنسانية.. "بربى نمل" فى بيتى.. وأتمنى نكون شبههم فى عاداتهم.. الفنان القدير محمود مرسى كان بياخد رأيى فى أدائه الفنى.. وتأخير مدحت صالح نص ساعة سبب دخولى الوسط الفنى
تعد الفنانة سيمون واحدة من النجوم الأقلاء، الذين قدموا كل ألوان الفن، بين السينما، المسرح، والدراما، والخلفية من عالم الغناء كمطربة، واستطاعت فى كل جانب من جوانب الفن أن تقدم نجاحات استثنائية بطبيعتها الخاصة، والتي اعتادها جمهورها، وألف نغم إبداعاتها سواء طربيًا فى الغناء، أو تناغم الأداء الفني بالتمثيل.
تشارك النجمة سيمون، فى دراما رمضان الحالى بمسلسل صيد العقارب، والذى يناقش العلاقات الإنسانية بين التصاعد في الشر والفتن، والكثير من الرسائل التي يتضمنها المسلسل.
«البوابة نيوز» التقت الفنانة سيمون، وتحدثت معها عن مسلسل رمضان، وكواليس العمل مع النجمة غادة عبدالرازق، وعن الغناء والمسرح والدراما وأسباب اختفائها لفترات، والمشاركات الغنائية فى حفلات السعودية، ورسائلها للشعب الفلسطيني، وإليكم نص الحوار:
* ما طبيعة الشخصية التى تقدمينها فى مسلسل صيد العقارب؟
- أقدم شخصية سيدة أعمال، ولها عائلة بطبيعة خاصة، حيث إن الصراع يدور بين أفراد العائلة، وتظهر الكثير من الصراعات بتفاصيل وخطوط درامية لكل طرف على حدة من العائلة.
* وما الفكرة من اسم المسلسل؟
- العقارب رغم ما بها من سم، إلا أنك تخرج من تلك السموم الضارة الأمصال واللقاحات، وهو من ضمن رسائل المسلسل بشكل ضمنى، وهو ما يدور حول فكرة نوايا البعض لإشعال الصراعات، لتحقيق مكاسب خاصة بهم، ومن دون الصراعات لن يتحقق لهم أى مكاسب، وهم موجودون فى حياتنا ونقابلهم فى تفاصيلنا الحياتية.
* كواليس العمل مع الفنانة غادة عبدالرازق؟
- الفنانة غادة عبدالرازق صديقة عزيزة جدًا، ومن أوائل البدايات الفنية، وكان من المفترض أننا كنا سنلتقي فى أكثر من عمل خلال السنوات السابقة، وطوال الوقت لديها رغبة ملحة أن نعمل سويا، وأنا أيضًا كنت أتمنى ذلك لأنها نجمة كبيرة ولها جمهورها، إلى أن جمعنا رمضان هذا العام بمسلسل صيد العقارب.
* المسلسل يضم مجموعة كبيرة من النجوم.. كيف ترى سيمون البطولات الجماعية؟
- كل من يقدم دورا فى أى عمل فنى حتى لو كان مشهدا واحدا فقط، هو أحد أبطال هذا العمل، ومسلسل صيد العقارب به مجموعة من أقوى نجوم الدراما المصرية، وهو ما يثقل العمل بكل تأكيد، ولكن كل من يقدم مشهدا لأي عمل هو من أبطال العمل.
* هل تعاملت مع العقرب من خلال أحداث العمل أم كنت تخشين من ذلك؟
- غادة عبدالرازق هي من تعاملت مع العقرب خلال بعض المشاهد، وأنا لا أحب التعامل معه بالطبع.
* هل تربين أى حيوان فى منزلك؟
- أنا أقوم بتربية شيء غريب جدا، أنا أربى "نمل"، وله ركن خاص وأضع له العسل وأتابع وأشاهد تفاصيل حياته الخاصة وسلوكياته.
* وما أبرز التفاصيل الخاصة به؟
- أتمنى أن يصبح البشر مثل هذا الكائن الرائع، منتهى الإخلاص فى العمل، إلى جانب فى حالة وقوع أى منهم فى أى مشكلة يتسارع الجميع بالتكاتف لدعمة، وفى حالة عثور أحدهم على طعام يذهب لينادي باقي الأفراد، وهو كائن يعطي دروسا فى الإنسانية بلا مقابل.
* بدأت دراما من فترة طويلة.. ما الفارق بين دراما رمضان فى تلك المرحلة وعما سبق من الأجيال القديمة؟
- رمضان أصبح مزدحما أكثر بالأعمال والمسلسلات الفنية المعروضة، وأصبح الفنان يقوم بأكثر من عمل فى نفس الموسم بسبب كثرة المسلسلات، وهنا تكون المقارنة ظالمة بعض الشيء، والجمهور والذوق العام يتغير مع تغير الثقافات والعادات ودخول التكنولوجيا، وهكذا الكثير من الاختلافات.
* ما رأيك فى البطولات النسائية هذا الموسم الرمضاني؟
- أنا ضد هذا التصنيف تمامًا، فبمجرد أن نقول بطولة نسائية هو يعني أنها لا تتساوى مع الرجل، وتحدث التفرقة، والمرأة والرجل روحين فى جسد واحد لا يمكن الفصل بينهما، المرأة فى الفن تقدم علامات فنية والرجل أيضا يقدم علامات فنية، «مش معنى إنه فيلم فاتن حمامة يبقي مفيش قدامها عمر الشريف.. والعكس صحيح»، وأدوار كل منهم تكمل الآخر فنيا ورياضيا، والاختلاف الوحيد بين الرجل والمرأة خلقة الله ليكمل كل منهما الآخر.
* كيف جاءت بدايتك مع الفن؟
- بالصدفة ولم أكن أتخيل ذلك فى يوم، فى البداية قمنا بتنظيم حفلة أنا وأصدقائى فى أيام الجامعة للنجم الكبير مدحت صالح، وتأخر عن الحفل وطالب أصدقائى بصعودي على المسرح للغناء لإنقاذ الموقف وبالفعل بسبب تأخر مدحت صالح كان السبب فى دخولى عالم الغناء، وتعرفت على المنتج الراحل الذى قام باكتشافى طارق الكاشف، والذى وعدنى أنني سأكون من أهم مطربي العالم العربى.
* قدمت دويتو مع الفنان حميد الشاعري وما زال يلاقى نفس القبول والنجاح حتى الآن.. ما سبب هذا النجاح؟
- السر كله فى عقلية المنتج الكبير والراحل العظيم طارق الكاشف، فهو من أعاد الدويتو بعد سنوات كثيرة من محمد فوزي وليلي مراد وفريد الأطرش وشادية، وحقق الدويتو نجاحا كبيرا وهو ما يثبت عن عقلية فنية لمنتج سابق عصرة واستثنائي.
* موهبة كبيرة مثل سيمون قدمت السينما والمسرح والدراما والغناء.. كيف استطاعت أن تجمع كل تلك المواهب؟
- البداية فى النشأة، كانت تربيتي منذ الصغر على قدرة اتخاذ القرار مهما كان، وكأن أبى دائما يدعمني فى فكرة مطلق الحرية فى الاختيار فى كل الأمور، وهو ما عاد عليا بأهم صفة وهي ألا أعمل أى شيء إلا ما أحب واقتنع به فقط، لذلك إذا أقدم الشخص على فعل الأشياء التى يحبها بالطبع سيبدع وينجز بكل الحب ويظهر ما يقوم به بأفضل شكل ممكن.
* ولماذا رغم كل تلك المواهب لديك.. ظهورك الفنى قليل ولا يتناسب مع حجم تعدد المواهب بداخلك؟
- أيضًا لنفس السبب، وهو النشأة على قدرة اتخاذ القرار، وهو ما يجعلني لا أختار سوى العمل الجيد من وجهة نظري، مهما كلفني ذلك تضحيات بالكثير من الأعمال التى رفضت تقديمها فنيا، ولو علمتها لتعجبت من الكم الهائل، ولكن طوال الوقت أقدم ما أقنع أنه يميزني، إلى جانب رفضي طوال الوقت أن أكون سجينة بعض الشخصيات التى نجحت بها وأحب التنوع الفني وأرفض التكرار.
* رغم قلة أعمالك إلا أنك شاركت قامات فنية كبيرة محمود مرسى وفاتن حمامة وغيرهما الكثير.. ما أهم الدروس التى تعملتيها من هؤلاء النجوم؟
- الأجيال المثمرة العظيمة الباقية بفنها حتى الآن هم من علمونا كل شيء، الفنان محمود مرسى كان يأتي بعد كل مشهد يسألني عن رأيي فى أدائه، وأنا كنت أجيبه وأقول رأيي رغم أني فى البدايات من العمر الفني، وبعدها علمت أنه يفعل ذلك؛ لأنه يريد مني أن أجيبه بخلفية الجمهور لأني ما زلت بدون خبرة فنية كبيرة فأنا أجيب بخلفية الجمهور.
تفكير فى منتهى العظمة والتواضع، إلى جانب القديرة فاتن حمامة كانت تساعدني وتمسك بيدي كي لا أخرج خارج الكادر، وكانت طوال الوقت تنصحني وتشيد بأدائئ ومتحمسة لي كثيرا بمنتهى الدعم والتواضع.
* ما حلم سيمون الفني؟
- أحلم بتقديم سيرة الراحلة القديرة فاتن حمامة وأجسد شخصيتها فى عمل فني، وسعيدة لأن الأمم المتحدة منحتني جائزة إكمال مسيرة القديرة فاتن حمامة.
* كيف ترى سيمون الفارق بين بداياتك الفنية وتلك المرحلة؟
- الفارق كبير جدا، فى السابق كانت مصر تتمتع بالسياحة الفنية، وكان نجوم العالم العربي يأتون لمصر ويقومون بالغناء فيها، وكان كل مكان فى مصر فى غنا، حفلات، فنادق، ليالي التليفزيون، حفلات على البحر، كل الأماكن فى مصر كانت مفتوحة على الفن والحفلات والغناء.
* في رأيك ما الذي حدث؟
- ظلت الحفلات تقل بشكل تدريجي، وحتى على السينما كانت هناك فترات ازدهار سينمائي كبير، ثم ظلت تقل الأعمال وتتغير معادلة السينما لفترات كبيرة، وحاليا بدأت السينما تتعافى وتعاود مرة أخرى.
* قدمت مسرحًا وهو تجربة صعبة وتحتاج استعدادا خاصا .. كيف كانت تجربة المسرح لديك؟
- أقنعني الفنان محمد صبحي أن أشارك معه بمسرحية كارمن، وكنت أرفض فى البداية؛ لأن المسرح لا يتناسب مع عملي كمطربة والحفلات داخل مصر وخارجها، ولكنه أكد لي أن العرض على مدار أيام تقارب الشهر فقط، وافقت وبدأنا العمل وكانت كارمن تشبه شخصيتي كثيرا ولمستني.
* وما الاستعدادات لمواجهة جمهور المسرح؟
- كنت أهتم بتفاصيل الشخصية وأسعي طوال الوقت إلى أن أدلى برأيي فى الملابس وأقدم مقترحات للاستعانة ببعض المتميزين فى مجال التصميم والملابس، إلى جانب كنت أذهب للمسرح وأسأل عن الإضاءة ولماذا الوقفة هنا، وفى كافة التفاصيل، وهو ما ساعدني على فهم كل ما يريد مني المخرج لإيصال الرسالة للجمهور.
* ما تقييمك عن حفلات السعودية والتفاعل الكبير من الجمهور السعودي مع أغاني سيمون؟
- الجمهور كان يردد الأغاني ويحفظ الكلمات بمجرد سماع الموسيقى فقط، ويتفاعل وبتناغم بشكل رائع أدهشني كثيرا على المسرح، وسعيدة جدا بالمشاركة مع الجمهور السعودي، وسعيدة أني كنت المرأة الوحيدة فى حفلات كاسيت 90 التي نظمتها المملكة.
* رسالتك إلى الشعب الفلسطيني بعد مجازر العدوان الإسرائيلي المجرم؟
- لو بإيدي أطبطب عليكم واحد واحد هعمل كده، وربنا معاكم ويقويكم على كل اللى بتمروا به، ولا نملك سوى الدعاء لهم.
* هل الفن قدم رسالته تجاه القضية الفلسطينية وخاصة الأحداث الأخيرة؟
- أنا أول فنانة عملت أغنية رمز الصمود للقضية الفلسطينية، وذهبت الحفلات وأنا أرتدي فستانا بعلم فلسطين، وأري أن الطرف الوحيد الذى ظلم هو الشعب الفلسطيني، فلسطين هزت الإنسانية كلها.
* على ذكر دور الفن.. قدمت أغنية بمعالم مصر السياحية فى يوم الصداقة المصرى اليوناني.. ما الدافع لذلك؟
- كانت فى تلك الفترة موضة الخروج بالكليبات والتصوير خارج مصر، والكثير من النجوم يقومون بالسفر للخارج مثل هشام عباس قام بالتصوير بالهند وهكذا.
وأنا كنت أرى أن مصر بلد بها كل المعالم التي يتمنى أن يصور بها أى فنان عمل فنى تحت أى مسمى، ولدينا مناظر طبيعية غير موجودة بأى مكان فى العالم، ولذلك كانت الأغنية عبارة عن جولة فنية لمعالم مصر السياحية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الفنانة سيمون السينما المسرح غادة عبدالرازق صيد العقارب غادة عبدالرازق صید العقارب طوال الوقت إلى جانب وهو ما
إقرأ أيضاً:
عبد الغنى الغريب في حوار لـ"البوابة نيوز": رمضان رمز الصبر والانتصار فى تاريخ الأمة الإسلامية.. والصيام تدريب روحانى يعزز الإرادة والتحمل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعد شهر رمضان وقتًا مميزًا فى حياة المسلمين، فهو لا يقتصر على كونه موسمًا للعبادة فحسب، بل هو أيضًا رمز من رموز الصبر والانتصار. منذ فجر الإسلام، شهد شهر رمضان العديد من الانتصارات العظيمة التى لم تكن مجرد فتوحات عسكرية، بل كانت أيضًا انتصارات عقائدية وأخلاقية تركت بصمات واضحة فى مسيرة الأمة الإسلامية.
كانت تلك الانتصارات بمثابة محطات مفصلية، ليس فقط على صعيد القوة العسكرية، بل أيضًا على صعيد القوة الروحية والعقائدية. اليوم، وفى حوار لـ "البوابة نيوز" مع الدكتور عبدالغنى الغريب، أستاذ العقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر، نناقش العلاقة بين شهر رمضان والانتصارات الإسلامية، وكيف يمكن للمسلمين فى الوقت الحالى استلهام القوة والعزيمة من روح رمضان لمواجهة التحديات الحديثة.
■ كيف يرتبط شهر رمضان بقوة الإيمان والصبر وما تأثير ذلك على تحقيق الانتصارات؟
- شهر رمضان هو شهر من أسمى شهور الإيمان والتقوى. خلاله، يتجرد المسلم من شهواته ويعمل على التقرب إلى الله، مما يعزز قدرته على الصبر والثبات فى مواجهة التحديات. فالصيام فى رمضان لا يعنى الامتناع عن الطعام والشراب فحسب، بل هو تدريب عميق على ضبط النفس والتفكير العقلاني، وهى صفات ضرورية لتحقيق أى نوع من الانتصار. سواء كان الانتصار روحيًا أو عسكريًا، نجد أن قوة الإرادة والقدرة على الصبر فى رمضان كان لهما دور أساسى فى تحقيق الانتصارات العظيمة فى تاريخ الأمة الإسلامية، حيث كان المسلمون فى كثير من الأحيان يواجهون تحديات كبيرة ولكنهم انتصروا بفضل هذا الصبر والإيمان العميق.
■ ما الدور الذى تلعبه العقيدة الإسلامية فى تعزيز روح الجهاد والدفاع عن الحق؟
- العقيدة الإسلامية تقوم على مبادئ أساسية، مثل التضحية، ونصرة المظلوم، والجهاد فى سبيل الله. وهذه المبادئ هى ما يغذى روح الجهاد، سواء كان هذا الجهاد باللسان، بالكلمة، أو بالجهاد العسكرى ضد الأعداء. فى رمضان، يعزز المسلمون ارتباطهم بالله، مما يزيد من إحساسهم بالمسئولية تجاه دينهم وأوطانهم، وهو ما يدفعهم للمضى قدمًا فى تحقيق النصر فى جميع ميادين الحياة. والعقيدة الإسلامية لا تقتصر على الجهاد فى المعارك الحربية فقط، بل تشمل أيضًا الجهاد فى سبيل العلم والعمل والعطاء.
■ هل يمكن اعتبار الصيام تدريبًا روحانيًا يعزز الإرادة وقوة التحمل التى يحتاجها المقاتلون؟
- بالتأكيد، الصيام هو تدريب على الصبر والتحمل، وهى من أبرز الصفات التى يحتاجها المقاتل فى ساحة المعركة. عندما يتعلم المسلم كيف يواجه الجوع والعطش ويصبر على الامتناع عن متاع الدنيا، يصبح أكثر قدرة على تحمل المشاق فى المعركة وفى الحياة بشكل عام. هذا التدريب الروحى يعزز القوة النفسية، التى تعد أساسية للنجاح فى أى مواجهة، سواء كانت عسكرية أو حياتية. العديد من الفتوحات والانتصارات الإسلامية الكبرى حدثت فى شهر رمضان، حيث كان المجاهدون فى قمة روحانيتهم وعزيمتهم.
■ كيف يمكن تفسير ارتباط أعظم الانتصارات الإسلامية بشهر رمضان؟
- الارتباط بين شهر رمضان وأعظم الانتصارات الإسلامية ليس مجرد صدفة، بل هو تعبير عن تأثير الروحانية الرمضانية فى قوة إيمان المسلمين. فى غزوة بدر، كان المسلمون قلة فى العدد، ولكنهم كانوا عميقى الإيمان والصبر، مما مكّنهم من تحقيق نصر عظيم. أما فتح مكة، فقد تحقق فى شهر رمضان ليظهر أن الإسلام قد انتصر ليس فقط بالسلاح، بل أيضًا بالأخلاق والرحمة. فى حرب العاشر من رمضان، تمكن الجيش المصرى من استعادة كرامته وتحرير أرضه فى رمضان، مما يثبت أن روح الصبر والتحمل كانت جزءًا من نجاح هذه الانتصارات.
■ هل هناك دروس من هذه الانتصارات يمكن للمسلمين اليوم أن يستفيدوا منها فى حياتهم؟
- الدروس المستفادة من هذه الانتصارات تتمثل فى أن الانتصار يبدأ من الداخل، من الإيمان العميق بالله، ومن التحضير الجيد والعمل المستمر. الانتصار لا يأتى من السهولة أو الحظ، بل من الوحدة والإرادة الصلبة والعمل الجماعي. فى تلك الانتصارات الكبرى، كان المسلمون متحدين فى الهدف، وهذا هو ما يجب أن نطبقه اليوم فى مواجهة التحديات التى تواجهنا، سواء على المستوى السياسي، الاجتماعي، أو الاقتصادي. الانتصار يتطلب أن نكون متماسكين وملتزمين بالقيم الإسلامية السامية.
■ كيف ساهمت الروحانية الرمضانية فى تحقيق هذه الانتصارات؟
- الروحانية الرمضانية تلعب دورًا كبيرًا فى تعزيز قوة الإرادة والتضحية لدى المسلمين. عندما يكون القلب متصلًا بالله فى هذا الشهر المبارك، يصبح المسلم أكثر شجاعة وأقل خوفًا، حتى فى مواجهة الموت. هذه الروحانية تمنح المسلمين طاقة روحية هائلة تمكنهم من الصبر والتحمل. المجاهدون فى التاريخ الإسلامي، فى معارك مثل بدر وفتح مكة، كانوا يسحبون قوتهم من هذه الروحانية، مما جعلهم قادرين على تقديم تضحيات هائلة وتحقيق انتصارات عظيمة.
■ ما التحديات التى يواجهها المسلمون.. وهل يمكن الاستفادة من روح الانتصارات الرمضانية؟
- التحديات التى يواجهها المسلمون اليوم تتنوع ما بين الحرب الفكرية والثقافية التى تستهدف هوية الأمة الإسلامية، وبين التحديات الاقتصادية والسياسية. هذه التحديات تحتاج إلى استلهام روح رمضان والانتصارات التاريخية. علينا أن نعيد إحياء القيم التى جعلت هذه الانتصارات ممكنة، مثل الإيمان العميق بالله، الوحدة، العمل الجاد، والتخطيط الاستراتيجي.
■ كيف يمكن للشباب أن يستلهم من هذه الأحداث التاريخية لتعزيز هويته الدينية والوطنية؟
- الشباب المسلم يجب أن يتعلم من تاريخ أمته العريق، ويعرف أن الإسلام لم يكن يومًا دين ضعف أو تخلف، بل كان دين حضارة وقوة. علينا أن نستلهم من روح الانتصارات الرمضانية من خلال التمسك بالقيم التى صنعت هذه الانتصارات. يجب على الشباب أن يعملوا على تطوير أنفسهم علميًا وفكريًا ليكونوا مؤهلين للقيام بدورهم فى بناء المستقبل.
■ كيف تفسر مقولة "الصيام مدرسة إعداد للأمم القوية" فى ضوء ما نشهده من تغيرات عالمية اليوم؟
- مقولة "الصيام مدرسة إعداد للأمم القوية" دقيقة تمامًا. فالصيام يعلّم الفرد كيفية التحكم فى رغباته والتحمل، وهى صفات أساسية لأى أمة تسعى للنهوض. فى عصرنا الحالي، حيث تتنافس الدول على التفوق، لا يمكن لأمة أن تنهض بدون انضباط، صبر، وإرادة قوية، وهى القيم التى يغرسها الصيام.
■ ما الرسالة التى تود توجيهها للمسلمين فى رمضان هذا العام؟
- رسالتى للمسلمين فى رمضان هذا العام هى أن رمضان ليس شهر كسل أو خمول، بل هو شهر العمل والإنجاز. يجب أن نستغله فى تقوية علاقتنا بالله، وتحسين أنفسنا، وتجديد عزيمتنا لبناء أمة قوية.
ولكى يمكن للمجتمعات الإسلامية استعادة روح النصر فى ظل التحديات الحالية التى تواجه الدولة المصرية، يجب علينا أولًا أن نثق بأنفسنا وبقياداتنا، وأن نعمل بجد لتحقيق نهضة شاملة فى كل المجالات. يجب التمسك بالقيم الإسلامية مثل الإخلاص فى العمل، والتعاون، والعدل. يجب أن نتعلم من تاريخنا، فمصر استطاعت تحقيق نصر العاشر من رمضان بالإرادة والتخطيط، واليوم يمكننا أن نحقق انتصارات جديدة فى مجالات الاقتصاد والتعليم والتكنولوجيا بنفس الروح القوية التى حققت الانتصارات السابقة.