تحولت الأسواق الشعبية القديمة في الباحة لبهجة مضافة خلال ليالي شهر رمضان التي تزدهر بمرتاديها من مختلف الأعمار من الجنسين، فيما تشتاق قلوبنا لذكريات الماضي الجميلة برغم أن خطواتنا تتجه نحو المستقبل.

ويُعد سوق رغدان أحد أقدم الأسواق التاريخية بمنطقة الباحة الذي يرجع تاريخه إلى أكثر من 400 عام، حيث كان نقطة جذب وتجمع للأهالي والزوار من داخل وخارج المنطقة منذ القدم.

ويقول جمعان الكرت من بلدة رغدان إن تسمية "رغدان"، جاءت لرغد العيش في هذه القرية نظراً لجريان وادي قوب من الحافة الغربية، مما أدى إلى نشوء المدرجات الزراعية على ضفاف الوادي وفي السفوح الجبلية المجاورة، مشيراً إلى أن السوق يتكون من باحتين، إحداهما في مكان مرتفع يطلق عليه السوق الأعلى في حين الآخر يطلق عليه السوق الأسفل يربط بينهما ممرات تيسر الحركة، والدكاكين كانت في الماضي مبنية من الحجارة بعدها بنيت من الإسمنت وما زالت الحوانيت شاهداً حياً، فيما تهدمت المباني الحجرية للدكاكين بفعل عوامل الجوية مع مرور الزمن، حيث تبلغ مساحة السوق الأعلى التقريبية 8000م2، والسوق الأسفل 3000م2 بإجمالي 11000 م2 تقريباً ، فيما يقدر عدد المنازل التي تحيط بالسوق الأعلى 25 منزلاً و20 في السوق الأسفل، فيما يصل عدد الحوانيت القائمة حتى الآن إلى 35 حانوتاً.

وأضاف أن سوق الأحد الأسبوعي ببلدة رغدان ارتبط به الكثير من الأحداث التاريخية والمناسبات الاجتماعية، وأشار إليه الرحالة السويسري جون لويس في عام 1230هـ، وشهد استقبال الأهالي للملك سعود عام 1374هـ، ويقع وسط بين قبيلتي غامد وزهران مما أكسبه موقعه الجغرافي أهمية كبيرة، وانعكس ذلك على زيادة الحركة التجارية وتنوع البضائع المبيعة وكثرة مرتاديه.

وأوضح أن هناك نظاماً اتفق عليه الأهالي فيما يعرف بعقود السوق ويشرف عليه عدد من عقداء السوق وهم أشخاص يتحلون بالحكمة والقدرة على العقد والحل من أهالي رغدان ومن القرى المجاورة التي تشترك في الإشراف على السوق سواء من غامد أو زهران، بهدف إضفاء الأمن والالتزام بآداب التسوق، وتطبيق العقاب لمن يخالف، كما أن هناك أناساً مهمتهم الإشراف على البيع والشراء ومتابعة المكاييل والموازين التي يستخدمها الباعة، حيث إن لديهم مكاييل كمقاييس يطبق عليها المكاييل الأخرى، والمخالف يغرم ويعاقب.

بدوره أوضح الباحث التاريخي عبدالناصر الكرت، أن قرية رغدان إحدى محطات الحج اليمني قديماً، وكان يقام السوق لمدة ثلاثة أيام قبل الحج بشكل سنوي يطلقون عليه "سوق العصبة"، وأسهم ذلك في زيادة قوة السوق وشهرته، إضافةً إلى قربه من أكثر من عقبة وهي المنافذ إلى قطاع تهامة في ذلك الحين، وتوسطه لقبيلتي غامد وزهران.

وأضاف أن السوق لم يقتصر على الناحية التجارية، بل امتد إلى النشاط الإخباري الإعلامي والتوعوي الديني من خلال " البدوة" في مكان مرتفع يشرف على السوق وكذلك حلّ بعض القضايا الطارئة بين الآخرين؛ وله تنظيمات مقننة توصف بعقود السوق فيما يتعلق بالهبّاطة والصدّارة والقفّالة.

وقال، «لدى الأهالي حالياً توجّه لإحياء السوق وإعادة تأهيل القرية بتعاون هيئة التراث خاصة أن هناك مجموعة من المباني التراثية والكتل البنائية الجيدة تعد أنموذجاً جميلاً يستحق المحافظة عليه وتقديمه للأجيال وتعريف السياح والزائرين بهذه الكنوز التراثية».

وأوضح المدير التنفيذي لجمعية رغدان للتنمية والخدمات الاجتماعية برغدان صالح مديس؛ أن اللجنة حرصت بالتعاون مع أمانة المنطقة على تهيئة المكان بما يتناسب مع خصوصية هذا الشهر، إضافةً إلى تنظيم مجموعة من البرامج الثقافية ومنها مسابقات ثقافية مباشرة، إلى جانب استضافة بعض الشخصيات "ذاكرة الكبار"، والبرامج الرياضية والترفيهية وبعض الألعاب الشعبية، إضافةً إلى تنفيذ برنامج الفليتة "القرقيعان".

وأشاد عدد من زوار سوق رغدان بأجواء السوق الرمضانية التي يسودها الطابع الشعبي وترتفع أصوات الأهازيج الجنوبية من البائعين والألعاب الشعبية فتكسب أجواء السوق رونقاً وجمالاً وعشقاً للحنين للماضي، والتمتع بالأجواء الرمضانية الممزوجة بالفوانيس الملونة المعلقة، والأهلة، والنجوم المضيئة، إلى جانب تزيينها بكلمات وعبارات وأشكال تقليدية رائعة، مما أضفى إليه طابعاً فريداً وخاصاً، يبث الشعور بالاطمئنان في قرب ليالي الشهر المباركة.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: منطقة الباحة الأسواق الشعبية ليالي شهر رمضان

إقرأ أيضاً:

الإطاحة بإرهابيين وتدمير مضافة لداعش في 4 محافظات

بغداد اليوم - بغداد

 ألقت مفارز مديرية الاستخبارات العسكرية، اليوم الأربعاء (19 شباط 2025)، القبض على عدد من المطلوبين بقضايا إرهابية في محافظات الأنبار وصلاح الدين وميسان، وفق أحكام المادة (4 إرهاب).

وذكرت المديرية في بيان تلقته "بغداد اليوم" ، أن "العملية شملت اعتقال متهمين في قضاء الرمانة والشرقاط والمجر الكبير، أحدهم كان يشغل منصب "مسؤول أمني" في تنظيم داعش".

واضافت، انه "تم تسليمهم إلى الجهات المعنية حسب السياقات القانونية المعمول بها".

وفي سياق متصل، أعلنت قيادة شرطة ديالى أن "مفارز الوحدة التكتيكية، بالتعاون مع خلية الصقور الاستخبارية، تمكنت من تدمير مضافة لعناصر داعش في منطقة الحديد، ضمن عمليات متواصلة للقضاء على بقايا التنظيم الإرهابي".

مقالات مشابهة

  • مدبولي: أبو مازن حملني رسالة شكر لمصر والسيسي على الموقف التاريخي الداعم لفلسطين
  • تفاصيل ثروة عمر مرموش بعد انتقاله التاريخي إلى مانشستر سيتي
  • الإطاحة بإرهابيين وتدمير مضافة لداعش في 4 محافظات
  • «عونك يا وطن» يجهز 1000 صندوق مير رمضاني للأسر المتعففة
  • حازم المنوفي: استقرار ملحوظ في أسعار السلع خلال شهر رمضان
  • «الأوقاف»: إيفاد 10 أئمة وقراء إلى 7 دول لإحياء ليالي شهر رمضان
  • الأوقاف: إيفاد عشرة أئمة وقراء إلى عدد من الدول الأجنبية لإحياء ليالي شهر رمضان
  • مجلس الحكومة يتدارس تموين السوق بالمواد الغذائية خلال رمضان 1446هـ
  • حكم تارك صلاة التراويح.. «الإفتاء»: ليست فرضا ولا إثم عليه
  • معروف: المساعدات التي دخلت إلى غزة لم تتجاوز الـ30% من المتفق عليه