سلطنة عمان.. القيم والمبادئ أولًا
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
على الرغم من أن الكثير من المنظمات العالمية التي تدعي أنها تعتني بحقوق الإنسان، والمؤسسات الإعلامية التي تتشدق بالفكر الليبرالي القائم أساسا على فكرة الحقوق الإنسانية، نقول على الرغم من أنها، فقدت مصداقيتها بالمطلق بعد الصمت المخزي، وأحيانا التواطؤ، مع المجازر التي ارتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة إلا أن من الأهمية بمكان أن يتم الرد على كل التقارير التي تصدر من هذه المنظمات الحقوقية أو المؤسسات الإعلامية وتفنيدها إمعانا في كشف زيفها وكيلها بمكيالين وتنوع دلالات المصطلحات التي تعمل وفقها باختلاف الدول والعرقيات والقوميات والأيديولوجيات.
وأحد أسباب الرد على مثل هذه التقارير أن منظمات أخرى تعمل على بناء المؤشرات السياسية والاقتصادية والحقوقية والتنموية تتكئ على مثل هذه التقارير خاصة إن تركت دون رد أو تعقيب.
إن التضليل الإعلامي أو حتى التضليل الذي ينشأ عن معلومات مغلوطة تتلقاها بعض المنظمات لأهداف ربحية أو حتى أهداف سياسية يرسم صورة مشوهة للواقع الذي يكون في العادة بعيدا كل البعد عن تلك الصور النمطية التي تحاول بعض المؤسسات رسمها.. على أن الواقع لا يمكن أن يكون في أي مكان ملائكيا؛ فمدينة أفلاطون لا توجد إلا على الورق أما الحياة الحقيقية ففيها الكثير من التحديات وفيها تجاوزات تحتاج إلى أن تضبط بالقوانين والتشريعات والمراقبة الدائمة والسعي الدؤوب من أجل تقليص الأخطاء أو النزوات إلى الحد الأدنى.
لكن غياب اليوتوبيا أو المثالية عن واقعية العالم في أي زمن من أزمانه لا يعني استباحة القيم والمبادئ التي يمكن - على أقل تقدير- أن تضع هذا العالم في طريق المثالية. إن ما يحصل اليوم في العالم الذي نعيشه من تآكل لكل القيم أو سقوطها تماما بما في ذلك القيم المهنية يدعو العالم أجمع إلى إعلان حالة الخطر القصوى؛ فالعالم دون مبادئ ودون قيم لا معنى له أبدا، وتسوده الفوضى ويعمه الخراب.
وإذا كانت القيم والمبادئ أساسية من أجل استمرار هذا العالم فإن القيم المهنية بما في ذلك مهنة الإعلام أساسية وغيابها يشكل خطرا على العالم أجمع حيث إن كل كلمة قد تساوي الحياة وقد تساوي السلام في الوقت الذي قد تساوي فيه الحرب والدمار.
على أن مصابيح الضوء والنور تضيء في الكثير من دول العالم رغم كل فلول الظلام التي تتشكل في بعض البقاع، وهذه المصابيح لا يتحكم في إشعاع نورها التصنيفات القومية أو الأيديولوجية أو حتى فكرة الشمال والجنوب والشرق والغرب وإنما تتشكل نتيجة قناعات ومبادئ وقيم تصر المجتمعات على الحفاظ عليها وترسيخها.
ومما يشعرنا في سلطنة عمان بالكثير من السرور أن المجتمع العماني مجتمع راسخ في قيمه ومحافظ على مبادئه الإسلامية التي ينطلق منها في مساراته نحو المستقبل. وجاءت القوانين لتسيِّج تلك القيم والمبادئ وتحميها من أي عبث أو تجاوزات.
وفي ما يخص موضوع حقوق الإنسان فإن سلطنة عمان من أكثر الدول في العالم احتراما لحقوق الإنسان؛ وهذا ليس حكما إنشائيا عابرا وإنما حقيقة يمكن فهمها بعمق عند فهم معنى حقوق الإنسان؛ فحقوق الإنسان هي المعايير الأساسية التي لا غنى عنها من أجل أن يعيش الإنسان بكرامة. وتشمل هذه الحقوق الحق في الحياة والحق في الحرية والحق في التعليم والحق في الصحة والسكن والتعليم والعيش في مأمن عن التمييز والتعذيب والحق في الحصول على عمل.. وهذه الحقوق كفلتها القوانين السارية في سلطنة عمان ولا يمكن تجاوزها دون مساءلة قانونية، وهي حقوق راسخة في المجتمع العماني ضمن قيمه التي تنظم حياته في إطارها الاجتماعي.
ولأن الحياة تتطور وفي كل خطوة من خطوات تقدمها تتعقد فإن القوانين في سلطنة عمان مستمرة في النمو من أجل مواكبة كل المتغيرات التي تحصل في العالم، ولكنها تبقى منطلقة من القيم نفسها ومن المبادئ التي تعلي من مكانة الإنسان وتحافظ على كرامته وتسعى لترسيخ قيم العدالة والمساواة بين الناس وحمايتهم، مواطنين أو مقيمين، من أي محاولة للمس بإنسانيتهم أو كرامتهم أو ظلمهم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: القیم والمبادئ سلطنة عمان والحق فی من أجل
إقرأ أيضاً:
تنمية الإنسان
الإخوة والأخوات الأعزاء مصر الخالدة خلود الزمان ودورها الحيوى فى تنوير العالم فى عام 1906 كانت اليابان ترسل بعثاتها التعليمية إلى مصر لكى يتعلموا ويتدربوا، وعلى مدار هذا التاريخ أصبحت اليابان قلعة من التقدم والرخاء أمام مصر التى علمت العالم، ودعمت العالم، ولن ننسى حينما جاء رئيس وزراء أمريكا طالباً المعونة من مصر، فمصر دائماً رمز العطاء ولم تمن على أحد يوماً، مصر التى وقفت مع إخوتها العرب فى شتى المجالات ولم تتوانَ أو تتأخر فى تقديم المعونة والذود عن أمتنا العربية، وخاضت حروباً كثيرة دفاعاً عن الأمة العربية أنفقت مصر مليارات من الدولارات لتصبح قوة عظيمة لا يستهان بها من أجل الدفاع عن أمن وطننا العربى، وليس مصر فقط، لقد أنفقت الكثير والكثير من أجل الدفاع، ولم تكن مصر يوماً من الأيام دولة معتدية على أحد، ولكن من يحاول النيل من وطننا مصر والوطن العربى لن تتردد مصر فى الدفاع عن الأمن العربى، وما قام به السيد رئيس الجمهورية من تحديث قواتنا المسلحة كان هو الدرع الواقية ضد كل من يحاول أن يقترب من مصر أو يعتدى عليها، مصر غنية بأبنائها وكل شعبها البطل، ومصر ستظل قوية ومنارة العلم إلى أن تقوم الساعة، شاء من شاء وأبى من أبى، مصر منارة العلم والعلوم برجالها الأوفياء، بكل شعبها بكل أطيافه.