مما لا شك فيه أن زيارة بيت الله الحرام فى مكة المكرمة وقبر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فى المدينة المنورة سواء للحج أو العمرة هى غاية يسعى لها كل مسلم ويتطلع لها ويحلم بها، بل إن الحج فريضة لمن استطاع إليه سبيلاً.
ونحن كمصريين من أكثر الشعوب الإسلامية التى تتردد على الأراضى المقدسة فى السعودية لأداء العمرة أو الحج.
ولكن الملفت للنظر فى السنوات القليلة الماضية، وبعد أن تم فتح باب العمرة والحج فى أعقاب الغلق الذى ظل طوال أزمة وباء كورونا، زاد عدد المعتمرين والحجاج أضعاف ما كان عليه فى الماضى.
والغريب والمريب أن مئات الآلاف وربما الملايين من المصريين يتدفقون على المملكة وتكتظ المطارات بالحجاج خصوصاً فى هذا التوقيت من كل عام، فى الوقت الذى يشكو فيه القطاع الأكبر من المواطنين من ضيق المعيشة والغلاء بسبب الظروف الاقتصادية التى تعيشها البلاد.
حقيقة هذا التناقض غير مفهومة على الإطلاق، فالمفترض أن السفر لأداء مناسك العمرة يأتى كأولوية تالية لأولويات أخرى من أساسيات الحياة التى نعرفها جميعاً.
والغريب أن أكثر المتوجهين للأراضى المقدسة ليسوا من الطبقات الأعلى ذات الدخول المرتفعة، بل من الطبقة المتوسطة وربما الفقيرة.
وهنا نسأل: هل هناك معاناة وفقر وضيق فى المعيشة وغلاء امتد للمأكل والمشرب؟.. نعم هناك معاناة...ولكن ما تفسير ظاهرة هذا المد الكبير والتدفق غير العادى على مطارات مصر لأداء العمرة رغم ارتفاع حجوزات الطيران والإقامة وتكاليف السفر بشكل عام فى ظل تقلبات سعر العملة؟.
هل نصدق أن هناك من يوفر من قوته ومأكله من أجل العمرة؟...نعم نصدق أن البعض يفعل ذلك ولكن فى ظل الظروف الحالية هذا هو الذى يصعب استيعابه.
فالغلاء وارتفاع الأسعار يفترض أنه أعاد ترتيب الأولويات لدى الجميع ولا يمكن أن تكون العمرة والحج من ضمن هذه الأولويات على الإطلاق.
والمدهش أن البعض يتردد على الأراضى المقدسة أكثر من مرة لأداء العمرة أو الحج، فهل يمكن أن يكون هؤلاء يعانون من فقر أو غلاء أو ضيق معيشة؟!
حقيقة أمر محير ولا يمكن أن نجد تفسيراً لهذه الظاهرة.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشعوب الإسلامية
إقرأ أيضاً:
ساعدونا على المساعدة.. نداء للحفاظ على الأرض المقدسة ودعم أهلها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يقول الأب فرانشيسكو باتون الفرنسيسكاني حارس الأرض المقدسةلقد كانت خبرة العام الماضي صعبة حقاً بالنسبة لنا جميعاً، نحن الذين نعيش في الأرض المقدسة.
وأضاف عبر صفحته الرسميه على مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” إن الحرب على جبهات متعددة لم تجلب الموت والدمار فحسب، بل أدت أيضًا إلى زرع المزيد من الكراهية بين الشعوب المجاورة والشقيقة.
وتابع: “أصبحت العديد من العائلات بلا عمل وتكافح من أجل إرسال أطفالها إلى المدرسة وكذلك دفع تكاليف الرعاية الطبية لأحبائهم، اضطر العديد من الأزواج الشباب إلى تأجيل حلمهم في تكوين أسرة وإنجاب الأطفال إلى العالم”.
وأردف: “لقد كافحنا بأنفسنا لدفع رواتب المعلمين والموظفين المحليين الذين يساعدوننا في الأماكن المقدسة وفي مختلف الأعمال الاجتماعية، فضلاً عن مواجهة تكاليف المعيشة التي ارتفعت على وجه التحديد بسبب الحرب. ومع ذلك، وبفضل العناية الإلهية التي تجلت من خلال تضامن المسيحيين في جميع أنحاء العالم، تمكنا من تنفيذ الالتزامات الاقتصادية العديدة: الخيرية والمؤسسية”.
واستطرد قائلا ومع ذلك، فإننا نشعر بالحاجة إلى الاستمرار في التواصل من أجل مساعدة أولئك الذين يتوسلون إلى محبة إخوانهم: ادعمونا بالصلاة؛ ادعمونا بالعودة لزيارة الأماكن المقدسة كحجاج حسب إمكانياتكم؛ ادعمونا ماليًا أيضًا، وتذكروا أن كل ما تتبرعون به، سيعيده الرب إليكم مئة ضعف.
ففي يوم الجمعة العظيمة، عندما يتم جمع التبرعات من أجل الأماكن المقدسة في أبرشياتكم ورعاياكم، تذكرونا وكونوا كرماء. اطلبوا من كهنة رعيتكم ألا ينسونا نحن الذين، بتفويض من الكنيسة الجامعة، نعتني بمزارات الأرض المقدسة وبالمسيحيين الذين يعيشون حول تلك المزارات. شجّعوا أعضاء رعاياكم على أن يكونوا كرماء وأن يتذكروا ما قاله لنا يسوع نفسه: " مغبوط هو العطاء اكثر من الاخذ " (أعمال الرسل 20: 35)
وأضاف: “وبفضلكم وكرمكم أيضاً سنتمكن من الاستمرار في رعاية الأماكن المقدسة وجعلها أماكن للصلاة، واستقبال المؤمنين والحجاج المحليين، والقيام بالأعمال التعليمية مثل المدارس، والأعمال الاجتماعية مثل العيادات والمستوصفات، ودور المسنين والعائلات الشابة، وأعمال تدعم الإنسان مثل استقبال العمال المهاجرين والنازحين واللاجئين”.
واختتم قائلا: تساهم تبرعات الجمعة العظيمة في تغطية جزء من هذه التكاليف، وذلك بفضل كرم المؤمنين من جميع أنحاء العالم، وبفضل كرمكم. من فضلكم تبرعوا بسخاء وبفرح. أعطوا حسب سعة قلبكم. سوف نكون ببساطة القناة التي تمر من خلالها رحمتكم وصدقتكم وإيثاركم.