مسلسل العتاولة.. دراما المقاولات وخلطة النجاح المضمونة
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
هناك أعمال فنية يقرر صناعها اكتشاف مساحات فنية جديدة، سواء في السيناريو أو التصوير أو الإخراج أو أداء النجوم، وهناك أعمال أخرى يختارون الطريق المضمون للوصول إلى الجمهور دون مجازفات تذكر، وهو الاختيار الذي اختاره صناع مسلسل "العتاولة" حيث اعتمدوا على خلطة النجاح المضمونة التي عرفت في الثمانينيات والتسعينيات بسينما المقاولات، والتي تعتمد على غرائز الجمهور ليس أكثر.
وقد اختار المخرج أحمد خالد موسى في "العتاولة" ما يمكن تسميته "الدراما الشعبية" التي تدور في الحارات والأماكن الشعبية، وتمتد إلى صراعات رجال الأعمال الفاسدين وتجارة الآثار والمخدرات والعلاقات غير الشرعية، وكل ما هو مضمون الجماهيرية.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4مسلسلات رمضان 2024.. نجوم الكوميديا يواجهون دراما الواقعlist 2 of 4سلافة معمار فتاة شعبية وريهام حجاج كوميدية.. نجوم "غيروا جلودهم" في دراما رمضانlist 3 of 4الدراما التاريخية في رمضان 2024.. سفر في حكايات المدن والناسlist 4 of 4عودة للثنائيات الناجحة في دراما رمضان 2024end of list أحداث متوقعة والكثير من التطويلمنذ الحلقة الأولى، يمكن للمشاهد توقع الأحداث القادمة في كل حلقة تالية، ومع ظهور أحمد السقا وزينة والمقابلة التي وقعت بينهما، تذكر الجمهور فيلم "المشبوه" والحب الذي جمع بين عادل إمام وسعاد حسني، ولم يباركه الأخ الذي لعب دوره سعيد صالح في هذا الفيلم، وقام بدوره في "العتاولة" طارق لطفي.
أحمد السقا (نصار) في مسلسل "العتاولة" (مواقع التواصل)ولم يذكر صناع العمل الارتكاز على فيلم "المشبوه" أو الاقتباس منه، ربما لإبعاد شبح المنافسة مع العمل الأصلي، ظنا منهم أن الجمهور لن يربط بين العملين.
وجاءت أحداث المسلسل بها الكثير من التطويل لتناسب الحلقات الثلاثين، ولكن ليس التطويل والأحداث المتوقعة فقط هي سبب تحول مسلسل الحركة والإثارة إلى عمل فني متوقع، ولكن اختيار الأبطال أيضا لعب دورا كبيرا.
البطولة لمن؟ظهر أحمد السقا في دور نصار، رجل العصابات، الذي يتوب ويتخلى عن التحالف مع شقيقه خضر "طارق لطفي" من أجل حبه حنة "زينة". ولم يقدم السقا جديدا في الدور يختلف عن أدواره السابقة، كأنه وجه واحد يرتديه في كل الأدوار ودرجة صوت لا تتغير يقدم بها كل الشخصيات، دون مراعاة للخلفيات المختلفة للشخصيات التي يقدمها.
وظهرت شخصية نصار بصورة سطحية وغير مقنعة مقارنة بأداء طارق لطفي لشخصية خضر الذي جاء مقنعا وواقعيا قادرا على خطف أنظار المشاهدين في كل مشهد يقدمه، خاصة مشهد تذكره لطفولته وتفريق الأب بينه وبين شقيقه، الذي قدمه بصدق كبير حتى أنه توارى تماما في ذلك المشهد ولم يبق سوى خضر الطفل الذي يحمل ذكريات طفولة معذبة.
ولا يمكن تجاهل باسم سمرة الذي قدم شخصية عيسى الوزان بطريقة الشرير الضاحك، مع إضافة جملة متكررة "باي باي من غير سلام" ليتذكر الجمهور شخصيته بهذه الجملة كما اعتاد أن يفعل منذ ظهوره في مسلسل "ذات" في شخصية "عبد المجيد أوف كورس".
الأدوار النسائية ودراما المقاولاتتنوعت الأدوار النسائية في المسلسل بين شخصيات وأعمار متباينة، قدمت فريدة سيف النصر شخصية سترة، الأم القوية، المتسلطة التي تشبه رئيسة عصابة مكونة من ولديها وأداء وماكياج وملابس مبالغ فيهم، لكن الأداء جاء مقنعا ومناسبا للأجواء الشعبية والخلفية الاجتماعية للشخصية.
زينة التي تعتبر البطلة الأولى للمسلسل، جاء أداؤها ثابتا ونمطيا بالمقارنة بالشخصيات النسائية الأخرى في المسلسل مثل زينب العبد في دور "قطة" التي قدمت دور الفتاة الشعبية بطريقة بسيطة وتلقائية بعيدة عن الافتعال، وهدى الإتربي التي جسدت دور الفتاة الشعبية التي تسعى لتغيير واقعها عن طريق ارتباطها بأي رجل ميسور ماليا يلبي لها طموحها المادي الكبير.
مشهد من مسلسل "العتاولة" (مواقع التواصل)الدور النسائي الذي أكد على فكرة دراما المقاولات وأكمل الخلطة الشعبية التي يفضلها الجمهور، هو دور نهى عابدين "ديحة" الذي قدم خلطة تذكرنا بأفلام المقاولات أكدتها زوايا التصوير القريبة ومشاهد الرقص، ليلبي المسلسل في النهاية رغبات المتفرج الذي يبحث عن خلطة شعبية بها مشاهد "أكشن" ورومانسية وكوميديا ليضمن النجاح دون مجهود أو تجديد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات
إقرأ أيضاً:
تضحية نبيل الحلفاوي تفتح أبواب النجاح ليحيى الفخراني.. ومشهد كاد ينهي حياته
تصدر الفنان الكبير يحيى الفخراني التريند خلال الساعات الماضية، بعد أنباء عن غيابه عن السباق الرمضاني لعام 2025، إلى جانب تكريمه المرتقب بجائزة "إنجاز العمر" في مهرجان الأفضل.
هذه الأنباء أعادت تسليط الضوء على مسيرة نجم استثنائي، استطاع عبر خمسة عقود من الإبداع أن يترك بصمة لا تمحى في تاريخ السينما والمسرح والتلفزيون.
وبينما ينتظر الجمهور تفاصيل جديدة عن مشاريعه القادمة، يظل الفخراني رمزاً للفن الراقي والإنسانية التي ألهمت أجيالاً متعاقبة.
غيابه عن السباق الرمضاني 2025وأثار غياب يحيى الفخراني عن موسم الدراما الرمضانية لعام 2025 حالة من الجدل بين جمهوره، لا سيما بعد تأجيل مشروع مسلسله الجديد "الأستاذ".
المنتج جمال العدل أوضح أن الفخراني يفضل المشاركة فقط في أعمال مكتملة النص، وهو ما أدى إلى تأجيل المسلسل بسبب تأخر الكتابة.
تكريم مستحق في مهرجان الأفضلينتظر عشاق الفخراني تكريمه بجائزة "إنجاز العمر" في الدورة العاشرة لمهرجان الأفضل، المقرر إقامته في 20 ديسمبر الجاري ،الجائزة، التي تمنح لأول مرة هذا العام، تأتي تكريماً لمسيرة استثنائية قدم خلالها الفخراني أكثر من 70 عملاً تلفزيونياً وإذاعياً، وأكثر من 30 فيلماً سينمائياً، إلى جانب نحو 15 عملاً مسرحياً.
وقد استطاع الجمع بين النجاح الجماهيري والنقدي، ليصبح أحد رموز الفن المصري والعربي.
علاقته بالفنان نبيل الحلفاويوفي خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية كريمة عوض، ببرنامج "حديث القاهرة"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، تحدث الفخراني عن صداقته الطويلة مع الفنان نبيل الحلفاوي، التي تعود إلى أيام الجامعة واسترجع موقفاً إنسانياً عندما تنازل الحلفاوي عن دوره في مسرحية "مدرسة الأزواج" لصالح الفخراني في بداياته الفنية.
هذه الصداقة التي استمرت لعقود تعكس جوانب إنسانية مميزة في حياة الفخراني، الذي دعا جمهوره إلى الدعاء للحلفاوي بعد تعرضه لوعكة صحية حرجة.
محطات بارزة في مسيرة الفخرانيمسيرة يحيى الفخراني مليئة بالمحطات الفنية التي أبهرت الجمهور، من السينما إلى التلفزيون والمسرح وكان آخر أعماله مسلسل "عتبات البهجة" في رمضان 2024، الذي لاقى نجاحاً كبيراً وقدم من خلاله تجربة درامية مؤثرة مستوحاة من رواية الكاتب إبراهيم عبد المجيد إلى جانب ذلك، يواصل الفخراني تألقه على خشبة المسرح في عمله المميز "الملك لير"، الذي يعتبره الأقرب إلى قلبه.
تحديات شخصية وإنجازات فنيةعلى المستوى الشخصي، روى الفخراني موقف طريف واجه فيه تحدي أثناء تصوير فيلم "إعدام ميت"، حيث اضطر لتعلم السباحة لأداء مشهد في الفيلم، رغم خوفه وعدم إجادته السباحة في ذلك الوقت.
وهذه الروح التحدية ليست غريبة على نجم بحجم الفخراني، الذي عُرف دائماً بإصراره على تقديم الأفضل.
أكد الفخراني على أهمية الإبداع كجزء من القوة الناعمة لأي أمة، ودعا الفنانين إلى التصدي للشائعات التي قد تهدد سمعة المبدعين، مشدداً على ضرورة دفاعهم عن حقوقهم ومكانتهم في المجتمع.
و الفنان يحيى الفخراني ليس مجرد ممثل، بل هو أيقونة فنية وإنسانية تركت أثراً عميقاً في وجدان الجمهور سواء في أدواره الدرامية التي جسدت أعمق مشاعر الإنسانية.