الحادث الإرهابي في “كروكوس” قد يصبح نقطة تحول نوعية
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
مارس 23, 2024آخر تحديث: مارس 23, 2024
رامي الشاعر
كاتب ومحلل سياسي
أعلنت السلطات الروسية عن مقتل أكثر من 60 قتيلا ووقوع أكثر من 100 جريح في الهجوم الإرهابي على مركز “كروكوس سيتي هول” بضواحي العاصمة الروسية موسكو.
وقد أبلغ مدير هيئة الأمن الفيدرالية الروسية ألكسندر بورتنيكوف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صباح اليوم عن اعتقال 11 شخصا، من بينهم 4 إرهابيين شاركوا بشكل مباشر في الهجوم الإرهابي ليلة أمس.
وقد وردتني أسئلة كثيرة من مواقع ووكالات، اعتذرت عن الإجابة عليها جميعاً، نظراً لعدم توفر المعلومات الكافية حتى اللحظة، لتكوين وجهة نظر أقرب ما تكون إلى الدقة والموضوعية بشأن ما حدث، إلا أن المعطيات الأولية، من وجهة نظري المتواضعة، لا تشير، من قريب أو من بعيد، إلى ضلوع “الدولة الإسلامية” أو “داعش” في الحادث، حتى وإن كانت الأيادي المجرمة التي قامت بهذه الجريمة الإنسانية البشعة انتمت أو تنتمي إلى أي من هذه التنظيمات على المستوى الفردي.
أفضل أن ننتظر نتيجة التحقيقات الرسمية التي تقوم بها الأجهزة الأمنية الروسية المختصة، لكن ما أريد أن أشير إليه أن هذا العمل الإرهابي الجبان، والجريمة النكراء، وحرق منشآت مدنية في العاصمة موسكو، يعلن، وبشكل واضح لا جدال فيه، عن إفلاس سياسي وعسكري صارخ، ورغبة حاقدة كارهة للإضرار بالشعب الروسي تحديداً، وليس الرئيس الروسي أو حتى “النظام الروسي” على حد تعبيرهم.
فقد ادعى الغرب، ولا زال يدّعي زوراً، ولم يعد أحد يصدقه، بعد كم العقوبات والحصار واستهداف الشعب الروسي والثقافة الروسية وحتى اللغة الروسية، ادعى ويدعي أنه لا يستهدف الشعب، لكن هذه العملية الإرهابية الخسيسة ليلة أمس انقضت على الشعب الروسي شخصياً، دون أي اعتبار لشيوخ أو أطفال أو أهداف مدنية بحتة، لا يمكن أن ترتبط بأي شكل من الأشكال بأي أهداف استراتيجية عسكرية.
ولا أجزم أو أقول إن الغرب أو أوكرانيا هم من قاموا بهذه العملية، ولتقل كلمتها في ذلك الجهات الأمنية الروسية المختصة، لكني فقط أضع الحقائق والبيانات جنباً إلى جنب، حيث حذرت السفارتان الأمريكية والبريطانية من أعمال إرهابية وشيكة، وحذرت رعاياها من التواجد في أماكن التجمعات بالعاصمة الروسية. ثم سارعت نفس السلطات بنفي أن يكون هناك ارتباط بين العمل الإرهابي وأوكرانيا، خلال ساعة واحدة من وقوع العملية الإرهابية.
لننتظر ونرى، لكن ما أريد الإشارة إليه أن هذه الجريمة بقتل المدنيين وحرق المنشآت المدنية، لا تعني بأي حال من الأحوال وجود ضعف أو خلل من جانب الأمن الروسي، فالمركز التجاري هو منشأة مدنية، تستخدم في حراستها شركة خاصة للحراسات المدنية، وتلك الشركات في روسيا لا يرخص لها بحمل أو استخدام السلاح قطعياً.
لكن أحد الخبراء، أعجبني تحليله لأحد الفيديوهات حيث يقوم أحد الإرهابيين بتخيير مخزن السلاح الآلي باحترافية شديدة، قال إن هذا المجرم الإرهابي هو عسكري وليس مدنياً، بمعنى أن من قام بالعملية حصل على تدريب عسكري، ويبدو أنه ينتمي لإحدى التنظيمات العسكرية وربما الجيوش. كما أن الثبات الواضح في تنفيذ العملية وبدم بارد يؤكد على أن ما قام بذلك ربما حصل على جرعة من عقار ما يمكنه من مواجهة هذا الكم من المدنيين وقصفهم بهذه الطريقة الدموية البشعة دون أن يهتز له جفن. وهو ما أثبته الجيش الروسي في غير مرة حينما وجد عقاقير بحوزة الجنود الأوكرانيين القتلى أو الأسرى، ترفع من عتبة الخوف لديهم، وتعزز الثبات الانفعالي لديهم.
مرة أخرى، أفضل أن ننتظر نتيجة التحقيقات الرسمية، ويكون لكل حادث حديث. لكني أظن أن هذا الحادث الإرهابي الأليم سيكون له تداعياته، وسيصبح نقطة تحول نوعية في العملية العسكرية الروسية الخاصة .
مرتبطالمصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
بوتين يسمح بسداد ثمن الغاز الروسي عبر شركات إئتمانية روسية إلى جانب “غازبروم بنك”
روسيا – أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما يسمح للمشترين الأجانب للغاز الروسي بتسديد مدفوعاتهم بالروبل حتى 1 أبريل 2025 عبر شركات إئتمانية روسية إلى جانب “غازبروم بنك”.
وجاء في المرسوم الرئاسي: “حتى 1 أبريل 2025، يعتبر التزام المشتري الأجنبي بسداد ثمن الغاز الطبيعي على أنه قد تم بشكل صحيح إذا تم تحويل الأموال بالروبل إلى حساب يفتحه المصدّر الروسي في مؤسسة ائتمانية روسية بالروبل (الروسي)”.
وكان الرئيس بوتين قد وقع مرسوما في بداية ديسمبر الجاري لتحديث إجراءات مدفوعات الغاز الروسي من قبل المشترين الأجانب، وسمح للشركات الأجنبية بدفع ثمن الغاز بشكل غير مباشر من خلال “غازبروم بنك”.
في الـ21 من نوفمبر الماضي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على “غازبروم بنك”، الذي تتم من خلاله معالجة المدفوعات الأجنبية مقابل الغاز والنفط الروسيين.
وذكر خبراء أن العقوبات الأمريكية قد تجبر المشترين الأجانب للنفط والغاز الروسيين على البحث عن طرق دفع بديلة بسبب خطر العقوبات الثانوية وتحمل تكاليف عالية، وفي حالة أوروبا، تؤدي إلى ارتفاع أسعار الهيدروكربونات من روسيا.
وأشار المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى أن العقوبات المفروضة على “غازبروم بنك” يمكن اعتبارها محاولة لعرقلة إمدادات الغاز إلى أوروبا، مؤكدا في الوقت نفسه أنه سيتم العثور على طرق بديلة للدفع.
بدوره، أفاد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك بأن روسيا تعمل على مسألة شكل مدفوعات الغاز مع الدول الأوروبية وتركيا بعد فرض العقوبات الأمريكية على “غازبروم بنك”، وأن الشركات تجري حوارا حول الموضوع.
وأشار إلى أن المستهلكين والمورّدين على حد سواء لا يرون مصلحة في وقف إمدادات الغاز إلى أوروبا.
المصدر: RT