أكد الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، على أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حذرنا من الاستسلام للضغوط النفسية، والانسياق وراءها بالانفعال أو الغضب أو الحزن الشديد، مؤكدا على أن الضغوط النفسية تؤدي لكثير من الأمراض العضوية والنفسية.

حكم من أكل بعد الفجر ثم تبين طلوعه.. دار الإفتاء تجيب

وأوضح مفتي الديار المصرية، أن الطب الحديث جاء ليؤكد خطورة الانفعالات العصبية على صحة الإنسان، حيث يسبب الغضب ارتفاعا في ضغط الدم، والحزن الشديد يسبب قصور في عمل القلب.

وأشار إلى أن الإسلام اعتنى كثيرًا بالمطعم والمشرب، وجعل الطعام الطيب حلالًا لكي يفيد البدن، وحرم الطعام الخبيث الذي يؤذي البدن ويسبب له مشاكل عديدة ويضره، مستشهدًا بقول الله تعالى في سورة الأعراف: "وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ"،  الطيب الذي أحله الله هو ما كثر نفعه وقل ضرره، والخبيث الذي حرمه الله هو ما كثر ضرره وقل نفعه. 
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: شوقي علام مفتي الديار المصرية الضغوط النفسية

إقرأ أيضاً:

  الشيخ ياسر مدين يكتب: كيف وصلتنا السُّنة (9)  

أشرنا فى ما سبق إلى مراحل كتابة السنة والتصنيف فيها بدءاً من عهد سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وذكرنا ما قام به الصحابة من كتابة وتصنيف، وأشرنا إلى أنه كانت لهم دروس علمية يحضرها طلبة العلم من شتى الأقطار، وأن النظام المتبع آنذاك كان يبدأ الطالب فيه بنسخ [كتابة] كتاب الصحابى الذى جمع فيه ما سمعه من أحاديث سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ثم بعد ذلك يسافر إلى الصحابى صاحب الكتاب، ليسمع هذا الكتاب منه أو ليقرأه عليه، فيكون قد استوثق من نصِّه تمام الاستيثاق؛ لأنه وحى مُقدّس من الله تعالى، فينبغى أن يستوثق منه.

وقد نشأ بناءً على هذا قضية المفاضلة بين أن يقرأ الشيخ والتلاميذ يسمعون قراءته فيُصوّبون ما قد يكون وقع من أخطاء أثناء عملية النسخ [الكتابة]، وبين أن يقرأ التلميذ على الشيخ والشيخ يُصوّب للتلميذ ما يخطئ فيه، وقد رأى بعض الصحابة ومن بعدهم أن الأمرين سواء، وقد ذكرنا أن هذا رأى سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه، ورأى سيدنا عبدالله بن عباس رضى الله عنهما.

وقد تبلورت هذه القضية فى ما عُرف بعد ذلك بطرق التحمل والأداء، وأن المحدثين صاروا فى ما بعد يفرّقون بألفاظ التحديث بين ما قرأه الشيخ وبين ما قُرئ عليه، فيقول التلميذ إذا روى ما سمعه من قراءة الشيخ من كتابه: سمعتُ، أو: حدثنى. أما إذا قرأ هو والشيخ يسمع، فيقول التلميذ حين يروى: أخبرنى.

ولأهمية توثيق الحديث بسماعه من الشيخ أو بقراءته عليه اهتم العلماء بحفظ الحديث، وأوصوا به، حتى ظن البعض أن هذا معناه أن السنة نُقلت شفاهة ولم تُدون، وليس الأمر كذلك، بل الأمر بالحفظ كان لمزيد من توثيق السنة المطهرة. وها هو سيدنا عبدالله بن عباس، رضى الله عنه، كان متميزاً بسرعة الحفظ، حتى إنه حفظ قصيدة طويلة أنشدها أمامه الشاعر عمر بن أبى ربيعة، ومع هذه القدرة العظيمة على الحفظ نجد أنه اهتم بالتدوين، حتى إن كتبه التى حوت السنة والسيرة وفتاواه الخاصة بلغتْ قَدر حِمل بعير.

وقد ذكروا أن التابعى قَتادَة بن دِعامةَ (ت 118هـ) كان أحفظ أهل البصرة، وأنه كان لا يسمع شيئاً إلا حفظه، وقد أثبت هو هذا أمام الناس، حين تكلم عن حفظه لصحيفة سيدنا جابر رضى الله عنه وأرضاه، فقال لسعيد بن المسيب: يا أبا النضر، خُذ المصحف، ثم قرأ سورة البقرة غيباً أمامه فلم يخطئ فى حرف واحد منها، ثم قال له: يا أبا النضر أحكمتُ؟ فقال: نعم. فقال قتادة: لَأنا لِصحيفة جابرِ بن عبدالله أحفظُ منى لسورةِ البقرة.

وقد آثر قتادة أن يبين مدى إتقان حفظه لصحيفة جابر بمقارنته بحفظه لأطول سور القرآن الكريم، وهى سورة البقرة، وليس حفظ البقرة بالشىء الصعب، بل هو أمر ميسور، خاصة أنها من السور ذوات الفضل، المرغّب فى قراءتها باستمرار، وفيها آية الكرسى، وهى أعظم آيات كتاب الله تعالى، ولخواتيمها فضل كبير أيضاً، وكل هذا مما يجعل المسلم العادى فضلاً عن العالم حريصاً على قراءتها وترديدها، وبالتالى فهى مِن أتقن ما يُحفظُ، ولذا قارن قتادة حفظه لصحيفة جابر بحفظه لهذه السورة الكريمة؛ ليُبين مدى حفظه لهذه الصحيفة منذ قُرئت عليه من أول مرة حفظاً متقناً كحفظه القرآن الكريم أو أشد.

وقد ذكرنا هذا لنُبين أمراً مهماً، وهو أنَّ اعتناء الأمة بالحفظ ليس معناه أبداً الاستغناء به عن الكتابة والتصنيف، بدليل أن صحيفة جابر قد نُسخت، وتم تداولها حتى وصلت قتادة فحفظها. فالحفظ ليس معناه الاستغناء عن التدوين، وكيف يستغنى بالحفظ عن الكتابة والتصنيف، والكتابة أدق وأضبط من الحفظ؟!

مقالات مشابهة

  • د. يوسف عامر يكتب: قصة مهاجرة
  •   الشيخ ياسر مدين يكتب: كيف وصلتنا السُّنة (9)  
  • "اعتبروه ضالًا".. مفتي الجمهورية يكشف محاولات الإخوان لهدم منهج الأزهر (فيديو)
  • مفتي الجمهورية: النبي امتدح الجيش المصري وشهد له بالخيرية في أحاديث صحيحة
  • المفتي: النبي امتدح الجيش المصري وشهد له بالخيرية في أحاديث صحيحة
  • المفتي دريان في رسالة السنة الهجرية: الوحدة الوطنية كانت وستبقى القاعدة الأساس في مقاومة الاحتلال
  • مارتينيز جدار الأرجنتين الذي لا يعرف الاستسلام
  • مفتي الجمهورية يهنِّئ الرئيس السيسي والشعب المصري بالعام الهجري الجديد
  • المفتي يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بالعام الهجري الجديد
  • مفتي الجمهورية يهنِّئ الرئيس السيسي بالعام الهجري: للهم اجعلها سنة خير وبركة