كان غريباً أن يلتزم المجتمع الدولى بالصمت إزاء ما تقوم به إسرائيل من جريمة نكراء فى غزة اغتالت خلالها الكثير من الفلسطينيين، وما زالت تعبئ قواتها لتحصد المزيد من الضحايا، وتحويل غزة إلى مقبرة مفتوحة كما يقول جوزيب بوريل مسئول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى، ويجرى هذا على مرأى من العالم وتتصدره الولايات المتحدة التى نصبت شباكها ضد الفلسطينيين وضاجعت إسرائيل وشجعتها على كل ممارساتها الإجرامية ضد الفلسطينيين، وشجعتها على تحقيق ما تتطلع إليه، وهو استنزاف البشر والحجر لكى تؤول إليها فى النهاية السيطرة على الأرض الفلسطينية، لتصبح داعمة للأمن الصهيونى.
لم تحرك أمريكا ساكناً إزاء ما يحدث، وعلى العكس رأيناها تتناغم مع إسرائيل فى كل تحركاتها وغزواتها تحت لافتة الحفاظ على أمن الكيان الصهيونى. وشجع هذا إسرائيل على أن تمضى فى غلوائها، وتجتاح المستشفيات بذرائع واهية، وتمضى فى القتل والتخريب والتدمير. ولهذا داهمت مستشفى الشفاء فى عملية قالت عنها السلطات الصحية الفلسطينية بأنها أدت إلى مقتل عدد من الضحايا. وتفاخر جيشها بأنه يسيطر على المستشفى بالكامل، وأن جنوده نفذوا عملية دقيقة ليتواصل العمل فى المنطقة التى تحيط بالمستشفى.
يعد اقتحام إسرائيل مجمع الشفاء الطبى نموذجاً لما ترتكبه إسرائيل من جرائم حرب واضحة تجسد الانتهاك الفاضح للقانون الدولى لا سيما مع ما صاحب الجريمة من عمليات إعدام قام بها جيشها ضد المدنيين من بينهم أطفال ومرضى ونازحون. وهى العملية التى نفذها جنود الجيش الإسرائيلى المدججين بالسلاح، وبمساعدة عشرات الدبابات والطائرات المسيرة قاموا بإطلاق النار والقذائف والصواريخ بكثافة داخل المجمع الطبى تجاه المرضى والنازحين والمدنيين ما أسفر عن استشهاد أكثر من 250 مدنياً. كما أحرقوا بعض المرافق داخل المستشفى.
لقد كان غريباً ألا يتحرك المجتمع الدولى وتتصدره الولايات المتحدة الأمريكية لكبح جماح إسرائيل فى المهمة الإجرامية التى قامت بها فى قطاع غزة سعياً لتصفية القطاع وإفراغه من الفلسطينيين ليتحول إلى ساحة تصبح تحت سيطرة الكيان الصهيونى. ولهذا لم تحرك أمريكا ساكناً إزاء ما يحدث، وعلى العكس رأيناها تتناغم مع إسرائيل فى كل تحركاتها وغزواتها تحت لافتة «الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني». وهو ما شجع إسرائيل على أن تمضى فى غلوائها وتجتاح المستشفيات بذرائع واهية، وتمضى فى القتل والتخريب والتدمير. والنموذج مداهمتها لمستشفى الشفاء فى عملية قالت عنها السلطات الصحية الفلسطينية بأنها أدت إلى مقتل عدد من الضحايا.
حرب أخرى تشنها إسرائيل على قطاع غزة هى حرب تجويع من خلال فرض قيود على دخول المساعدات الغذائية والدوائية. وفى هذا الصدد قال المتحدث باسم مكتب مفوضية حقوق الإنسان: (إن القيود الإسرائيلية المستمرة على دخول المساعدات إلى غزة، إلى جانب الطريقة التى تواصل إسرائيل بها الأعمال العدائية قد يصل الأمر بها إلى استخدام التجويع فى معاركها فى غزة، وهو ما يعد جريمة حرب). كما أن لجنة مراقبة الجوع الدولية التى تعتمد عليها الأمم المتحدة قالت بأن نقص الغذاء فى غزة تجاوز بالفعل مستويات المجاعة بكثير، وأن سكان غزة سيموتون قريباً من الجوع بمعدلات تعادل نطاق المجاعة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سناء السعيد المجتمع الدولي مستشفى الشفاء الولايات المتحدة الأمريكية
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تبلغ إسرائيل بالانسحاب التدريجي من سوريا خلال شهرين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”، نظراءهم الإسرائيليين بأن الولايات المتحدة تعتزم بدء انسحاب تدريجي لقواتها من سوريا خلال شهرين، وفقًا لمعلومات حصلت عليها صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية.
وعلى الرغم من المحاولات الإسرائيلية السابقة لمنع هذا القرار، فقد أوضحت واشنطن أن تلك الجهود لم تُفلح.
ومع ذلك تحاول القيادات الإسرائيلية الضغط على الإدارة الأمريكية لإعادة النظر في القرار -على حد قول الصحيفة.
ولا يُعد هذا الانسحاب المرتقب مفاجئًا؛ فلطالما وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسحب القوات الأميركية من المنطقة، تماشيًا مع عقيدته الانعزالية التي يتبناها، بتأثير جزئي من نائبه جي. دي. فانس.
وقد كرر ترامب مرارًا القول: "هذه ليست حربنا"، فيما كان البنتاجون يستعد لهذه الخطوة منذ فترة. والآن، تدخل واشنطن في المرحلة التنفيذية، مع مشاركة منتظمة للمستجدات مع المسؤولين العسكريين الإسرائيليين.
وفي إطار المباحثات بين الجانبين، أعرب ممثلو المؤسسة العسكرية الإسرائيلية عن قلقهم العميق إزاء التداعيات المحتملة للانسحاب. ووفقًا لمسؤول إسرائيلي رفيع، فإن الانسحاب قد يكون جزئيًا فقط، هو ما تحاول إسرائيل منعه أيضًا خشية أن يشجّع تركيا، التي تسعى علنًا إلى توسيع نفوذها في المنطقة منذ سقوط نظام بشار الأسد.
وتنتشر القوات الأميركية حاليًا في مواقع استراتيجية عدة بشرق وشمال سوريا، وتؤدي دورًا استقراريًا بالغ الأهمية. وتخشى إسرائيل من أن يؤدي رحيلها إلى إطلاق يد أنقرة لتعزيز مواقعها العسكرية في سوريا.
وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعتزم استغلال التحولات الإقليمية لترسيخ مكانة بلاده كقوة إقليمية كبرى، مع جعل سوريا محورًا لهذا الطموح. وزعمت الصحيفة أن نبرة أردوغان العدائية زادت تجاه إسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة، مما ضاعف من قلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
وقد حذّرت إسرائيل كلًا من أنقرة وواشنطن من أن أي وجود دائم للقوات التركية في قواعد مثل تدمر وتي-4 سيمثّل تجاوزًا للخطوط الحمراء، ويقيد حرية عمل الجيش الإسرائيلي في الجبهة الشمالية.
وخلال اجتماع عقد الأسبوع الماضي في أذربيجان، ناقش مسؤولون إسرائيليون وأتراك هذه المسألة، حيث شددت إسرائيل على تحميلها الحكومة السورية الجديدة مسؤولية أي نشاط عسكري يتم على أراضيها، محذرة من أن الانتهاكات قد تؤدي إلى رد عسكري.
وأبدى الجانبان رغبة في التهدئة، وبدأت محادثات لتأسيس آلية تنسيق مشابهة لنموذج فكّ الاشتباك الذي طُبّق سابقًا بين إسرائيل وروسيا في سوريا.
ورغم ذلك، فإن انسحاب القوات الأميركية الوشيك، مصحوبًا بلهجة ترامب الودية تجاه أردوغان خلال لقائه الأخير مع نتنياهو، قد زاد من حدة التوتر داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية. ولم يُطمئن عرض ترامب التوسط بين إسرائيل وتركيا المسؤولين في تل أبيب، خاصة في ظل مؤشرات متزايدة على تراجع الالتزام الأميركي بالمنطقة. وقد صرّح مصدر أمني إسرائيلي بأن الغارات الجوية الأخيرة على قاعدة تي-4 تأتي في إطار "سباق مع الزمن" قبل أن "تحزم أميركا حقائبها وترحل".