أتابع عن كثب وباهتمام كبير، نبض الشارع العمانى من الأحداث العربية والدولية عموماً وأحداث غزة خصوصاً، فأجدها قوية وجريئة على كافة المستويات الرسمية والشعبية والإعلامية والسياسية، ومتابعتى من خلال الصحف العمانية ووسائل وجروبات التواصل الاجتماعى بالعديد من الأصدقاء الصحفيين والدبلوماسيين والسياسيين وأساتذة الجامعات تجمعنى بهم صداقة قديمة وحديثة.
وقد لفت نظرى الموقف القوى والجريء التى تتبناه كل هذه الشرائح فى دعم ونصرة الحق الفلسطينى، والرفض الكامل لجرائم الإبادة التى تجرى فى غزة، ويتقدم هذه الأصوات مفتى عام السلطنة بمواقفه القوية والمتواصلة المشهودة بالصراحة وإدانة الدمار والمجازر التى يشهدها قطاع غزة ومن خلفه الشعب العمانى.
واستشعر بأن السياسية العمانية بقيادة السلطان هيثم بن طارق لم تتدخل يوماً بتوجيه أو تحذير أو منع أى رأى فى هذا المضمار، وواضح أنه ينتهج نفس نهج السلطان الراحل قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، كما داومت عليه عمان على نحو نصف قرن، إلا أن هذا النهج لم يرق لجيران عمان العرب الخليجيين، وعندما فاض الكيل من تدخلات الأشقاء فى الخليج، وتكررت انتقادات صحفهم ووسائل إعلامهم لهذا النهج منذ الرفض العمانى للانضمام لمستنقع اليمن، واستمرار علاقاتها القوية مع الجارة الكبرى إيران، صدر إعلان جرىء من السلطنة فاجأ دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعَده مراقبون إقليميون ودوليون تدشيناً لمرحلة جديدة وخطيرة فى المنطقة، تغادر فيه السلطنة «الحياد» إلى الانفراد بموقف سياسى واقتصادى وربما عسكرى عن باقى دول المنطقة.
ومما جاء فى الإعلان (نحن فى السلطنة نحبكم ومعكم فى كل مشاريع الخير والبناء والتى تزيد من رقى وسعادة وراحة شعوبنا الخليجية، ولكن اعذرونا لسنا معكم فى الخلافات المذهبية والشحن الطائفي).
نعم لدينا علاقة جيرة مع إيران وهذه العلاقة استفاد منها الشعبان بالعلاج والسياحة والسلع الرخيصة لقرب وقلة كلفة شحنها، ولم نلمس من إيران أى تدخل أو كما تقولون نشر التشيع، وبالتالى لن نشارك معكم فى أى صراع وخلاف مع إيران، ولا يحق لكم أن تقذفونا وتفرضوا علينا خلق مشكلة معها.
الإعلان العمانى أكد على الموقف الرسمى للسلطنة من العدوان الإسرائيلى وحصاره المتواصل على قطاع غزة، ونحن ندعم الحق الفلسطينى سواء كمقاومة أو سلطة ضد الكيان الصهيونى، وهذا موقف شعبى ورسمى، وننطلق من مبادئ ديننا الإسلامى بأن من حق كل حركات المقاومة مقاومة المحتل.
وعبر الإعلان عن استنكاره مهاجمة سياسيى وإعلاميى وناشطى دول الخليج السلطنة لمجرد تأييدها العلنى شعبياً وسياسياً لفصائل مقاومة الكيان الصهيونى، وإذا لديكم خلاف سياسى أو مذهبى مع حزب الله، فلا يعنى أن تقذفونا إذا أيدنا أو شكرنا الحزب فى ضربه ومقاومته للصهاينة ودعمه لإخوته فى غزة، فكلهم عرب ومسلمون كعينين فى جبين واحد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رؤية اليوم قطاع غزة التواصل الاجتماعي
إقرأ أيضاً:
الإعلان عنه قريبا.. الكشف عن ملامح اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الجمعة، أن ملامح اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل بدأت تتشكل.
ونقلت "نيويورك تايمز"، عن مسئولين إقليميين وأمريكيين أن الاتفاق المطروح يتضمن الدعوة لهدنة 60 يوما تنسحب خلالها إسرائيل من جنوب لبنان وينسحب مقاتلو حزب الله لشمال الليطاني.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار يشمل انتشار الجيش اللبناني وبعثة حفظ السلام في المنطقة الحدودية خلال هدنة الـ60 يوما.
وأوضح المسئولون لـ "نيويورك تايمز" أن " الاتفاق يشمل آلية جديدة برئاسة أمريكا لضمان بقاء قوات حزب الله وإسرائيل خارج المنطقة الحدودية.
وأضافوا أن المفاوضين يأملون أن تصمد الهدنة 60 يوما لتتحول إلى دائمة خلال إدارة ترامب.
وقال المسؤولون لـ"نيويورك تايمز" إن إسرائيل أكثر حرصا على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان مقارنة بغزة.
وفي سياق المتصل، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن رفض إسرائيل ضم فرنسا إلى الدول المراقبة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان من بين الثغرات حتى الآن.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن إسرائيل ترى أنه سيتم الإعلان عن وقف إطلاق النار في لبنان خلال أيام قليلة.