«عليوة» 30 سنة في صناعة الكنافة على الفرن الطين: «طعم زمان يفرق»
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
أمام فرن بلدى مصنوع من الطين، تعلوه قطعة حديدية دائرية، يقف عليوة عبدالحميد، 37 عاماً، تصنع أنامله أجمل كنافة بلدى يمكن أن تتذوقها، فرغم التطور الهائل الذى شهدته صناعة الكنافة سواء عن طريق الأفران الصاح أو الآلية، إلا أن ابن محافظة المنيا لا يزال متمسكاً بأصل الصّنعة.
«عليوة» قال لـ«الوطن»: «الكنافة البلدى اللى بتتعمل على الفرن الطين ليها مذاق ونكهة مختلفة عن الأفران الآلية، فيها روايح الزمن الجميل وريحة أجدادنا اللى كانوا بيتعبوا ويشقوا علشان لقمة عيشهم».
قبل 30 عاماً، كان ابن محافظة المنيا يقف متفرجاً على أقدم صنايعية الكنافة البلدى، فى محافظته، فوقع فى غرام المهنة من اللحظات الأول، ليقرر أن تكون حِرفته رغم عدم عمل أى من أهله بها، وتابع: «كنت بروح مخصوص أقف جنب صنايعية الكنافة وأقلدهم، حسيت إنى هاوى وأنا عندى 7 سنين، وبعدها قررت على طول أشتغل فيها، رحت أتعلم وأتدرب لحد ما شربت الصنعة، وقررت أشتغل فيها، والحمد لله أنا من القلائل اللى لسَّه محافظين على صناعة الكنافة البلدى على فرن الطين».
ابن المنيا: «لفيت شوارع ومحافظات مصر وربنا بيراضينى عشان لقمة حلال لأولادى»من أجل كسب قوت يومه يتنقّل «عليوة» من محافظة لأخرى، يستقر طوال العام على فرشته فى مدينة المنيا لبيع الكنافة البلدى، وقبل حلول شهر رمضان، يكتب عبر صفحته الشخصية على فيس بوك، منشوراً تسويقياً لنفسه: «اللى عاوز صنايعى كنافة بلدى يشتغل طول رمضان يكلمنى»، لتنهال عليه العروض لصناعة الكنافة فى الأماكن المختلفة، وأضاف: «أنا بكتب منشور والناس بتكلمنى وبروح أشتغل، لفيت شوارع ومحافظات مصر وكل سنة فى مكان طوال شهر رمضان، وربنا بيراضينى بلقمة حلال لأولادى».
مدينة بلبيس بالشرقية كانت وِجهة «عليوة» هذا العام، ليستقر هو وزملاؤه الصنايعية لدى أحد المحلات، وواصل: «ربنا كرمنى السنة دى بعرض كويس فى بلبيس فشديت الرحال على هناك، بعد ما عملت فرشة فى السويس، محدش عارف الرزق فين، ربنا سبحانه وتعالى مُقدر الأرزاق ومقسمها، وبقول للشباب منين ما تلاقى لقمة عيش حلال أجرى وراها».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الكنافة البلدي الكنافة
إقرأ أيضاً:
قصة كفاح أرملة ومحاربة.. «عزة» هزمت السرطان وأصبحت ضمن فريق الدعم النفسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بدون مقدمات يقتحم حياتك ويحاول السيطرة عليها، حيث إنه يعد بمثابة الشبح الذي يخاف منه الجميع فحينما يزور أحد هذا المرض اللعين «السرطان» يبدأ الصراع الداخلي بين الخوف منه ومحاولة السيطرة عليه، وخاصة إذا كانت المصابة بهذا المرض سيدة وأم لأربعة أولاد، فهنا يجب أن تتحلى بالقوة والصبر وأن تحاول بأقصى جهد؛ لكي تستطيع أن تهزم المرض ولا تترك مشاعر الخوف وعدم الأمان بالسيطرة عليها لكى تستطيع أن تكمل حياتها ورسالتها كأم، وخاصة إذا وقع على عاتقها أن تلعب دور الأب والأم معا.
فقصتنا اليوم تحكي عن محاربة وأرملة فى نفس الوقت استطاعت أن تتغلب على المرض وتصل بأولادها لبر الأمان، ولكنها لم تكتف بذلك بل اختارت أن تحاول دعم ومساندة كل مريضة سرطان للتغلب على المرض ولتثبت للجميع أن الأمل موجود دائما.
بطلة قصتنا هى عزة إبراهيم البالغة من العمر 60 عامًا وتعمل أخصائية وداعمة المحاربات، توفى زوجها منذ أكثر من 20 عامًا لتبدأ رحلة الكفاح مع أبنائها وتلعب دور الأب والأم معا ولم تكن هذه هى المعاناة الوحيدة فقد بدأت رحلة مع سرطان الثدي منذ أكثر من 28 عامًا.
تحكي عزة قصتها لـ«البوابة نيوز» قائلة: «أصبت بسرطان الثدي منذ أكثر من 28 عامًا لتنقلب حياتي رأسا على عقب، حيث بدأ الأمر باستئصال ورم حميد من الثدي عام 1997، ثم ورم حميد مرة تانية من نفس الثدي 2010 وفي 2016 عملت استئصالا كاملا للثدي وبدأت آخد الكيماوي والإشعاعي والعلاج الهرموني لمدة 6 سنوات حتى تعافيت».
وأضافت: «أثناء رحلتي مع السرطان فقدت زوجي الذي توفي تاركًا لي 4 أولاد وأصبحت لهم الأم والأب وتعد هذه الفترة من أصعب فترات حياتى، ولكنى قررت أن أكون قوية لكى أستطيع أن أهزم المرض وأصل بأولادى إلى بر الأمان».
وتابعت: «كنت بتمنى طول الوقت أن أولادى يتعلموا كويس ويحصلوا على أعلى الشهادات وأن تعبى ميأثرش عليهم وعلى حياتهم، وبفضل ربنا هزمت المرض وشوفت ثمرة تعبى مع أولادى، محمد 41 سنة تخرج من إدارة أعمال ومتزوج وعنده ولدان، وإبراهيم 38 سنة خريج نظم ومعلومات ومتزوج، وعبدالرحمن 33 سنة، حاصل على بكالوريوس سياحة وفنادق ويوسف 24 سنة تخرج في كلية تجارة».
وأوضحت أن حياتها قد اختلفت كتيرًا بعد المرض، حيث بذلت جهدًا كبيرًا للبحث عن أماكن مختلفة لتلقي الدعم النفسي كمريضة سرطان، وبالفعل استطاعت ذلك من خلال مشاركتها فى إحدى الجمعيات الخاصة بالمحاربات التي ساعدتها كثيرًا.
وعن الذين قاموا بدعمها قالت: «أولادي وأخواتي أكتر ناس دعموني ووقفوا معايا ومسبونيش ولا لحظة فى كل الأوقات كانوا بيساندونى حبهم ودعمهم هو اللى ساعدنى أهزم المرض وأقدر أقف على رجلى تانى».
وأكدت أنها تعلمت العديد من الحرف اليدوية من خلال الجمعية وبعد تعافيها من المرض قررت أن تشارك مع الجمعية بإنشاء ورشة لصناعة الكورشية ومساندة المحاربات ومحاولة التخفيف عنهم وتشجيعهم وبالفعل استطاعت أن تدعم كل محاربة وتحاول أن تساندها لكى تتخطى المرض وتحاول السيطرة عليه حتى لا تستسلم وأصبحت المسئولة عن دعم مرضى السرطان.
وعن أصعب اللحظات التي مرت عليها قالت: «أصعب اللحظات اللى مرت عليه هي استئصال الثدى بشكل كامل فهو من أصعب القرارات على أى ست والمرحلة اللى بدأت العلاج الكيماوي حقيقى كانت صعبة جدًا، ولكن بفضل الله وقوة الإرادة وتمسكى بالحياة عشان أولادي قدرت أتخطى كل ده».
واختتمت حديثها قائلة: «المرض غير حياتى وساعدنى أكون أقوى وأفضل وأحب أقول لكل ست تعانى من مرض السرطان دى مش النهاية بالعكس ممكن تكون بداية جميلة لحياة بعد الخمسين حبي نفسك واهتمي بيها واخلقي من المحنة دي منحة زي ما أنا عملت وحاولت أساعد نفسي والناس اللي حواليا وأشجعهم عشان يقدروا يكملوا»