بوابة الوفد:
2025-04-17@09:42:09 GMT

أطباء يرفضون الواسطة

تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT

لا شك أن الواسطة لا تفيد ولو كانت فيها شبهة منفعة عاجلة إلا أنها على المدى البعيد لا تفيد لأن من يأخذ حق غيره يظل طول عمره تنازعه نفسه ويؤرقه ضميره من نظرة الناس إليه وعدم مسامحتهم له وهذا ما رأيناه بأنفسنا وحدثتنا به الأحداث والواسطة لم تعصف بالحياة الطبية فى مصر والوطن العربى فقط، بل عصفت بالحياة الاقتصادية والمالية والمنظومة التعليمية كلها، وبات الناس يرقبون وينتظرون الخبراء فى كل مجال وينتظرون مجيئهم فلا يجدون ولا يأتون والواسطة لم تكن فى بلاد العرب فقط، بل فى بلاد العجم أيضاً ولكن حدثنا الزملاء فى بلاد الغربة أنها موجودة ولكنها أقل حدة وأدنى أهمية فى بلادهم ويا ليت الواسطة ترفع أقوامًا متخلفين فقط ولكنها تغلق الباب دون المجتهدين وتحول بينهم وبين النجاح مخافة أن ينكشف ستر الآخرين وتعرى سوءاتهم وهذا ما يدمر الحياة كلها وليس المهن الحرة والمحسوبية والشللية كنا نظنها أثناء الدراسة فى الكلية فقط ونحن ما زلنا صغار السن نراها «ممقوتة» و«عيب»، أما الآن فهى فى كل شىء وتسيطر على كل شىء ولا مجال حتى لنقدها بل تَعلّق الناس بها حتى أدمت أياديهم وما زالوا يتعلقون بها رغمًا عن ذلك، والعجب كل العجب أننا لن نجد بعد الآن من يسهرون لكى يستذكروا دروسهم مخافة أن يفوتهم النجاح والأعجب هو حالة اللا مبالاة التى نجدها الآن وإحباط الدارسين من التقييم الذى حتماً لن ينال المجتهدين ولا أستبعد أن تكون الواسطة هى المعول التى تهدم به الأمم وتتفتت به عزيمة الشعوب.


وقد كان هناك أطباء فى دفعتنا رفضوا الواسطة بأى حال من الأحوال بل كانوا فى هذه السن الصغيرة يجدون ذلك عيبًا وسوءة ستلتصق بهم أبد الدهر أن يأخذوا عرق أو جهد من لا يملكون الواسطة وإن كانوا بطبيعة الحال قلة لا يؤثرون فقد ثبتوا على آرائهم ولو تتبعنا نهجهم ستجد أنهم عاشوا مستورين أو امتدت إليهم يد الله فرزقهم من حيث لم يحتسبوا وهذا ما ننصحه للغير وإن لم يكن عندى دليل ملموس أقدمه لهم وقد كان كاتب هذه السطور ممن يرفضون الواسطة أيضاً ويصرحون بذلك فى وجه من بدأوها أو ابتدأوها أثناء الكلية وبعد الكلية وقد قاسى كثيرًا من ذلك ولكنه أذى له طعم خاص وهو طعم العرق الذى تعبناه طوال حياتنا ولا يقدر بثمن وليس له معيار لثمنه فلا نذكره لأحد لأنّه لن يقّدر ذلك إلا الطبيب المجتهد فلا ييأس ولا يقنط وأمثلة الأطباء المبدعين والمجددين ظاهرة ومنهم الدكتور مجدى يعقوب فقد تعرّض فى شبابه إلى أكثر من ذلك وكاد له الحاسدون والمبغضون والقصة يعلمها الأطباء وغير الأطباء حتى يومنا هذا، وهى درس لكل إنسان يريد أن يصبر ولا أعلم كيف يستحل والد أن يعطى لابنه ما ليس حقه بأى تصور هو يتصوره أو أى ادعاء هو يرجوه والواسطة فى العرب وبلاد المسلمين غريبة إذ هى نقيض الدين والدين منها براء، ولكنها خلط للأوراق وخلق للأعداء ويكفى أن تعترض على الواسطة فلك الويل وسيقف الناس كلهم ضدك.
ويقول العارفون بالواسطة إنها الماحقة وللعباد حارقة للبلدان ساحقة وهى صادقة فلا تُبقى لهم سابقة أو بارقة عن التقدم عائقة، وهى عليهم لاحقة دافقة ومارقة، فى الدنيا راشقة بذنوب يوم القيامة باسقة فإياك من كثير الثقة.

استشارى القلب- معهد القلب
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د طارق الخولي معهد القلب

إقرأ أيضاً:

دعوة لتدخل أمني.. انتشار عيادات طبية بلا أطباء في كركوك

دعوة لتدخل أمني.. انتشار عيادات طبية بلا أطباء في كركوك

مقالات مشابهة

  • العالم يقاوم | الفلسطينيون يرفضون وضع السلاح أسوة بشعوب تحررت بالقوة (تفاعلي)
  • آ.. فرحة …آ فرحة!
  • محمد حامد جمعة يكتب: المضاغطات
  • أطباء بلا حدود للجزيرة نت: الأوضاع بغزة كارثية والطواقم الطبية تعمل تحت الضغط والخطر
  • دعوة لتدخل أمني.. انتشار عيادات طبية بلا أطباء في كركوك
  • عمال الموانئ يرفضون استقبال سفينة تصل ميناء الدار البیضاء الجمعة وتحمل أسلحة إلى إسرائيل
  • أزمة وقود تغلق مخابز في بني وليد.. وأصحابها يرفضون التزود من مصراتة
  • وكيل محافظة صنعاء يتفقد أنشطة وبرامج الدورات الصيفية في بلاد الروس
  • أهلي يرفضون فكرة زواجي.. 
  • أطباء يرفضون الإشتغال في مناطق زلزال الحوز