بوابة الوفد:
2025-01-16@21:53:47 GMT

أطباء يرفضون الواسطة

تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT

لا شك أن الواسطة لا تفيد ولو كانت فيها شبهة منفعة عاجلة إلا أنها على المدى البعيد لا تفيد لأن من يأخذ حق غيره يظل طول عمره تنازعه نفسه ويؤرقه ضميره من نظرة الناس إليه وعدم مسامحتهم له وهذا ما رأيناه بأنفسنا وحدثتنا به الأحداث والواسطة لم تعصف بالحياة الطبية فى مصر والوطن العربى فقط، بل عصفت بالحياة الاقتصادية والمالية والمنظومة التعليمية كلها، وبات الناس يرقبون وينتظرون الخبراء فى كل مجال وينتظرون مجيئهم فلا يجدون ولا يأتون والواسطة لم تكن فى بلاد العرب فقط، بل فى بلاد العجم أيضاً ولكن حدثنا الزملاء فى بلاد الغربة أنها موجودة ولكنها أقل حدة وأدنى أهمية فى بلادهم ويا ليت الواسطة ترفع أقوامًا متخلفين فقط ولكنها تغلق الباب دون المجتهدين وتحول بينهم وبين النجاح مخافة أن ينكشف ستر الآخرين وتعرى سوءاتهم وهذا ما يدمر الحياة كلها وليس المهن الحرة والمحسوبية والشللية كنا نظنها أثناء الدراسة فى الكلية فقط ونحن ما زلنا صغار السن نراها «ممقوتة» و«عيب»، أما الآن فهى فى كل شىء وتسيطر على كل شىء ولا مجال حتى لنقدها بل تَعلّق الناس بها حتى أدمت أياديهم وما زالوا يتعلقون بها رغمًا عن ذلك، والعجب كل العجب أننا لن نجد بعد الآن من يسهرون لكى يستذكروا دروسهم مخافة أن يفوتهم النجاح والأعجب هو حالة اللا مبالاة التى نجدها الآن وإحباط الدارسين من التقييم الذى حتماً لن ينال المجتهدين ولا أستبعد أن تكون الواسطة هى المعول التى تهدم به الأمم وتتفتت به عزيمة الشعوب.


وقد كان هناك أطباء فى دفعتنا رفضوا الواسطة بأى حال من الأحوال بل كانوا فى هذه السن الصغيرة يجدون ذلك عيبًا وسوءة ستلتصق بهم أبد الدهر أن يأخذوا عرق أو جهد من لا يملكون الواسطة وإن كانوا بطبيعة الحال قلة لا يؤثرون فقد ثبتوا على آرائهم ولو تتبعنا نهجهم ستجد أنهم عاشوا مستورين أو امتدت إليهم يد الله فرزقهم من حيث لم يحتسبوا وهذا ما ننصحه للغير وإن لم يكن عندى دليل ملموس أقدمه لهم وقد كان كاتب هذه السطور ممن يرفضون الواسطة أيضاً ويصرحون بذلك فى وجه من بدأوها أو ابتدأوها أثناء الكلية وبعد الكلية وقد قاسى كثيرًا من ذلك ولكنه أذى له طعم خاص وهو طعم العرق الذى تعبناه طوال حياتنا ولا يقدر بثمن وليس له معيار لثمنه فلا نذكره لأحد لأنّه لن يقّدر ذلك إلا الطبيب المجتهد فلا ييأس ولا يقنط وأمثلة الأطباء المبدعين والمجددين ظاهرة ومنهم الدكتور مجدى يعقوب فقد تعرّض فى شبابه إلى أكثر من ذلك وكاد له الحاسدون والمبغضون والقصة يعلمها الأطباء وغير الأطباء حتى يومنا هذا، وهى درس لكل إنسان يريد أن يصبر ولا أعلم كيف يستحل والد أن يعطى لابنه ما ليس حقه بأى تصور هو يتصوره أو أى ادعاء هو يرجوه والواسطة فى العرب وبلاد المسلمين غريبة إذ هى نقيض الدين والدين منها براء، ولكنها خلط للأوراق وخلق للأعداء ويكفى أن تعترض على الواسطة فلك الويل وسيقف الناس كلهم ضدك.
ويقول العارفون بالواسطة إنها الماحقة وللعباد حارقة للبلدان ساحقة وهى صادقة فلا تُبقى لهم سابقة أو بارقة عن التقدم عائقة، وهى عليهم لاحقة دافقة ومارقة، فى الدنيا راشقة بذنوب يوم القيامة باسقة فإياك من كثير الثقة.

استشارى القلب- معهد القلب
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د طارق الخولي معهد القلب

إقرأ أيضاً:

أطباء الشفاء.. قصة صمود في وجه الحصار والقصف

ويستعرض برنامج "بودكاست البلاد" -الذي يبث على "منصة الجزيرة"- في حلقة 2025/1/14 قصة فريدة من قصص الصمود في مستشفى الشفاء بغزة، من خلال حوار مع رئيس قسم الحروق والتجميل في المستشفى الدكتور أحمد مخللاتي الذي شهد أحداثا دراماتيكية خلال الحصار الإسرائيلي.

وفي بداية اللقاء استعرض مخللاتي مسيرته الأكاديمية والمهنية المتميزة التي بدأت من مولده في أيرلندا، مرورا بدراسته في مصر وقطر، وصولا إلى تلقيه عروض عمل في لندن.

وعن سبب اختياره العودة إلى غزة، أوضح أن ذلك كان حلما منذ الطفولة مدفوعا برغبة عميقة في المساهمة بتطوير النظام الصحي في القطاع.

ولفت مخللاتي إلى الدور الملهم لوالده في اتخاذ هذا القرار، موضحا أن والده نفسه اختار العودة من بريطانيا إلى فلسطين، حيث ساهم في تأسيس كليتي الطب في الجامعة الإسلامية وجامعة الأزهر بغزة، كما شارك في إنشاء نظام التدريب الصحي الفلسطيني وبرامج ابتعاث الأطباء للخارج.

صمود الأطباء

وعبّر مخللاتي عن قناعته بأن الأطباء الذين يدرسون في الخارج يكتسبون خبرات ومهارات قيمة، لكنه شدد على أهمية عودتهم للمساهمة في تطوير النظام الصحي والاجتماعي في غزة، متسائلا "من سيساهم في الارتقاء بمناحي الحياة في غزة إذا غادرها كل المتميزين؟".

إعلان

وفي سياق حديثه عن مستشفى الشفاء، وصف مخللاتي تفاصيل المجمع الطبي الذي يضم مباني عدة مترابطة، بما فيها مبنى الجراحات التخصصية المتصل بالمبنى الرئيسي عبر جسر زجاجي، والذي أصبح لاحقا هدفا للقناصة الإسرائيليين.

كما تحدث عن مبنى الولادة وقسم الأطفال الخدج الذي تعرض للقصف، والبوابة الجنوبية التي استخدمها جيش الاحتلال لاحقا في اقتحام المستشفى.

وخلال فترة الحصار روى مخللاتي كيف اجتمع مع مجموعة من الأطباء الذين رفضوا مغادرة المستشفى، بينهم شخصيات طبية بارزة، مثل وكيل وزارة الصحة الدكتور يوسف أبو الريش، والدكتور محمد أبو سلمية، ومدير عام التعاون الدولي الدكتور مروان أبو سعدة، والمدير العام السابق للوزارة الدكتور منير البرش، وآخرون.

ووصف مخللاتي المشهد المأساوي خلال الحصار، حيث كان الأطباء يراقبون من نوافذ الغرف المكتظة تحركات جيش الاحتلال، في حين كانت طائرات مسيرة تجوب المنطقة وتطلق النار على أي شيء يتحرك.

يذكر أن شهادة مخللاتي تمثل توثيقا مهما للحظات الحرجة التي عاشها الطاقم الطبي في مستشفى الشفاء، وتعكس التزام الأطباء الفلسطينيين بواجبهم الإنساني رغم المخاطر المحدقة بهم.

15/1/2025

مقالات مشابهة

  • البرهان سيظهر لأمريكا وغيرها من بلاد الغرب صفحات أسد جديد
  • 71٪؜ من الأتراك يرفضون الإفراج عن “أوجلان”
  • رغم مخاطر النيران.. العشرات يرفضون إخلاء منازلهم في لوس أنجلوس خشية سرقتها
  • معلمو الفلسفة يرفضون إهمال مادتهم في نظام البكالوريا المصرية
  • يرفضون اتفاق وقف إطلاق النار بغزة.. بعض عائلات الرهائن الإسرائيليين يوضحون السبب
  • اجواء باردة وماطرة بانتظار بلاد الشام في هذا الموعد
  • عين الرقيب لا تغفل
  • أطباء الشفاء.. قصة صمود في وجه الحصار والقصف
  • أبناء المهرة يرفضون عرضاً سعودياً مغرياً ويحذرون من أي تحركات لإثارة الفتنة
  • النواب يرفضون مقترحا جديدا لوزير العدل في تعديل قانون الإجراءات الجنائية