بوابة الوفد:
2025-01-31@05:51:05 GMT

نفحات

تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT

 

 

من أعظم (أسرار السَّعادة) التى يجهلها، أو يغفل عنها، كثيرٌ من الناس: أن تعلم أنه لا يملكُ أحدٌ، كائنًا مَن كان، أن يُلحِقَ بك أيَّ ضررٍ، صغيرٍ أو كبير! لأنَّ الله بحكمته البالغةِ - التى تُبْهِرُ العقول - قد جعل من سنن هذا الكون الذى نعيش فيه (سنَّةً ربَّانية) لا تتخلف أبداً؛ وهى أنَّه لا يتضررَ بالفِعل السَّيِّئ إلا صاحبه.

قال ربنا تبارك وتعالى: (ولا يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إلّا بِأهْلِهِ) ثم بيَّن - تبارك وتعالى - أنَّ هذه سنَّة ربانيَّة لا تتخلف أبداً وأنَّها الطريقة التى عامل بها كلَّ العباد منذ بدء الخليقة، فقال تعالى عن الذين يمكرون: (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إلّا سُنَّتَ الأوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ولَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا) إذاً، فهذه هى (القاعدة): لا يتضرَّر بالمكر السَّـيِّئ إلا صاحبُه وكلَّ مَن أَصَابَهُم شىءٌ مِن (رذاذ) فِعلٍ سيئ فعله غيرهم، فلا يكونُ لهم إلا أذىً فى الظَّاهر، ثم لا يلبثُ أن يكونَ (مِفتاحًا) لأبوابٍ مِن الخيرات لا يُحصيها إلا الله. فلولا مُحاولة إخوةُ يوسف أن يضرُّوه (بالقتل) لَمَا صارَ عزيز مصر، ولو تأملتَ (صلح الحُديبية) وما حصل للمسلمين بسببه من الخيرات والمنافع لرأيت عجباً عُجاباً من حكمة الله ولطفه بعباده الذين (لا يمكرون) ولذلك سمَّى الله تبارك وتعالى صلح الحديبية (فتحاً)، فقال سبحانه وتعالى: (إنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا) مع أنَّ ظاهره شروط تعسفية جائرة مُهينة للمسلمين حتى قال بعض كبار الصَّحابة: يا رسول الله! ألسنا على الحق وهم على الباطل؟! علام - إذاً - نعطى الدَّنـيَّـة فى ديننا؟! وعلى هذا، فاعلم أنه لن يفعل أحدٌ من الإنس والجن شيئاً يريد الإضرار بك إلا كان فى نهاية الأمر مفتاحاً لكثير من الخيرات لك. وتأمَّل فى حياتك - بعينِ الحكمة والإيمان - وانظر كم هى الخيرات التى تنعمُ بها اليوم والتى ما كانت لِتَطرُقَ بابَكَ لولا مكرُ مَن مَكَرَ بك من خصومٍ أو أعداء. ومن الأصول التى تتفرع عنها هذه السُّنة الربانية، أن (الأرزاق قد كُتبت)، والأقلام قد رُفِعَت، والصُّحُفُ قد جَفَّت. فالرِّزق الذى كتبه الله لك، سيأتيك لا محالة، وسيأتيك (كاملاً) لا نقص فيه. ولو اجتمع الأنس والجن على عداوتك، وأرادوا أن يمكروا بك ليضرُّوك، أو ليذهبوا بشىء مِن رزقك، (فلن يستطيعوا) ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيرا. قال النبى صلى الله عليه وسلم: «واعلم‏:‏ أنَّ الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشىء، لم ينفعوك إلا بشىء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضرُّوك بشىء، لم يضرُّوك بشىء إلَّا بشىء قد كتبه الله عليك».

 

 

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

شكرًا ترامب

شكرًا من القلب يا مستر ترامب على غطرستك التى جمعت المصريين على قلب رجل واحد، الموظفين فى الدواوين والهيئات والمصالح والمؤسسات الحكومية والخاصة، التجار والبائعين كبارهم وصغارهم، المشايخ والقساوسة، الأحزاب وكافة التيارات والقوى السياسية، النقابات، العمال فى المصانع، الفلاحين فى الحقول، الطلبة فى الجامعات والمدارس، النساء، الرجال، الأطفال، العجائز، أبناءنا فى الخارج، كلهم قرروا الاصطفاف خلف رئيسهم داعمين موقفه الوطنى العروبى، ومواجهة كل من يقترب أو يحاول أن ينال من وطنهم وأرضهم.

شكرًا من القلب يا مستر ترامب على العجرفة التى جعلتنا نتناسى أية ظروف اقتصادية أو معيشية أو خلافات سياسية، وجمعت الكل على قلب رجل واحد، بل فعلت ما لا يتوقعه أحد، إذ دفعت بعض الخونة الهاربين الذين كانوا يهاجمون مصر لإعلان توبتهم والانحناء أمام عظمة وجسارة ووطنية وقومية الموقف المصرى الذى كشف ادعاءاتهم وهجومهم غير المبرر على وطنهم وقرروا الاصطفاف خلف القيادة السياسية مع بقية أبناء الوطن.

ألف شكر يا مستر ترامب على جنونك وعنصريتك تلك التى دفعت رئيس كولومبيا إلى وصفك بتاجر الرقيق الأبيض، ورفضه السماح بهبوط طائرتين عسكريتين تقلان مواطنيه الكولومبيين الذين قررت أنت ترحيلهم وأرسل طائرته الرئاسية لتنقلهم إلى وطنهم تكريمًا لمواطنين من شعبه، بل كشف عن بشاعتك فى رسالة من ضعيف يقاوم طاغية من وجهة نظرى هى أقوى رسائل مواجهة جبروت نظام عالمى لا يعرف العدل، عندما رد على قرارتك بقرارات اقتصادية مضادة، وقال لك أنت قادر على إقصائى بانقلاب، أو قتلى ولكننى سأعيش فى شعبى.

شكرًا من القلب يا مستر ترامب على عفويتك وعشوائيتك التى كشفت عن نزعاتك الاستعمارية والإمبريالية، وتخطيطك لفترة الرئاسة الإمبراطورية، وعقلية البيزنس مان صاحب الصفقات الفاسدة والمكاسب الملوثة بدماء الشعوب الضعيفة، وظهرت أمام العالم فى بداية عهدك الثانى همجيًّا وقاطع طريق بداخله جبان لا يهاجم إلا الضعفاء مثل كندا وبنما، فتجرأت عليك كولومبيا والبرازيل وأبشرك بمزيد من ردود الفعل غير المتوقعة عندما يتفق عليك كل أعدائك.

انتهى الشكر وحان وقت النصح والتحذير، أنصحك يا سيد ترامب بقراءة التاريخ جيدًا لتتعلم وتأخذ العبرة، فكل الطغاة والأكاسرة والجبابرة كانت نهايتهم مأساوية، وكلهم إلى مزبلة التاريخ يبصق عليهم القراء، فبئس الماضى وبئس المآل وبئس الذكرى وساءت مرتفقا.

وأحذرك يا سيد ترامب من غضب الطبيعة، وقد ذقتم ويلات الرياح والأعاصير والفيضانات وما هى إلا جند من جنود الله فاحذروا الانتقام الإلهى وجزاء الظالمين.

يا سيد ترامب الموقف المصرى ثابت لا يقبل التفاوض منذ سنوات طويلة، لا للتهجير وتصفية القضية الفلسطينية، التأكيد على حل الدولتين كحل عادل ودائم للصراع الفلسطينى الإسرائيلى، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود ما قبل ١٩٦٧، عاصمتها القدس الشرقية وهو موقف يتماشى مع الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين وأنتم بالطبع لا تعرفون الشرعية.

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • دعاء أول جمعة من شهر شعبان.. نفحات إيمانية واقتراب من رمضان
  • الرئيس المقاول
  • مشهد العودة
  • شكرًا ترامب
  • خالد الجندى: عندما نتحدث عن الله سبحانه وتعالى نستخدم المصطلحات الدقيقة
  • فضل الصيام في شهر شعبان .. نفحات إيمانية وتمهيد لـ رمضان
  • أمين الفتوى: سيدنا نوح أول مَن أطلق على مصر أم البلاد
  • الدكتور محمد وسام: سيدنا نوح أول من أطلق على مصر أم البلاد (فيديو)
  • عبارات بعد الانتهاء من العمرة
  • هل رأى النبي الله في رحلة الإسراء والمعراج.. وهل كان الحوار باللغة العربية؟