بوابة الوفد:
2025-03-07@03:10:38 GMT

نفحات

تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT

 

 

من أعظم (أسرار السَّعادة) التى يجهلها، أو يغفل عنها، كثيرٌ من الناس: أن تعلم أنه لا يملكُ أحدٌ، كائنًا مَن كان، أن يُلحِقَ بك أيَّ ضررٍ، صغيرٍ أو كبير! لأنَّ الله بحكمته البالغةِ - التى تُبْهِرُ العقول - قد جعل من سنن هذا الكون الذى نعيش فيه (سنَّةً ربَّانية) لا تتخلف أبداً؛ وهى أنَّه لا يتضررَ بالفِعل السَّيِّئ إلا صاحبه.

قال ربنا تبارك وتعالى: (ولا يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إلّا بِأهْلِهِ) ثم بيَّن - تبارك وتعالى - أنَّ هذه سنَّة ربانيَّة لا تتخلف أبداً وأنَّها الطريقة التى عامل بها كلَّ العباد منذ بدء الخليقة، فقال تعالى عن الذين يمكرون: (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إلّا سُنَّتَ الأوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ولَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا) إذاً، فهذه هى (القاعدة): لا يتضرَّر بالمكر السَّـيِّئ إلا صاحبُه وكلَّ مَن أَصَابَهُم شىءٌ مِن (رذاذ) فِعلٍ سيئ فعله غيرهم، فلا يكونُ لهم إلا أذىً فى الظَّاهر، ثم لا يلبثُ أن يكونَ (مِفتاحًا) لأبوابٍ مِن الخيرات لا يُحصيها إلا الله. فلولا مُحاولة إخوةُ يوسف أن يضرُّوه (بالقتل) لَمَا صارَ عزيز مصر، ولو تأملتَ (صلح الحُديبية) وما حصل للمسلمين بسببه من الخيرات والمنافع لرأيت عجباً عُجاباً من حكمة الله ولطفه بعباده الذين (لا يمكرون) ولذلك سمَّى الله تبارك وتعالى صلح الحديبية (فتحاً)، فقال سبحانه وتعالى: (إنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا) مع أنَّ ظاهره شروط تعسفية جائرة مُهينة للمسلمين حتى قال بعض كبار الصَّحابة: يا رسول الله! ألسنا على الحق وهم على الباطل؟! علام - إذاً - نعطى الدَّنـيَّـة فى ديننا؟! وعلى هذا، فاعلم أنه لن يفعل أحدٌ من الإنس والجن شيئاً يريد الإضرار بك إلا كان فى نهاية الأمر مفتاحاً لكثير من الخيرات لك. وتأمَّل فى حياتك - بعينِ الحكمة والإيمان - وانظر كم هى الخيرات التى تنعمُ بها اليوم والتى ما كانت لِتَطرُقَ بابَكَ لولا مكرُ مَن مَكَرَ بك من خصومٍ أو أعداء. ومن الأصول التى تتفرع عنها هذه السُّنة الربانية، أن (الأرزاق قد كُتبت)، والأقلام قد رُفِعَت، والصُّحُفُ قد جَفَّت. فالرِّزق الذى كتبه الله لك، سيأتيك لا محالة، وسيأتيك (كاملاً) لا نقص فيه. ولو اجتمع الأنس والجن على عداوتك، وأرادوا أن يمكروا بك ليضرُّوك، أو ليذهبوا بشىء مِن رزقك، (فلن يستطيعوا) ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيرا. قال النبى صلى الله عليه وسلم: «واعلم‏:‏ أنَّ الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشىء، لم ينفعوك إلا بشىء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضرُّوك بشىء، لم يضرُّوك بشىء إلَّا بشىء قد كتبه الله عليك».

 

 

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

حسام موافي: الله سبحانه وتعالى لم يفرض أي تكليف يتجاوز قدرة الإنسان

أكد الدكتور حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة بالقصر العيني، أن التكاليف الشرعية مثل الصيام والصلاة والزكاة والحج، فرضها الله على الإنسان لأنه يعلم أنها في وسعه، ولم يفرض أي تكليف يتجاوز قدرة الإنسان.

كتفي الشمال بيوجعني باستمرار .. حسام موافي يوضح الأسبابربع رغيف جبنة في الفطار| حسام موافى يكشف أفضل طريقة لأكل صحي برمضان

وقال حسام موافي، خلال تقديمه برنامج “رب زدني علما”، عبر فضائية “صدى البلد”، أن البعض يفسر آية "لا يُكلف الله نفسًا إلا وسعها" بشكل خاطئ، معتقدين أن بإمكانهم تحديد ما يقع ضمن قدرتهم أو لا، وفقًا لرغباتهم الشخصية، وهو ما يعد فهمًا غير دقيق للنص القرآني.

وتابع أستاذ طب الحالات الحرجة بالقصر العيني، أن هناك استثناءات واضحة ومحددة لمن لا يستطيع أداء بعض العبادات، مثل المريض الذي يعجز عن الصيام، أو الشخص الذي لا يمتلك المال الكافي للزكاة، أو العاجز عن أداء الصلاة واقفًا، مؤكدا أن هذه الرخص ليست اختيارية، بل هي أحكام شرعية مرتبطة بحالات معينة.

 

مقالات مشابهة

  • رمضان.. شهر البذل والعطاء والتسابق في الخيرات
  • مرايا الوحي: المحاضرة الرمضانية (6) للسيد القائد 1446
  • حسام موافي: الله سبحانه وتعالى لم يفرض أي تكليف يتجاوز قدرة الإنسان
  • الفاضلي: صورتنا في العالم «اتحشم» كقوم مستهلكين نستورد حتى ملابسنا الداخلية
  • أذكار بعد الصلاة .. ردد أفضل ما قاله النبي عقب الصلوات ويفتح أبواب الخيرات
  • مرايا الوحي.. المحاضرة الرمضانية (5) للسيد القائد 1446هـ
  • مرايا الوحي: المحاضرة الرمضانية (5) للسيد القائد 1446
  • نفحاتُ الرحمة
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: العبادة وحسن الخلق وجهان لعملة واحدة
  • رمضان فرصةٌ لإيقاظ الغافلين