الروائى ولاء كمال: الشهر الكريم يُعلّم أهل الإبداع نبذ الكبر
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
يقول الروائى ولاء كمال لـ«الوفد»: يرتبط شهر رمضان عندى بالإبداع متجليّاً فى أجمل صوره. فهو شهر التخلى والاستسلام للأمر الإلهى. وكلما أمعنت التفكير، يواصل التوازى بين الكتابة والصوم طرح نفسه فى صورٍ شتى.
فالكتابة – والفنون عموماً- تتطلب قدراً هائلاً من التخلى. كل من يمنح جل نفسه لإبداع الفن يحتاج إلى التخلى عن الكثير مما قد تمنحه إياه الحياة أملاً فى تحقيق غاية أكبر منه.
كثيرون يفضلون تمثيل الكتابة كفتاةٍ لعوب تحسن الإغواء حتى تقود المبدع إلى الهلاك. أما أنا فأراها نداءً يتطلب الكثير من التضحية والشجاعة لمواجهة الصفحة الخالية إيماناً بغاية التنوير والخلود التى هى أكبر من مجموع حيوات البشر القصيرة والتافهة بطبيعتها. ولذلك فكلما أتى شهر رمضان توافق نداؤه بداخلى مع العزلة التى يفرضها نداء الإبداع والشجاعة المطلوبة لمواجهة النفس ونزعاتها.
كذلك فإن الاستسلام لأمر الله بالصوم وتزكية النفس خلال الشهر الكريم لا يبتعد كثيراً عن استسلام المرء لسحر الفكرة والكلمة.
ويتجلى الاستسلام بالنسبة لى فى أزكى صوره خلال شهر رمضان. فرمضان بطبيعة الحال هو شهر الاستسلام للسمو الذى حين يمر جسدى خلاله بضعفٍ تقوى عزيمتى، وتنجلى أفكارى، وتُشحَذ المستقبلات الروحية فأتمتع بدرجةٍ مختلفةٍ من الحساسية تساعدنى على التقاط الرهيف والعابر فى الحياة فيتحول بدوره إلى إبداع. والمبدع الأصيل يدرك تماماً أنه ما هو إلا أداة تتحدث من خلالها الذات العليا فينطق بما توحى له به. ولذلك فإن المبدع حين يكون طاهر البدن والنفس ومتخلياً عن كل ما يثقل كاهله من همٍّ شخصيّ، يصبح متهيئاً لتسليم نفسه لتلك القوى واستقبال الرسالة وتضفيرها فى شكل قصةٍ تلهم وتعلم وتضىء.. ما يسمونه فى قول آخر بالوحى.
وإذا كان المؤمن الحق يسعى جاهداً لنبذ كل شهوةٍ من أجل الفوز بالثواب، فإن الكاتب الحق يجب أن ينبذ كل ذرة كبرٍ بداخله حتى يزكى نفسه عن أغراضها الدنيوية من شهرة وخيلاء، فيستحيل إلى كيانٍ من الشعور والتنوير لتصبح كلماته عندها ذات جدوى، وحكاياته تلمس شغاف القلوب وتضمد جراح الزمن والدنيا، فيحقق بذلك الخلود المنشود، تماماً كخلود النعيم الذى ننشده بالصوم.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
خالد جلال لـ "الفجر"... مصر أعظم دولة تقدم فن في الوقت الحالي ولا تستطيع أي دولة في الوطن العربي منافستها
صرح المخرج المسرحي خالد جلال لـ "الفجر" قائلًا "الإسكندرية عاصمة الموهوبين ومعظم المسرحيات التي قدمتها في محافظة الإسكندرية كانت مميزة في عرضها واحتفاء الجمهور لها وهي الأقرب لقلبي بحبكم وبحب إسكندرية".
وجاء ذلك خلال حفل افتتاح مهرجان الحرية المسرحي في دورته 10 والتي تحمل اسمه، معبرًا عن مدى فخره لإختيار اسمه ليحمل هذه الدورة قائلًا "ستظل المراكز الثقافية منبع للفنانين، أخرجت من مركز الإبداع ما يتجاوز 80 % من الفنانين الشباب بالساحة الفنية الآن.
وتحدث "جلال" عن مستوى الفن والمسارح في مصر قائلًا "مصر أعظم دولة تقدم فن في الوقت الحالي ولا تستطيع أي دولة في الوطن العربي منافستها"، مشيرًا إلى عدد من المهرجانات المسرحية التي قدمت على مسارحها في الآونة الأخيرة ومنهة مهرجان المسرح القومي والمونودراما والحرية المسرحي وغيرها من المهرجانات.
وجدير بالذكر أنه حصل على منحة في الإخراج المسرحي وسافر إلي روما وعندما قرر العودة إلى مصر كان قرر الوزير فاروق حسني تعيينه مديرا لمسرح الشباب أثرا في تغير الأوضاع بالمسرح وكان عمره وقتها 28 سنة واعتبر أصغر مدير فرقة في هذا الوقت ثم تولى مركز الإبداع الفني في عام2002 ولقب بـ "صانع النجوم" أو "الجواهرجي" وشغل رئاسة مسرح الغد ثم البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، ويعمل الآن مديرًا لمركز الإبداع في القاهرة، ورئيس قطاع الإنتاج الثقافي بوزارة الثقافة المصرية منذ أكتوبر 2015.