بوابة الوفد:
2025-04-17@21:54:04 GMT

النَّفْس

تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT

 

 

 

 

النفس هى المحرِّك والموجِّه لإرادة الفعل الإنسانى إذ تحوى قوة التوجه والتوجيه نحو الخير والتقوى وتحوى كذلك قوة التوجه والتوجيه نحو الشر والفجور.

ولأنها تملك هذه القوى التعادلية المتعارضة فقد أوجبت الأديان العمل على تزكيتها بالارتقاء بمستوى قوة الخير وبكبح جماح قوة الشر: (ونفْسٍ وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها).

وذلك نظرا لقابليتها للتغيير والاستجابة للتنمية والإصلاح وهو ما عالجه الحكماء فى نصائحهم التربوية:

وجاهد النفْسَ والشيطانَ واعصهما.. وإن هما محَّضاك النُّصحَ فاتَّهمِ والنفْسُ كالطفل إن تُهملْه شبَّ على.. حُبّ الرضاع وإنْ تفطمْه ينفطمِ.

وقد لاقتْ النفس عناية قرآنية واسعة تكاد تشكل بمجموعها عِلْما مستقلا متكاملا إذ وردت النفس فى ٢٩٥ موضعا تعددت بشأنها الدراسات والأفكار والآراء اللغوية والاعتقادية والروحية والسلوكية والتجريبية.

وهناك إشكاليتان تدور حولها معظم تلك البحوث والدراسات:

أولاهما أنواع النفس وأقسامها وهل هى واحدة ذات حالات أم متعددة؟ فهناك من يرى أحديتها وهناك من يرى أنها ستة أقسام، لكن الأظهر فى الاستعمال القرآنى أنها أنواع ثلاثة:

١. النفس الأمَّارة بالسوء، وهى التى انفلتت فيها قوة الشر واستعرتْ فتوجهت بصاحبها نحو إرادة الشر، ودفعته إلى مخالطة المعاصى وسلوك درب المهلكات والانقياد التام للشهوات والمنكرات: (إن النفس لأمَّارة بالسوء إلا ما رحم ربى).

٢. النفْس اللوَّمة، وهى الموزَّعة بين الخير والشر لا تستقر على حال، فتُغالب الشر والشهوات حينا وتسقط فيهما أحيانا أخرى، لكنها تُسارع إلى استحضار اللوم والندم والتحسّر عقب ذلك خشية وخوفا من عقاب الله، فترجع وتؤوب إليه بالتوبة والاستغفار إذ ليس لديها الإصرار على المعاصى والشرور: (ولا أقسم بالنفس اللوامة).

٣. النفس المطمئنة، وهى التى ارتقت بإرادة الخير والتقوى إلى أعلى مستوياتها واستقرت عليها فاستولت على زمامها مُغلقةً أبواب إرادة الشر مُبعدةً إياها عن دائرة التأثير والفاعلية والمنازعة، فباتتْ النفس هادئة مطمئنة فى توجهها ونزوعها التقويّ الخيري دون منازع:

(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مَرْضية فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى)

الثانى: هل النفس والروح شىء واحد؟

ما يظهر جليا من تأمل قوله تعالى: (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموتَ ويرسل الأخرى إلى أجل مُسمّى) أن النفس غير الروح لأن الروح لا تدركها الوفاة ولا الموت بينما تُتوفى النفس يوميا عند النوم ولو كانت هى والروح شيئا واحدا ما جاز أن ينسبها القرآن إلى الموت.

لذلك فالصواب أن النفس هى ما تخلَّقتْ من التقاء الروح بالجسد ذلك الامتزاج الذى شكَّل الذات الإنسانية والإنسان المعنوية والهوية الإنسانية بأحاسيسها ووجدانها ومدركاتها ونزعاتها وإرادتها.

وأنها هى شخص الإنسان المسئول المحاسَب بشقيه الجسدى والروحى، لذلك كانت موضع الخطاب الإلهى وكذلك الحساب والثواب والعقاب لكونها مجموع القوى الواعية بالإنسان (العقل والإدراك والإرادة) الموجِّهة لحركته وسلوكه وفكره.

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

رحلة البحث عن السلام الداخلي

في عالمٍ تتسارع فيه الأحداث وتزداد فيه الضغوطات يوماً بعد يوم، يصبح البحث عن السلام الداخلي أشبه برحلة مقدسة، يسعى فيها الإنسان للهروب من ضجيج الخارج ليجد صوته الحقيقي في الداخل. إن السلام الداخلي ليس حالة مؤقتة من الهدوء، بل هو توازن عميق ينبع من فهم الذات والتصالح مع الحياة كما هي، لا كما نرغب أن تكون.

ما هو السلام الداخلي؟

السلام الداخلي هو حالة من الرضا والسكينة، لا ترتبط بظروف خارجية بل تنبع من داخل النفس. هو القبول الكامل للنفس، بضعفها وقوتها، بأخطائها وإنجازاتها. إنه أن تكون في وئام مع ذاتك، حتى عندما لا يكون كل شيء على ما يرام.

لماذا نحتاج إلى السلام الداخلي؟

عندما يفقد الإنسان سلامه الداخلي، يصبح أسير القلق، والتوتر، والغضب. يفقد تركيزه، ويضعف إيمانه، ويتآكل شغفه بالحياة. أما من يمتلك السلام الداخلي، فإنه يرى التحديات فرصاً، ويتعامل مع الأزمات بحكمة، ويمنح من حوله طاقة إيجابية تنبع من عمق تجربته.

خطوات في رحلة السلام الداخلي

1. معرفة الذات

لا يمكن للإنسان أن يجد السلام ما لم يتعرّف على ذاته بصدق. معرفة نقاط القوة والضعف، فهم الدوافع والمخاوف، ومواجهة الحقائق دون إنكار، هي بداية الطريق نحو الطمأنينة.

2. التصالح مع الماضي

الألم، الندم، والذكريات المؤلمة، كلها أثقال تثقل كاهل النفس. المسامحة - للذات وللآخرين - هي المفتاح لتحرير النفس من القيود التي تعيق سلامها.

3. العيش في الحاضر

أغلب معاناتنا تأتي من اجترار الماضي أو القلق بشأن المستقبل. أن تعيش اللحظة، أن تقدر ما لديك الآن، هو سر من أسرار الطمأنينة.

4. ممارسة التأمل والامتنان

التأمل يساعد على تهدئة العقل والعودة إلى اللحظة. والامتنان يعيد توجيه البوصلة نحو الجوانب الإيجابية في الحياة مهما كانت بسيطة.

5. الإيمان والثقة بالله

مهما تغيرت الظروف، فإن من يؤمن أن هناك حكمة وراء كل ما يحدث، وأن الله لا يضيع عباده، سيشعر بطمأنينة لا يفهمها إلا من ذاق حلاوة التوكل.

وفي النهاية

رحلة البحث عن السلام الداخلي ليست قصيرة، وليست سهلة. لكنها من أنبل الرحلات التي يخوضها الإنسان. إنها ليست هروبًا من الواقع، بل مواجهة له بروح هادئة ونفس مطمئنة. وعندما يجد الإنسان هذا السلام، فإنه لا يعود كما كان، يصبح أكثر رحمة، أكثر اتزانًا، وأكثر قدرة على الحب والعطاء.

الآن هل أنت مستعد لتبدأ رحلتك للبحث عن السلام؟

اقرأ أيضاًفي مقال بإصدارة «آفاق الطاقة».. وزيرة البيئة توضح التكنولوجيا الحديثة لتدوير المخلفات الصلبة البلدية

في أسيوط.. زراعة الأشجار وغلق مقالب المخلفات الصلبة بحي غرب

مقالات مشابهة

  • 4 ملايين مستفيد من «يدوم الخير» في دبي
  • فين الروح .. شوبير يهاجم بيسيرو عقب وداع الزمالك لكأس عاصمة مصر
  • رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية: كل قوة نمتلكها بعيدًا عن الله زائلة
  • رحلة البحث عن السلام الداخلي
  • التليفزيون المصري يسجل حلقات جديدة من برنامج حديث الروح
  • عرض خاص لمسرحية مملكة الحواديت الاثنين المقبل احتفالًا بالقيامة وشم النسيم
  • الكلمة رونق‎
  • زينة الكنائس القبطية في أسبوع الآلام.. طقوس تتجاوز الشكل إلى الروح
  • انعدام الرغبة
  • عيد ميلاد جديد!