«أداؤها هادئ وقدراتها هائلة»، بهذه الكلمات وصفت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة الفنانة حلا شيحة، صاحبة الوجه الهادئ والصوت الرقيق والقدرات التمثيلية الكبيرة، استطاعت التسلل إلى قلوب المصريين والعرب، منذ أن قدّمها الراحل نور الشريف فى الدراما التليفزيونية بمسلسل «الرجل الآخر» فى عام 1999، كما حطمت المقاييس وربحت الرهان فى أولى عتباتها السينمائية حينما أعطاها المُخرج طارق العريان فرصة للمشاركة فى فيلم «السلم والثعبان» مع النجم هانى سلامة.

وتكشف «حلا»، فى حوارها مع «الوطن»، عن تفاصيل عودتها الفنية من خلال المشاركة بمسلسل «إمبراطورية ميم»، وعن كواليس تعاونها مع الفنان خالد النبوى وتجسيدها شخصية «مى» ورأيها فى محتوى دراما رمضان وجهود الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى تقديم موسم ثرى ومتنوع.

لماذا اخترتِ «إمبراطورية ميم» للعودة إلى الساحة الفنية من جديد؟

- لأننى أحببت فكرة «إمبراطورية ميم»، وأحب دائماً تقديم الدراما الواقعية التى تلمس قلوب المشاهدين وتدخل عليهم الفرحة بمعانى ولحظات فرح ومشاعر إنسانية صادقة، بالإضافة إلى حبى للعمل مع خالد النبوى، حيث تعاونا فى عملين من قبل، وأحببت خوض تجربة جديدة معه.

«النبوي» فنان موهوب وصاحب بصمة خاصة

هل عُرضت عليكِ أعمال للعودة إلى الفن قبل «إمبراطورية ميم»؟

- عُرضت علىّ أعمال عدة للعودة إلى التليفزيون ورفضتها، حتى جاءنى «إمبراطورية ميم»، وجذبتنى فيه شخصية السيدة المطلقة والأم المتفانية التى تلتقى بالفنان خالد النبوى، الأب لستة أبناء، وأعجبتنى فكرة تقديم الرواية فى مسلسل تليفزيونى، خاصة أننا متعلقان بالفيلم ونشاهده فى كل مرة نراه على التليفزيون، ورأيت أنها فرصة للعودة من خلال هذا العمل وأمام نجم كبير مثل خالد النبوى.

وكيف رأيتِ شخصية «مى» فى المسلسل.. وهل هناك تشابه بينكما؟

- «مى» قريبة من شخصيتى الحقيقية، فهى مُطلقة تتميز بخفة الدم، تمر بظرف ما، وأتمنى أن تكون تلك الشخصية خطوة مهمّة فى مشوارى المهنى، خاصة أن الشخصية بها الكثير من المفاجآت، ودائماً أحرص على تقديم شخصيات مُختلفة، فقدّمت قبل عامين فى «خيانة عهد» شخصية شريرة مع النجمة الكبيرة يسرا، وقدّمت الصعيدية فى «زلزال» مع محمد رمضان، وأتمنى أن أضع بصمة هذا العام بشخصية مى.

هل تخوفتِ من المشاركة فى مسلسل يُعد إعادة لعمل سينمائى قدّمته سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة؟

- لم أتخوف، فهنا الموضوع مُختلف تماماً، فبعيداً عن فيلم «إمبراطورية ميم» العظيم التى قدّمته من قبل فاتن حمامة، والعظيم أحمد مظهر، نحن نتعامل مع النص الأصلى للفيلم، فالأصل هو رواية للكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس، وفى الأساس بطلها رجل، والمسلسل هنا يتناول النص الأصلى، والأستاذ محمد سليمان عبدالمالك أعاد تقديم النص بشكل عصرى وملائم للحاضر، بما يحمله من مشكلات حالية، وأقول لجمهورى: «أتمنى يعجبكم المسلسل»، حيث نرصد من خلاله تفاصيل حياتية لعدد من المراهقين والشباب، وهناك بعض الاختلافات بين قصتى المسلسل والفيلم.

هل تأثرت مسيرتك الفنية بغيابك السنوات الماضية؟

- بالطبع تأثرت كثيراً، لكننى لا أؤمن بالفشل نهائياً، وأحمد الله أننى أشعر دائماً بأن الجمهور يشجّعنى على العودة وأشعر بحبهم ودعمهم وتشجيعهم، وفى نهاية الأمر أؤمن بأن القدر له دور كبير فى حياتنا، وكل مرحلة فى حياتنا بها الصعب وبها الحلو، الأهم أننا نتعلم من المراحل الصعبة التى نمر بها.

هل تشغل حلا شيحة بالها بالمنافسة فى الموسم الرمضانى؟

- لا أتنافس مع أحد، وكل ما أفعله هو التركيز على دورى والعمل الذى أقدّمه وكيف أقدّمه بأفضل صورة.

هل هناك أوجه تشابه بين المشكلات والتفاصيل التى يرصدها المسلسل بين الأبناء والآباء وبينك وبين أولادك؟

- بالطبع، فالتفاصيل كلها متشابهة، وكل أسرة لديها أطفال تواجه التحديات والصعوبات نفسها، وشخصيات أولادها المتباينة، التى تشكل تحدياً للأم والأب.

أم ديمقراطية وتتعامل مع بناتها كأصدقاء

وماذا عن علاقتك بأبنائك؟ هل أنتِ أم ديمقراطية أم صارمة؟

- «أم ديمقراطية جداً، خصوصاً بعد بناتى ما كبروا»، أشعر بمتعة جديدة معهن وآخذ رأيهن فى أمورى الشخصية وأستمتع بصحبتهن، وأجمل ما يميز علاقتى بهن أننا أصدقاء من الدرجة الأولى وأشعر أننى صديقتهن وأختهن قبل أن أكون أماً لهن.

كيف وجدتِ التعاون مع خالد النبوى وفريق الشباب فى المسلسل؟

- العمل مع خالد النبوى ممتع جداً، فهو فنان كبير وموهوب وله بصمته الخاصة، وعملنا معاً من قبل فى عملين، أولهما «تايه فى أمريكا»، والآخر مسلسل «راجعلك يا إسكندرية»، ووجود الأطفال فى اللوكيشن بشكل عام من أجمل الأشياء فى هذا العمل، فاللوكيشن ملىء بالحيوية والدفء الأسرى، وأظن أن ذلك منعكس على الشاشة.

وماذا عن التعاون مع المخرج محمد سلامة؟

- الأستاذ محمد سلامة مخرج لديه رؤية جديدة وعصرية، وسعيدة بترشيحه لى فى العمل، استمتعت معه فى المسلسل للغاية، وأكثر ما يسعدنى فى العمل أن محمد سلامة مُخرج سهل وبسيط ويستطيع إيصال المعلومة إلى الممثل بحب، والعمل معه مُمتع هو وكل فريق الإخراج والتصوير.

وما أكثر المشاهد صعوبة بالنسبة إليك فى «إمبراطورية ميم»؟

- المشاهد التى تحتاج مشاعر صادقة من القلب، لأنك كى تُخرج هذه المشاعر بصدق لا بُد أن تكون صافى الذهن و«عايش جوه معانى الكلام اللى انت بتقوله».

كيف ترين الموسم الرمضانى الحالى؟ وما أكثر الأعمال التى تودين متابعتها؟

- أنا سعيدة أولاً لأننى أشارك فى هذا الموسم، وأرى أن هناك أعمالاً مهمة وجميلة، وأرى أن «المُتحدة» استطاعت إنجاز خطة عرض متنوعة وبها مجهود كبير واضح، لكنى لم أرَ أى عمل حتى اليوم، لأننى مُنشغلة بالتصوير، وسأتفرّغ للمشاهدة بعد الموسم الرمضانى، وأتمنى النجاح لجميع زملائى.

حلا شيحة تستشير شقيقتها هنا في أعمالها الفنية 

هل تشاركين الأدوار المعروضة عليكِ مع أسرتك؟

- هناك بعض الأعمال بالطبع أستشير فيها إخوتى، و«هنا أكثر واحدة أستشيرها فى أعمالى، لأنها دارسة وشاطرة فى تقييم السيناريو والورق»، وفى النهاية أستشير أمى وأبى لأنى أحب رأيهما وأحترمهما و«باحب أتبارك بيهم».

بعد الخلاف الأخير والصلح بينكما.. ماذا تقولين لنقيب المهن التمثيلية أشرف زكى؟

- أحب الدكتور أشرف زكى للغاية، فهو أخ وصديق وأشعر بكم المسئولية الكبيرة المُلقاة على عاتقه، وأعلم حبه الشديد لهذه المهنة، فهو رجل مهنى من الدرجة الأولى، وأشكره أنه تفهم موقفى، واستقبلنى بقمة الحب والفهم، وشعرت حين ذهبت إلى النقابة بالترحيب الحار والاستقبال الدافئ من القلب، وشعرت بأن النقابة جزء مهم جداً فى حياة الفنان، فهى التى تدافع عنه، والمسئولة الأولى عن حقوقه، ولا بُد لأى فنان أن يهتم بالنقابة ويدعمها ويهتم بأمور زملائه.

وماذا عن خلافك مع النجم تامر حسنى، واتهامك بالتنصل من الفن؟

- أثناء تصوير فيلم «مش أنا» مع النجم تامر حسنى، لم تكن لدىّ أى مشكلة معه أو مع أغنية العمل، ونسيت الموضوع من الأساس، ولكن ما حدث وقتها قد يحدث مع أى امرأة غيرى، ولكن لكونى تحت الأضواء فهذا أثار الجدل، و«عمرى ما أتنصل من الفن، لأنه عملى ومهنتى، وبعيداً عن التمثيل، كيف أتنصل من الفن، وأنا ابنة فنان، الناس اللى سمعت منى أنا، ودول اللى مش عارفين، وعشان كده زعلوا، وعمر ما حد يقدر يرضى كل الأطراف مهما عمل ولا كل الناس هترضى عنك».

لمسات «المُتحدة» في الدراما واضحة

ما رأيك فى التعاون بين «المُتحدة وأروما» فى «إمبراطورية ميم»؟

- سعيدة بتلك الفرصة والعودة فى عمل من خلال الشركة المُتحدة وشركة أروما فى دراما رمضان، وسعيدة بثقتهما فىّ واختيارهما لى، وأتمنى أن أكون على قدر هذه الثقة، وإن شاء الله نُقدّم أعمالاً أكثر معاً فى العام المُقبل، وأشكرهما على الجهد الكبير ليخرج «إمبراطورية ميم» بهذه الصورة المُشرّفة للدراما المصرية.

هل سنرى «حلا» فى عمل سينمائى؟

- السينما عشقى الأول وأرى نفسى دائماً فى السينما، وإن شاء الله فى الموسم المقبل تروننى فى السينما، فنحن فى توقيت مناسب للعودة إليها، خاصة أنه أصبح هناك تنوع كبير وأسواق جديدة فُتحت.

ما حدث معى خلال الأزمة الأخيرة كان خارجاً عن إرادتى، وهناك بعض الزملاء الذين لم يتفهموا موقفى، ولديهم الحق، وأقدّم لهم الاعتذار، لكننى بالفعل شعرت بالحزن الشديد لوجهة النظر الخاطئة التى أخذوها عنى، وأنا شخصية ليس لديها أعداء فى العمل ولا خارجه، وبطبيعتى, ومن يعرفنى شخصياً يعرف أننى شخص مسالم، وصداقاتى كثيرة فى الوسط، أما الغيرة والمنافسة فهما أمر طبيعى وسيظلان موجودين وأعتبرهما دافعاً للإبداع، ما دام هناك حب واحترام متبادل.

 

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الدراما السباق الرمضانى المتحدة إمبراطورية ميم خالد النبوي إمبراطوریة میم خالد النبوى الم تحدة حلا شیحة من خلال من الفن فى عمل

إقرأ أيضاً:

إياد نصار: موضوع "ظلم المصطبة" معقد للغاية ومختلف عما قدمته من قبل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يواصل الفنان إياد نصار تصوير مسلسل ظلم المصطبة مع المخرجين محمد علي وعمرو موسى، والذي من المقرر بدء عرضه يوم 16 رمضان على قنوات المتحدة DMC والحياة وقنوات روتانا خليجية وإيه آر تي حكايات والظفرة وغيرها. 

ويعد المسلسل أحد الأعمال التي يترقبها النقاد والجمهور بشدة، ورغم أن العنوان قد يبدو غريبًا للوهلة الأولى، إلا أنه يحمل في طياته دلالات عميقة تعكس أجواء العمل الذي تدور أحداثه في  مدينة إيتاى البارود بمحافظة البحيرة، من خلال قصة مشوّقة تناقش العادات الاجتماعية والتقاليد العرفية التي يتم الحكم بها في المجتمع الريفي، ليقدم العمل رؤية مختلفة للحياة في الريف المصري.

وقال إياد إن موضوع المسلسل معقد للغاية ومختلف عما قدمه من قبل، فكل شخصيات المسلسل تعرضو لظلم من المجتمع حيث تعاقبهم الأعراف وليس الظلم الذي يعاقب عليه القانون لذلك أتى اسم المسلسل من المثل الشائع " ظلم المصطبة ولا عدل المحكمة".

وأكد أن "المصطبة" في القرى مكانًا للجلوس، ولكنها في هذا العمل تعد شاهدًا على الحكايات والصراعات داخل المجتمعات الريفية، في إطار قصة درامية تمزج بين الحكايات الرومانسية والتشويق الاجتماعي صاغها المؤلف أحمد فوزي صالح في أول تعاون يجمع بينهما.

وأضاف أنه يلعب خلال المسلسل شخصية حسن عبد الودود الذي سجن لسبع سنوات ويخرج منه ليواجه من ظلموه، مؤكدا أنه يحب هذا النوع من الأعمال الفنية التي تطرح تساؤلات هامة وقضايا تهم المجتمع على الرغم من صعوبتها وتعبه من تقديم الشخصيات المركبة إلا أنه  شخصيا ضد فكرة الأحكام المطلقة ولا يحب جلسات المصطبة والنميمة التي في نهايتها حكم على البشر.

وأكد نصار أن المسلسل يناقش هذه القضية المهمة، فكرة الاقتراب من الخطأ حتى لو لم ترتكبه فالمجتمع يحاسبك عليه وكأنك أخطأت تماما، وخاصة النساء أكثر من يتعرضن لهذا الظلم المجتمعي وهذا الشئ يحتاج إلى وقفة وهذه الأعراف تحتاج إلى مراجعة.

وأشار إياد أن جميع من في العمل يبذل مجهود كبير كي يخرج المسلسل بأفضل صورة ممكنة رغم ضغط العمل في شهر رمضان إلا أنهم حريصون على الاهتمام بأدق التفاصيل ويتمنى أن ينال العمل إعجاب الجمهور. 

ومسلسل "ظلم المصطبة" يشارك في بطولته مع الفنان إياد نصار كل من ريهام عبدالغفور وفتحي عبدالوهاب وبسمة، وأحمد عزمى، ومحمد على رزق وعدد آخر من الفنانين وضيفىّ الشرف دياب وأحمد فهيم، مسلسل ظلم المصطبة ينتمى لنوعية أعمال الـ15 حلقة، ومن تأليف أحمد فوزى صالح وسيناريو وحوار محمد رجائي وإسلام حافظ وإخراج محمد على وعمرو موسي، وإنتاج شركة united studios.

مقالات مشابهة

  • إياد نصار: موضوع "ظلم المصطبة" معقد للغاية ومختلف عما قدمته من قبل
  • زنزانة 65.. دراما الألم والأمل بين التوثيق والمقاومة
  • بدءاً من 16 رمضان.. مواعيد عرض "حسبة عمري" والقنوات الناقلة
  • حلا شيحة بالحجاب: رمضان شهر الخير والمغفرة
  • 80 باكو.. دراما نسائية تقتحم عالم صالونات التجميل وما وراءها
  • منذر رياحنة: صراعي مع مصطفى شعبان مليء بالإثارة في حكيم باشا.. فقدان ابني سبب تحول الشخصية.. وبنات همام يكشف خبايا وأسرار ريا وسكينة| حوار
  • التهامي: الفن الحقيقي يبقى ويعيش عبر الزمن
  • جوهر الواقع الاجتماعي في دراما المسلسلات
  • رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب في حوار لـ«البوابة نيوز»: مقترح إدارة مصر قطاع غزة «فخ» لن نقع فيه.. تهديدات ترامب بإيقاف المعونة العسكرية لا يمس اتفاقية السلام مع إسرائيل
  • دراما رمضان 2025.. نجوم الظل يخطفون الأضواء