رغم فوائدها الصحية.. اكتشف الجانب المظلم لحمية البحر الأبيض المتوسط
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
ربما تكون قد سمعت من قبل عن الفوائد الصحية المتعددة لحمية البحر الأبيض المتوسط، ومن المحتمل أن يكون خبراء التغذية نصحوك باتباعها على نحو خاص إذا كنت ترغب في فقدان الوزن، أو إذا كنت تعاني من حالة صحية مزمنة مثل أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم، أو حتى إذا كنت سليما صحيا تماما وترغب فقط في الحفاظ على صحتك وعيش حياة صحية على المدى الطويل.
لكنك، ربما قد لا تجد أحدا يحدثك عن الأضرار الصحية لهذه الحمية، فالشائع فقط هو الحديث عن فوائدها وأهميتها. لذا تابع قراءة السطور التالية للتعرّف على أضرار حمية البحر الأبيض المتوسط.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4هل تريد قلبا سليما؟ إليك 4 حميات غذائيةlist 2 of 4كيف تعود إلى النظام الغذائي بعد فوضى العطلات؟list 3 of 4مشروبات الكيتونات لإنقاص الوزن.. مكمل غذائي أم خدعة تسويقية؟list 4 of 4هل قيمة السعرات الحرارية على المنتجات الغذائية دقيقة أم خادعة؟end of list ما حمية البحر الأبيض المتوسط؟خلال منتصف القرن الـ20، لاحظ الباحثون أن بعض البلدان في منطقة البحر الأبيض المتوسط يتمتع سكانها بعدد من الفوائد الصحية المميزة، والتي منها: تسجيل معدلات منخفضة من الإصابة بالأمراض المزمنة، بالإضافة إلى تسجيل أعلى متوسط للعمر بين الأشخاص البالغين على الرغم من محدودية فرص الحصول على الرعاية الصحية.
وتوصل الباحثون إلى أن الحالة الصحية الجيدة لسكان هذه الدول يعود إلى نظامهم الغذائي. وفي عام 1993، قدمت كلية هارفارد للصحة العامة، وصندوق الحفاظ على الطرق الصحية التقليدية وتبادلها، والمكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية، الهرم الغذائي لدول البحر الأبيض المتوسط كدليل استرشادي للمساعدة في تعريف الناس بالأطعمة الأكثر شيوعا في المنطقة.
وتم تصنيف هذا النظام الغذائي على أنه نظام غذائي نباتي في المقام الأول. ويشتمل بشكل أساسي على تناول الحبوب الكاملة وزيت الزيتون والفواكه والخضروات والفاصوليا والبقوليات الأخرى والمكسرات والأعشاب والتوابل. ويتضمن هذا النظام أيضا تقليل تناول منتجات الألبان والبروتينات الحيوانية، ويعتمد في الحصول على البروتين من خلال تناول الأسماك والمأكولات البحرية.
على مدى 6 سنوات متتالية، وُضع النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط على رأس قائمة أفضل الأنظمة الغذائية التي تصدرها مجلة "يو إس نيوز آند وورلد ريبورت" (U.S. News & World Report). ويوضح تريستا بيست، مختص التغذية، لموقع هيلث لاين: "يعتبر النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط صحيا لأنه يركز على الأطعمة الكاملة الغنية بالعناصر الغذائية ويحد من تناول الأطعمة المصنعة والمكررة، والتي غالبا ما تحتوي على نسبة عالية من الدهون غير الصحية والسكريات المضافة والملح".
ورصد الباحثون والأطباء العديد من الفوائد الصحية لنظام البحر الأبيض المتوسط، ويسرد موقع هيلث لاين بعضا من هذه الفوائد على النحو التالي: تحسين جودة النوم، وتقليل الالتهاب الذي يعود إلى أن الأطعمة التي يتضمنها هذا النظام غنية بمضادات الأكسدة وغيرها من المركبات المضادة للالتهابات، انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب، تقليل خطر الإصابة بالخرف، وخفض احتمالات الإصابة بسرطان البروستاتا، تعزيز الصحة العقلية، وزيادة العمر.
الوجه السيئ لحمية البحر الأبيض المتوسطيشير موقع ميدلاين بلس إلى أن هناك بعض المخاوف الصحية المحتملة المرتبطة باتباع حمية البحر الأبيض المتوسط، منها أن اتباع هذا النظام قد يزيد من وزن بعض الأشخاص بدلا من فقدان الوزن، وقد يكون ذلك نتيجة لتناول زيت الزيتون والمكسرات والبذور التي يمكن أن تسهل تناول المزيد من السعرات الحرارية بشكل يفوق احتياج الشخص.
قد يُعاني الأشخاص الذين يداومون على اتباع هذا النظام أيضا من انخفاض مستويات الحديد لديهم، والذي من المفترض أن يتم الحصول عليه بسهولة من خلال تناول اللحوم الحمراء. لكن حمية البحر الأبيض المتوسط تقوم على تجنب اللحوم الحمراء بدرجة كبيرة. لذا، إذا كنت ترغب في اتباع هذا النظام الغذائي، فيجب أن تحرص على تناول بعض الأطعمة الغنية بالحديد أو فيتامين سي، الذي يساعد الجسم على امتصاص الحديد.
قد يعاني الشخص الذي يتبع هذه الحمية أيضا من انخفاض مستويات الكالسيوم وفيتامين "دي" بسبب تناول كميات أقل من منتجات الألبان. فيكافح بعض متبعي هذا النظام من أجل تلبية احتياجاتهم من الكالسيوم، نظرا لأن منتجات الألبان ليست أساسية في هذا النظام الغذائي.
كذلك، ورغم كون الدراسات تشير إلى أن النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط قد يقلل من خطر الإصابة بالسكري ويدعم التحكم بشكل أفضل في نسبة السكر في الدم، إلا أن بعض الأشخاص المصابين بالسكري قد يحتاجون إلى المزيد من الحرص أو بعض الإرشادات الإضافية عند اتباع هذا النظام الغذائي.
ونظرا لتركيز حمية البحر الأبيض المتوسط على الحبوب والفواكه والخضروات، بما في ذلك الخضروات النشوية، فقد تحتوي الوجبات على نسبة عالية من الكربوهيدرات. ومن المهم لمرضى السكري تناول كمية ثابتة ومضبوطة من الكربوهيدرات على مدار اليوم لتجنب ارتفاع نسبة السكر في الدم أو انخفاض السكر بشكل خطير. لذا، يجب في هذه الحالة العمل مع اختصاصي تغذية لمساعدة الشخص في تخطيط نسبة الكربوهيدرات المناسبة لوجباته ضمن إطار النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط.
من الانتقادات التي وجهت إلى هذا النظام أيضا أن الأطعمة التي يتضمنها ليست في مقدور الجميع توفيرها وتناولها، صحيح أن هذا النظام لا يحتوي على أي أطعمة من علامات تجارية باهظة الثمن أو مكملات غذائية خاصة؛ لكن بعض المستهلكين في كثير من الدول، قد لا يستطيعون تحمل تكلفة بعض الأطعمة التي يتضمنها بما في ذلك الأسماك والبذور والمكسرات وزيت الزيتون. فمثلا، تميل المأكولات البحرية الطازجة إلى أن تكون أكثر تكلفة من البروتينات الأخرى.
والأزمة هنا هي أنه يجب أن يتم اتباع هذا النظام بشكل كامل، حيث تدعم الأبحاث الفوائد الصحية لنمط الأكل على الطراز المتوسطي وفقا للأطعمة المختلفة التي يتضمنها. ومزيج هذه الأطعمة هو الذي يبدو وقائيا ضد الأمراض، حيث إن الفائدة ليست قوية عند النظر إلى الأطعمة أو العناصر الغذائية المدرجة في النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط بشكل منفرد، لذلك من المهم عدم الاكتفاء بإضافة زيت الزيتون أو المكسرات إلى النظام الغذائي الحالي للشخص، ولكن اعتماد الخطة بأكملها، وهو ما قد يكون صعبا وغير متوفر في بعض الحالات.
رغم الفوائد السابق ذكرها، تشير مجلة نيوزويك إلى أن مجلة نيو إنغلاند الطبية قد تراجعت عن دراسة حول فوائد النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط، والتي نشرت في عام 2013. وكانت الدراسة قد زعمت أن الأشخاص الذين تناولوا نسخة من هذا النظام الغذائي كانوا أقل عرضة بنسبة 30% للإصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية، وذلك مقارنة بأولئك الذين تناولوا نظاما غذائيا آخر.
لكن مؤلفين الدراسة اعترفوا لاحقا أن الأنظمة الغذائية المخصصة للمشاركين في الدراسة لم تكن عشوائية بشكل صحيح في بعض الحالات. وأوضح الدكتور ميغيل أنخيل، من كلية الطب بجامعة نافارا، وهو المؤلف الرئيسي للدراسة، للنيوزويك أن هناك عيوبا وصفها بكونها "طفيفة" في التوزيع العشوائي تؤثر على نحو 14% على الأكثر من المشاركين. ويُشير أنخيل إلى أن هذا التراجع لا يعني أنه ينبغي رفض نتائج الدراسة بالكامل، أو أن النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط ليس مفيدا.
مضيفا أن اتباع نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي هو أفضل وسيلة للوقاية من أمراض القلب. وهذا يتوافق مع مجموعة واسعة جدا من الأبحاث المنشورة. لكن التراجع هنا قد يشير إلى أن هذه النسبة المذكورة قد تقل إذا تم ضبط التوزيع العشوائي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات النظام الغذائی للبحر الأبیض المتوسط حمیة البحر الأبیض المتوسط هذا النظام الغذائی الفوائد الصحیة إذا کنت إلى أن
إقرأ أيضاً:
كيف يؤثر الصيام على الجسم والعقل؟ اكتشف الفوائد والتحديات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعد الصيام من أهم أركان الإسلام في شهر رمضان، وله تأثيرات عميقة على الجسم والعقل، ورغم أن الصيام يساهم في تعزيز الجانب الروحي لدى المسلمين، إلا أنه يحمل أيضًا تأثيرات ملحوظة على الصحة النفسية والجسدية، وتقدم لكم “البوابة نيوز” كيفية تأثير الصيام على صحة الجسم والعقل من خلال عدة نقاط رئيسية:
التأثيرات الجسدية للصيام:تحسين صحة الجهاز الهضمي: يساعد الصيام على منح الجهاز الهضمي فترة راحة، حيث يقلل من الحمل على المعدة والأمعاء، مما يسمح لها بالاستشفاء، كما يساعد على تنظيم عملية الهضم وتحسين امتصاص العناصر الغذائية.
تعزيز عملية حرق الدهون: الصيام يساهم في تقليل مستويات السكر في الدم، مما يعزز من قدرة الجسم على حرق الدهون المخزنة للحصول على الطاقة، ويؤدي ذلك إلى تحسين مستويات الطاقة في الجسم ويساهم في فقدان الوزن الزائد إذا تم اتباع نظام غذائي متوازن.
تحسين مستويات السكر في الدم: يساعد الصيام على تنظيم مستويات السكر في الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في مستويات الأنسولين، مما يساهم في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري.
دعم صحة القلب: أظهرت بعض الدراسات أن الصيام يمكن أن يساهم في تقليل مستويات الكوليسترول الضار (LDL) والدهون الثلاثية، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
تحسين صحة الجهاز المناعي: يساهم الصيام في تقوية الجهاز المناعي من خلال تحفيز عملية التخلص من الخلايا التالفة واستبدالها بأخرى جديدة، مما يعزز قدرة الجسم على محاربة الأمراض.
التأثيرات النفسية للصيام:تعزيز التركيز الذهني: مع التعود على الصيام، يصبح العقل أكثر وضوحًا وتركيزًا، حيث أن الجسم يعتاد على العمل باستخدام الطاقة المخزنة، مما يؤدي إلى تحسن مستوى التركيز والانتباه.
تقليل مستويات التوتر والقلق: يساعد الصيام على تعزيز مستوى الهدوء النفسي والروحي، حيث أن الابتعاد عن الروتين اليومي يساعد في تقليل التوتر العصبي، وكذلك الالتزام بممارسة العبادات مثل الصلاة والدعاء يساهم في تحسين الشعور الداخلي بالسلام والطمأنينة.
تنظيم النوم وتحسين الجودة: يمكن أن يحسن الصيام من نوعية النوم، خاصة إذا تم التعود على الاستيقاظ مبكرًا للسحور والنوم في وقت مناسب بعد صلاة التراويح، كما يساعد الصيام في إعادة التوازن البيولوجي للجسم، مما يساهم في تحسين ساعات النوم وجودته.
تعزيز الشعور بالانضباط الذاتي: يساعد الصيام على تعزيز قوة الإرادة والانضباط الذاتي، حيث يتعلم الأفراد كيفية السيطرة على رغباتهم وملذاتهم، مما ينعكس بشكل إيجابي على صحتهم النفسية.
تقوية العلاقات الاجتماعية: يُعد رمضان فرصة لتقوية الروابط الاجتماعية بين الأفراد، حيث يتجمع المسلمون على الإفطار، مما يعزز من الشعور بالوحدة والتعاون والتضامن.
التحديات التي قد يواجهها البعض:الشعور بالتعب والإرهاق: قد يعاني البعض من نقص في الطاقة، خاصة في الأيام الأولى من الصيام، نتيجة التكيف مع فترات طويلة من الامتناع عن الطعام والشراب.
التغيرات المزاجية: يمكن أن يؤدي الصيام إلى تقلبات مزاجية بسبب انخفاض مستويات السكر في الدم، مما يسبب التوتر والعصبية لدى البعض.
الصداع وألم الجسم: قد يشعر البعض بالصداع أو آلام خفيفة في الجسم نتيجة لتغير العادات الغذائية والحرمان من بعض العناصر الغذائية الحيوية.