تسعى الجهات الحكومية إلى الاستفادة من أحدث الابتكارات وأفضل التقنيات الناشئة عبر جملة من الخطط كالبرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي، وبرنامج التحول الرقمي، والبرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي، التي تعد نقلة نوعية تدعم الأداء الحكومي المتقدم، وذلك بهدف تعزيز الإبداع والتميز، وتحسين الكفاءة والإنتاجية، وتنمية المهارات الشخصية للموظفين، إلى جانب اكتشاف فرص جديدة للتطوير والنمو، والتكيف مع التغيرات، والتغلب على التحديات والمخاطر.

وجاءت مبادرة الابتكار الحكومي محفزة وداعمة للابتكار والإبداع لدى الجهات الحكومية لتقديم مقترحات فاعلة تسهم في إيجاد حلول ذكية لتطوير الأداء الحكومي وزيادة كفاءته في كافة المجالات المتاحة؛ وذلك بهدف تقليص الوقت والجهد اللازمين لتقديم الخدمة مع الحفاظ على أعلى معايير جودة الخدمة وفاعليتها من خلال استخدام أنماط غير تقليدية وتوظيف التقنيات الحديثة الناشئة مثل: الذكاء الاصطناعي وسلسلة الكتل (Blockchain)، وإنترنت الأشياء، والحوسبة السحابية، وتطبيقات الواقع الافتراضي، وغيرها من الخطوات التي تعد نقلة نوعية تدعم الأداء الحكومي المتقدم.

وتطبق وزارة الأوقاف والشؤون الدينية تقنية الذكاء الاصطناعي (AI) وإنترنت الأشياء (IOT) بهدف إيجاد بيئة تحليلية للأنظمة التشغيلية الإلكترونية في الوزارة، حيث ينفذ هذا المشروع على ثلاث مراحل لمدة ستة أشهر، وتهدف المرحلة الأولى والأهم إلى إنشاء مستودع البيانات التي تُستقى من جميع الأنظمة التشغيلية بالوزارة، وتخزن في بيئة مثالية سهلة التنقيب والتحليل تسمى بحيرة البيانات.

أما المرحلة الثانية فتتعلق بإنشاء نظام تحليل البيانات المتعلق بالمساجد وملحقاتها باستخدام تقنية إنترنت الأشياء (IoT)، حيث يشمل هذا النظام متابعة ورصد البيانات التشغيلية للمساجد كالكهرباء والمياه وصيانتها باستخدام خوارزميات معدة مسبقًا. وتختص المرحلة الثالثة بإنشاء نظام خاص لإدارة الزكاة والصدقات.

وعملت هيئة الطيران المدني بالتعاون مع هيئة تنظيم الاتصالات على تفعيل نظام بث الإنذار المبكر لبث إشعارات إلكترونية تحذيرية خاصة إلى جميع الهواتف النقالة الموجودة في المنطقة المستهدفة والمشتركة في خطوط الاتصال المحلية، ويخضع هذا النظام لبروتوكول الإنذار العام الصادر من الاتحاد الدولي للاتصالات، والذي يربط بين نظام بث الإنذارات لدى المشغلين (CBC) ونظام النشر والتحذير.

وتقدم بلدية مسقط برنامج النباتات الذي يتيح التعرّف على خصائص النباتات الموجودة في مشاتل البلدية كمعرفة ألوانها، والأمراض التي تصيبها، ومواسم وأماكن نموها إضافة إلى عرض صور لها، إلى جانب تقنية الطائرات ذاتية التحليق لرصد الأودية.

واستثمرت جامعة السلطان قابوس في تقنية الاستشعار عن بعد لإجراء مشروعات بحثية عديدة مثل إمكانية استخراج الألماس في محافظة الباطنة وتحليل البيانات الجغرافية المكانية للنظام الإيكولوجي في منطقة بر الحكمان، وتحقيق التنمية المستدامة في قطاع مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في محافظة مسندم والمحافظة على بيئة الجبل الأخضر.

وقامت وزارة التراث والسياحة بتطوير مشروعات الواقع الافتراضي مثل: مركز ساس لمحاكاة الواقع الذي يشجع على استخدام التقنية في التعريف بالثقافة والبيئة العمانيتين، إضافة إلى تطوير عدد من تطبيقات الهواتف المحمولة التي تساعد السياح على اكتشاف المعالم السياحية في سلطنة عمان كدليل السياحة الجيولوجية في مسقط لتسويق المناطق والمعالم السياحية.

وتمثل البوابة التعليمية التابعة لوزارة التربية والتعليم مرجعًا لكل من المعلم والطالب وولي الأمر، كما وفرت الوزارة الألواح التفاعلية الذكية التي تستخدم عادة في الجامعات والكليات، وبلغ العدد الإجمالي للألواح الذكية 5200 لوح، إضافة إلى 500 جهاز للعرض التفاعلي في جميع المحافظات، وذلك بهدف الحصول على المعرفة والمعلومات لإعداد جيل يحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع، من خلال تحسين عمليات التعليم والتعلم في البيئة المدرسية ومن أجل التأقلم مع مجتمع عمان الرقمي.

وفعّلت جامعة السلطان قابوس مختبر ليزر مكوّنا من خلايا شمسية عالية الحساسية في قسم الكيمياء بجامعة السلطان قابوس لدراسة التفاعلات الكيميائية والفيزيائية فائقة السرعة التي تتم في مليون مليار جزء من الثانية، وهو ما يساعد على دراسة الخصائص الكيميائية والفيزيائية للمواد الجديدة المستخدمة في بناء أشباه الموصلات المعدلة في الخلايا الشمسية، كما سيوفر المختبر للطلبة فرصة التدرب على مجموعة واسعة من أدوات البحث العلمي.

ويستخدم القطاع الصحي في سلطنة عمان أحدث التقنيات لدعم تطوير المنظومة الصحية، كمشروع الملف الصحي الشخصي الذي يُعرف بتطبيق شفاء ويقوم بعرض البيانات الصحية للمريض في مختلف المؤسسات الصحية بطريقة سلسة وبسيطة باستخدام الرقم المدني للمريض، ويسمح بحفظ وتبادل المعلومات الطبية بين المريض والطبيب المعالج، بالإضافة إلى نظام أجيال الإلكتروني (النظام المركزي لتسجيل المواليد والوفيات) الذي يقوم بإخطار مراكز الأحوال المدنية بأي حالة ولادة أو وفاة تحدث بالمستشفيات إلكترونيا، وبعد استيفاء البيانات والمتطلبات يتم إصدار شهادات الميلاد والوفاة عن طريق بيانات المستخدمين في أجيال.

وتشرف وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات على تطوير المشروعات التقنية في قطاع النقل، حيث تعمل على استثمار التقنيات الناشئة لتطوير القطاع وتسريع الخدمات ورفع جودتها، وتشمل مشروع التوصيل بالطائرات المسيرة للمناطق الداخلية في محافظة مسقط التي يصعب التوصيل لها (الخيران، ويتي، وينكت، والسيفة)، واستخدام تقنية chat GBT في تطبيقات خدمة الزبائن للمركز الوطني للفضاء والتقنية المتقدمة والذكاء الاصطناعي، إلى جانب استخدام الذكاء الاصطناعي في قراءة بيانات الخرائط القديمة وتحويلها إلكترونيا، ومشروع تقنيات الذكاء الاصطناعي في النقل.

وعززت شركة نماء لخدمات المياه من استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في عدادات المياه الذكية التي تعمل على جمع وتحديث القراءات بشكل لحظي ومستمر باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، كما أنها تتحسس مشاكل التسريب والإمدادات لتصل للمستخدم في إشعارات عبر الهاتف، كما تجمع العدادات بيانات استخدام المياه في جميع أنحاء سلطنة عمان ليعاد استخدام هذه البيانات الضخمة في الحلول الذكية الجديدة مستقبلا، وطورت الشركة بالتعاون مع شركة أن إي سي عمان نظاما متخصصا لمراقبة عمليات التدفق المنتظم لشبكة المياه، الذي يستخدم البيانات للكشف عن أي تسرب في الشبكة، وذلك عن طريق ربطها بنقاط الاستخدام الفعلي لشبكات المياه، والإبلاغ عنها من خلال نظام إدارة بيانات العداد (MDM).

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی الأداء الحکومی

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة سوهاج: مستشفى طب الأسنان الجديد نقلة نوعية في الخدمات الطبية والتعليمية

 أكد الدكتور حسان النعماني رئيس جامعة سوهاج، أن التجهيزات النهائية بمستشفى طب الفم والأسنان بالمقر الجديد للجامعة تسير على قدم وساق، استعداداً لافتتاحه قريباً، مشيراً إلى أن المستشفى  من أبرز المشروعات التعليمية الطبية بالجامعة، وأحد واجهاتها الهامة في تقديم أعلى مستوى من جودة التعليم والرعاية الصحية لأبناء محافظة سوهاج وكافة محافظات الصعيد بالمجان.


جاء ذلك خلال جولته التفقدية بالمستشفى، حيث رافقه الدكتور إسلام عامر، عميد كلية طب الأسنان، وعدد من مسؤولي الإدارة الهندسية بالجامعة، لمتابعة أعمال التجهيزات النهائية.


وأوضح النعماني، أن المستشفى يمثل نقلة نوعية في مجال تعليم طب الأسنان ورعاية المرضى، في إطار خطة الجامعة لاستكمال وتطوير المستشفيات الجامعية، بما يساهم في تقديم رعاية صحية متكاملة، بالإضافة إلى تدريب الطلاب عملياً على أحدث الأجهزة والتقنيات في هذا المجال، لافتاً إلى أن المستشفى تبنى وفق أحدث المعايير العالمية، وتتكون من 6 طوابق، تشمل بدروماً، وطابقاً أرضياً، و4 طوابق متكررة، وتضم 32 عيادة تخصصية، منها 8 عيادات مجمعة، و13 عيادة تشخيصية، و12 عيادة علاجية بأجر، كما تضم 300 كرسي أسنان، مما يعكس حجم التطور الكبير في الخدمات الطبية المقدمة.


وأضاف النعمانى، أن المستشفى تضم أيضاً 4 معامل محاكاة مبتكرة للفم والوجه والفكين لتدريب الطلاب، بالإضافة إلى 15 معملاً تخصصياً تغطي كافة مجالات طب الأسنان، مما يعزز من كفاءة العملية التعليمية ويؤهل الطلاب لاستخدام أحدث التقنيات في مجال طب الأسنان.
 

مقالات مشابهة

  • حَوكمة الذكاء الاصطناعي: بين الابتكار والمسؤولية
  • علامة HONOR تكشف عن استراتيجيتها المؤسسية الجديدة التي تسعى من خلالها لإتمام انتقالها إلى شركة متخصصة في نظام الأجهزة الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي
  • البوابة الموحّدة للخدمات الحكومية.. نقلة نوعية في تسهيل الوصول إلى الخدمات الحكومية
  • محافظ بورسعيد: ضرورة إحداث نقلة نوعية في ملف النظافة
  • ثورة الذكاء الاصطناعي في الصين.. DeepSeek يثير جدلا في القطاع الطبي
  • معارض وشركات الذكاء الاصطناعي في ملتقى الشارقة الرياضي
  • Alexa+.. قفزة نوعية في الذكاء الاصطناعي.. أبرز ميزات المساعد الذكي الجديد من أمازون
  • رئيس جامعة سوهاج: مستشفى طب الأسنان الجديد نقلة نوعية في الخدمات الطبية والتعليمية
  • عاجل| «الصحة» تُعلن بدء استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الكشف المبكر عن الأورام
  • OpenAI تكشف عن نموذجها الجديد: قفزة نوعية في معالجة البيانات